أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هوامش على دفتر النزوح الأنباري














المزيد.....

هوامش على دفتر النزوح الأنباري


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نعم من واجب الحكومة أن تتخذ كافة الإحتياطات الأمنية من اجل حماية بغداد وغيرها من مدن إستقبال النازحين من أخطار بعض المتسللين من داعش الذين ربما جاءوا متخفين مع عشرات الألوف من أخوتنا النازحين من الأنبار, لكن المعالجات الأمنية يجب أن ترافقها معالجات سياسية وإنسانية ذات صوت عالي يجعلها على مقدرة لكي تكون ردا مباشرا وواضحا على محاولة إستثمار مشروعية الإحتراس الأمني لغايات تخفي جهلا أو نوايا طائفية وإنتقامية سيئة.
ثمة مشاهد اساسية مدانة يجب تقدير أخطارها
1- جعل التوجس الأمني يطغي على الهم الإنساني ويتقدم عليه, التلكؤ عن تقديم المساعدة الإنسانية بكل اشكالها, بشكل سريع وإستثنائي من شأنه أن يخلق مضاداته السياسية والأخلاقية وهذا سيأكل بالنتيجة من مشروعية هذا التوجس ويجعله يعمل بالضد من الأمن السياسي والوطني.
2- ان الأمن هو أمنان, وهما متداخلان إلى حد لا يسمح ولا يجيز الفصل بينهما في اية لحظة. الأول هو أمن المواطن والثاني هو أمن الوطن. وبينما يمكن تحقيق الأمن الأول من خلال خطوات إجرائية ذات طابع فني فإن الأمن الثاني لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إجراءت سياسية وإجتماعية مادية وإعتبارية من أجل أن لا ينعزل الأمنان عن بعضهما أو ان يعمل احدهما بالضد من الأول.
3- وما نعنيه بأمن الوطن هو ذلك الذي يتحرك من خلال مشاهد أهمها في هذه المرحلة إعادة بناء وحماية الوحدة الوطنية, التي عمل الطائفيون حثيثا من أجل تمزيقها, ولكي لا تكون محنة النزوح المرَّة محطة يستثمرها الطائفيون لمزيد من الفرقة والتمزق, فالوحدة الوطنية التي مزقتها احداث مؤلمة بشعة لا يعاد بناؤها بالوعظ والإرشاد والروح الأناشيدية والخطابية وإنما من خلال طبيعة التعامل في المحن التي من شانها ان تخلق اواصر وان تقدم تجارب لا يمكن بسهولة نقض القيم السياسية التي تزرعها في وقتها.
4- وليس خافيا على أحد ما فعلته الماكنة الطائفية منذ اول لحظة للنزوح. لقد بالغ الطائفيون في تضخيم خطر الخلايا الداعشية المندسة بين صفوف النازحين من أجل تفعيل الثقافة الطائفية شعبيا. هذا الهدف دون أدنى شك مطلوب بإلحاح لكي لا يقال أن ظاهرة الطائفية محصورة بسياسيها وإن الشعب العراقي هو بمنأى عنها.
5- ما رأيناه على هذا الطريق أن حملة التخويف والتشويه قد أُسْقِطت على جميع النازحين الأنباريين بدلا من أن تحصر الأمر على وجود المتسللين, حتى ان البعض قد وصف النزوح كاملا على انه تمثيلية وخدعة جرى طبخها جيدا من قبل داعش. فقد قيل ان هذه الاخيرة قد أوعزت إلى خلاياها النائمة لكي ترهب الأنباريين وتحفزهم على الهروب من أجل أهداف متعددة منها خلق المزيد من المشاكل التي يواجهها النظام ومنها أيضا تسهيل عملية التسلل إلى بغداد. فلو أن ذلك كان صحيحا, مع إحتمال أن يكون كذلك, فمعناه ان داعش لا تذبح فقط وإنما تفكر أيضا, وهي حتى مع الهدف الثاني لوحده قد نالت من النجاح حصة كبيرة خاصة حينما عجزت الحكومة بوضوع من التعامل السليم مع الأزمة ولم تهرع إلى إجراءات إنسانية سريعة على المستوى الذي يبطل النتائج التي سعت داعش لتحقيقها من خلال ترويع الأهالي ودفعهم للنزوح, ومعنى ذلك أن محنة النزوح قد حققت نصرا باهرا لداعش, ومن نتائج ذلك أن بعضا من الأنباريين الذين سحقتهم تجربة النزوح سوف يعودون إلى ديارهم وهم يحملون كراهية مضافة مع إستعداد لتفعيل هذه الكراهية عبر طرق مختلفة لن يكون بعيدا عنها تقديم الولاء لداعش نفسها .
5- اعجبني السيد العبادي وهو يؤكد في خطبته الأخيرة على واجبه في حماية أمن المواطن لكنه كان سيعجبني اكثر لو أنه أكد على واجبه في حماية أمن الوطن أيضا, ودلل على ذلك من حلال الدعوة إلى إتخاذ خطوات حكومية وشعبية من شأنها أن تخفف من معاناة المواطنين الأنباريين, فهم عراقيون أيضا ومن واجبهم أن يطالبوا العبادي بنفس درجة الإهتمام.
6- إن الحكومة قد تكون محقة في حماية أمن المواطن على ان لا تجعله يشتغل بالضد من أمن الوطن. وينما يتجلى الأمن الأول من خلال إجراءات أمنية مشروعة فإن الثاني يتجلى من خلال إجراءت إنسانية متعددة الوجوه لإقناع المواطن النازح أن الحكومة هي حكومة الأنبار مثلما هي حكومة بغداد.
7- لقد كان ممكنا أن يتقوم المرجعية الشيعية في النجف بدور كبير من شأنه ان يمنحها صفة المدافع عن الوحدة العراقية وأمن الوطن والمواطنين, فبعد ان دعت لتشكيل الحشد الشعبي من خلال فتوى الجهاد الكفائي كان من واجبها أيضا العمل على توسيع تلك الفتوى لكي تشمل أيضا حث المواطنين في بغداد وغيرها من المدن المستقبلة لأن يبذلوا كل جهد من أجل رعاية النازحين وإحتضانهم. إن فتوى كهذه كان من شأنها أن تخدم موقع المرجعية بين مختلف طوائف العراق مثلما تخدم العراق ذاته, ثم أن من شأنها ان تقدم المرجعية كجهة تهتم كثيرا بأمن الوطن لا بأمن جزء منه. والجهاد لا يقتصر فقط على التوجه إلى جبهات الفتال وإرتداء الزي العسكري وإنما الإهتمام أيضا بما يجعل لذلك الجهاد معنى وأهداف وطنية وإنسانية, وقد كنت أتوقع أن توجه المرجعية نداء لجعل ابواب حسينياتها وجوامعها مشرعة لإستقبال مواطني الأنبار, بل وتوقعت ان تسابق على ذلك الهيئات السنية التي ذهبت إلى فتح بعض الجوامع الكبيرة لهذا الغرض.
8- ليست الحكومة لوحدها, وليست المرجعية لوحدها المُطالبة بخطوات كهذه, وإنما أيضا العشائر التي غالبا ما نرى معظم شيوخها يرقصون ويهزجون في مناسبات عدة لكننا نراهم يضيعون الفرص الفاعلة لتأكيد هويتهم الوطنية, إذ لم نرى من هذه العشائر خطوات ملموسة للتقديم نفسها كأحد الحراس الأساسيين لقيم الشهامة والكرم العراقي والعربي الأصيل.
9- ولا أدري ما هو واجب منظمات الدولة المدنية الكثيرة, وأحزابها السياسية أيضا, التي يفوق تعدادها على تعداد مثيلاتها في الدول الكبرى. إن من واجبها إذا توفرت سلامة النية ونظافة الخلق وسمو الروح ان تعمل على وضع خطط للتعامل مع الأزمات, فإن هي لم تفعل ذلك فسيينطبق عليها قول الشاعر .. ما زاد حنون في الإسلام خردلة / ولا النصارى لهم شغل بحنونِ



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هوامش على دفتر النزوح الأنباري