أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر














المزيد.....

-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


توطئة:
عندما قرأت القصيدة لأول مرة علقت"إنها كاترينا"، ثم استدركت أن التعليق لم يف بالغرض، حاولت أن أرفع القصيدة في ذهني، لكن كلماتها و معناها لم تحمل كاملة ، خانني التأويل، بل أصبح المؤول فوضى من المعاني، و الدلالات، شاركت ما هو مؤول مع بعض الأصدقاء، علق سعيد بصوت عال ، رائعة رددت مثله رائعة، و صببت داء الروعة بـأن تنطق القصيدة، وأن تتحول إلى نثر ليفهما العامة قبل الخاصة، كيف سأبلغ مضمون لغوي خارق إلى نثر؟ كيف أصرخ مع الشاعر بنفس الحب، و الوصف؟ لم أجد جوابا شافيا، لكوني لم أستطع أن أبلغ ما هو متضمن في النص الشعري من صور بليغة، أدركت أن الشعر هو الوحيد الذي له سلطة التبليغ، و بهذا يتحدى قوة النثر، ، تساءلنا سويا من كاترينا إذن؟ قال مرغادي: سفينة، قلت: سوريا، قال: كاترينا لا لون لها، قلت: كاترينا أمة عربية تتفرج على فرجها، بل تغتصب بكارتها، قال: كاترينا لا يفهمها إلا شاعرها ، مبدعها، قد تكون شمعة .. سفينة .. سوريا.. امرأة ...قلت: كاترينا كلام موزون بقافية الشعر ، تأمل كاترينا في قلب الشاعر و ستفهم المتني يخرج شاعرا من رحمها ليصف أمه، حبيبته عشيقته، و بلغة التشريح: سيلان الدم، و الغربة، و التشرد... كل هذه المعاني صنعت كاترينا، لم أستطع أن أحول كاترينا من الكلام الرمزي، إلى الكلام الواضح، ربما أخفقت في القراءة، بل أكثر من هذا مرعوب من القصيدة نفسها، إنها مخيفة، تبدو كشبح يخرج من وسط اللغة يعج بالكلمات،هذا الشبح يختصر المشهد ككل ب"كاترينا"، و رغم هذا فإن هذا الشبح سوف لن يمنع إرادتي في البوح من خلال التأويل فمنه انطلقت القراءة، و منه ستكون النهاية .
1 – فلسفة التقديم:
بلغة الفلسفة تنطلق القصيدة كإضاءة لفهم ما هو غير مفهوم:
" أرغب في إشعال المدينة بشمعة
يوقفني رجل أعمى
يكسر الشمعة نصفين , يغنّي
هكذا يُضاء العقل يا مبصرين"
لتتوقف الرغبة بين الظلام و الإضاءة، بين ثنائية الشمعة و الأعمى، بين الضوء الباهت الذي يتوخى أن ترسله الشمعة، و بين الظلام الدامس الذي يحبده الأعمى، تنهزم الشمعة أمام الأعمى، فيغيب الضوء سواء من طرف الشمعة، أو من طرف الأعمى، فقط إضاءة وحيدة ينتصر بها الأعمى أمام الشمعة، هي إضاءة العقل، فتبرز قوة الأعمى بأنه يملك قوة أقوى من أي نور( العيون و الشمعة) له قوة الفعل بتكسير الشمعة، و له قوة النصح بكون أية إضاءة لا بد لها من أن تكون نابعة من العقل.
ما العقل إذن؟ يجب المتني :" العقل حالة جنون مراوغة" أو هو " شمعة أمام الشمس" إنه " كالإيمان أفيون الفلاسفة"، لنضيف أن العقل هو الذي أنتج كاترينا، و قسمها إلى شطرين: شطر ظل في جوف كاترينا(نصف شمعة الأول) و شطر آخر أرغم على النزوح (الشطر الثاني من الشمعة). و هذا ما سنلاحظه في المقطع الموالي:



2 – كاترينا المنفى و التشرد و اللجوء:


"امرأة تهرب من جسد المدينة نحو البحر
يلحق بها رهط من السكارى المنشدين
خذينا إلى البحر
إلى جسد سفينة مثقوب من الحب لنغرق
خذينا وارمينا في قاع الصمت أشجار ليمون
لم نُزهر كالمصابيح
لم تلفخنا شمس بظلها
تحملهم كاترينا في رحمها أجنة للموت
تركل خطاها وتتقيأ منياّ يشبه ماء البحر"
هناك تموج فكري عميق تتداخل فيه النسوة بالمياه، فتنغرس الصخور بالرمال، و المياه، و تتوالد النسوة من النسوة، وتتحول النسوة إلى أشياء، وتتحول الدلالات بين البقاء في كاترينا، و الهروب منها عبر كاترينا، الى كاترينا، لهذا فالمرأة الهاربة من المدينة الجسد، لم تكن سوى سفينة خرجت من جوف سوريا قاصدة الغربة و الهروب، و هي تحمل في جوفها مهجرين إلى المجهول. بلغة العقل المراوغ يسبح بنا المتني في فضاءات العقل المتخيلة، مما يفتح إيديولوجيا التأويل للقصيدة بربط الفكر بالواقع، لأن الشاعر لا يمكن فصله عن واقعه المعاش مهما ادعى البعض بأن لغة الفن لا ينطبق عليها هذا التأويل، من خلال رفض سمو التفكير أمام دناءة الحس، و رفضا لهذا الطرح، أرى أن الالتحاق بالمرأة ما هو سوى بشر أسكرتهم الدماء الحمراء السائلة في كل الشوارع، أسكرتهم جرائم الاستبداد الأسدية، فلم يجدوا سوى مرتعا للهروب إلى المجهول، بدون هدف، و لا اتجاه، لا شيء يرضي العقل سوى النجاة و الهروب، لا تهم الوسيلة المهم الوصول إلى التياهان، كل ما في الأمر سوى البحث عن ضوء شمعة باهت يصوب الاتجاه نحو البحر، لأن هو المنفذ الوحيد للنجاة.
يبدو المقطع شيقا للدخول إلى ماهية كاترينا المفصلة شعريا، و الذي سيأتي الحديث عنها فيما بعد، لأن فلسفة القصيدة تمنعك من الذهاب إلى النثر، نتيجة الطابع الفني المتموج و المتقلب المعاني، دوافع كاترينا، و السكارى للهروب كثيرة، و شعريا تظهر من كون " أشجار ليمون
لم نُزهر كالمصابيح
لم تلفخنا شمس بظلها"
و في ظل قتامة المشهد، تكون الرحلة للسكارى مثل " أجنة للموت"، يخرجون من رحم كاترينا السفينة، التي هي مجرد نصف شمعة التي كسرها الأعمى، تختلف عن كاترينا الأصل(نصف الشمعة الآخر)، التي بقيت تئن من جراء الآلام التي تكالبت عليها من كل الاتجاهات، التقى فيها الأعداء و الأصدقاء في آن واحد، فلم يعد البحر سوى بوصلة بين كاترينا اللجوء، و كاترينا الأم، عبر كاترينا السفينة.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني
- -غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الأخ ...
- -غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الثا ...
- -غربة الأوتاد- المثنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة
- كيف حولت الزعري امرأة الهزيمة إلى امرأة النصر؟
- المرايا، و حقيقة العالم العربي، كما ابتدعتها الزعري
- حميد المصباحي و سنفونية -عفا الله عما سلف-
- الواقع بلغة الشعر تحبكه -أمينة الزعري
- في زمن تحول الموت إلى فرجة ممتعة
- غدا ستحل ذكرى 25 يناير
- يجب ألا تستمر الحكمة:-أكلت كما أكل الثور الأبيض-
- في عهد تحطيم المسلمات (2)
- في عهد تحطيم المسلمات
- حبكة الصراخ بلغة الكف في شاعرية الزعري
- محنة السؤال بين الفهم و الجنون
- نصائح مغفل لمغفل حتى تنتهي الغفلة بتاتا
- عالمكم و عالمنا ؟ !
- حمان و المسألة التعليمية
- الدولة و الثورة من وجهة نظر عربية (2)
- بوح امرأة (7)


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر