أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الثوري في رواية -درب الفيل-














المزيد.....

الثوري في رواية -درب الفيل-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


الثوري
المنطق الذي يفكر به الإنسان المتمرد، منطق فريد، يقتصر على هؤلاء الأشخاص فقط، فهم يفكرون بشيء غير عادي، مناقض لحالة السكون التي يعيشها المجتمع، "...مثل كل القرامطة يستشهد من اجل المستضعفين لكنه يكرههم لضعفهم واختفائهم خلف الأقنعة... انه يحارب من اجل عودة البراءة... ولكني اعتقد بان الفوضوية فطرة سليمة في مجتمع يدعي الاستقامة" ص15، العمل الثوري هنا يحمل مشقتين، الأولى تتمثل في التمرد على مجتمع ساكن ثابت غير فاعل، والثانية العمل من اجل أشخاص لا نحبهم، وهذا اشق من الأولى، لأنها تعني إنكار الذات لأناس لا يستحقون، تخدمهم بأعز ما تملك، وهم أما ضدك، أو على الحياد في أحسن الأحوال. ومع هذا، تبقى فكرة التمرد فكرة نبيلة، وتستحق أن نعمل من اجلها، فمهما كانت الصعاب في عملية تحريك الماء الراكد، تبقى ارحم ـ على النفس المتمردة ـ من مجارات المجتمع والأفكار البليدة.
بهذا التقديم الرائع لفكرة التمرد، واستحضار تاريخ القرامطة يقدم الكاتب دلالة على ترسخ الإيمان عند كل من يعمل للتمرد، فكأنه يكمل ما بدأ سابقا، فالتاريخ هنا يعطي دافعا لاستكمال العمل للتغير.
يوضح لنا "سعيد حاشوش" هذا التكامل بين الماضي والحاضر من خلال قوله: "اعتقد إن هذا الخوف صدى أسى وقهر قديم، لأني يا حياة.. أدركت إن قلقي الآن وعدم انصياعي للقطيع الذي يقدس الدكتاتور، من المحتمل أنه يعود لطفولتي، لأن جنوب العراق يبكي ندما على عدم ثورته على أقسى اضطهاد، الجميع يبكي على نفسه، يبكي على أجداده لأنهم لم يناصروا الحسين ابن علي، أنا يا حياة أبن ألف معركة حدثت هنا.. ابن ست ثورات عظيمة، بعضها للزنج وبعضها للقرامطة، الزنوج البيض" ص70، إذن تدفعنا قراءة التاريخ إلى التحرك، لان الندم والبكاء سيكون اشد على المتخاذلين من هول المواجهة، فها هم أنصار الحسين من العراقيين ما زالوا في ندب وحسرة على خنوعهم واستكانتهم، ويعود "سعيد حاشوش" لمراحل الثورات العراقية ثورة الزنج في بغداد والقرامطة على النظام، واعتقد بان التنويه الذي وضعه عندما قال "أنا ابن ست ثورات عظيمة" يضع ثورات العراقية المعاصرة ـ إن كانت ضد الاحتلال الانجليزي أو النظام الملكي ـ ضمن هذه الثورات العظيمة. وهنا يكمن التواصل ما بين القديم والمعاصر والحاضر، فالتمرد ورفض الانصياع للواقع ليس بجديد، بل هو سنة الحياة، وسمة كل المجتمعات، وما تذكيره بهذا الأمر، إلا تأكيدا على أهمية ما يقوم به، وأراح نفسه من هواجس الضعف أو التفكير بالاستسلام.
وعندما كان "سعيد حاشوش" يخاطب المرأة فهو يقدم مشاعره صافية، نقية للكائن المحبب لنا، الكائن الذي يمتص كل غضبنا، ويخلصنا من الفزع والخوف، ويجعلنا نستريح من التعب ونتخلص من الهموم، فكأنه يقول لنا بأن هذه الأفكار قلتها وأنا في استرخاء مع ذاتي، وليس فيها مغالاة، لا زيادة ولا نقصان، وهذا الشكل من طرح الأفكار يحمل المتلقي على الاقتناع والوقوف إلى جانب الكاتب، فيكون معه قلبا وقالبا، وهذا ما يحسب لشكل تقديم الفكرة، فتبدو لنا غير مباشرة، وتحمل الصدق والدقة في ذات الوقت.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبض والأسود في رواية -درب الفيل- سعيد حاشوش
- رواية -درب الفيل- سعيد حاشوش
- السادية العربية
- رسالة إلى كتاب الحياة الجديدة
- قصة -أنا أحبه-
- قصص الجيب والقرن الماضي
- رواية -النخلة والجيران- غائب طعمه فورمان
- هكذا يقتلون فلسطين
- بين الرسول محمد (ص) ومهدي عامل
- نهج واحد
- ما أحوجنا إلى الفكر
- التداخلات والتناقضات في المسألة السورية
- الهجوم الشرس
- فلسطين من اللا إلى النعم
- قتل الإبداع الفلسطيني
- موت فلسطين
- رواية -الصوت- غابريل اوكارا
- -الصبي الخادم- فردينا أويونو
- الولد الأسود
- شارلي شبلن في باريس


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الثوري في رواية -درب الفيل-