أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - أصعبُ وظيفة في العالم














المزيد.....

أصعبُ وظيفة في العالم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 14:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"أمّي/ تقفُ على عتبةِ الدار/ عكّازٌ في يدِها/ تنتظرُ التابوتَ الذي أنا فيه/ تكشفُ الغطاء/ تمسُّ العينَ المُرخاةَ وتقول:/ كانت ابنتي خرساءْ/ يُفزعُها ضجيجُ العرباتِ والضوءْ/ فلماذا تركتموها حتى تموتَ كثيرًا/ هي ابنتي/ أعرفُها من ثقبٍ في الرئة/ وأنا/ أريدُ أن أغلقَ الباب!/ فشكرا للأصدقاء الذين لم يأتوا/ أجملُ المُعزّين الذين يغيبون..."
***
قامت إحدى الشركات الأمريكية بنشر إعلان عن وظيفة مهمة. وأجرى مندوب الشركة لقاءاتٍ حيّةً بالكاميرا عبر الإنترنت مع المتقدمين للوظيفة ليعرض شروط الوظيفة الخطيرة. بدأ المندوب اللقاء بإقراره أنها أهم وظيفة بالعالم، وأعطاها مسمّى: مدير العمليات. الوظيفة تحكمها مسؤوليات ومهام واسعة للغاية. أولها "الحركية"، فالوظيفة تتطلب أن يكون الشخص واقفًا على قدميه طوال الوقت، أو منحنيًا، فيجب أن يتمتع المتقدم لها بقدر وافر من اللياقة والعزم. انزعج المتقدمون وسألت واحدة: "كم ساعة تقريبًا في اليوم؟" فأجاب مندوب الشركة: “24 ساعة/ سبعة أيام.” فصُعِق المتقدمون. لا إجازات ولا دقائق للراحة مطلقًا! فسألته أخرى: “هل هذا قانوني؟"، فأجاب مندوب الشركة: “نعم.” فسألته: “هل هناك فرصة لتناول وجبة الغداء؟" فقال: “بعدما يُنهي العملاء والمدراء غداءهم.” فقال المتقدمون: “هذا جنون وغير إنساني!” فأردف المندوب: “هذه الوظيفة تتطلب مهارة فائقة في التفاوض ومهارات شخصية ممتازة أيضًا. نطلب شخصًا حاصلا على شهادة في الطب، وفي الاقتصاد، وفي العلاقات العامة والفنون. فالعملاء يحتاجون إلى اهتمام دائم ومتواصل وانتباه شديد. قد يتطلب منكم الأمر السهر طوال الليل مع المدراء. والقدرة على العمل في بيئة شديدة الفوضوية. ولو كانت لديكم حياة خاصة عليكم التخلي عنها من أجل الوظيفة. لا إجازات في الكريسماس، أو عطلة نهاية العام، والأعياد الرسمية ولا غيرها. ففي هذه الأوقات تتزايد ضغوط عملكم وعليكم أداء مهامكم وسيماء البهجة والسعادة بادية عليكم.” هتفت فتاة من المتقديمن للوظيفة: “هذا وحشي أو ربما نكتة سمجة للغاية!” وسأل آخر: “هل هناك فرصة للنوم على الأقل؟" فأجاب المندوب: “لا!” وسألت أخرى: “365 يومًا بالعام؟!” فقال: “نعم.” فهتف المتقدمون للوظيفة: “هذا غير منطقي ولا إنساني!” فأجاب المندوب: “لكن المعاني التي تحصلون عليها والشعور الذي يغمركم بمساعدة عملائكم لا يمكن وصفه.” ثم أردف: “والآن، دعونا نتكلم عن الراتب. الوظيفة لن تدفع لكم شيئًا على الإطلاق.” فضحك الجميع مستنكرين، وقالوا: “مستحيل أن نفعل كل هذا مجانًّا! هذا جنون!” فأجاب المندوب: “ماذا لو أخبرتكم أن هناك بالفعل من يشغل هذه الوظيفة الآن، بل هناك مليارات من المستوظفين حاليًا في هذه الوظيفة حول العالم؟"
هنا سألوا في نفس واحد: “مَن؟!”
فأجاب المندوب: “الأمهات.”
ضحك منهم مَن ضحك، وبكى منهم من بكى، وبُهِت منهم من بُهت. لكنهم أجمعوا قائلين: “نعم. معك حق.” “نعم، أمهاتُنا تعمل 24 ساعة يوميًّا، ولا تتقاضى أجرًا. أمي دائمًا موجودة، ولا تغيب. الآن، أفكّر بأمي، أفكر في كل الليالي التي سهرتها من أجلي. يبدو أنني لم أقدِّر جيدًّا ما فعلته من أجلي في طفولتي وصباي وشبابي. أقول لأمي: أحبك كثيرًا. وأشكر كل ما فعلته من أجلي مما لم أقدّره في وقته. كنتِ دائمًا موجودة كلما احتجتُ إليكِ. أمي رائعة. رائعة.”
***
* من قصيدة “أمي” | ديوان “قارورة صمغ” | فاطمة ناعوت | دار "ميريت" 2008

--



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط
- السراب
- وسيم السيسي... سُرَّ من رآك
- في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون
- فانوس رمضان
- درجة الإملاء: صفر
- -الحرف-... في المصري اليوم
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء
- رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي
- سلطان القاسمي... أحدُ أبناء مصر
- ليس بوسعي إلا السباحة ضد التيار
- قبل أن تُحبَّ صحفية
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!
- بعضٌ من الحلم لا يفسدُ العالم
- في أي دركٍ من النار يسكن الأوركسترا؟
- رسالة من فاطمة ناعوت للرئيس السيسي بخصوص تهجير المسيحيين


المزيد.....




- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - أصعبُ وظيفة في العالم