أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - كلماتٌ عن - أوسلو -














المزيد.....

كلماتٌ عن - أوسلو -


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 16:38
المحور: المجتمع المدني
    


لستُ مُتأكِداً ، أن عشرين يوماً ، قضيتُها في برلين وأوسلو وبعض المُدن الأخرى ، في ضيافة الأقرباء والأصدقاء .. كافية ، للكتابةِ بِشكلٍ موضوعي ، عن المكان وعن المُغتربين .. لكني سأجازِف ، بالتعبير عن إنطباعاتي العامة :
* بِمُجّرَد ان ينقشع الضباب وتختفي الغيوم .. تبهرك المناظر الأخاذة ل " أوسلو " ، حيث الجبل والبحر والخُضرة ، في إنسجامٍ بديع . ذّكرَتْني البيوت الجميلة المنتشرة على الهضاب والسفوح ، على جانِبَي الشوارع المُبلَطة ، حتى في أعالي الجبال .. المُطِلةِ على البحر أو على الأنهُر وفروعها .. ذّكرتْني برسوم الأطفال الخيالية او بكارتات المُعايدات والكُتيبات السياحية .. بل ان الواقع الذي رأيتهُ بالفعل .. رُبما كانَ أروع ! .
برلين .. رغم عَظَمتها وخُضرتها وأنهُرها، فأنها مدينةٌ مُنبسطة .. بينما أوسلو الصغيرة ، يتكأ رأسها ، على قمة الجبل ، وتغمس قدمَيها في مياه البحر .
* قيلَ لي ، ان أوسلو والنرويج بصورةٍ عامة ، هي بِمثابة ( سعودية أوروبا ! ) . فمحلات بيع المشروبات الكحولية ، محدودة الإنتشار وتُغلق معظمها قبل منتصف الليل ، وأماكن القمار ، رغم ندرتها ، فأن عليها ضوابط وشروط في غاية القسوة .. والبغاء ممنوع رسمياً .
جلسنا في أُمسية ، درجة الحرارة كانت فيها ، صفراً ، في باحة كازينو في مركز المدينة ، حيث على كُل كُرسي ، بطانية سميكة ، غطينا بها أرجلنا وأكتافنا ، وكانت الهيترات الكهربائية ، مُعّلَقة فوق رؤوسنا أيضاً .. غير ان الذي ساعدنا في الحقيقة ، على الصمود في وجه البرد الكافِر ، كانت أقداح الفودكا الكافرة ! . كانتْ تجربة فريدة ، الجلوس في الخارج لساعات ، في درجة الإنجماد .
* قضينا ساعات مُتواصلة ، في ( فروكنر بارك ) أو ( فيكلاند بارك ) ، وهي من معالم أوسلو المُميّزة . وسمعتُ بالقصة التراجيدية ، للنحات [ غوستاف فيكلاند ] .. الذي أخذ قرضاً من الحكومة ، لإنشاء متنزهٍ كبير لأعمالهِ النحتية الفّذة .. لكن لإستغراقهِ الكامل في العمل ، لسنوات .. فأنه عجز عن تسديد الديون .. فحجزت جميع أعماله .. وعاش أيامه الأخيرة مُعدما فقيراً مُهّمَشاً . وبعد موتهِ بسنوات ، إنتبهتْ الأوساط الفنية والرسمية ، لمنحوتاتهِ وتماثيله البارعة .. وأعادتْ الإعتبار له ، فأقامتْ هذا المتنزه الكبير بإسمهِ .. يكاد لا يُصّدَق ان نحاتاً واحداً ، قامَ بكل هذه الأعمال الفريدة والمُدهشة ، التي باتتْ مزاراً ، ليسَ للسواح فقط ، بل لطلبة النحت والفنانين والباحثين أيضاً .
* زُرنا " هولمن كولن " المنطقة الجبلية الخاصة ، بالتزحلق على الثلج ، والمضمار الذي أقيمت عليهِ ، الالعاب الأولمبية قبل سنوات . كانتْ الرياح القارسة تلفح وجوهنا .
* على بُعد خمسين كيلومتراً من أوسلو .. تقع مدينة " درامن " الجميلة كغيرها من البلدات النرويجية .. لكن الذي يجلب الإنتباه أكثر ، هو النفق العجيب الطويل ، الذي يخترق الجبل صعوداً .. يُقال ان ، هتلر إستخدمَ مئات اللآلاف من الأسرى ، في إتمام حفر هذا النفق .. وإستخدمه لنقل جيوشه ومعداته وأسلحته . كما في برلين .. فلا زالتْ آثار النازية الهتلرية ، شاخصة هنا وهناك .
* قمنا ، بزيارة أصدقاء في مدينة " فريدريك ستات " التي تبعد أكثر من مئة كيلومتر عن اوسلو .. وهي مدينة هادئة جميلة ، قريبة من الحدود السويدية .
* زرتُ المكتبة العامة في أوسلو ولاحظتُ ان الكُتب العربية قليلة للغاية ، مُقارنة باللغات الأخرى .. أردتُ دخول البرلمان النرويجي ، لكن كان الوقت متأخراً والباب مُغلَقاً .. شاهدتُ القصور الملكية القديمة ، ومقر الحكومة والبناية الكبيرة لوزارة الدفاع . شربنا القهوة على رصيف الميناء ، قبالة البواخر الكبيرة ، المتوجهة الى الدانمارك وغيرها .
* قضينا ساعات ، في المتحفَين المتجاورَين في أوسلو . الغريب ، ان أحد الأصدقاء الذي مضى على وجوده في أوسلو ، ثمانية عشر سنة ، قال : انها المّرة الأولى التي يزور فيها المتحَف ! .
..................................
حتى النرويج .. التي يقول عنها السويديون والألمان .. انها ( حديثة نِعمة ، وان النرويجيين هُم مِعدان اوروبا ! ) .. فأن شعبها وحكومتها وأحزابها وإدارتها .. شأنهم شأن الديمقراطيات الحقيقية ، ماضون في بناء دولةٍ قوية تحترم شعبها وتوفر له العيش الكريم ، وتضمن للأجيال القادمة ، مُستقبلاً سعيداً . هنيئاً .. لهذا الشعب بهذه الحكومة .. وهنيئاً لهذه الحكومة بهذا الشعب .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئين الكُرد في اوروبا .. ملاحظات بسيطة
- طرائف من برلين
- فضائية جِرا والعمل التطوعي
- على هامش - لقاء برلين لحقوق الإنسان - 2
- على هامش - لقاء برلين لحقوق الإنسان - 1
- - النازحون يبيعونَ المُساعدات -
- زراعة الشَعر .. وتجميل الأظافر
- البيشمركة في كوباني .. مُلاحظات
- العراقي .. و - تَرَف - حقوق الإنسان
- كُتُبٌ للنازحين
- دروسٌ من الحَرب ضد داعِش
- بائع العِلكة
- حَلٌ مُؤقت لإيواء النازحين : القُصور والجوامِع
- مُستفيدون صِغار .. ومُستفيدونَ كِبار
- الصَبر .. ثُم الصَبر
- نِساءٌ .. ونِساء
- إلى متى ستصمُد كوباني المُحاصَرة ؟
- المصاريف الأمريكية .. وخضروات البيت
- - السهرات الإسطنبولية -
- ثلاثة رسائل من كوباني


المزيد.....




- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...
- الأقليات والسياسة في بريطانيا.. تقدم محفوف بمخاوف
- الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات إلى غزة
- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - كلماتٌ عن - أوسلو -