أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.














المزيد.....

الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.
جعفر المظفر
يرفض إتحاد القوى الوطنية, وهو التجمع النيابي الذي تكون في البرلمان العراقي من تآلف قوى (سنية), التدخل الروسي في الساحتين السورية والعراقية على السواء دون أن يقف أمام العوامل المختلفة التي تجعل من وحدة الموقف إزاء هذا التدخل مسألة متهافتة .
رغم أن داعش تمثل خطرا إقليميا متصاعدا في كلا الساحتين السورية والعراقية مما يفترض وجود شركاء مضادين لهذا التنظيم يفترض أن تجمعهم وحدة الهدف على وحدة الصف, إلا أن الأمر لا يتحدث عن نفسه على هذه الشاكلة, وهو أمر طبيعي نظرا للتباينات السياسية في كلا الساحتين.
في السياق الطبيعي سيبدو موقف هذه التجمعات من قضية التدخل الروسي منسجما مع نفسه لو أنه خضع أيضا إلى ذلك التباين, فصار مع الموقف الروسي في الساحة السورية وضده في الساحة العراقية, جاعلا نفسه بمنأى عن الإتهام بتبعيته للموقف السعودي والقطري والتركي.
يفسر المتحدثون عن التنظيمات العراقية الرافضة للتدخل الروسي في الساحة السورية موقفهم هذا كونه ناتجا سياقيا لرفضهم نظام بشار الأسد القمعي وكأنه ذا طبيعة أخلاقية عابرة للمكان والزمان. ونفهم أن هذا الولع المبدئي الأخلاقي الصوفي العذري الذي يقدم نفسه من خلال تأييد مطلق لقضايا الشعوب هو الذي يمنعهم عن تأييد التدخل الروسي في سوريا بغض النظر عن ما يمكن أن يؤدي إليه هذا التدخل من فوائد على صعيد المواجهة مع داعش في العراق.
نحن نعلم أن داعش تحتل المناطق (السنية) في العراق وعلى رأسها محافظات اساسية كالأنبار ونينوى وصلاح الدين, وهي الآن تشبع أهلها قتلا وتدميرا وتهجيرا وتخلفا ووحشية بما يرتب النضال ضدها كأولوية ويجعل أهل إتحاد القوى وغيرها من التنظيمات (السنية) في مقدمة المستفيدين من أية سياقات أو معطيات من شأنها أن تضعف هذا التنظيم الإرهابي المتوحش.
هكذا سيبدو الأمر حينما يتم حسابه على ضوء المعقول السياسي والأخلاقي الذي يهتم كثيرا بترتيب الأولويات. لكننا سنلمس العكس تماما حينما نستمع إلى تصريح رئيس تجمع إتحاد القوى في البرلمان العراقي (أحمد المساري) وهو يفسر لنا ماهية رفض الإتحاد للتدخل الروسي في سوريا فنفهم أن هذا الرفض قد تأسس على غيرة إنسانية على الشعب السوري لأن التدخل الروسي أتى لنجدة نظام الأسد القمعي.
لنتذكر جيدا أن (المساري) يمثل جماهيره العراقية (السنية) التي هي الآن الضحية الأساسية لهيمنة داعش على ثلث الأراضي العراقية بما يجعله أخلاقيا وقانونيا مع اي جهد يستهدف أو ينتج منه, تخليص هذه الجماهير من مظلمتها الكبيرة, سواء, بشكل مباشر أو كنتيجة عرضية . معنى ذلك ببساطة أن على المساري أن يرتب إنحيازاته, لهذه القوة أو تلك, على الساحة السورية أو العراقية, على ضوء ما يمكن ان تقدمه تللك القوة من فوائد لصالح حركة تحرير المناطق العراقية التي تحتلها داعش, وهذا يعني تماما أن يتعاطف المساري مع تدخل روسيا في سوريا دون أن يوجب عليه ذلك إنحيازا مثيلا على الساحة العراقية, خاصة إذا ما أُرْفَق مع ذلك الموقف نصفه الآخر الذي يشير إلى التضامن مع نضال الشعب السوري في موقفه الرافض لقمع النظام والمتطلع للحفاظ على الدولة السورية بغياب حاكمها بشار الأسد.
عراقيا الأمر مختلف دون أدنى شك. هنا القوة (الدولية) التي تتصدى لداعش هي قوة أمريكية بشكل رئيسي. دخول روسيا على خط الصراع سوف يزيد الموقف تعقيدا. ومع كل التحفظات التي تنال من مصداقية وحماسة الموقف العسكري الأمريكي بشأن القتال ضد داعش فإن الضغط العراقي للحصول على مصداقية وحماس أمريكي أكثر لا يتم من خلال دعوة قوة دولية أخرى للدخول على خط الصراع العسكري, لأن المسألة الدولية, بكل تناقضاتها, لا يمكن مطلقا تجاهلها بهذا المنحى وبالتالي تجاهل تأثيراتها على المعركة ضد داعش, ولهذا فإن اي تدخل روسي في العراق سوف يزيد الموقف السياسي والعسكري تعقيدا, وتكون أضراره أكثر من فوائده إن لم يأتي في سياق التنسيق المسبق مع التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.
من ناحية أخرى, سيكون من السهولة جدا إستيعاب شرعية وقانونية موقف إتحاد القوى الرافض للتدخل الروسي في العراق كونه متأسس أيضا على الموقف الرافض للتدخل العسكري والسياسي الإيراني في الشأن العراقي, وهو موقف سنرى تفسيره معكوسا إزاء تأييد (التحالف الوطني الشيعي) للتدخل الروسي في العراق كونه يتأسس أيضا على تبعية بينة للموقف الإيراني المتحالف مع روسيا.
إن مأزق القوى (الشيعية والسنية) العراقية في موقفيهما من التدخل الروسي في الساحتين السورية والعراقية ينطلق من ذات الخلل السياسي والأخلاقي, ألا وهو التبعية والذيلية الإقليمية والدولية على حساب الموقف الوطني. ففي حين يمكن فهم موقف القوى الشيعية العراقية من التدخل الروسي في سوريا على أساس ما ينتجه هذا الأخير على صعيد إضعاف قوة داعش فإن إسقاط هذا الموقف ميكانيكيا على الساحة العراقية, اي من التدخل الروسي, لا يمكن تفسيره بمعزل عن وجود ولاءات إقليمية إيرانية متعدية على الولاء الوطني. وكذلك هي الحال مع إتحاد القوى, الذي لا يمكن تفسير موقفه المعادي للتدخل الروسي في سوريا بمعزل عن تبعية بيِّنة للمحور السعودي التركي القطري.
أما الولاء الوطني فالواضح أنه لم يعد له محل من الإِعراب بين الأَعراب



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الحضارات .. فخ منصوب فلا تقعوا فيه
- في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن
- الناسخ والمنسوخ ... حل أم معضلة
- شرف ما بين النهرين وشرف ما بين الفخذين
- ثقافة الدولنة ونظرية المؤامرة والموقف من قضية الهجرة
- العبادي ليس راسبوتين العراق وعصاه ليست قادرة على أن تخلق الم ...
- في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي
- عن الحشد الشعبي .. حذاري من التعميم والتعويم ومطلقات التقييم ...
- دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.
- شهيد الجرف المالح
- الدعوة لتشكيل قيادة موحدة وعلنية للتظاهرات
- علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
- في الدين والسياسة والميكافيلية
- تقرير لجنة الزاملي الخاص بضياع نينوى
- رسالة من الجماهير العراقية في فرجينيا وواشنطن العاصمة
- المالكي في ضيافة خامنئي
- الإصلاح , إيمان به أم من أجل منع الإنفجار.
- حينما يدخل الميل في المكحلة ستثبت الرؤيا ويقوم الدليل
- أزمة الكهرباء هل هي أزمة تقنية أم أزمة سياسية
- الطائفية الرقمية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.