أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - فلس ... وسبع كازكيتات















المزيد.....

فلس ... وسبع كازكيتات


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 01:06
المحور: كتابات ساخرة
    


أعتذر مقدماً عن ورود كلمات عاميّة لم أحصرها بين قوسين، كانت ضرورية لايصال الفكرة في هكذا مقالة عن عالم ... (الفيتريّة) .

فلس و سبعة كازكيتات

حين قام السيد (سن يوهارا) الخبير في شركة (أن أي سي) بزيارةٍ لمركز الصيانة الوطني للبدالات الالكترونية في السنك، استغربنا لاصطحابه المترجم التونسي (لطفي)، كون لأول مرة أن خبير ياباني لا يجيد الانكليزية.
خلال زيارته القصيرة قام بتقديم هدية لنا، عبارة عن مسجل كاسيت ماركة شركته، شكرناه وفرحنا بالمسجل ووضعناه مباشرة بدل مسجل (القيثارة) الذي (علّس) أشرطتنا بلا رحمة !

أسترسل الزميلات* والزملاء وتزايدوا بمدح الصناعة والبضاعة اليابانية ومزاياها وملائمتها جو العراق، فسياراتهم متينة وفارهة، ومكيفاتهم ذات تبريد خارق، وأجهزتهم ذات عمر طويل ...
كل شيء ياباني وصفناه بأنه ناجح ومرغوب بلا استثناء ولا يتردد أي عراقي بشرائه، وبصمنا له ... بالعشرة !
ترجم له (لطفي) جملنا المبعثرة هذه، ليُقابلها الضيف بأبتسامة لم تفارقه ابداً، كان يهزّ رأسه بينما كفّيه ملتصقين إلى بعض تماماً، ولم ينبس بكلمة واحدة، حتى ظننا أن الرجل ... أما (غشيم) أو أخرس !
في ختام زيارته أنحنى بشدّة لتحيتنا، حتى شكّلَ جذعهُ مع أطرافه زاوية قائمة، ثم همس بأذن (لطفي) شيئاً أضحكهما معاً !

ألهَبَ تعليقه فضولنا، وصرنا ننتظر لطفي لنعرف ماهيّة كلماته الأخيرة ولماذا قهقه الاثنان !
ولما عاد (لطفي) وطالعناه بأسئلتنا، أعتذَرَ بشدّة بحجة انها لا تترجم، ثم تردد كثيراً أمام إصرار الزملاء، ليقول أخيرا بأن ضيفنا قال عنّا ...
(أنتم العراقيين حتى غائط الياباني تشتروه) !
سكت الجميع وأغلقتْ الأفواه، نسينا هديته واستخسرنا فيه (أستكان) الشاي، وتمنيناه (زقنبوت) في بطنه !
× × ×
بقيتُ مستاء من كلمته هذه وأتذكرها كلما أنوي شراء جهاز ياباني أو (أجْني) سيارة، أتردد كثيراً لكني بالنهاية ... أشتري !

أنواع داتسنات وتيوتات و ميتسوبيشيات ... وأخيراً مازداية 929 .
وهذه الأخيرة سيارة أنيقة قوية، استوردتها دائرة المخابرات وأرسلوا فنييهم للتدريب على صيانتها باليابان، ولكنهم استهلكوها بسرعة، ومع تقادم عمرها باعوها بالمزاد و(ديحوا) ميكانيكييها، فتجمعوا بكراجات (بكمب سارة)، وغالبيتهم جناها وتاجر بها، ووكيلهم ومرجعهم المعتمد (فراس) له محل واسع بمدخل شارع النضال جهة ساحة الطيران.
كانت سيارتي بلون تبني وقمارة بني وبمواصفات (خليجي)، وهي بذلك مميزة عن الأخريات بلونها ومصدرها.
× × ×
بدأتْ تظهر في سيارتي مشكلة، حيث ينخفض مستوى الماء بالراديتر باستمرار، وزادت الحالة مع الوقت، فتّشتُ بكل الأماكن المحتملة للنضح بلا نتيجة، غبّشِتْ على (أبو أحمد) بكمب سارة :
ـ أغاتي أبو أحمد ... شوف حل، ماكو أي أثر نضح لا على الجوينات ولا على الفلسان ؟
ضحك بثقة عالية : هذا مو شغلك .
بعد نظرة فاحصة سريعة على المحرك مسك أصبعي ـ وأيضاً بكل ثقة ـ ووضعه على فلس بجهة المحرك المقابلة للسائق والتي يصعب رؤيتها ...
ـ أخوية هنا الليك !
عاد أصبعي فعلاً بأثر زنجار (صدأ) ...
ثم صرّح على عجل : عندك حلين، مؤقت نسدّه بمعجون، لو دائم نبدل الفلس.
اخترتُ ـ ليتني لم أختَر ـ الحل الدائم على أمل أن أخْلص، مما تطلّب أما تعليق المحرك كله أو فصل نصفه العلوي.
نصحني (الأسطة) بفصل النصف الأعلى كونه أسهل وأسرع فوافقتُ، وقام صَبي بفتح الملحقات خلال ساعة ثم جاء وفتح البراغي الثمانية التي تربط نصفي المحرك فصار جزئين .
قام بتغيير الفلس (اللعين) بدقيقة واحدة، ثم ربطوا كل شيء بانتظام، بعد أن أعادَ نفس الكازكيت لأنه كما قال (والحمد للّه) سليم، وضع دهن جديد ومي، حاسبته ورحت لشغلي.

أمام محلي، قمت بإلقاء نظرة (سريعة) لتجييك ماء الراديتر، فلاحظتُ أثر لقطرات دهن، فتحتُ الدهن فكان (خابط) !
اتصلت به، قال بثقة كالمعتاد : أخوية بدّل الدهن مرة ثانية حتى تخلص من أثر المي.
ضلت المشكلة فسحبتها له، قال : هذا كازكيتك جان طابع روح جيب واحد جديد من راس الشارع ...
ثم (قبّط) المحرك بنص أجور ورجعت للبيت، نفس اللغوة، سحبتها في اليوم التالي قال هذا الكازكيت (مو زين) جيب من الوكيل المعتمد (فراس) بساحة الطيران.
غيّرهُ وشغلت السيارة عنده هذه المرة، خبطت من جديد، قال جيب (نطبك) أثنين ...
كلما اذهب (لفراس) يتصل الأثنين ويناقشون المعضلة مع بعض (المستشارين) ولكن تبقى نفس النتيجة، أخيرأ أقترح نسوّي (فيسنك) للمحرك ففعلتُ ما أراد، ووضع أثنين جديدين ودهن جديد ... نفس النتيجه !
صفن وأستشار زملائه الخبراء وأفتى شاطرهم بأن عليّ البحث عن كازكيت (ياباني) بلادي صناعة شركة مازدا !
قلت : كيف الحصول عليه وما باليد حيلة وقد غُــلُب (حِماري) ؟
تركتهم وسحبت سيارتي للبيت مبهذلة مدهنة باتريها (كاعد) !

بعد أيام أرشدني صاحبها الأصلي على مصلحها السابق في دكان صغير بكراج بالشيخ عمر، عرَفَ السيارة وقال (لا تقلق أسهل ما يمكن، روح جيب كازكيت جديد) ثم بدّلهُ حسب الأصول وبدلنا للمرة السابعة دهن وشحن باتريها وقال : خلص أبو الشباب، يلّة اُخذها وروح.
براس الشارع وقفت (لأني مجوي) شربت استكان حامض وتركتها تشتغل وأنا مرتاح هالمرة ومتفائل، ثم طفيت المحرك وفتحت قبغ الدهن وإذا بالدهن ... حليب !
دفعها بعض المتطوعين مشكورين إليه وسط الطين ...
قال : آني ما راح ألعب عليك، ماكو شيء أكدر أضيفه أو أغيره ولم أغلط بشيء حتى أكلفك تشتري كازكيتات أضافية، محركك (أنعوج) لأنهم فتحوه وهو حامي أو ربطوا براغيه الثمانية بالعكس، أي من الخارج للداخل وهذا كفر !
قلت له : مَ معقولة يخطأ فيتر وهذا مبدأ عمله، كما أني كنت أترقب عمله وأنا أعرف ذلك جيداً.
انزعج من كلامي وحس بأني وجهت إهانة له لأني لم أوافقة، فصاح ...
(أسحبها أخوية بعَيد ولا تنتظر هنا لأن ما عندي مكان، وأخذ فلوسك إذا تريد.
دفعنا السيارة بباب مصلح راديترات شايب ما عنده ولا زبون، واستأذنته بمبيتها أمام دكانه، رثى حالي ودعاني لاستكان شاي ...
فشكي لي الزمن، وشكوتُ له (المازدا) ...
قال : مشكلة سيارتك مو مشكلة كازكيت، خلّي نقلب نص المحرك ونضع نفط ونراقب النضح.
قلت له أن اللعبة قد أستهوتني، سأترك شغلي ومحلي ولازم (أطيح) على الخلل (الياباني).
وظفنا خبرتي المتراكمة وخبرته ... فتحنا نص المحرك وقلبناه وملأناه نفط، فنزلت قطرة للأسفل !
اكتشفنا السر بالصدفة ... وهو باختصار وجود فلس (فافون) مطمور كحماية إضافية وضعه المصمم الياباني بين مجرى مائي وحوض تزييت الولفات في داخل المحرك كزيادة في التحوط، ويبدو أنه خلال الفتح والشد قد تحرك قليلاً، ولسوء حظي أنه لا يوجد من بين كل (خبراء) العراق واحد فقط ... (يندله) !
وضعنا أياً من الكازكيتات المستعملة وشغلناها بدهن قديم ومي وسخ للتجربة، كل شيء تمام التمام.
وفي كراج غسل وتشحيم، اخذَتْ (المحروسة) حمام وبدلنا لها ـ هذه المرة ـ دهن (ممتاز) ومي (مقطر) ... صارت (لوز).
(زركت) لكمب سارة : الله يساعدك أبو أحمد.
ـ أخوية العزيز، بشّر شسويت رحمة على أهلك ؟
ـ فلس كلكم متعرفون وين صاير لحماية المحرك من الداخل !
ـ أكيد .. التنين الياباني مو غشيم.
وبينما بطريقي للبيت وأنا وملابسي بحاجة لغسل وتشحيم أيضاً، تذكرت تعليق خبيرنا (يوهارا أبو ... ) ونَعلتْ أجداده ... وأجداد كل (تنين) الله خلقة !
صحيح التنين الياباني طلع (لوتي) وحِسب لأسوء الاحتمالات ...
بس عيب هذا التنين ... يصرف كازكيتات هواية !
مو لو مومو ؟

عماد حياوي المبارك ـ كمب سارة
سنة 2000

× ثلاث زميلات مهندسات كنّ مسئولات على صيانة البدالات معي وقد تدربن باليابان، اليوم أحداهن بالدنمارك (لجوء) والثانية بأميركا (توطين) والثالثة في ابو ظبي (عقد عمل).
المغزى : ربما أمور فنية بسيطة يعجز أمامها فنيون متخصصون، تستهلك وقت وجهد ومال، مثلما كلفتني هذه المعلومة ...
نص درزن كازكيتات وبرميل دهن وتنكر مي !



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الرابع حقيقة أم خيال
- الأخوات السبعة
- أعز أولادي
- حمادة سجادة
- طابة
- البوابة الذهبية
- صلاة ... وأنفجارات
- سوق (حانون)
- سالميات
- رقصة الموت
- خروف العيد وخرفان أخرى
- السيد فايف بيرسنت
- واحد سبعة
- حين لا ينفع اليمين !
- سقف العالم
- الرقة
- جوزتو
- وداعاً سنت كلاس
- تيتي ... تيتي
- بركاتك شيخ سلام


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - فلس ... وسبع كازكيتات