أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الدور السلبي للاسلام على العرب














المزيد.....

الدور السلبي للاسلام على العرب


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 22:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القومية، مفردة مشتقة من القوم، والقوم هم القبيلة، اي جماعة الناس المرتبطة بمشتركات اللغة والدم والتاريخ والمكان، ان مجموعة المشتركات هذه تولد وتوحد هاجسا بالمصير المشترك الذي يبرر مقولة انصر اخاك ظالما او مظلوما, ذلك يعني ان الحق عند القوم-القبيلة يتقرر وفق علاقات الانتماء وليس وفق معادلة العدل والانصاف.
لم يكن الاسلام يوما مكونا من مكونات القومية العربية ورافدا من روافد نشؤها، فالاسلام، رغم انه نشأ في بيئة عربية، لكن لا آياته ولا سوره تشير الى العرب كأمة او دولة او شعب، كما ان القرآن لم يخلد مآثرة للعرب ولم يتغن بامجادهم ولم يثنِ على تاريخهم مثلما فعلت التوراة او التموذ بالنسبة اليهود. على على العكس من ذلك، اعاب القرآن على العرب عاداتهم وتقاليدهم وعبادتهم وسخر منهم ونعتهم بالنفاق واسماهم بالاعراب وشتم كبارهم وحكم على ابطالهم وعلى سادتهم بعذاب جهنم.
الاسلام اسس لقومية اخرى غير تلك التي ترتبط برباط الدم او رباط اللغة او رابطة المكان، اسس لقومية دينية سميت امة، تشترك بعاملين، الدين والتاريخ، لكنه ايضا اتبع نفس المبدأ السائد عند كل القوميات: انصر اخاك ظالما او مظلوما، ليس لسبب هاجس المصير المشترك، فالمصير ليس واحدا لجميع المسلمين، اذ قسم في الجنة وقسم في النار، لكن لعصبية دينية تنتصر للظالم المسلم على المظلوم غير المسلم.
واذا كنا نفهم الدين كمجموعة لطقوس التعبد ونواميس للطاعة، فاننا نقصد بالتاريخ الطرق والوسائل التي من خلالها يتم فرض الطقوس وتطبيق النصوص على الشعوب وما ينشا عنها من الرويات الدينية المقدسة التي تخلق ابطالا واساطيرا ومعجزات وانتصارات وتنسج قصصا اسطورية عن الشجاعة والاقدام والايثار.
ان هذين العاملين، الدين والتاريخ، انتجا شعورا مختلفا بالانتماء عن ذلك الذي انتجته عوامل الانتماء لقوم العشيرة او للغة المكون الاساس للقومية، اذ ان الاسلام افقد اللغة العربية ملامحها القومية واصبحت لغة عامة، مثلها مثل الانجليزية اليوم، فهي وان نسبت الى الانجليز، لكنها تحمل ايضا ملامح شعوب عديدة ليس كلهجة فقط بل حتى اضافات لغوية ومفردات جديدة وطريقة لفظ مختلفة.
فاللغة العربية مفروضة ليس لان العرب يتكلمونها بل لان القرآن قد كُتب بها. كذلك تشتت العرب في الامكنة وضاعت فرصة بناء حضارة متميزة بهم، بصفتهم مجموعة انسانية لها ما يميزها وليس مجموعة تفقد ملامحها في مرجل الاسلام.
وعلى العكس من التصور القائل بان الاسلام قد اعز العرب، كان للاسلام دورا سلبيا في اضعاف الصلة بين العربي وبين تراثه.
ان مفردة (الجاهلية) التي اوجدها الاسلام، قللت من اهمية التاريخ القديم للعرب وكبحت الاحفاد عن البحث والتقصي لمعرفة اثار الاجداد.
فالجاهلية مفردة استخفت حد الاهانة بتراث العرب وفلكلورهم وحضارتهم ودياناتهم التي سبقت الاسلام، انه استفخاف اقرب شبها بالاهانة، قد خلق انعكاسا شرطيا داخليا عند العربي والاقوام الاسلامية يقترن باحاسيس المهانة والاحتقار لتاريخ العرب القديم لاقترانه بالكفر والشرك وعبادة الاصنام وبكل ما هو معيب.
واذا كان الاسلام في بداياته قد نشا عربيا، فانه لم يعد كذلك في التطور اللاحق، اذ ان اغلب الفقهاء وواضعي الحديث وكبار الآئمة الى يومنا هذا ليس بعرب، وقد كانوا ذو انحدارات ثقافية واجتماعية اخرى تختلف عن البيئة التي نشا فيها الاسلام، حتى الخلافة العباسية لو حللنا اغلب فتراتها كتنظيم وطراز حياة، لظهر بانها كانت اقرب الى الفارسية منها الى العربية. فالازياء والاقمشة والجواري والغلمان والاحاديث والاطعمة والاشربة والحانات والاواني والقصور والبطر والترف والرفاه والعقاب والثواب ومناصب الحكم لا تحمل بصمات عربية بل بصمات فارسية.
ولعل اكثر الاقوام دفعت ثمنا باهضا للدين هم العرب انفسهم، اذ باسم الاسلام سيطرت اقوام عثمانية وتركية وفارسية ومغولية ومماليك على العرب وحكمت بلدانهم واصبح الخليفة مجرد طرطور او بهيمة في حديقة الحيوانات، ياكل ويشرب في القصر-القفص، دون ان تكون له لا حرية القدم ولا حرية اللسان.
الاسلام سحب من العرب محاسن انفسهم، اذ اعاقهم عن استكمال التطور الطبيعي لحضارتهم بشكل يحتفظ بالمعالم العامة لتكوين الشخصية العربية ، لا سيما وان شبه الجزيرة شهدت في ذلك الوقت تمازج للثقافات والاديان وتعايش سلمي بين الاقوام مثل مواسم الحج التي يمنع فيها القتال وسفك الدماء، وكذلك تنوع وتعدد الكعبات ومواسم مطارحات الشعر وتعدد اسواق التفاخر وحرية المراة وتنظيم التجارة والزراعة والملاحة وغيرها، لذلك ذاب العرب في الاسلام حتى كانهم بدونه لا وجود لهم.
فلم يبق للقائلين بالقومية العربية الا اعتبار الاسلام منجزا عربيا، حتى ان ميشيل عفلق قد قال بان الرسالة الخالدة في شعار البعث هي رسالة محمد اي الاسلام..
الاسلام تشظى واصبح سنة وشيعة فانقسم العرب ايضا الى طوائف متناحرة، ولان اللغة لم تكن عاملا مقررا في شعور الانتماء، اصبح العامل المذهبي هو المقرر، والقوم هم من يجمعهم المذهب، فالمسلم التركي والشيشاني والافغاني هم قوم المسلم السني واقرب له من المسلم الشيعي وان كان عربيا.. انها قومية دينية جديدة تبنى على قطع اي انتساب للغة والمكان والتاريخ الا ذلك الذي يؤرخ للمذهب.
ذلك يعني ان الاسلام يساهم من جديد في تحطيم اي تطلع نحو التحضر، وبعيدا عن احكام الشريعة الدموية وعن النظريات الظلامية وعن محاربة التحرر والتطور والتضييق على الحريات، فان الاسلام اصبح ارضا خصبة كما كان لفرض الوصايا الاجنبة على الشعوب وتقسيمها حسب انتماءات الولاء.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
- خدعة الوحدة الوطنية
- بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟
- من اقليم السنة الى اقليم الدواعش
- الوهابية والصراع بين السنة وبين الشيعة في العراق
- في العراق: اهي حروب الطوائف ام حروب طائفية؟
- هل انحسر الابداع الفني والادبي؟
- ديالكتيك: الجدل والديالكتيك والالتباسات الفكرية(1)


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الدور السلبي للاسلام على العرب