أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - هل أتاك حديث المؤامرة














المزيد.....

هل أتاك حديث المؤامرة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 15:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قصة المؤامرة هي أقصر الطرق لتفسير ما يجب تفسيره دون أن تفسر شيئا في نفس الوقت .. و المؤامرة أيضا هي أقصر الطرق للقضاء على أي منغصات لضمير الضحايا و السادة أيضا .. إنها الحل السحري , السحري بقدرته الهائلة و بمفعوله الكبير , و السحري بمعناها الوهمي المزيف , لكل شيء .. إنها أقصر الطرق إلى المراوحة , بل و حتى للعودة إلى الوراء .. إنها أقصر الطرق لنعود إلى حيث كنا .. يمكن أن نبدأ حديث المؤامرة بمزحة سخيفة , غبية , إلا لمن يرددها , و ما أكثرهم , و لأسباب واضحة جدا .. تقول تلك المزحة , أن استمرار نظام الأسد لأربعين عاما لم يكن إلا مؤامرة , هكذا لا يحتاج أحد لأن يتساءل : كيف استمر نظام الأسد بالفعل لأربعين عاما , هكذا نخفف من عبء الحقيقة عن ضحايا ذلك النظام , ليس أنهم صمتوا , و استسلموا , أربعين عاما لتلك العبودية الذليلة , ليس أنهم كانوا بصمتهم و خنوعهم مسؤولين أيضا عن ذلك المصير الذي بلغ ذروته في الهولوكوست الأسدي , كلا , كانت الأربعين عاما تلك مجرد "مؤامرة" .. لا يوجد حل أفضل من هذا ليبقي ضمير الناس مرتاحا .. اللافت , و الطبيعي جدا أيضا , أن نفس المبرر الذي يبرر سلبيتهم و استسلامهم طوال تلك الأربعين عاما , يريدهم اليوم أيضا سلبيين و خانعين "لقدرهم" مرة أخرى , ليبرر لهم اليوم أيضا استسلامهم و سلبيتهم تجاه سادتهم الجدد .. إذا لم يدرك الضحايا مسؤوليتهم المباشرة عن تلك السنين الأربعين , إذا لم يدركوا المساهمة الرئيسية لصمتهم و رضوخهم في استمرار عبوديتهم لأربعين عاما , فإنهم لن يحاولوا أبدا أن يتصرفوا بطريقة مسؤولة تجاه حاضرهم أيضا , أن يأخذوا مصيرهم بأيديهم .. فقط عندها يمكنهم أن يثوروا على ذلك الاستسلام و الخنوع داخلهم سيصبحون أحرارا بالفعل , من أي استعباد .. داعش أيضا مؤامرة , الهزيمة مؤامرة , أي تراجع مؤامرة , الطائفية , العسكرة , الأسلمة , سطوة الداعمين , الغرب , كل ما يمكن أن يقلق العقول المسترخية , أو غريزة السمع و الطاعة , كل ما يحتاج فهمه لتحطيم التابوهات و المحرمات , كل ما يحتاج فهمه لتحطيم الأفكار المسبقة و المفاهيم السائدة , كل شيء في النهاية سيصبح مؤامرة .. الضحايا يحتاجون لأن يستمروا بالحياة , و لا يمكنهم الاستمرار إلا إذا خدعوا أنفسهم , لحساب شخص ما ... إن نظرية المؤامرة هي في صلب إيديولوجية تكريس الضحية , او تضحية الضحية , او بشكلها الأكثر كوميدية و عبثية : تسمين الضحية .. حيث يتم تكريس شعور العجز عند الضحية , و حاجتها إلى "قوة خارجة عنها" , حاجتها إلى الله , إلى ديكتاتور , "عادل أو مستنير" , حاجتها إلى "هوية" تجمعها في قطعان تكرس الخنوع و السمع و الطاعة , حاجتها إلى استمرار الصمت عن كل المسكوت عنه , حاجتها لاسترضاء كل تلك القوى الخرافية و الوهمية بالصمت و إلغاء العقل و إلغاء فرديتها و التصرف بكل غباء و الاستسلام لسلطة قلة تزعم أنها تملك الخلاص كشرط مفترض للخلاص الموعود .. إيديولوجيا تضحية الضحية و فكرتها المركزية : المؤامرة , التي تصر على أن البشر مجرد أطفال صغار و عاجزين , يسهل خداعهم و التلاعب بهم و يحتاجون لمن يحيمهم و يأخذ بيدهم , هي العدو الحقيقي لانعتاق الناس ... إنها بإصرارها على أنهم ضحايا تريد تأبيد وضعهم كضحايا , بإصرارها على أنهم عبيد , تريد تأبيد عبوديتهم .. الأطفال الصغار في النهاية ليسوا مسؤولين عما يجري لهم .. كذلك البشر العاجزون , المعاقون .. إن إيديولوجية تضحية الضحية هي مجرد أداة أخرى لإنتاج بشر عاجزين و مقعدين , لإنتاج عبيد خانعين ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا
- التحليل النفسي للثورة السورية
- جدل مع رؤية عزام محمد أمين , عن السلوك المؤيد للطاغية
- عن التحليل النفسي لشخصية محمد - 2
- التحليل النفسي لشخصية محمد
- تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين
- اعتراف - رؤيا
- هوغو بول عن الدادائية
- مرة أخرى عن كرونشتادت - فيكتور سيرج
- فرانز مهرينغ عن باكونين , برودون , و ماركس
- عن الأسد , داعش , و الآخرين
- مجالس العمال - رابطة سبارتاكوس الشيوعية - 1947
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : مجالس العمال و اقتصاد المجتم ...
- كلمات واضحة - لكاتب مجهول
- على الأناركيين أن يقولوا ما يمكن لهم فقط أن يقولوه , للسيد د ...
- سوريا , و الشرق , إلى أين ؟
- كيف -تموت- الثورات
- جيمس هتشينغز : ما العيب في المدرسة ؟ ( الجواب : كل شيء )
- ورطة كبرى ( ماكينة العمل - الحرب )
- عرض لكتاب نوال السعداوي ( الوجه الآخر لحواء ) - ماجدة سلمان


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - هل أتاك حديث المؤامرة