أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - بصمة الإحتلال














المزيد.....

بصمة الإحتلال


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 5 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصمة الإحتلال

غازي صابر
أقصد ببصمة الإحتلال قيامه بمحو هوية وفكر الشعب الذي يحتله وبأي طريقة كانت .
نتسائل نحن العراقيون عن المفارقه بين ماضي العراق الحضاري السومري والبابلي والأكدي وهذا ما يؤكده التأريخ والأثار العينيه وتؤكده الشعوب الإخرى فالعراق أول من قدم للعالم قبل ثلاثة الاف سنه جملة من العلوم والمعرفه فقد إبتدع حروف الكتابه وسن اول القوانين في العالم والتي وردت حتى في الكتب السماوية وصنع العجله وما إكتشفه في علم الفلك بينما نجده اليوم بقايا أطلال وشعب مستلب لايعرف حتى قراءة ما يحاك له من هذا الحزب أوذاك البلد ، شعب يتملكه الخوف والذعر من الخرافات والأوهام وعقاب الأولياء والقبور وعذاب وحساب قيل ان من يموت سيواجهه هناك ..
الجواب عن هذا التساؤل ان الشعوب التي توالت على إحتلال العراق تمكنت من محو هويته وتدمير حضارته وكل ما أنجزه للحياة وللعالم فالفرس هم اول من دمر حضارة العراق وأحرقوا أبنيته وتراثه وأوغلوا في قتل رجاله وهم اول من إستخدم ضده ولأول مره في التأريخ البشري طريقة القتل بالخازوق .
ومن بعدهم العرب وكانوا أكثر همجية من الفرس في قطع الرؤوس وبقر بطون الحوامل خوفاً من الوليد القادم وكونهم أعراب للصحراء فقد كان حدهم في قتل الذكور هو شعر عانة الفتى وهذا ما ذكره التأريخ للخليفه يزيدعندما وصلت رؤوس الحسين وأصحابه سألهم عن سبب بقاء علي ابن الحسين فأجابوه إنه فتى مريض ولم يبلغ بعد. فطلب منهم رفع طرف ثوبه ثم عفا عنه عندما لم يجد هناك شعر في عانته ،والعرب أكثر كرهاً من الفرس للعلوم والكتب فلديهم القرأن وما قاله محمد ، وهذا كان رد الخليفه عمر عند إحتلال فارس ومصر وأيدهم بحرق كل كتب الكفر والشياطين والزندقه لدى الشعوب التي يتم إحتلالها حسب تسميته .
ولم يكن هولاكو ولا العثمانين أقل شراسة في القتل والتنكيل وتدمير كل ما هو حضاري ومتمدن. ولهذا العراق اليوم كشعب ووطن لايمت لماضيه السومري والبابلي والحضاري والمدني بأي صله بل يعتقد الكثير من ناسه إنهم عرب مستعربه ولايعرفون حتى ماذا تعني سومر وبابل في حسابات العالم للشعوب والبلدان ،بل يتنكرون لهذا الماضي ويتمسكون بما جاء به العرب اليهم وقد نجحوا في غرس أفكارهم وناموس قبائلهم ودينهم وطوائفه على كل البلدان التي إحتلوها حتى وصلوا لحدود الصين بالسيف والغزو والغنائم والسبي تحت راية لا اله الا الله وهذا ما منح السيف قسوة القتل البشع كونه صادر من الخالق والذي كانت نتيجته التدمير البشع ومحو كل تأريخ وحضارات ومعارف الشعوب التي وقعت تحت سيطرتهم.
يتفاخر البعض بحركة البناء والعمران في الإمارات العربيه وكأنها إنجاز للعقل العربي هناك . لكن الزائر لدبي او ابو ظبي وبقية الإمارات يتوصل الى ان الإنكليز والأمريكان وبعد تخليهم عن هونك كونك للصين جبراً هم من فكر في بلد اسيوي أخر تتوفر فيه مواصفات هونك كونك فكانت الإمارات العربيه . ولهذا كل عمليات التخطيط والهندسه والبناء هي غربيه وكل من يعمل هناك من بلدان الشعوب الفقيره في أسيا من هنود وباكستان وبنجاب وفلبين ـ ـ الخ
القاسم المشترك بين إحتلالات العراق ومحو هويته وعمل الشركات الإنكليزيه والأمريكيه في الإمارات هو محو الهويه بغض النظر ان كانت هذه الهويه متخلفه للبد المحتل كما هي عليه الإمارات العربيه او حضاريه كما كان العراق عليه قبل سقوطه تحت همجية الفرس قبل الميلاد .
هنا الإحتلال مختلف فهولايتدخل بخصوصيات ونظام البلد المحتل وإنما يشترط ان تكون اللغه السائده لغته ونظام الحياة اليومي ما يقرره هو وهذا هو الحاصل ، فالزائرلدبي لابد ان يتحدث الإنكليزيه لأن العربيه لاوجود لها في الشارع ولا في الحياة اليوميه ولايلتقي بأمراتي عامل في وسائط النقل المختلفه ولافي الفنادق ولا المطاعم ولا في المولات بل على الأمارتي ان يتحدث الإنكليزيه وهو ينجز أعماله اليوميه في المدينه ولو التقيت به صدفة يتشائم عندما تحاول ان تتفاهم معه بالعربيه .
وجود الإنكليز والأمريكان في الإمارات العربيه سيمنح الشعب هناك حضاره متقدمه وان كان هذا الشعب غير صانع لها وربما يشعر بالغربه بين أفكاره وتربية البيت والقبيله وبين الحياة السائده تحت عمل وهيمنة الشركات العملاقه والتي تدير كل شئ في الإمارات وهذا يتوقف على السلطه الإمارتيه في ضبط حركة وعي ونشاط المواطن حسب الظرف القائم وإجباره الى عدم معارضة ما يجري من عمل هائل في البناء والتعميرفقد إنقلبت الحياة لديهم رأساً على عقب وسيكون القادم أكبر بكثير مما هو عليه اليوم .
من المفارقات ان دبي رصدت مليار دولارفي العام الماضي لتطوير اللغه العربيه ونشرها في العالم في الوقت الذي شعبها لايجد مكان يتحدث به العربيه في مدنه وما حل بها من أماكن هي قبلة للعالم بالترفيه والسياحه بينما السائد في البلدان التي تستقبل العماله واللجوء اليها تشترط ان يتكلم القادم لغتها ويندمج مع قوانينها وأنظمتها ومع شعبها .العمليه هنا مقلوبه وكأن الإمارات بكامل شعبها وأرضها هي من تعمل وتلجأ للإنكليز والأمريكان .
لم يمنح الزمن العراق وشعبه فرصة في محتل متطور ومتقدم كما هو الحال عند الإمارات اليوم فقد دمر الفرس والعرب بابل وكان العكس فكل الإحتلالات عليه كانت ردة للخلف وتدميراً لكل ما هو جميل ومتقدم لديه وأقسى ماحدث قتل الفكر الحر والحضاري للعراق وشعبه وإحلال أفكار غيبية ووهمية متخلفه دفعته بعيداً عن تطورات وتقدم شعوب العالم بل قيدت عقليته وهيجت عصبيته للإقتتال الديني والطائفي والذي أحرق ودمر كل ما تبقى لديه من معلم هنا وأخر هناك .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخمر والإسلام
- مشاهد
- الإنتظار
- مبدأ الجبريه والخراب
- شباط الأسود وخيانة الموصل
- الشر وصناعة الشيطان
- عصافير
- الله واليله الأخيره
- من يدمر بالعراق؟
- النبل والخسه
- إكتشاف إمام قديم
- الحاجز المنيع
- فنتازيا الطوائف والعلم
- أبن ربيّه
- الثوب الأبيض
- إرثنا ومسلسل القتل
- الرئيس مسعود البرزاني والتناقض
- الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد
- مأسي الجنوب
- إرث لوسي


المزيد.....




- -نوفوستي-: رئيس طاجيكستان سيحضر احتفالات عيد النصر في موسكو ...
- أسوأ مقابلات التوظيف: ما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟
- فيديو: انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية دعماً لغزة تمتد ...
- مفتش البحرية الألمانية يطالب بتعزيز الأسطول بسفن جديدة
- ظاهرة النينيو تفتك بشرق أفريقيا
- وزارة الداخلية الروسية تدرج زيلينسكي على لائحة المطلوبين
- أكثر من 6.6 ألف جندي وأنظمة HIMARS وIRIS-T.. الدفاع الروسية ...
- مصر.. تطورات قضائية على قضية طالبة العريش
- إسبانيا ترفض انتقادات الأرجنتين الرافضة لانتقادات إسبانية سا ...
- هروب من دبابة أبرامس أمريكية الصنع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - بصمة الإحتلال