أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة














المزيد.....

ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكاية وما فيها أن الصحفى الفرنسى الشهير الان جريش "رئيس تحرير الطبعة العربية من لوموند دبليوماتيك" كان فى إحدى زياراته المتعددة الى القاهرة لحضور مؤتمر حول مشاكل الترجمة تحت رعاية الإتحاد الأوروبى من 9 الى 10 نوفمبر الحالى، وفى صباح 11 نوفمبر التقى فى كافيتريا مجاورة للسفارة البريطانية بجاردن سيتى " لابوار" بصديقتين إحداهما صحفية بجريدة الشروق وكان الجميع يتحدث بصوت عال لوجود جلبة بالمقهى ودار الحديث باللغتين العربية والإنجليزية حول الأوضاع السياسية فى مصر وأوضاع الجامعات والإعلام وغيرها، وفجأة قامت إحدى السيدات من مقعدها المجاور لتنهرهم بصوت عالى " إنتوا عايزين تخربوا البلد" وغادرت المقهى، بعدها مباشرة دخل شخص "رجل أمن" وجلس بجوارهم "يبدو أنه كان يحمل جهاز تسجيل"، بعدها بفترة قصيرة غادر الجميع، وعلى باب المقهى وجدوا الشخص الذى راقبهم ومعه بعض الضباط إستوقفوهم وطلبوا منهم هوياتهم الشخصية وبدأوا فى أخذ إفادتهم بالشارع، يقول جريش أن الضباط عاملوهم بشكل ودى وأحضروا كرسيا من المقهى لإحدى السيدتين، وبعد فترة قصيرة وجهوا خلالها بعض أسئلة لجريش عن سبب وجوده بالقاهرة ولماذا غيّر الفندق أعطوه جواز سفره وطلبوا منه الإنصراف الاّ أنه رفض المغادرة دون صديقتيه فأخذوا منه جوازه مرة أخرى وسألوه إن كان يحمل تصريحا صحفيا وعندما أجاب بالنفى فاجأه الضابط بسؤال "هل يسمح القانون الفرنسى لصحفى أجنبى بإجراء لقاءات فى فرنسا بدون تصريح"، هنا أحس جريش أن الأمور قد تتعقد فأجرى إتصالا بالسفارة الفرنسية ونقيب الصحفيين "ضياء رشوان"، بعد ذلك جاء إتصال بقائد القوة فقررالإعتذار منهم وإعادة هوياتهم والسماح لهم بالإنصراف، كل ذلك لم يستغرق أكثر من نصف ساعة، وفى المساءجاء إتصال بجريش فى الفندق من وزارة الداخلية وأرسلوا له سيارة إصطحبته الى ديوان الوزارة ليستقبله بعض القيادات ومن بينهم نائب الوزير لحقوق الإنسان وقدموا له إعتذار الحكومة المصرية عمّا جرى..هذا باختصار كل ماحدث.
فى الظروف التى تمر بها البلاد يمكن تفسير تلك الواقعة " وليس تبريرها" وحتى موقف السيدة التى أبلغت عنهم يمكن تفهّم ما حدث منها وهى تسمع كلاما مختلطا بلغات متعددة بين رجل أجنبى وفتاتين مصريتين وأول ما تبادر الى ذهنها أنهم "جواسيس"، لكن الموضوع يكشف بوضوح المناخ الأمنى الذى يضغط على الحريات بشكل تصاعدى فى ظل حالة التشويش الإعلامى والتحريض اليومى على كل ما هو مختلف مع السياسات الإقتصادية والإجتماعية والأمنية وأن الأوجب فى الوقت الحالى هو التأييد المطلق والسكوت عن أى انتهاكات لحقوق الإنسان وعمليات القبض العشوائى وأوضاع السجون أو الحديث عن المضربين عن الطعام إحتجاجا على حبسهم أو ظروف السجون والتعذيب بينما ينفسح المجال واسعا لفلول النظام السابق ولكل من يشتم ويدين ثورة يناير دون مجرد النقد البرئ للدولة حتى تنتهى مشكلة الإرهاب ويم القضاء على كل الارهابيين، كما أنه معلوم بالضرورة ان ليس كل الصحفيين جريش ولا كل المواطنين كرفيقتيه.
يجب التذكير هنا بأن "الان جريش" – 66عاما- هو إبن المناضل الشيوعى الأشهر "هنرى كورييل" وأنه مولود لأبيه وأمه "روزيت العجم" فى حى الزمالك بالقاهرة وغادر الى فرنسا وعمره 14 عاما عام 1962لإلتحاق الأسرة بوالده بعد طرد كورييل الأب من مصر عام 1950، ويعد الإبن من أبرز المتابعين للشأن المصرى والعربى ويدل على ذلك إختياره من قبل إدارة لوموند ديبلوماتيك لرئاسة تحرير طبعتها العربية، وجريش المنتمى لأب وأم يهودية إعتنق المسيحية والتحق لفترة طويلة بالحزب الشيوعى الفرنسى ولكنه فضّل أن يغادره واعتبر نفسه يساريا مجددا ومنتقدا للخط السياسى للحزب، ومن المفارقة أن يجرى حوار طويل بينه وبين المفكر "طارق رمضان" إبن سعيد رمضان القيادى الإخوانى وحفيد حسن البنا فى موضوع "حوار حول الإسلام" (نشر فى كتاب باللغة العربية فى القاهرة منذ 10 سنوات) ودار الحوار حول الإسلام السياسى والقضية الفلسطينة والعولمة والتطورات السياسية بالعالم العربى، وفى كتاب له وجه رسالة لإبنته يشرح فيها سبب شغفه بالقضية الفلسطينية وتاييده لحقوق الفلسطينيين، ويعتبر جريش أن أهم ما أفرزته ثورة يناير هو ذلك الجيل الجديد من الشباب الذى خرج الى الشمس ولن يكون هناك رجوع الى الخلف ولن يقبل أن يكون أسيرا لديكتاتورية عسكرية أو دينية.
عودة الى الأب "هنرى كورييل" الذى كتب عنه كثيرا ومن أبرز ما كتب عنه كتاب " رجل من طراز فريد" للمفكر الفرنسى الشهير جيل بيرو، وقد أهدى كورييل قصره فى الزمالك "الذى ورثه عن ابوه" الى جبهة التحرير الجزائرية لتحوله فيما بعد الى سفارة الجمهورية الجزائرية بالقاهرة، وكانت أسرة كورييل ذات جذور إيطالية وفى عام 1935 تم تخيير هنرى بين الجنسيتين الايطالية والمصرية فاختار المصرية، وأسس أكبر حركة شيوعية مصرية هى الحركة الديموقراطية للتحرر الوطنى "حدتو" فى بدايات الأربعينات ويعتبر هو كذلك مؤسس الحزب الشيوعى السودانى بتأسيسه منظمة الحركة السودانية للتحرر الوطنى "حستو" والتى تحولت بعد ذلك الى حزب شيوعى، ورغم جنسيته المصرية فقد أرغم على مغادرته لها لخطورته على الأمن الإجتماعى الى فرنسا حيث أسس فى باريس "مجموعة روما" واعتبرها إحدى التشكيلات التابعة للحزب الشيوعى المصرى وظل على ولاء للحركة الشيوعية المصرية حتى تم إغتياله بواسطة الموساد أثناء مغادرته مصعد بيته فى باريس باطلاق الرصاص عليه فى مايو 1978 بعد رحلة كفاح طويلة، ومن المهم الإشارة الى أنه قد سلم للملحق العسكرى فى السفارة المصرية بباريس "ثروت عكاشة" خطة الهجوم الثلاثى على مصر فى 1956 وأن ثروت عكاشه أوصى لدى عبد الناصر باعادة الجنسية المصرية له ولكنه رفض..فهل جاء الوقت أن تمنح الحكومة المصرية الجنسية لإبنه "الان جريش" تقديرا لجهود والده ولجهوده أيضا..اشك فى ذلك كثيرا.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية
- ذكريات الهزيمة وعبد الناصر
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع..الآفاق (الأخيرة)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (4)
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع الآفاق (3)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (2)
- جذور اليسار المصرى وواقعه وآفاقه (1)
- ملاحظات سريعة حول مسودة مشروع قانون العمل الجديد
- الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية
- إدارة التوحش ..دليل عمل القاعدة وداعش لدولة الخلافة
- قراءة جديدة للثورة العرابية
- الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية
- مصر بين ثورتين
- داعش.. ما بعد القاعدة
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية
- حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة