أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - موازين الارهاب مابعد تحرير تكريت














المزيد.....

موازين الارهاب مابعد تحرير تكريت


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 18:37
المحور: المجتمع المدني
    


أكاد أجزم أن أكثر من نصف المعركة، التي يواجهها العراق كانت إعلامية، ولم أستغرب قيام داعش بتحطيم متحف الموصل بطريقة بشعة، وبالأمس القريب يتبجحون بنشر مقاطع قطع الرؤوس، وحرق الأجساد والمتاجرة بالنساء.
ركز داعش على إستخدام مشاهد الرعب وإثارة الهلع، وأنطلق من صور تثير إستغراب الرأي العالمي، وتكون أكثر تناولاً إعلامياً.
أستخدم داعش وسائل الإعلام؛ كرأس رمح في المعركة، وأسقط مُدناً دون أن يخسر سلاحاً ولا رجالاً، وتفوق على الإعلام المحلي، الذي إنقسم بين معادي للعملية السياسية، يستخدم الحرفية في تشويه الحقائق، وإعلام وطني مرتبك بتأثير غباء الساسة، وأستخدم كلاهما الطائفية وتركوا الوطن؟! ومنهم من إنحدر الى السطحية، وعدم القدرة على تفكيك شفرة بربرية، عادت بأفعالها الى عصور بَقر البطون، وإثارة الرعب والإستسلام.
إعتمد الإرهاب على صفحات التواصل الإجتماعي، وكان تويتر الأكثر إستخداماً؛ لسعة العالمية، بينما إنشغل المجتمع العراقي بصفحات الفيس بوك وفق ميولات حزبية، تنشر صور بطولات فارغة لمسؤولين لا يمثلون الحد الأدنى من الأداء المهني، ويثر مشاعر الإستهزاء والإستغراب، بين أمكانيات العراق وحجم الإنجازات، ويولد تنامي الإعتراض، والغليان ضد القوى التي تنهب المال العام، وتخط أوراق لا يستطيع كل المتلقين التفرقة بين رثها وسمينها.
بعد سقوط عدة مدن عراقية، والطبيعة التي رافقت الأحداث، جعلت كثير من الطوائف ملزمة بالإجتماع، وكسرت قيود التضليل الإعلامي والسياسي، ووجد النازحون ترحاب وعناية، وتقديم عون كان مغيباً عنهم طيلة سنوات، مقابل همجية داعش، وتماديها بذبح العراقيين والإعتداء على حرماتهم، وهيمنة أيادي منغمسة بالجريمة والرذيلة غير عراقية، لا تفهم طبيعة التقاليد التي تحكم تلك المناطق.
يبدو أن الصورة أصبحت مختلفة، وصار الشارع يشعر بالخطر، وتولد لدى المواطن والقنوات الفضائية، وعي وإدراك أن الإرهاب لا يستثني أحد، وبدل نشر صور الدماء وقطع الرؤوس، والعمل دون دراية كوسيلة إعلام لصالح الإرهاب، أصبح التداول لصور البطولات، ويتفاخر الشباب بإرتداء البزة العسكرية، وتفتخر عوائل الشهداء على سواها، ويتسابقون لتقديم عطاء أكثر.
تحول الوعي المجتمعي الى ثقافة موحدة، وأن الوطن في حالة غرق ومن يتخلف يكون من الخسائر، وغابت الصور التي صورها الساسة على مصالح ضيقة، وبدأت العشائر في الرمادي والبيشمركة يلتحمون بالحشد الشعبي والقوات المسلحة، وشكلت الموصل وصلاح الدين وديالى قوى، كانت هي العون في تحرير ديالى ومسك الأرض، ولعبت القوى السياسية والعشائرية دور محفز في تحرير مناطق مهمة في صلاح الدين، وحماية العتبات المقدسة في سامراء.
صمود آمرلي والضلوعية خير مثال لحماية المناطق من أهلها، وفي ناحية العلم قدمت الشيخة آمية آال جبارة مثال للبطولة والشرف، وبذلك شكلت عشيرتها فوج أسمته (فوج الشيخة أمية ألجبارة)، وذيل الشعار بأسم الحشد الشعبي؛ حتى بدأت ساعة الصفر في معركة تكريت، وإذا بها معركة خاطفة تعاون فيها الحشد الشعبي والقوات المسلحة وأبناء المناطق، وحتى من كان يخشى قوة داعش بدأ بإدراك أن العراق لا يمكن أن يعيد هيبته بدون أبناءه.
تشير الأنباء عن هزيمة كبرى لداعش في صلاح الدين، وأن الجثث تملأ الشوارع، ولم يعد لورقة الطائفية دور، مهما حاول داعش أن يصور أنها كذلك.
إنكشفت المعايير التي صورها الإرهاب، وبدأ القوات بتفرعاتها تلتحم على بعضها، ويبدو أن الضربة كانت صاعقة خاطفة، وسوف تولد نوع من الرعب والإنكسار لدى الإرهاب، ولم يعد لوسائله التقليدية جدوى؛ من الإحتماء بالمدنيين وإستخدام الورقة الطائفية؛ في ظل وعي مجتمعي متنامي تجاه الإرهاب، الذي سفك دماء المجتمع بمختلف توجهاته، ومن الواضح أن موازين الإرهاب تحولت الى هزيمة صار يعلنها، وأن التجربة أعطت درساً بليغاً لأبناء تلك المناطق أولاً، وأن المحنة كانت سبب لنبذ خلافات كان الإرهاب يسعى لديمومتها.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجة الإختلاق وإعاقة الأخلاق
- مَنْ أغلق أبواب الديموقراطية..؟!
- وصمة عار من الموصل الى بنغازي
- حواسم في بيوت الحواسم؟!
- ليتني كنت بعثياً
- عندما يصرخ الأموات
- شكراً من مدينة النفط والقير
- السيد العبادي خطوة شجاعة وننتظر خطوات
- كسب الكساسبة وإنقرض القرضاوي
- ضمير العفطية في الدولة الشفطية
- السيد والسفاح
- الإتفاق والنفاق
- مالكية النفط وتهديدات المستقبل الإقتصادي
- لو كان مدحت المحمود رئيس المحكمة الفرنسية؟!
- أحزمة الحضارة والأحزمة الناسفة..!
- ممكنات العيش في بلاد القهرين..!
- مَنْ ينقذ غرب العراق من الطوفان؟!
- دواعش بلباس شيعي
- حتى الرياضة نخرها الفساد؟!
- كيف دخلت طائرة الأسلحة ياصولاغ؟!


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - موازين الارهاب مابعد تحرير تكريت