أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة















المزيد.....

المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى الفكر والسياسة:
فى حضرة العلم والفكر والثقافة
المرايا والنوافذ
المرايا والنوافذ فى الثقافة والسياسة
المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة

فى مقال له منذ ما يقرب من نصف قرن كتب يقول:" قد تظهرنا المرايا بوصفنا شعب الله المختار، وقد تظهرنا بوصفنا ورثة لتراث عظيم لسنا جديرين به، أما النوافذ فقد تفتح أمامنا عالماً يموج بالفرص وبالأمل، أو قد تظهر لنا عالماً من الأخطار والعداوات التي تتربص بنا في كل خطوة، ومن خلال تداخل المرايا والنوافذ نحدد علاقتنا بالذات وبالآخر". هكذا، لا ينبغى لك تضخيم الذات وتصغير الآخر، ولا تكريس عجزك الإنسانى فى مقابل تفوقه المفترض، وإنما يأتى موقفك من الذات والناس والوجود من خلال رؤية عقلية متوازنة وموضوعية، ولعل هذا ما قصده د. إسماعيل سراج الدين بما كتب.
وللمرايا فى تراثنا الثقافى حضور مميز كما للنوافذ، ولقد عالج الأمر بعد سراج الدين بسنوات الناقد الكبير د. عبدالعزيز حمودة "1937-2006" فى كتابيه "المرايا المحدبة"، و"المرايا المقعرة – نحو نظرية نقدية عربية"، فى المرايا المحدبة، فإن المرء لا يرى غير ذاته المتضخمة، فيظن أنه أنجز ما لم ينجزه أحد ويتصاغر فى نظره الآخرون، وفي المقعرة، تصغر صورته فيشعر بضآلة حجمه تجاه الآخر، وينصاع له أو لنتاجه الفكرى كما التابع مسلوب الإرادة. عبدالعزيز حمودة الذى أشغل مكتبه ومقعده الذين شغلهما من قبل فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حين كان رئيساً لها، كانت رؤيته متجهة بالأساس نحو النقد والأدب العالمى، وإن لم تخل من تماس وتقاطع مع رؤية ثاقبة، كما سراج الدين، للثقافة والفكر والمعرفة وشُغْل العقل.
أما عن النوافذ، نوافذ العقل والفكر والمعرفة، فلعل المفكر والناقد العالمى الكبير إدوارد سعيد "1935-2003" الذى ربما التشابه فى تجربته وتكوينه مع المفكر الكبير إسماعيل سراج الدين أكبر مما يمكن حصره، لولا تفوق جانب العلوم التجريبية لدى سراج الدين، أقول إن إدوارد سعيد حاول كما سراج الدين فتح نوافذ للرؤية لم تكن معبدة من قبل، فقد تجاور فيها وتكامل البعد والتكوين العربى مع الأنجلوساكسونى، ليفتح نافذة للرؤية تتحلل من قيود الهوية وإن احتفظت بعمقها ومعانيها، لتتجاوز حدود الخصوصية المعرفية والثقافية نحو اعتناق رؤية إنسانوية Humanistic وظفت أفكار عصر التنوير واستخدمت الميراث الفكرى للغرب فى كشف وهم تفوقه عما عداه من ثقافات وأفكار. إنها نوافذ إدوارد سعيد التى توجه رؤيته للعيش والوجود والثقافة الإنسانية الواحدة مهما تعددت وتكاملت روافدها، ولعلها هى نفسها رؤية إسماعيل سراج الدين التى أهلته ليجعل من مكتبة الإسكندرية كما يقول دائماً "نافذة مصر على العالم، ونافذة العالم على مصر". ألم أقل لك من قبل ان للمرايا كما للنوافذ حضور مميز فى تراثنا الثقافى المعاصر.
وهكذا هى المرايا والنوافذ فى حضرة العلم والفكر والثقافة، ولم تكن السياسة يوماً فى مبعدة عنهما، إذ كانت حاضرة تطل على استحياء وفى تردد تبحث بينهما عن مكان لها أو ظلال، إذ السياسة وفى كل المرايا ومن كل النوافذ، ماهى إلا منتج ثقافى فى مظانها الأولى، وعليها أن تحل مشكلاتها المجتمعية على أسس ثقافية لاتهاويم ومغالطات كما هو حالها فى بلادنا.
ومن أجل ذلك، كنا فى ضيافة مكتبة الإسكندرية المبهرة بفضل جهد وفكر رئيسها الفذ إسماعيل سراج الدين، اتفق أو اختلف معه أو عليه، لكنه قيمة مصرية تضع أقدامها على أرض المكتبة وتتطاول معها الأعناق لتجاوب آفاق الفكر والمعرفة العالمية، كنا زمرة من المهمومين بالعلم والفكر والثقافة، من المجلس الأعلى للثقافة، والمجمع العلمى، ومجمع اللغة العربية، لجنة الثقافة العلمية، ولجانها الفرعية. تحلق حول سراج الدين صاحب الدعوة باعتباره مستشار رئيس الوزراء للثقافة والعلوم والفنون كوكبة من الكبار أعضاء مجامع الخالدين والخبراء، منهم الأساتذة الدكاترة: حافظ شمس الدين عبد الوهاب، محمد عبدالرحمن الشرنوبى، نبيل على، مصطفى فهمى، محمد رجائى الطحلاوى، سامية عبدالوهاب، ليلى موسى، ماجدة عبد العزيز، سامية سند، عبد العزيز كمال، منير أبوالعلا، وأ. أشرف عبدالرءوف، ولظروف صحية ألمت به غاب عنا بالجسد وكان معنا بروحه الوثابة وعطائه الذى لاينفد المثقف الكبير أ.د. محمود المناوى المقرر الحالى للجنة الدائمة للثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، وكان معنا من هيئة المكتبة ومستشاريها ومديريها قامات رفيعة مثل المستشار محمد عبدالعزيز الجندى عضو المجمع العلمى وزير العدل الأسبق، والدكتور يسرى الجمل وزير التعليم الأسبق، د. محمد الفحام، د.خالد عزب، د. ياسر الشايب، د. هشام جابر، وغيرهم ممن يشتعلون نشاطاً وحركة فاعلة من خبراء اللغويات والصوتيات والترجمة الحاسوبية التى تفوقت فيها المكتبة على برامج جوجل العالمية، فى الترجمة من العربية وإليها من لغات العالم عبر الوسيط اللغوى الحاسوبى UNL.
إستضافنا سراج الدين لوضع تصور لخطة عمل نشر الثقافة العلمية عبر كل مجامعنا وجمعياتنا العلمية والثقافية، إذ الثقافة العلمية فى الأساس منهج وطريق فى التناول لايعرف للخرافة أوالتعصب طريقاً، ولعلها هى السلاح الأمضى فى مواجهة التخلف والتطرف والعدوانية. الثقافة العلمية مرآة طبيعية لا تعرف التهويل ولا التهوين، ولا تقيس بمعايير التقعير والتحديب فتغيب عن مجتمعها حقيقة الأحجام والمقاييس الطبيعية للناس والأشياء والأفكار والبرامج. الثقافة العلمية هى طريقنا لتعبيد طرائق الفكر والمعرفة والتفكير بالاستنارة والعقل. هى مرآتنا المتعادلة لذواتنا وللآخر مهما كانت معاملات اختلافه وتنوعه، وهى نافذتنا التى تتسع للرؤية المنصفة، تنشد مجتمع المعرفة والمعلوماتية بما تعنيه من ضوابط العقل والفكر وموضوعية التناول بلا تحيز أو تعال أو تضاؤل، وهى التى تساعدنا على تجاوز الأفق المعرفى الضيق والنسق الشعبوى المحدود للدين والعلم ومعطيات العصر، وتنفتح على الأفق الأوسع للفكر الإنسانى فى مظانه الأرحب. الثقافة العلمية هى وسيلتنا لقراءة الواقع المعيش وفهم تحدياته والتطلع لآفاق مستقبلية أبعد. الثقافة العلمية هى الحد الفاصل فيما يمكن اعتباره مطلقاً وماهو نسبى بالأساس، والذى يمكن من خلاله فهم أبعاد المجتمع العلمى الجديد كما ننشده فى آلياته ونواتجه ومعطياته وتوجهات سياساته.
لقد تحول العالم فى العقود الثلاثة الأخيرة من الأيديولوجيا إلى التكنولوجيا، ولا سبيل لنا لفهم ذلك العالم الجديد إلا بالثقافة العلمية التى وحدها تمكننا من العيش فيه والبقاء جزءاً من سياقه المتقدم ومنظومته الفاعلة. وعلى السياسة إذا أرادت حل مشاكلها، أن تستجيب للعلم، ولا وسيلة للجمع بينهما دون مرايا توسع من دوائر الرؤية، ونوافذ تفتح آفاقاً للأمل وتجنبنا المخاطر والعداوات.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوبها الأخضر رَفّت الشمس ثقوبه
- الأعدقاء الأمريكان وسياسات الأقل كفاءة
- بريسترويكا جديدة من برج القاهرة
- إكشفوا الذئاب قبل محاربة الإرهاب
- ست شخصيات تبحث عن مؤلف
- أن تكتب عن جمال عبد الناصر
- لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا
- مصر بين سياسات الاحتواء وتجسيد الفكرة
- هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟
- إتجاه مصر نحو الشرق ضرورة استراتيجية
- رؤية المفكر وحيرة النخبة: لويس عوض دراسة حالة
- لئلا يرقص البيض مع الحجارة
- حكومة محلب والعقل المؤسسى المفقود
- المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى
- بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة
- الأزهر ينعى ويشجب ويغط فى سبات عميق
- سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد
- هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة