أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - ثراء شيوخ العشائر العراقية على حساب رجالهم














المزيد.....

ثراء شيوخ العشائر العراقية على حساب رجالهم


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 16:32
المحور: المجتمع المدني
    


اذا عرفنا كيفية و تاريخ نشوء العشائر و بروز الطبقية حتى بين رجال العشيرة الواحدة في العراق قبل و منذ العهد العثماني و فيما بعد، لا نتعجب مما يحدث الان في العراق في ظل حكم الاسلام السياسي على الرغم من عمر و تاريخ الجمهورية العراقية .
من الواضح ان انبثاق ما كان تُعرف برؤساء العشائر قديما و منها ما اورثت الموقع لابناءه في المراحل المتلاحقة الدائمة، و ليس لفترة معينة من التاريخ نتيجة امتلاكهم لوسائل المعيشية المهمة التي اغرقتهم بالمال و القوة الاقتصادية، من قبل الحكومات في اكثر الاحيان و كيف اغدقوا بالاموال و استملكوا اراضي و ممتلكات . و لو نبشنا في تاريخ و ظروف اكثريتهم لبين لدينا ان حصول هؤلاء على مكانتهم و مواقعهم، اما عن طريق تقربهم من السلطة مهما كانت و كيف كانت، و الهدايا التي اغدقوا بها لضمان عدم الاعتراض عليها اي على السلطة كيفما كانت من جهة و ثبات ولائهم و كبت اي احتجاج من قبل رجال عشائرهم و المنضوين تحت سيطرتهم من العشيرة او القبيلة من جهة اخرى، و الحصول على المصالح الضيقة لرئيس العشيرة و عائلته و ربما الحلقة الضيقة الملتفة حوله . و تكون اساس انبثاق رؤساء القبائل و العشائر على انواع مختلفة اما ان يكون سيدا او مالكا للاراضي او عالما دينيا او شخصية مذهبية او قومية او من رجال الدولة الاستقراطيين او من الضباط القدامى التي آمن بسلامة مواقفهم العثمانيون الى النظام الملكي و من ثم الدكتاتورية و فرضوهم على الشعب في العراق بجميع مكوناته . على الرغم من خفض مستوى دورهم و هيبتهم و جاههم في مراحل معينة و بالاخص بعد ثورة 14 تموز و اعلان النظام الجمهوري، الا انهم اعادوا ادوراهم كلما عثروا على ثغرة و مجال في الواقع السياسي الاجتماعي كما حصل في المراحل الصعبة للنظام الدكتاتوري و استغلهم لكبت الاحتجاجات .
الدكتاتورية البعثية خلطت الاوراق كثيرا و اهتم بالعشائر العربية استنادا على درجة ولائهم و خضوعهم لاوامرها و لانتماءاتهم البعثية، اما اعتمادها على العشائر الكوردية كانت واقفة على المدى و مسافة بعدهم عن الثورة الكوردستانية و قربهم من حزبها، و حوٌلت كم هائل منهم الى جحوش بحفنة من مال فارتزقوا بها لمحاربة البيشمركة طوال سنين الثورة .
بعد السقوط، شاهدنا اعادة ادوار لهؤلاء و يمكن ان نقول اعادة التاريخ لنفسه من حيث النشوء و البروز و اهمية كل عشيرة و اعادة خلط ما كن موجودا في كثير من الاماكن، و اصبحت الحال معتمدا على ما فُرزت سياسيا من المعتقدات و الايديولوجيات و الانتماءات الحزبية او لكسب اكبر عدد من الاصوات الانتخابية، و هذا ايضا كان له اساسا دينيا و مذهبيا ظاهريا و ايديولوجيا باطنيا و انفلق من بطن احزاب العرقية القومية و خاصة الكورد قبل السقوط من انتشار الديوانيات العشائرية و اختفى دورهم لحد كبير و ليس نهائيا بعد اكثر من عقدين، و من قبل احزاب الاسلام السياسي بعد السقوط ايضا. و عليه حصل خلط للاوراق على اساس الانتماءات الحزبية للعشائر، و اختلفت مستوى و مكانة العشائر نسبة الى قربهم و انتماءهم لهذا الحزب السياسي او ذاك او تبعيتهم لهذا الشخص المتنفذ او ذاك، و ها نرى ان دور كل عشيرة و اهميتها تصعد و تنزل مشكلا منحنيات للمكانة و الاهمية ببقاء السلطة من عدمه للشخصية الداعمة لها او ابتعاده . فكم من عشيرة ذات مكانة انخفضت مستوى اهميته و كم منهم كانوا مهمشين صعدت مكانتهم و هيبتهم و جاه رئيس عشيرتهم نتيجة ولاءاته .
هذا الوضع الذي كان له التاثير على الحال و الظروف الداخلية للعشيرة واحدة و علاقات رئيس العشيرة مع رجالاته و دوره في عشيرته و العلاقات الاجتماعية التي تربطهم مع البعض و مع الاخرين ومع الاخرين و مع الحكومة ايضا . اما على نطاق العلاقات الثنائية بين العشائر المتقاربة و المتجاورة و اصحاب النقاط المشتركة فتغيرت حالهم ايضا اعتمادا على انتماءاتهم السياسية و ان كانوا من المذهب و المنطقة وحتى المدينة او القرى المتقاربة مع بعضها . فبدات علاقات رؤساء العشائر و القبائل تاخذ مكانها مجتمعين بشكل دوري للتعاون و التشاور فيما بينهم من اجل مصالحهم المشتركة الضيقة ايضا، و عليه نتاكد بان تلك العلاقات كانت مبنية على حساب رجالاتهم الذين تحت امرتهم و المغلوبة على امرهم دائمانتيجة تفكيرهم بالاستقواء بعشيرتهم و عدم ايمانهم بالقانون و هذا له اسبابه الكثيرة الحقة، و اصبحوا هؤلاء رؤساء العشائر يكوٌنون طبقة رؤساء العشائر اصحاب المصالح المشتركة مقابل طبقة رجالاتهم العوام و من يخضعون لهم بادعاءات و انتماءات مختلفة مستغلين الدين و المذهب و العرق و الصلب و النسب و على حساب مصالحهم الخاصة و بقاءهم موالين و تابعين لهؤلاء، بينما رؤساء العشائر يغتنمون الفرص و يثرون و يعيشون في بذخ و ابهة .
و عليه ان ثراء و المعيشة الباذخة المترفة لرؤساء العشائر بمساعدة السلطة المعتمدة عليهم لمصالح حزبية شخصية ضيقة كلها على حساب مصلحة ابناء العشائر العوام و الفقراء المعدومين المغلوبين على امرهم، مستغلين الامية و بساطة و حسن نية الفقراء من جانب و سذاجة بعضهم المتشدد في انتماءه العشائري القبلي الديني المذهبي من جانب اخر .
و به، يحتاج الشعب الى اعادة النظر و ربما لثورة اجتماعية محطمة للاسس التي بنيت عليه الاوضاع الشاذة للمجتمع العراقي و الدفع بالمجتمع نحو العقلانية و التقدمية خطوة بعد اخرى .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين نحن في وضعنا الكوردستاني و الى اين نسير ؟
- اهمية المهرجانات في تفاعل المثقفين
- العراق لا يحتمل ما طبق في ايران
- القانون ليس لحماية المراة فقط
- الكورد لن يطلبوا حرق كتب سعدي يوسف ابدا
- عراقيل امام علاقات تركيا و العراق
- الشراكة العادلة ام دولة كوردستان برسم المجهول
- لماذا تدان كوردستان وحدها على ابسط خطا ؟
- كيف نحارب الدجل و الخرافة ؟
- سيرأس اوجلان دولة كوردستان
- شطحات اردوغان مستمرة
- قادة الكورد لا يقراون
- المشكلة في الدين ام في الواعظين ؟
- يُظلم الاصيل و يحكم الدخيل
- اساس المشكلة الاسلام السياسي ام الديموقراطية ؟
- ما الغموض في التعامل مع كوباني
- مراكز البحوث و قطر
- تعامل ايران مع اللاعبين المحليين في دول المنطقة
- ستزول سايكس- بيكو
- مابين الشعارات و الواقعية في العمل


المزيد.....




- شاهد..إضرام متطرفين إسرائيليين النار بمحيط الأونروا
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- مصاعب جمة يعانيها مرضى السرطان النازحين إلى القضارف السوداني ...
- طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة
- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - ثراء شيوخ العشائر العراقية على حساب رجالهم