أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وطنية مختلفة















المزيد.....

عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وطنية مختلفة


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد الجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ؟ 3
الطريق المضني نحـو وطنية مختلفه

مع الحلقة الثانية من حديثي هذا، بدات الاسئله المستغربه والمتفاجئة تتوالى علي، محاولة استكناه اسباب فتحي لملف هذه الشخصية الان بالذات، وماالغرض؟ ذلك نبهني لمسالة جوهرية تحيط بهذا التناول غير المتوقع من الجميع، ومني انا ربما، فمع انني كنت اضمر نية الكتابة عن "عبدالجبار الكبيسي"، الا انني لم اكن اتصور ان عزمي هذا سيبدا تنفيذه الان وفي هذه اللحظة من لحظات تاريخ العراق والمنطقة، كنت اعتقد ان مشاريع فكرية اخرى احرى بالتناول والانجازالسريع، واقول اكثر، انني امسكت بالحاسوب وبدات اكتب كانني مدفوع من قوة خفية هي التي تحركني وتصنع افكاري، لابل وتفتح امامي النوافذ نحو غرض كنت احس انه يزداد تبلورا وتجسيدا مع كل صفحة، لابل وكل فقرة اكتبها، الى ان بدات اشعر بانني لااكتب عن شخصية وحسب، ولا عن صديق ورفيق درب عزيز رحل، بقدر ماكنت اغوص في عالم واطار يمنح حضور هذا الانسان معنى اخرغير ظاهر، ظل يكتنف حياته ونضاله وطبعهما هو ومن رافقوه وعاشوا ايامه وواكبوا مسيرته.
اكثر من هذا كنت اجد نفسي مهتما باطار من المتغيرات صار واجبا ابرازه، اطار يتعدى الاشخاص الى الفترة او المرحلة التاريخية، باعتماد منظور وسردية "البحث عن الاليات" الوطنية بعد زمن تبني "الايديلوجيات" التي سادت خلال الفترة من اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وبالاخص مع انهيار السلطنة العثمانية، والحرب الاولى، والاحتلال الاستعماري المباشر، والثورة الروسية، وصولا لاكتمال قوام وشكل المرحلة بظهور الاحزاب الحديثة، وغلبة "الوطنية الحزبية" الايديلوجية المستعارابتداء من الثلاثينات من القرن المنصرم.
انتهت تلك الفترة من التاريخ الوطني الحديث في الستينات، وبهذا يكون حضورها الفعال قد دام لقرابة ثلاثة عقود اوحت خلالها بمشروع حداثي على مستويي الدولة والثقافة والحياة عامة، وكمثال فان الحزب الشيوعي انتهى فعليا عند ذلك التاريخ، وحياته وفعاليته ختمت مع الانشقاق الذي انفجر في ايلول عام 1967 وقيام تجربة الكفاح المسلح، الامر الذي حفز وسرع اتمام الترتيب الدولي الذي هيأ لاعتلاء البعث الصدامي السلطة في 17 تموز 1968 ،ومثل هذا التقدير يتناقض كليا بالطبع مع مايتبناه من تبقوا في مواقعهم يرددون "قال ماركس" و"قال لنين" وهم في "الشنافية" و" عفج" او " الدغارة"، يدعون استمرار صلاحية الشيوعية والحزب الشيوعي فيذكرون ب"الملل"، او"الطوا ئف" التي تستمر موجودة في بلادنا لمئات السنين، مع انها تكون خارج التاريخ، فقدت حيويتها وفعاليتها، ولم تعد متصلة باي حقيقة حية حتى بالمقاييس التقريبه الوهمية الاولى، فالعراق اليوم بلد ريعي انتاجيته صفر، محطم في جميع المجالات، يسير الى الوراء، ممزق طائفيا ومناطيقيا وقوميا، لايعرف صناعة ولازراعة،نهراه اللذان شكلا سماته الحضارية على مر التاريخ، فقدا اثرهما بعدما تحولا الى سواقي شبه جافة.
والمشكلة الاكبرتنبع من غروب مرحلة وانهيارها، قبل ظهور وتبلورملامح الحقبة التي تعقبها،ألأمر الذي يجعل من سلوك وعمل من يمثلون الصيغة او الشكل القادم من الافكار واساليب العمل والمقاربات والتفكير، متنازعا مابين هيمنة مفاهيم الماضي وسطوته، وبين ضرورات، ومحاولات الخروج عليه، كما قد تتجلى عمليا من خلال نماذج وشخصيات لاشك ان "عبدالجبار الكبيسي" من ابرزها، وثمة سواه اخرين، قد اكون انا منهم، وقد جئت من تجارب مضطربة يكنفها التناقض والمغامرة القصوى والغموض والخطا والصواب، بحكم الرمي في المجهول، بمقدمها تجربة الكفاح المسلح في اهوار"الغموكة والدواية"، ومنها تجربة عملي في صحافة الحزب الشيوعي بعد خروجي من السجن، اقصد "الفكر الجديد" و "طريق الشعب" مابين 1972/1974، ثم حملي راية"الديموقراطيين المستقلين" علنا بعد قيام "الجبهةالوطنية والقومية التقدمية" عام 1973 كما عبرت عنه مجلة " الثقافة" التي يصدرها الكتور صلاح خالص بنشرها مشروعي " لتوسيع الجيهة"، هذا غير تجربة "الحزب الماركسي اللينيني"، وكلها محاولات خرق السور النهائي الذي انتهت له تجربة الحداثة الحزبية، بعد ان تجلت في حكم حزب عقائدي قومي مسروق من من قبل نواة عائلية قرابية، توفرعلى اداة الحكم التقليدية تاريخيا في العراق حيث السلالات الحاكمة فيه، ماخوذة بهوس الحصول على الريع، كي تؤمن القدر اللازم من الاستقلال عن ضغط المجتمع الشديد الوطاة من الاسفل عليها، بفعل طبيعته التكوينية التي لاتخترق ولا ترضخ، بما يتجسد في شبه استقلال دائم لمجتمع "لادولة " ديناميكي، وبدل التجارة الريعية التي كانت تؤمنها التوسعات الامبراطورية، واضفت على "الدول المدن" العراقية المتسلطة خاصية امبراطورية، حل النفط وعوائدة المتعاظمة في العصور الحديثة، ليمنح الحكام "العقائديون"، السلاح الذي يحتاجونه للاستقلال عن المجتمع واختراقه.
لقد اخترنا طريقا وعرا لايمكن تبين نهايته، فاضطربت خطانا، ولم يكن معنا سوى دافع مبهم مزروع في دواخلنا، هو الفطرة الوطنية، فما كنا من الميالين لقراءة الكتب لل"ايمان" بنصوصها ولو بخلاف ماكنا تنفسناه او اختزنته قلوبنا وذكرياتنا من حكمة الواقع وقسوته وجماله، وكنا نؤمن ان هذا الخزين كبير وقوي وصادق الوقع، لكنه لايمنح اصحابه القدرة على اسكناه النهايات والحتميات المصطنعة والكاذبة، والمؤكد ان السير بدون ثقه بالنتائج او حتى الرغبة فيها احيانا، هو من اصعب صنوف المصائر في المنعطفات الفاصلة بين حقب التاريخ وقد انتهى وذوى فصل، ولم ينهض بعد فصل اخر.
كان " عبدالجبار الكبيسي" متميزا من بين فرسان هذا الحلم المضيع، وكان يفاجئني انا شخصيا كلما تقدم باتجاه "الخسارة" غير هباب ولاوجل، وكثيرا ماكنت اشبه مواقفه وردود افعالة بصفحة ماء بحيره لانعرف عمقها ونظل نحاول الوصول الى قعرها دون جدوى، وفي كل مسافة نغوصها في قلبها نفاجأ ونذهل، ففي زمن نفعية الانسان، يستحيل ان لانتوقع خارج الموت، مستوى من العطاء يتوقف عنده الانسان لكي يفكر بحياته ومصيره، والقلائل جدا في التاريخ هم من جازفوا لمرة واكثربكل شيء، مع ان البديل هو لاشي، فهل المرحلة او الحقبة التي توجهنا نحوها منذ حلول النهاية والهزيمة بعد مجي البعث العائلي للحكم متحالفا مع حزب "عزيز محمد"، هي مايمكن ان نطلق عليه مرحلة "اللامشروع"؟ ومن هو ذا، او من هم اولئك الذين يمكن ان يصبحوا طليعة ل " اللاوعد"، تلك قضية سوف نناقشها في امكنة اخرى بعد ان نتحرى العملية التي توقفنا عندها، بلا ادنى خوف، فمن جازفوا بكل شيء، لايخافون اعتماد " منطقهم" الذي ابتدعوه والجهر به، وهم يقيمون تجربتهم ويحاكمون مواقفهم.
حين قررت معالجة هذه القضية، وهذا النموذج الانساني والنضالي، لم اكن اريد اخفاء جهودي التي اواصلها على مدى سنين طويلة على طريق التاسيس لرؤية اخرى مضادة لخرائب السرديات والنظرات الايديلوجية البالية، والتي مازالت تلاك فقط لان نقيضها لم يتمكن بعد من وضع سرديته على الخارطة.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وطنية مختلفة