أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -مرسوم لاصدار هوية- محمد عبد الله البيتاوي














المزيد.....

-مرسوم لاصدار هوية- محمد عبد الله البيتاوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


"مرسوم لإصدار هوية"
محمد عبد الله البيتاوي
مجموعة قصصية صدرت في عام 1994، وهي تجميع لقصص كان الكاتب قد نشرها في المجلات والصحف الفلسطينية من عام 1970 إلى عام 1992، فقد تعمد الكاتب أن يضع تاريخ نشر القصة والجهة التي نشرتها، تبيانا للمرحة التي كتبت بها، وأيضا تسهيلا لقيمها من قبل المتلقي.
إذا استثنينا قصة "الإعصار" التي تتحدث بطريقة واقعية صرفة، نجد بقية القصص تحمل الرمز، مما يتيح للقارئ تماثل الحدث أو البطل بالوضع الخاص الفلسطيني، فطبيعة الظروف تحدت الاحتلال أعطت مبررا للكاتب لكي يلتف على الرقابة العسكرية من خلال الرمزية التي تعامل معها بطريقة جعلته يوصل فكرته بوضوح، ودون أن يتعرض للملاحقة العسكرية.
فنجد في قصة "مرسوم لإصدار هوية" تتماثل مع الصراع الذي خاضته منظمة التحرير الفلسطينية للاعتراف بها ممثلا للشعب الفلسطيني، إن كان على الساحة العربية أم الأممية، فاستخدم الكاتب رقم الصفر، وما له من قيمة في عالم الأرقام، لكي يوصل فكرته حول حق الفلسطيني بتمثيل نفسه بنفسه.
وفي قصة "الشيخ مسعود" التي تحدث بها عن نكران الجميل، طارحا قضية التفاوت الطبقي والاجتماعي والكيفية الانتهازية التي يتعامل بها أصحاب المراكز، بعد أن يخرجوا من ثوب الفاقة، وما قاله "الشيخ مسعود لذلك المتنفذ الوصولي: "ـ جيت مليان فرح، ولكنكم فقأتموه على الباب" ص19، يبن حجم الانتهازية والبيروقراطية التي وصل إليها الجهاز الوظيفي.
في قصة "أسير الوهم" يستخدم الكاتب الفانتازيا بطريقة رائعة جدا، وبانعقادي بان هذا الأسلوب في سرد الأحداث هو من أفضل الأساليب التي تقنع المتلقي وتفش غل الكاتب في ذات الوقت، فحالة العظمة كانت بهذا الوصف "ـ أنا سيد الكون، ومن بعدي الطوفان، هلموا أصدقائي لنمزق الصور والستائر، لنحطم كل التماثيل.. لا تبقوا على شيء" ص37، فهنا كانت الفانتازيا والترميز تعطيان النص بعدا أدبيا بالإضافة إلى ما تحمله القصة مضمون اجتماعي يمكن إسقاطه على الواقع السياسي.
قصة "اللعب بلكن" تتحدث عن دخول البيت من قبل الدخلاء، وهي توضح طبيعة ما يجري في فلسطين، منذ الاحتلال الانجليز إلى الاحتلال الإسرائيلي، فالقصة تحمل بين ثناياها أفكارا تصل إلى مراتب الحكمة كما هو الحال في الفقرة التالية : "فقد كان يتغلب على ألامه بعدم التفكير بها، فقد روض نفسه على أن إحساسه بالألم، يأتي من تفكيره بالألم ذاته، ولذا فقد اعتاد أن يوجه تفكيره ـ تركيزه ـ إلى جهة أخرى لكي ينسى الألم" ص54، فهنا كاتب يتحدث عن فكرة التخلص من الألم بطريقة علمية يستفيد منها المتلقي، فهي حقيقية علمية تصلح لكل إنسان.
كما تحدث فيها عن طبيعة الشخص التابع المجرور الذي لا يهتم لأي شيء في الحياة، فقال عنه "فأنا من المصفقين لكل منتصر،| والمؤاسين لكل منهزم دون تشف أود أو حقد أو استهزاء" ص56، فهنا كانت دعوة لمثل هؤلاء لكي يتجاوزوا ما هم عليه إلى الفاعلية والاستناد إلى موقف بعينه.
وفي قصة "حكاية مريم عبد اللطيف" كانت الرمزية واضحة فهي تمثل فلسطين عندما تحدثت عن ابن المختار: ".. عندما تهجم علي في داري بوقاحة يحسد عليها، خرج من داري وهو خصي، ولو قمتم بعرضه على أي طبيب، لأكد لكم ذلك" ص73، فهنا كانت المتحدثة فلسطين في حقيقة الأمر.
وفي "حكاية صبيح المحمود" نجد فيها فكرة طائر الفنيق الذي ينهض بعد الموت، والتي تحاكي الواقع الفلسطيني خاصة بعد حرب الخليج الأولى، فقال فيها الكاتب " ترنح ثمل.. خطا خطوة.. وخطوة، ومع كل خطوة كان يترنح شيئا من اليأس المتراكم في أعماقه، ليحل محله شيئا من الثقة في النفس.. .. وما أن التقط أنفاسه، متحاملا على ألامه، حتى فتح الباب وخرج إلى ساحة الدار" ص82، فهنا كانت الحالة تتماثل مع الواقع الفلسطيني وما تعرض له من أزمة بعد حرب الخليج الأولى.
وفي قصة "...إلا الشرف" استخدم الكاتب اللهجة المحلية، كتأكيد على فلسطينية الشخصيات والحدث، كما أن فكرتها تتماثل مع العرف الاجتماعي والثقافي الفلسطيني الذي يثار ويتحول إلى الفعل متجاوزا حالة السكون عندما يتعلق الأمر بالشرف.
وفي قصة "الضبع" استخدم الكاتب الفكرة الشعبية عن الضبع، وقدمها لنا بطريقة، تذكرنا بطريقة تفكيرنا عن الضبع وكيف يضبع الإنسان الخائف، وكما جاء استخدام اللهجة المحكية الفلسطينية لتأكيد فلسطينية الحدث، وكانت هذه العبارة تمثل الغاية من وراء القصة فقال : "ـ لم يكن تحذيري لكم يعني انطواء كل واحد منكم على نفسه.. فالضبع يخشى النور، ويألف العتمة، لأن عينيه تتقدان شررا.." ص100.
قبل الإنهاء من هذه المجموعة القصصية نقول بأنها كتبت بطريقة سلسة وفيها من المتعة ما يسهل على المتلقي تناولها بكل يسر، فاللغة التي استخدمها "محمد عبد الله البيتاوي" لغة أدبية وكانت الأحداث متقنة في حبكتها، بحيث يجد القارئ تلازمها للواقع، لكن وجود إشارات رمزية جعلتها تأخذ بعدا سياسيا إضافة إلى ابعد الاجتماعي.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -طيور المحبة- يحيى رباح
- الحوار والإثارة
- -سامي لبيب- وخداع القارئ
- فكرة
- فكر القبيلة هو الأساس
- رواية -الأنفس الميتة- نيقولاي غوغول
- -المسكوبية- اسامة العيسة
- هجوم غير عقلاني على مؤسسة ابن رشد
- -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل
- مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
- رواية -كيلا- اسعد العزوني
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي
- -الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات
- رواية -الميراث المر- عباس دويكات
- قصيدة -تفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق- خالد أبو خالد


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -مرسوم لاصدار هوية- محمد عبد الله البيتاوي