أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أجنحة حمام الدوح














المزيد.....

أجنحة حمام الدوح


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 00:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أجنحة حمام الدوح
نعيم عبد مهلهل

يسكنُ الحمام زاجلا كان أو أورفليلاً أو هنديا أبيضاً ، يسكن المسافات الزُرق لسماءٍ طويلة عريضة وهي تقف بشموخٍ أطيافها الزرق فوق سطوح البيوت ، وربما هذا الطائر النبيل وحدهُ من يشعرنا بجمال ما تحتوي الرسائل من كلمات والحاجة الى السلام وقت الحروب ، لهذا كان بيكاسو يقول : كنتُ أفكر أن ارجم الحروب بالورد لتموت ، لكني وجدتُ الحمامة البيضاء أكثر تأثيرا .
في الناصرية من يربي الطيور على سطح بيته دون أن يبيع أو يشتري كمتاجرة ومهنة ولكنه يصيد وينصاد ومنهم اخي ( رحمه الله ) الذي كان لديه برجا وخمسين طير حمام ، ومنهُ سمعت بكلمة ( حرب ) لأول مرة وكان المطيرجية يلفظوها ( حُرُبْ ) عندما يصبح صيد الحمام بينهم مباحا ولاتعود الحمامة لصاحبها الذي صُيدتْ منه إلا بثمن أو مقابل حمامة أخرى يختارها الصائد بحريته ، فيما يسمى من يبيعها ويشترها بمحل خاص فيها بمنطقة الصفاة يسمى ( الجمباز ) .وهي ذات المفردة التي كنا نطلقها على لاعب الجمناستك.
أما في الصلة بين الغرام والحمام فكنت قد عرفتها عبر عبارة حمام الدوح والتي تعني ظلال الشجرة الخضراء الوارفة فيكون الجمع بينهما أن يكون الحمام والظل والخضرة هو في خيال العاشقين اريكة الانتظار والمرأة الساحرة.
وهذا ابقى الحمام في مخيلتي صلة الوصل بالسماء البعيدة غبر نافذة القلب والامنية وتذكر وجه أخي الذي حملهً نعش الرحيل الى الديار البعيدة خلف ابعد المجرات حيث كنا في طفولتنا نعتقد أن الفردوس هناك.
يوم تعينت معلما في قرية تقع في العمق المائي لأهوار الجبايش كنت أرى الحَمامْ في فضاء الزرقة اليابسة ، وكنت أسأل إن كان هذا الحمام قادما من الجبايش حيث اعتادت المدن ان تكون اكثر من القرى رغبة في تربية طير الحمام ، وقلما رأيت بيتا من بيوت الحمام من يربي الحمام ويجنيه : فيكون الرد أن الحمام يأتي من امكنة اخرى .
ومرة اتى احد المعلمين ولأنه كان عاشقا ويحتاج ليرى حمامة بيضاء من حمامات الدوح تذكره بمن يهوى فقد بنى برجا صغيراً قرب المدرسة وجنى طيورا اغلبها من الحمام الهندي الذي كان مميزا في جمال ذيله حيث ينفشه فيبدو مثل راقصة البالية وكان لا تطير في معظم الاحيان لثقله ، ولكن المشرف التربوي في اول زيارة له أنتبه الى حمام الدوح الابيض وطلب من مدير المدرسة تهديم البرج ونقل الحمام الى خارج المدرسة.
لهذا المعلم أهدى حماته البيض الي بيت عامل الخدمة شغاتي ليجعل ولده مكسيم يعتني بها ولتسجل القرية التي تقع فيها مدرستنا اسم أول بيت فيها يربي الحمام ، فصارت تلك الحمامات الجميلة والناصعة البياض مصدر تغزل والهام لبنات القرية عندما يمرن مع قطعان الجواميس أمام بيت شغاتي ويشاهدن الحمامات مثل ضوء الثلج السيبيري يمنحن العيون مقاربة بمشية الدلال والغنج عند الانوثة العاشقة.
ذهب حمام الدوح بعيدا بالنسبة إليّْ . وظل بديل عنه دوح الحنين والخواطر الى المدينة السومرية والقرية البعيدة في عمق الاهوار التي لم تطل سعادتها مع عودة الماء والطيور.
والآن بدأ العطش من جديد ينشر ذكريات دمعة الامس وحتما الارض التي قصبها يابس وجواميسها بيعت للقصابين لحمام ابيض في سماءها.......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما
- معدان البيسبول
- بسكويت الجنة
- أقباط 24 قيراط
- هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!
- أيتماتوف وجميلة إبِحيدر
- مؤتمر السرياليون في الاهوار
- الحلقوم الاحمر
- داحس من دون الغبراء
- ذكريات مدرسة كمال جنبلاط
- غوايات الخبز الحافي
- عاشق جرمانا
- ليلة تشاجر السياب والبياتي
- جان جينيه ( العرائش والجبايش )


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أجنحة حمام الدوح