أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحركات اليسارية فى الخليج العربى















المزيد.....

الحركات اليسارية فى الخليج العربى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو الحديث عن حركات يسارية وشيوعية بالخليج العربى مستغربا لدى الكثيرين من شباب هذه الأيام حيث إرتبط الخليج لديهم بالثورة النفطية والرفاه الإجتماعى والفوائض المالية الضخمة وسيادة التركيبة الاجتماعية ذات الطابع القبلى وحداثة المدن والحياة الناعمة التى تتعارض مع الفقر والفاقة تلك السوءات التى تحفز عادة مطالب العدالة الاجتماعية و الأفكار الإشتراكية، ولا يدرك هؤلاء أن الحركات الثورية التى تتبنى الفكر القومى والماركسي تمتد جذورها بمعظم تلك الدول الى ستينيات القرن الماضى خصوصا فى البحرين والكويت وسلطنة عمان وجنوب اليمن والمملكة العربية السعودية متأثرة بشكل رئيسى بالأفكار الناصرية فى مصر وفكر حزب البعث فى سوريا والعراق وحركة القوميين العرب والأحزاب الشيوعية العربية، على أن أهم العوامل التى أثرت سلبا على تلك الحركة كانت الفورة النفطية التى ساعدت الحكام فى إحداث تنمية سريعة لإقتصاديات الخليج وتقديم رشى لشعوبها وتوفير وسائل الحداثة المادية والتقنية وبناء جهاز قمعى قوى ساعد على كبح الحركات الثورية، كما كان للثورة الإسلامية فى إيران دورا حاسما فى إطلاق الموجة الدينية المعادية للأفكار العلمانية واليسارية فى الخليج وفى المنطقة العربية بشكل عام.
كان لإنفتاح منطقة الخليج على القارة الآسيوية ووفود قطاع كبير من العمالة من شبه القارة الهندية وإيران تأثيرا ثقافيا ملحوظا وفرصة مواتية لإنتقال الأفكار الوافدة مع تلك العمالة ذات الحضارات الأبعد تاريخيا، وجدير بالذكر أن ضرب الحركة الوطنية فى إيران بقيادة الزعيم الوطنى "محمد مصدق" فى الخمسينات والذى كان من تبعاته توجية ضربة قاسية لحزب "تودة" الشيوعى الإيرانى وهروب الكثير من كوادره الى منطقة الخليج دورا مهما فى نقل الفكر والتجارب الثورية الى تلك المنطقة، وجاء أيضا إنقلاب سوهارتو ضد سوكارنو فى إندونيسيا والحملة البربرية ضد الشيوعيين الى عودة مئات منهم ذوى الأصول الخليجية الى تلك المنطقة حاملين معهم ما اكتسبوه من فكر ماركسى وتجربة ثورية، كذلك أثرت الثورة فى "زنجبار" عام 1964على حكم سلاطين عمان لعودة كثير من الأفارقة ذوى الأصول العمانية الى السلطنة وأغلبهم لهم تجارب ثقافية متقدمة عن تلك المنطقة الصحراوية الخاملة، وأخيرا لعب الطلاب الخليجيين المبتعثين للدراسة فى البلدان العربية الأكثر تقدما والإحتكاك بثقافات وايديولجيات متنوعة أثرت بشكل مباشر على تلك المجتمعات.
كان للعمال السعوديين السبق فى التعرف على الأفكار اليسارية والقومية التى شكلت الوعى النقابى وساهمت فى تكوين "لجنة العمال" التى قادت حركة الإضراب الكبرى فى مناطق إنتاج النفط شرق السعودية عام 1953 وصولا الى حركة إضرابات 1956 التى واكبتها عملية إعتقالات واسعة بين النشطاء والنقابيين العماليين ونقلهم الى "سجن العبيد" بمنطقة الإحساء لتعذيبهم، وخارج السعودية ظهرت "الحركة الثورية الشعبية فى عمان والخليج العربى" من رحم حركة "القوميين العرب" بعد إنتقالها يسارا وتبنيها الفكر الماركسى اللينينى وبدأ تأثير ذلك واضحا على الحركة الوطنية فى البحرين والكويت، وكان للثورة فى الجنوب اليمنى المحتل بقيادة " الجبهة الشعبية لتحرير اليمن الجنوبى المحتل" و الثورة العمانية فى إقليم ظفار التى قادتها " الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربى" التى شارك فيها يساريون من جميع دول الخليج وخصوصا من البحرين والكويت ومنهم المفكر الكويتى والنائب السابق فى البرلمان "أحمد الربعى" الذى عانى طويلا من سجنه فى قلعة الجلالى بمسقط ذلك السجن السيئ الذكر، ولعبت تلك الحركات الثورية دورا أساسيا فى إستقطاب قيادات عمالية هامة ووضعها فى الصفوف الاولى، كما لعبت الجبهة الدور الرئيسى فى تأسيس " اللجنة التأسيسية لإتحاد عمال البحرين" ، وفى جنوب عمان إستطاعت الجبهة من خلال تبنيها للكفاح المسلح من تحرير حوالى 90% من إقليم ظفار وذلك فى مواجهة الإستعمار الإنجليزى ونظام السلطان "سعيد بن تيمور" وتزامن ذلك مع تصاعد نشاط الجبهة فى اليمن الجنوبى وتحقيقها إنتصارات متتالية على المحتل الإنجليزى انتهاءا بتحقيق الإنتصار الكامل وتوليها الحكم بقيادة "قحطان الشعبى" ، وبعد إنقلاب السلطان قابوس على أبوه فى عمان وتوليه السلطة عمل على الإستعانة بالقوات المسلحة الإيرانية فى ظل حكم شاه إيران التابع للإمبريالية لتصفية الثورة الشعبية فى ظفار، وفى اطار المصالحة سعى السلطان قابوس لضم قيادات هذه الجبهة الى جهاز حكمه وعلى رأسهم أحد الذين تولوا سكرتارية الجبهة فى عمان"يوسف بن علوى" الذى شغل منصب وزير الخارجية من وقتها وحتى الآن، وقد أعلنت الجبهة الشعبية فى برامجها المختلفة أنها تناضل من أجل إلغاء كافة الإتفاقيات السرية والعلنية بين سلطات الخليج وبريطانيا وأمريكا وتعمل على تصفية القواعد العسكرية الأجنبية وكافة التسهيلات الممنوحة ومقاومة الأحلاف المشبوهة التى تطرحها الإمبريالية الأمريكية بحجة حماية الأمن الخليجى وتسعى لإقامة مجالس نيابية منتخبة ووضع دساتير عصرية والغاء الإمتيازات القبلية والعشائرية والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وإلغاء قوانين الطوارئ وقوانين أمن الدولة وتعديل قوانين العقوبات وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والسماح بعودة المبعدين وإطلاق الحريات العامة وحق تكوين الأحزاب والجمعيات.
ساهم الصراع بين القوميين والماركسيين فى الخليج فى إضعاف الطرفين معا وساعد فى تشويه الفكر القومى والماركسى فى أذهان الجماهيرى وبالأخص الفكر الماركسى وقد تأثر ذلك الصراع بما كان يحدث على الساحة العربية خصوصا الصراع بين القوميين والشيوعيين فى العراق، وظلت الحركة الشيوعية فى منطقة الخليج العربى محدودة التأثير نظرا لخصوصيات تلك المنطقة ولعمق التأثير الدينى والقبلى بها، ويعتبر إعلان تأسيس "الحزب الشيوعى السعودى" فى 31 أغسطس عام 1975 وإقراره برنامجا ثوريا معتبرا نفسه الحزب الطليعى للطبقة العاملة السعودية والذى يسعى الى الإطاحة بأسرة آل سعود وتحرير الوطن من التبعية للإمبريالية الأمريكية، يعد ذلك عملا دعائيا أكثر من كونه نضال على أرض الواقع وذلك رغم إنتظام الحزب فى عقد ثلاث مؤتمرات حتى الآن وتحضيره للمؤتمر الرابع وأصداره نشرة مركزية باسم "طريق الكادحين" ونشرة داخلية باسم "حياة الحزب" فإن كل ذلك لا يعدو عملا تنظيميا غير معبر بشكل حقيقى عن التاثير الجماهيرى.
خلاصة القول أن البحث فى تاريخ وتطور اليسار الخليجى يحتاج منّا لعدة مجلدات، وأهم ما يمكن الخروج به من تلك التجربة الثرية عدة ملاحظات:-
(أولها) إن العمل الحقيقى الذى خاضته تلك الحركات الثورية نشأ فى ظروف محددة ولعبت الجبهة دورا محوريا فى النضال ضد الإستعمار الإنجليزى والهيمنة الإمبريالية الأمريكية "ولعل دور الجبهة هو السبب الأول فى تحرر الخليج" والنضال ضد أنظمة قبلية مشيخية متخلفة وجب وضعها فى مزبلة التاريخ.
(ثانيا) ان الحركة الثورية اليسارية فى الخليج ولدت من رحم الفكر القومى والعروبى الناصرى والبعثى وخاصة نشأت من الحركة الأم "القوميين العرب" فى المشرق العربى وفلسطين ولذا فقد ظلت محافظة على الطابع الماركسى القومى ومتمسكة بحماس بالقضية الفلسطينية.
(ثالثا) تلك التجربة المنبتة الصلة بالتطور التاريخى للحركة الشيوعية أعطاها ذلك قدرا أكبر من الحرية فى نقد التجربة السوفيتية واستلهام تجارب أخرى أكثر ثورية كالحركات الثورية فى أمريكا اللاتينية "الجيفارية" والثورة الفيتنامية وحركات الرفض والتمرد الشبابية فى أوروبا.
(رابعاا) غلب على تلك الحركة وخاصة فى نزوعها للكفاح المسلح طابع المراهقة اليسارية فى تحليلاتها وحكمها على الأشياء بحكم حملها للسلاح مبكرا وغلبة الطابع الشبابى عليها وعدم وجود تراث تاريخى لها.
لقد تحولت تلك الحركات الثورية فى مجملها الى عمل ديموقراطى برلمانى فى الأغلب وساهمت كوادرها فى إنشاء منظمات مجتمعية وحقوقية وإثراء المجال الثقافى والأدبى الخليجى بإبداعات حقيقية تجلى وجه الخليج وتعطى أملا فى مستقبل واعد وديموقراطى ووجها اشتراكيا أكثر إنسانية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة
- هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية
- ذكريات الهزيمة وعبد الناصر
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع..الآفاق (الأخيرة)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (4)
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع الآفاق (3)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (2)
- جذور اليسار المصرى وواقعه وآفاقه (1)
- ملاحظات سريعة حول مسودة مشروع قانون العمل الجديد
- الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية
- إدارة التوحش ..دليل عمل القاعدة وداعش لدولة الخلافة
- قراءة جديدة للثورة العرابية
- الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية
- مصر بين ثورتين
- داعش.. ما بعد القاعدة
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحركات اليسارية فى الخليج العربى