أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحى سيد فرج - حال الرواية المصرية الآن















المزيد.....


حال الرواية المصرية الآن


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 12:51
المحور: الادب والفن
    


حال الرواية المصرية الآن

على الرغم من أن واقع العالم العربى يموج بالأحداث، ويملأ الافواه بالمرارة، نجد العكس فى صورة نهضة الواقع الأدبى الروائى، نهضة تستمد حرارتها من حرارة الأحداث واختمار النوايا، وعدم القدرة على الفعل، ربما بسبب كل ذلك "فصاحب الأيام الجميلة يحياها ولا يهتم كثيرا بتدوينها كما يقول توفيق الحكيم فى تقديمه ليومياته . صباح الخير أيتها الرواية . الهلال فبراير 2008 صـ12
وقد قدمت مجلة الهلال فى عدد فبراير 2008 شهادات لعدد من الروائيين تؤكد أن الرواية المصرية بوجه خاص والعربية بوجه عام تمر بمرحلة ازدهار غير مسبوقة كما وكيفا، والذى تسهم فى إنتاجه أجيا مختلفة من الأعمار، وخاصة من الشباب، كما تشهد الرواية باللغة العربية حركة واسعة من النشر والتوزيع وجذب جمهور كبير من القراء .
يبدوأن النقلة الحاسمة فى الأدب المصرى منذ الستينيات فيما عرف الآن بحركة "الحساسية الجديدة والكتابة غير النوعية" مازالت السمة الغالبة فى نتاج الرواية والقصة القصيرة المصرية الذى يرقى إلى الجديد والجيد معا . إدوارد الخراط – المشهد الآن صـ 14
فن الرواية هو القادر على الانفراد بالقارئ على جنب وتغذية فرديته، وإحياء شخصيته، ثم التفكير معا، القارئ والكاتبفى كيفية إعادة بناء العالم . خيرى شلبى - أزهى عصورها . صـ24
رأيى أن الرواية المصرية والعربية الآن تمر بمرحلة ازدهار غير مسبوقة من أجيال مختلفة خاصة الشباب فى مطلع العشرينات، الذين يقدمون إسهاما مدهشا . بهاء طاهر – ازدهار غير مسبوق صـ 25
أما "فتحى إمبابى" فيسهب فى شهادته تحت عنوان "سحر الرواية" فيقول " فى هذا الجحيم المعيش الذى يفتقد بصورة فاضحة لقيم العدالة والمساواة، وتؤسس قواعده العامة على الخداع، تتحلق تلك الطبقة المسماه بالانتلجنسيا المصرية حول الرواية، هذا الفن الساحر الذى تبدعه المخيلة البشرية عن ألامها ومن معاناتها، وتجعل منه فردوسا تهرب إليه كى تخفف من ألامها، حيث ترى فى حياة أبطال هذه الروايات عالما موازيا يعبر عن محاولتهم للخلاص من هذا العالم المقيت، وربما دليلا يدلهم على علامات مضيئة فى محاولاتهم وتوقهم للخلاص .
مع النهايات الأخيرة للقرن العشرين برزت على سطح الواقع الثقافى المصرى ظاهرة " الانفجار الروائى" ذلك أن المنتج من أعداد الرواياتبدأ غزيرا ومتواصلا مثل نهر، والآن ونحن نقترب من نهاية العقد الأول للألفية الثالثة بدأ النهر يفيض بصورة غير مسبوقة، لكن الأمر لم يقتصر على مجرد ظهورروايات تحمل أسماء معروفة او جديدة، فقد شهدت الساحة ظهور اهتمام مؤسسات ثقافية رسمية ومراكز ثقافية دولية بالنشاط الروائى وبالروائيين، كما نزلت مؤسسات ماليةعملاقة إلى المشهد الروائى، عبر طرحها لجوائز مالية ضخمة، وليس بمستغرب أن ينظر إلى الرواية بكل هذه الحفاوة والتقدير الخاص .
فالرواية فن رفيع يلعب دورا رئيسيا فى تشكيل الشخصية الإنسانية، والوجدانين الفردى والعام، ومن الحقائق الساطعة الدور العملاق الذى لعبته الرواية فى انسنة الحياة البشرية، خاصة فى الكشف عن الطابع الوحشى لبدء الجماعات البشرية والذى مايزال يتمثل فى العلاقات الرأسمالية الغربية تجاه الشعوب، وفى أهوال الحروب التى خاضتها قوى هذه الرأسمالية من أجل تقسيم واستغلال ثروات العالم .
قبل أن نسترسل فى هذه الشهادات دعونا نطرح مجموعة من المفاهيم والرؤى حول موضوع الرواية
• مفهوم الرواية .
• أسطورة الرواية .
• تاريخ الرواية ، عاالميا، وعربيا .
• علاقة الرواية بالطبقة الوسطى "البورجوازية" والمدينة .
• ازدهار الرواية كأرهاص للثورات .
• لنعود بعد ذلك إلى سحر الرواية .

مفهوم الرواية : قبل أن نتحدث عن نشأة الرواية وعناصرها وأقسامها وعن تطورها نرى من الضروري أن نتحدث عن مفهومها ومدلولها اللغوي والاصطلاحي. فهي في اللغة كلمة مشتقة من كلمة الري ومدلولها الحسي كان نقل الماء من موضع إلى آخر لري الأرض أوإشباع الظمأ، ثم أصبح يدل على نقل الخبر أو الحديث من شخص إلى شخص، فأصبحت الرواية تعنى الحكى أو السرد بالمعنى الحديث .
اسطورة الرواية : هناك اسطورة عن نشأة الرواية تقول : ربما تكون الرواية بدأت في مرحلة الصيد. فعندما يعود الصيادون يعقدون حلقات حول نار تضيء الليل، ويروون ما جرى معهم في رحلة الصيد. و"يروون" هنا تعتمد على ما جرى. ولكن الفرق كبير بين "ما جرى" وبين ما يسمعه الملتفون حول الراوي. فيطلق الصياد العنان لخياله فيختلق أشياء وأشياء تنتزع الدهشة من المستمعين، وتجعلهم شاخصي الأبصار، متشوقين لمعرفة ما لا يعرفون. فإن صادف وعرفوا ما سوف يقوله الراوي انقضوا عليه وأكلوه، وقد يعفون عنه، لا لشيء إلا لأنهم يريدون أن يستمعوا إليه في الليلة التالية، فإن فشل قتلوه وأكلوه.‏
من الفرق بين واقع الصيد وصورة الصيد كما يقدمها الصياد، انبثق فن خيالي هو فن جعل المألوف يبدو غريبا، حفاظا على دهشة المستمعين، أو حفاظا على رأس الراوي. هذا الخيال ما زال قائما، ولكن الناس اليوم يسمونه "كذب الصيادين". فصياد اليوم يروي بالطريقة ذاتها التي كان يروي بها سلفه منذ آلاف السنين، سوى أنه يغالي ويبالغ من دون أن يخشى على رأسه .
تاريخ الرواية : على الرغم من أن فن الحكى شئ متجزر عند الأمهات والجدات، إلا أن الحضارات القديمة شهدت مهد كثير من القصص والسير ةالأساطير، وسليم حسن يقول "كنت أعتقد أنهم متقدمون علميا بالنسبة لوقتهم و زمانهم و لكنى وجدت لهم أدبا روائيا مثل قصة الفلاح الفصيح" القصص والسير والأساطير المصرية القديمة : أقدم قصة مكتوبة مؤكدة التاريخ، باقية من مصر القديمة، ترجع إلى عصر الدولة الوسط والأعمال التي بقيت من مصر القديمة أقل كثيرا من تلك التي عرفها قدماء المصريين أنفسهم؛ لأن معظم السير الأدبية كانت عادة شفهية محكية، ولم تدون أبدا. وإحدى أقدم الحكايات، وأفضلها وأحبها لدى المصريين، قصة "سنوحي" وكانت السيرة الذاتية أقدم شكل في الأدب المصري، وهناك الكثير من الأمثلة التي تتمتع بالجودة العالية. ومن تلك، السيرة الذاتية للمسئول "ويني" .
ويعد كتاب "بقرة السماء" أو "فناء البشرية" الذي دون في أواخر الأسرة الثامنة عشرة على المقصورة الذهبية للملك توت عنخ آمون؛ مثالا للقصة الأسطورية في الأدب المصري القديم. وتصف القصة كيف أن رب الشمس رع قد واجه عصيانا من بني البشر، فأرسل عينه "حتحور/ سخمت" إلى الأرض في شكل لبؤة؛ أخذت تبتلع الرجال. ثم استدعاها رع، ولكنها امتنعت عن العودة؛ فكان عليه أن يخدعها. ففي إحدى الليالي قام بخلق جعة حمراء لها مظهر دم الإنسان؛ فشربتها سخمت عن آخرها، حتى الثمالة. وبهذه الطريقة، تمكن رع من إنقاذ البشرية من الفناء .
في حضارة بابل عرفت" ليليث" كونها شيطانة مستهلكة للدم والتي اشتقت منها مثيلتها في الثقافة اليهودية: ) ليليث( بالعبرية، حيث كانت تعتبر شيطانة تتغذى بدماء الأطفال الرضع. كانت تعتبر زوجة آدم الأولى قبل حواء وكانت قد تركت آدم لتكون ملكة على الشياطين، وفي نصوص أخرى يذكر أن الله قد عاقبها لرفضها زواج آدم بطردها من الجنة وقد شاعت مثل هذه القصص فى حضارات كثيرة فى أوروبا وأسيا وأمريكا،.حتى أن بعض هذه الشعوب مازالت تضع أحجبة وطلاسم لحماية الأطفال من هجمات هذه الشيطانة إلى الآن .
جذور الرواية الحديثة فى العالم : أصبحت الرواية شكلاً ثابتًا من أشكال الأدب في القرن الثامن عشر الميلادي في إنجلترا. غير أن جذورها تمتد إلى الأدبين الإغريقي والروماني القديمين. وتمتزج في الأدب الروائي بما فيه من خيال، بعض سمات الأدب غير الروائي كالتأريخ والسيرة الذاتية، لكن الرواية تختلف عن هذه الفنون غير الروائية بملامح فنية خاصة بها، كالحبكة والموضوع وتقنيات القصّ، هذا وقد اشتهرت في أوروبا قصص الفروسية الخيالية التي تتحدّث عن الحب والمغامرة في أواخر القرون الوسطى. وكان معظمها يدور حول ملك إنجلترا الأسطوري الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة، وفي الأعمال السردية الأسبانية تحلُّ المدنية محل الغابات والقلاع. ويعتقد بعض النقاد أن أول رواية بالمعنى الحديث هي رائعة ميجل دي سرفانتس "دون كيشوت" .
أنجبت روسيا خلال القرن التاسع عشر روائيَيْن كبيرَيْن هما ليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي، وكلاهما من كبار أساتذة المدرسة الواقعية. وإن كانت رائعة تولستوي الحرب والسّلام (1869م) تصوِّر أحداث هجوم نابليون الأول على روسيا، وتلقى الضوء على حياة طبقات مختلفة من المجتمع الروسي، كما تقدّم رواية أنَّا كارنينا (1875- 1877) للمؤلِّف نفسه قصة حب مأساوية. على حين اشتهر دوستويفسكي بتحليله أغوار النفس الإنسانية ومعالجته للأفكار الفلسفية. ومن أشهر رواياته في هذا الميدان الجريمة والعقاب (1866) والإخوة كارامازوف( (1879-1880.
وفي فرنسا أثر الروائيون الفرنسيون في تطور الرواية خلال القرن العشرين الميلادي تأثيرًا كبيرًا. إذ ساهم ستندال في تطور الرواية النفسيّة كما كتب جوستاف فلوبير مدام بوفاري (1856م) بتفاصيل واقعية تعطي صورة مرئية عن الأجواء الداخلية لشخصياته. وقد أثرت طريقته هذه في عدد من الكتاب. وساهم إميل زولا في إرساء دعائم المدرسة الطبيعية، فأصبحت اتجاهًا مهمًا في الأدب خلال هذا القرن. وقدَّم في رواية جرمينال (1885م) شخصيات تعيش في ظروف خارجة عن إرادتها .
الرواية في الأدب العربي : تعود نشأة الرواية العربية إلى التأثر المباشر بالرواية الغربية بعد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. ولا يعني هذا التأثر أن التراث العربي لم يعرف شكلاً روائيًا خاصًا به. فقد كان التراث حافلاً بإرهاصات قصصية، تمثلت في حكايات السمار والسير الشعبية وقصص العذريين وأضرابهم، والقَصَص الديني والفلسفي. أما المقامات العربية فذات مقام خاص في بدايات فن القص والرواية في الأدب العربي. فقد تركت بصمات واضحة في مؤلف المويلحي حديث عيسى بن هشام وفي مؤلفات غيره من المحدثين الذين اتخذوا من أسلوب المقامة شكلاً فنيًا لهم، وتعزى أول محاولة لنقل الرواية الغربية إلى عالم الرواية العربية إلى رفاعة رافع الطهطاويّ في ترجمته لرواية "فينيلون" مغامرات تليماك (1867م) ولعلّ رواية سليم البستاني "الهيام في جنان الشام" (1870م) أول رواية عربية قلبًا وقالبًا، ولكن معظم النقاد يتفقون على أن رواية زينب (1914م) لمحمد حسين هيكل، بداية الرواية العربية الفنيّة، حيث اقترب المؤلف فيها من البنية الفنية للرواية الغربية التي كانت في أوج ازدهارها آنذاك .
عقب الحرب العالمية الأولى بدأت الرواية المصرية تتخذ سمتًا أكثر فنية وأعمق أصالة. وكان ذلك على يد مجموعة من الكتاب ممن تأثروا بالثقافة الغربية أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم وعيسى عبيد والمازني ومحمود تيمور وغيرهم، وفى الأربعينيات والخمسينيات شهد الإبداع الروائ نقلة جديدة، ومن أبرز كتاب هذه الفترة عبد الحميد جودة السحار ويوسف السباعي ومحمد عبد الحميد عبداللـه وإحسان عبد القدوس إلا أن الروائي المصري نجيب محفوظ يُعَدّ سيِّد هذا الميدان حيث أنه أضاف إلى أجواء الرواية عوالم أرحب وأوسع .
علاقة الرواية بالطبقة الوسطى والمدينة : إن الرواية كعمل فني في الأصل ظهر وتطور في أوروبا بظهور وصعود الطبقة البرجوازية حيث سادت العلاقات الاجتماعية البرجوازية في الحياة الأوروبية بعد تفسخ وانحلال دعائم المجتمع الإقطاعي الأوروبي اقتصادياً واجتماعياً.. وفي الوطن العربي وبلدان العالم الثالث عموماً ظهرت الرواية في بعض الأقطار العربية والبلدان النامية بداية مع نمو الطبقة الوسطى وصراعها ضد النظم الأستبدادية وضد الاستعمار، حيث العلاقة وثيقة بين ظهور الرواية الفنية في هذه الأقطار وبين الفكرة الوطنية والقومية والمطالبة بالاستقلال..وفي كلتا الحالتين فإن الرواية كفن أدبي هي في الواقع إفراز برجوازي قائم للتعبير عن الواقع الجديد باعتبار أن لها ارتباطاً عضوياً بالتحولات الاجتماعية كأساس موضوعي، فالطبقة الوسطى هى صاحبة هذا الإنجاذ التاريخى، وهى أساس إنتاجه واستهلاكه، معها بدأت كتابة الرواية وبتبلورها اكتمل نضج الرواية، وفى أتون ثوراتها يتطور الإبداع الروائى .
علاقة الرواية بالثورة : إن العمل الروائي لا يصدر عن فراغ بل يصدر عن محيط اجتماعي موضوعي عن تحولات اجتماعية يحققها المجتمع، عن تطور العقل البشري وطفرة العلم والتكنولوجيا عن هزيمة واندحار الثقافة والأيديولوجيات التقليدية الرجعية. ومن الضروري تبعاً لذلك أن تكون هناك علاقة وثيقة بين الرواية والرؤية المستقبلية، بإعتبار الرواية حالة نقد وتحليل لمعوقات التقدم نحو المستقبل، لذلك فأن ازدهار الرواية يكون مقدمة وأرهاصا لثورات اجتماعية، هذا ما حدث قبيل الثورة الفرنسية والروسية، وما حدث فعليا قبيل الربيع العربى، لأن الأدب يثبت أن الناس في كل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لديهم ما يتطلعون إليه ويناضلون من أجل تحقيقه .
فمع مطلع القرن العشرين لعبت الرواية دورا رئيسيا ربما يتجاوز ما لعبه المفكرون والفلاسفة والأحزاب السياسية فى تبنى شباب العالم للفكر اليسارى، فقد كانت الرواية المدرسة الأولى للحرية والمعهد الذى تعرف فيه المناضلون والمدافعون عن أستقلال أوطانهم، الباحثون عن عالم أكثر عدالة، وأكثر إنسانية، تعلقوا بنماذجهم البطولية، فى أمريكا اللاتينية كانت الرواية مدرسة لتعلم المقاومة ضد الدكتوريات العسكرية، وفى كثير من دول العالم لعبت الرواية دورا رائدا فى تكريس الديمقراطية .
نعود الآن لسحر الرواية : يحدد "فتحى إمبابى" الملامح التى جعلت للرواية سحر يفوق غيرها من الأجناس الآدبية، فالرواية فن النبلاء، حيث يقوم أصحابه بالإنفاق عليه، وتحمل تكلفه إنتاجه، بدأ من من ساعات السهر والضجر والخوف أثناء الكتابة التى تمتد احيانا لسنوات، ونهاية بتحمل تكاليف الجمع والطبع والنشر، ثم القيام بحملة كعب داير لتوزيع روايته على الأباطرة من كبار وصغار النقاد والصحفيين والأدباء، بحثا عن نظرة تقدير أو تعاطف أو خبر ينشر أو ندوة هنا أو هناك، فما الذى يدعوا هؤلاء لتحمل هذه المشقة، وما هو الإغواء الكامن الذى يجعل فن الرواية إغواء لهؤلاء النبلاء، ومن أين يأتى هذا الفن بسحره الغريب .
السبب الأول : الرواية فن تمثل المعرفة فيه جزءا جوهريا .
السبب الثانى : الرواية فن ينتجه فنان وحيد، ويستهلكه، على خلاف الفنون الأخرى قارئ وحيد .
السبب الثالث : الرواية فن رخيص، فكل ما يحتاجه المبدع، قلم رصاص، مفكرة لعام مضى أو كراسات قديمةن وحاليا مجرد الكتابة على أجهزة الكمبيوتر، وهذا أصبح يوفر على الناشر عمليات الجمع والنسخ، من جهة أخرى كل ما يلزم لطبع رواية مبلغ لا يتجاوز من 5-10 ألاف جنيه فى حين يلزم لإنتاج فيلم عدد من الملايين .
السبب الأخير : هو الرعشة التى تنتاب الروائى عندما ينتسب لسلالة المبدعين، فذكر أسماء الروايات العالمية مثل "الحرب والسلام"و"الجريمة والعقاب", كل شئ هادئ فى الميدان الغربى"و "الأم" و"الأحمر والأسود"و"اأنا فى غاية الصخب والعنف" و"ثلاثية نجيب محفوظ" يثير الرعدة فى نفس المبدع لإنتسابه لهؤلاء العمالقة، وأنه أصبح واحدا ممن يمتلكون منابع السحر الذى لا يجف ولا ينضب . فتحى أمبابى- صـ 31
هناك أعمال على درجة عالية من الأهمية فى سياق من الجهد الروائى المتواصل من أجيال مختلفة .إبراهيم أصلان – خارطة للرواية صـ 31
أرى أن هناك ازدهارا كبيرا فى الفن الروائى، وأن هناك تنوعا وكتابات جديدة وجيدة خاصة عند جيل الشباب . جمال الغيطانى – عودة الواقعية صـ 32
رغم مرور أقل من سنة على صدور الطبعة الأولى لرواية"تغريدة البجعة" لمكاوى سعيد ورواية "نبيذ أحمر" لأمينة زيدان فأن مكتبة الأسرة قد أصدرت الطبعة الثانية فى أقل من عام، كما صدرت "طلة البدن لسعد أبو فجر،"غرفة ترى النيل" لعزت قمحاوى، "بيع نفس بشرية" لمحمد المنسى، "دم على نهد" لإبراهيم عيسى، كل هذا يعنى أن القارئ أصبح يحرص على اقتناء وقراءة هذه النصوص، ووصلت طبعات جيل الرواد لحالة مفرحة فرواية "واحة الغروب" لبهاء طاهر موجودة فى ثلاث طبعات، و"الزينى بركات" لجمال الغيطانى وصلت للطبعة التاسعة مسجلة رقما قياسيا هو الأول من نوعه لعمل روائى . يوسف القعيد – انفجار روائى صت 32
ظاهرتين ميزتا ساحة الكتابة الروائية أولاهما اقتحام عدد متزايد من الشباب مجال الكتابة الروائية، والثانية تزايد عدد النساء الشابات فى التعبير عن أنفسهم بأساليب فنية وأعمال روائية .د. شريف حتاتة – مبدعو الأمل المفقود صـ 34
متعة قراءة الروايات من أعظم المتع الجمالية والروحية، تعلمنا الأنصات للأخرين، أحتضان تجاربهم الإنسانية ووجهات النظر المختلفة، نلتقى فيها بأصدقاء وشخصيات غريبة وساحرة، نجد فيها بعضا من أنفسنا، نكتشف حقيقة اجتماعية أوو تاريخية أو علمية، نقرأ روايات لمزيد من الإدراك والفهم للروح وطبيعة الجسد ونوازع النفس وصراعات القيم، نقرأ لسحز طاقة الحب وقهر طاقة العنف والكراهية، للتفاعل مع قيم الصداقة والأخلاص والتأزر فى االمواقف الصعبة والتأخى فى مسيرة الحياة .
قال لى ناقد روسى : عندما تريد التعرف على طبيعة شعب نقرأ رواياته .
الرواية مدينة مفتوحة متاحة للجميع، تنهل من كل الفنون وتحقق أمل الإنسانية فى التعارف والتفاهم وتبادل الحوار واحترام عادات الشعوب . فوزية مهران – قارة جديد للسرد صـ 37
الرواية الآن فى أحسن أحوالها، وهى تحتل المساحات الفارغة التى أخلاها الشعر والمسرح . محمد ناجى – المساحات الفارغة صـ 41
أنا فى غاية الانبهار والسعادة والدهشة فالتطور الرهيب الذى حدث للرواية العربية بعد حصول كتابنا كباراا وشبابا على العديد من الجوائز العالمية، ذات السمعة المحترمة، فضلا عن ترجمة أعمالهم غلى لغات مختلفة، واعتقد أن الذى فتح الباب للرواية المصرية والعربية حتى تنطلق للعالمية هو حصول أديبنا العظيم نجيب محفوظ على جائزة نوبل . سعيد سالم – حديث الدنيا صـ42
الرواية العظيمة لا يكتبها سوى اصحاب الرؤى االكبرى للعالم ولأشياء والناس والطبيعة . عبده جبير – عوالم جديدة صـ42
أنا متفائل جدا بحاضر ومستقبل الرواية المصرية، فقد عاد مئات الألوف من قراء الأدب إلى الاهتمام بفن الرواية، والحرص على اقتناءها وقرائتها، وقد أدى ذلك لتغير شامل فى سوق النشر الأدبى، مما جعل روايات عديدة تتصدر قائمة المبيعات لأول مرة منذ عقود، وعادت تقاليد أدبية جميلة كانت قد اختفت، مثل حفلات التوقيع، والندوات االأدبية، والأندية الخاصة لمناقشة الروايات . د. علاء الأسوانى – كتاب عالميون صـ 45
أرى أن الرواية المصرية والعربية الآن فى أوج ازدهارها، والسبب أن الصراع الدائر حاليا بين قوى السيطرة والدول الفقيرة وصل إلى الحد الأقصى، والفن الروائى يستطيع التعبير عن هذا الصراع . هالة البدرى – ثراء التنوع صت 46
الرواية العربية تشهد الآن تحولا هاما فى إعادة وصف الحياة وتحولاتها الجوهرية، وأصبح بإمكانها الدخول فى التفاصيل الحياتيةالدقيقة بطرق جمالية وإنسانية . حمدى البطران – أم الفنون صـ47
أرى أن جزءا كبيرا منحالة الانتعاش الروائى لها علاقة بتردى الوضع العام فى مصر، فهناك علاقة عكسية بين الوضع العام والحالة الروائيةٍ . د. سحر الموجى – علاقة عكسية صـ 54
الرواية صارت أكثر الأنواع جذبا للكتاب، حتى وجدنا الكثير من الشعراء يتحولون إلى الكتابة الروائية، فالرواية بما تملكه من إمكانيات عديدة وقدرتها على أن تستوعب أشكالا فنية تتيح للكاتب حرية كبيرة فى تسجيل تجربته . منتصر القفاش – حسن النوايا صـ 55
المشهد الروائى فى مصر مكتظ بالروائيين، وبالروايات، إذا اردنا أن نحصى أسمائهم ونصوصهم فاننا مضطرون إلى وضع موسوعة كبيرة تحتاج جهود عدد كبير من الباحثين . د. مجدى توفيق – الرواية المعاصرة صـ66
ألا تستحق هذه الظاهرة الأهتمام بها ورعايتها كماا حدث فى الهند عندما برع عدد من شبابها فى تقنيات الحاسب الألى فأولتهم الرعاية والأهتمام حتى تمكنت من أن تص2بح المصدر الأول للبرمجيات .



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية المستدامة رؤية متفائل ...
- دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية المستدامة رؤية متفائل ...
- قراءة نقدية للقواعد المنهجية لدراسة التراث
- خروج العرب من التاريح 2 من 2
- خروج العرب من التاريح 1 من 2
- جدل الهوية والنهضة (البحث + المراجع) 3 من 3
- جدل الهوية والنهضة (البحث + المراجع) 2 من 3
- جدل الهوية والنهضة (البحث + المراجع) 1من 3
- جدل الهوية والنهضة
- القواعد المنهجية للبحث في التراث (الدراسة كاملة بالمراجع)
- القواعد المنهجية للبحث في التراث 3 من 3
- القواعد المنهجية للبحث في التراث 2من 3
- القواعد المنهجية للبحث في التراث 1 من 3
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
- العقل الأخلاقي العربي
- قراءة في تاريخ الأحزاب المصرية
- ذكري إنتفاضة 18/19 يناير 77
- كيفية اكتشاف ورعاية المبدعين؟
- استطلاع الرأي الثالث
- تقييم انتخابات حزب الجبهة الديمقراطية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحى سيد فرج - حال الرواية المصرية الآن