أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد














المزيد.....

سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك منصف ينكر على رئيس الوزراء إخلاصه وتفانيه فى العمل، وأيضاً ليس هناك فى كل علوم الإدارة الحديثة مايتفق مع منهج حكومته فى الكيفية التى يؤدى بها العمل، إذ الدول لاتدار بحسن النوايا أو سياسات الجرى فى الشوارع ولاتدار بالقطاعى ورزق يوم بيوم، وهذا بعينه مايفعله المهندس إبراهيم محلب ويدفع الوزراء ويحفزهم عليه. الفارق بين العمل الميدانى الذى يراه محلب والذى ينبغى أن يكون مناط مسئوليات كوادر المتابعة والتنفيذ الميدانى من المحافظين ورؤساء الأحياء فى إطار تخطيط شامل ورؤية متكاملة وخطة حاكمة MASTER PLAN يتم تنزيلها على المستويات الإدارية الأدنى كل فيما يخص قطاعه على شكل تكليفات محددة ACTION´-or-OPERATIONAL PLAN ويتم الرقابة عليها فى إطار زمنى دقيق ومحدد، وتتابع تنفيذى وتقرير دورى يحدد مدى التقدم فى العمل ونسب الإنجاز ومعوقات العمل أو طوارئ الأشغال ومتطلباتها، وبما يسمح للوزراء بوقت أكبر للتخطيط ومتابعة العقل المؤسسى لوزاراتهم وتقسيم العمل والإبداع والإبتكار فى إيجاد حلول غير تقليدية لمشاكل تقليدية قائمة ومستديمة، بمعنى أن وظيفة المستويات الأعلى من الحكومة هى التخطيط المؤسسى والرقابة العامة الشاملة على التنفيذ وليس المتابعة اليومية إلا من خلال مساعدى ومعاونى الوزراء والمحافظين ورؤساء الشركات والهيئات والإدارة المحلية.
الإلتقاء مع الجماهير أمر جيد ومطلوب للوقوف على أخطاء العمل أو التقصير وتحجيم الخلل فى القطاعات قبل استفحاله وأيضاً ضرب الفساد، لكن هذا كله له آلياته المنظمة فى علوم الإدارة الحديثة التى تحدد مفاهيم وفلسفة وآليات الإدارة المؤسسية والمنهج العلمى الذى ينبغى إتباعه. مشكلة هذا النمط الحالى من الأداء الحكومى هو أنه يرتجل الإدارة أو يتعامل معها باعتبار قواعدها OPTIONS غير ملزمة أو غير ضرورية، فيقوم بالإجتهاد فيما لاينبغى الإجتهاد فيه، ويعرض المؤسسة أو الوزارة أو الحكومة للدخول فى دوائر التجريب غير العلمى والذى تكون نتائجه فى الأغلب الأعم غير مرضية ولا محققة لأهداف النمو، ناهيك عن التطوير والتحديث والإستجابة للمتغيرات وحاجات الجماهير، ومن أسف أن هذا هو السائد فى أغلب مؤسساتنا العامة. لذلك لم يكن من قبيل الرفاهة أن أبدع العالم مفاهيم وآليات الإدارة بالجودة الشاملة T.Q.M. أو إعادة الهندسة للمؤسسات والهيئات والشركات والوزارات والحكومة للوفاء بمرونة التحرك من التخطيط إلى التنفيذ إلى المتابعة التى غالباً مايكون لها إدارات وتنظيمات وقواعد فاعلة ومتخصصة.
أقول ذلك مع إحترامى للحكومة ورئيسها والأغلب منهم زملاء وأصدقاء ومعارف، وأعترف أيضاً أن رئيس الحكومة يتحمل مالاطاقة له به جراء هذه السياسات التى يظلم نفسه وحكومته بها، وليس فى معنى ماأقوله إنكار نجاحات هنا أو هناك، أو جهد مبذول ورغبة مخلصة، ولا أتفق أيضاً مع من يرى الحكومة بمنظار البطء أو الفشل أو غياب الأفق السياسى والعقل المؤسسى، وأرى أن لدينا عدداً وإن كان محدوداً من الوزراء يدير مسئولياته بالمنهج العلمى المفترض تطبيقه فى كل مؤسساتنا، لكننا نواجه تحديات الداخل والخارج غير مسلحين برؤية شاملة وتخطيط عام يفيان بطموحات وحاجات شعب أجهدته الظروف العامة ومتطلبات الحياة التى ينبغى أن تكون حرة وكريمة. ولايمكننا أن نتحول من حالة الكفاف إلى حالة الكفاية إلا من خلال العلم والمنهج السليم وآاليات التخطيط الإستراتيجى الذى تغيب عنا شواهده فى ممارسات الحكومة وأدائها. والقضية أبداً ليست فى الشخوص وحدهم، إنما فى السياسات والتوجهات وآليات التنفيذ وكيفية الأداء.
ولنعترف أن الدولة فى مجملها العام تستعيد عافيتها، ولاننكر نجاحات مؤسسية فى رأس الدولة خارجيا باستعادة دور مصر وصورتها كقوة فاعلة إقليمياً ودولياً، وداخلياً بالقدرة على الحشد العام لمشروعات قومية طموحة وواعدة، لكننا لانستطيع أن نغفل أنه ينقصنا الكثير الذى ينبغى أن يتواكب مع هذا الزخم ويدفع بطموحات الناس إلى الأمام، وتفعيل دور الوزارات فى الخروج بقطاعات كبيرة من الشباب من حالة الإحباط ومخاصمة الدولة، أين وزارة الشباب من هذا؟ وأين مؤسسات التعليم والثقافة؟ أين المبادرات المبدعة والخطط المحفزة والبرامج المستهدفة لحل التناقض بين الشباب والدولة؟ إن نجاح قواتنا المسلحة وقطاعات الشرطة فى محاصرة وتحجيم الإرهاب فى سيناء ينبغى أن يقابله عمل سياسى نشط يجفف منابع الإرهاب فكرياً ولوجستياً. عمل يحتشد له الأزهر والأوقاف والثقافة والإعلام والتعليم، وأن تكون هناك رسائل يومية مركزة تحارب منطلقات الإرهاب الفكرية وأخطائها وخطاياها، وتعيد النظر فى خطط المواجهة التى لاينبغى أن تكون أمنية فقط، بل عمل سياسى مخطط ومنظم فى الشارع والمدرسة والجوامع والزوايا والكنائس والجامعة والتليفزيون والراديو والصحافة، ولا أعرف ماذا ينتظر الأزهر حتى يتحرك فكرياً وثقافياً فى كل الإتجاهات حتى لانفاجأ بانفجارات كتلك بجوار دار القضاء العالى التى تشير إلى قصور فى التفكير والتدبير وليس الإجراءات والسياسات وحدها. وحتى نضع الوطن فى مكانه المأمول لايكفينا حسن النوايا ولا الجرى فى الشوارع والأداء الذى يفتقد الأفق السياسى المطلوب.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا
- عندما صفق الأمريكان لمصر والسيسى فى كازابلانكا 1/2
- إنها الجمهورية الرابعة ياطارق
- إعادة إعتبار المحكمة الدستورية
- ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد