أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا














المزيد.....

لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 13:29
المحور: المجتمع المدني
    


ان تفادي التأثيرات السلبية للغزو الالكتروني صار أمرا عسيرا بل يكاد أن يكون مستحيلا، فتنقل الراغبون بين ثقافات العالم صار متاحا، ومنافذ الفضاء صارت مفتوحة، والاسلحة القديمة المستخدمة في مواجهة هذا المد أضحت بالية وعديمة الفائدة، فقد نجحت الالة الاعلامية الضخمة للغرب في رسم صورة سيئة عن العرب والمسلمين من خلال ترويجها المدروس لأفعال المتطرفين، كما نجحت في ترسيخ صورة أخرى عن فساد وفشل الحاكمين في ادارة البلدان.
من بين المتلقين العرب من تقبل هذه الافكار، حتى تمالكت كثير منهم رغبة جامحة في الهجرة والاستقرار في بلدان العالم المتقدمة، بعد يأس وقنوط من إصلاح واقعهم، لم يقف تأثير الغزو الالكتروني عند هذا الحد، بل تعداه ليصل لعادات وتقاليد العرب، ونجح الى حد ما في تغيير انماطها، فاضحت عند البعض صورة جميلة تخفي خلفها سلوكا منافيا يتقاطع معها في أكثر تفاصيها، ويحمل الكثيرون ازدواجية عجيبة بين رغبة حقيقية في المحافظة على الموروث الاجتماعي وبين رغبة جامحة في التشبه بالمجتمعات الاخرى.
أحدى صديقاتي على الفيس بوك ، آنسه محترمة تحدثت لي يوما عن هذه الازدواجية قائلة:" سلوك الكثير على صفحات الفيس بوك جعلني أكره الرجال، فما بين تصنعهم للأخلاق في النشر على العام وبين حقيقتهم على الخاص فجوة هائلة، ترسم صورة واضحة للنفاق والازدواجية التي يعيشها الكثيرون، يحاولون رسم صورة نقية للمجتمع تنسجم والاعراف والتقاليد سرعان ما تتلاشى هذه الصورة على بعد بضع سنتمترات- على نافذه الخاص- ما ولد بداخلي كراهية للرجال". أن عبارة الانسة تنطبق بنسبة كبيرة على الكثيرين، ذكرتني عبارتها بمشهد مر أمام نظري في طفولتي وأنا العب مع صديقي على سطح منزلهم ، شاهدت اباه يمشي في الشارع بجانب امرأة مطأطأ راسا ارضا، لكنه ما ان دخل حديقتهم حتى صار ينظر لتلك المرأة من ثقب باب سياج الدار بعدما أغلقها ، لم أكن في حينها اعي ما يفعل لكني حين كبرت أدركت حقارة الرجل وتفاهته، ظلت هذه الصورة القذرة باقية في مخيلتي حتى بعدما اطلق لحيته ليستغفل بها البسطاء.
في الاونة الخيرة برزت ظاهرة مريبة تتمثل بانتشار الاجهزة الحديثة من( الآيباد، والهواتف الذكية) عند الاطفال، وهذه الاجهزة يتم توصيلها بالنت لتفعيل تطبيقات بعض الالعاب، لكن الاطفال لا يكتفون بالألعاب، يقودهم فضولهم لما هو ابعد، أراهم أحيانا يتجمعون حول تلك الاجهزة في بعض الشوارع والازقة ، يرتبكون عند مرور أي شخص بالقريب منهم.
أن خطورة مشاهدة المواقع غير الاخلاقية على الاطفال تكون مضاعفة، لان عقلية الطفل مثل قطعة الاسفنج قادرة على أن تمتص كل الافكار وتفاعل معها بسرعة كبيرة، والافكار الهدامة قد تداهمهم قبل رسوخ الافكار المحافظة لديهم القادرة على منحهم حصانة. أن سلامة نية الاباء وبساطة تفكيرهم أضافة لحسن الظن بهم من أهم الاسباب ضياعهم.
قبل أيام قصدني أحد الرجال الطيبين، هو أبو صديقي (من زلم الاول) طلب مني أن أكون وزيرا لابنه العريس، فهذا التقليد كان شائعا عندنا، لكنه تلاشى شيئا فشيئا لأسباب كثيرة أهمها أنتشار القنوات الفضائيات والانترنت، مهمة هذا الوزير إرشادية، لا تتعدى النصح والمشورة للعريس، وتنتهي بزفافه ودخوله عش الزوجية مباشرة، أي أنه الوزير الاقل عمرا على الاطلاق ، كل ما يحصل عليه هذا الوزير البائس عبارة ( رحم الله والديك) هذا ما يفسر عدم التنافس على هذا المنصب البروتوكولي، أن هذه الوزارة في طريقها للاندثار، فالشباب أصبحوا (مفتحين باللبن). اعتذرت له عن قبول هذه الوزارة الغير سيادية، ليقيني باني لن اقدم شيئا مفيدا ، فأبنه- العريس- قبل أعوام كان مقيما لفترة غير قليلة- 8 سنوات- في فرنسا قبل عودته للعراق، وأن ما سيقدمه له الوزير من معلومات قطرة من بحر مما يعرف، الموكد أنه سيسخر منها ومن قائلها.
عاد ابو العريس من حيث اتى، وهو غير راض عني لعدم قبولي تسنم وزارته.



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موظفون تجوز عليهم الصدقة
- (الدرزن) الاخير والوانه القاتمة
- أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء
- عين الحسود فيها عود
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا