|
ألحقيقة وثقافة التشاتم ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 21:14
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
ألحقيقة وثقافة التشاتم .. في مثلنا العامي نقول : " الدم على الدم ثقيل ...!! " ، وخصومة أو طوشة أبناء العمومة أشد وأشرس من غيرها من الخصومات . وتنطبق هذه المقولة على المُتخاصمين الذين ينتمون الى نفس المذهب الفكري أو الديني .فتكون الخصومة في ما بينهم أشد .. وهذا ما يجري بين المنتسبين للماركسية ، والتي هي واحدة بشكل عام ، مع إختلاف الفهومات ، التأويلات والتفسيرات. وهذا الى حد ما، أمر طبيعي بين البشر . ويعود هذا الخصام ، وفي تأويلنا ، إلى التماهي المُطلق بين الحقيقة الواحدة والوحيدة وبين الفهم الشخصي الفرداني للنص !! فكل طرف يتهم الطرف الأخر بأنه لا يفهم الماركسية على حقيقتها ، وهذا في أحسن الأحوال والطفها . في حين قد ينزلق الخلاف وأطرافه المتنازعة إلى شخصنة الخلاف مما يقتضي بالضرورة تبادل الشتائم والتهم. والتي تصل أحيانا إلى إتهام بالعمالة ( ولا يهم لمن ) . ولكي لا نغمط باقي "التهم" حقوقها ، فسنذكر هنا على سبيل إستعراض جزء منها ، فقد سادت ذات حقبة ، تهمة التحريفية وأختها الإنتهازية ، الى أن هلّت بشائر الخيانة الطبقية ، والطفيلية وما الى ذلك من مسميات . لكن هل كان هذا الصراع جوهريا ، يمس مصالح الطبقة العاملة ، تحسين ظروفها المعيشية ، رفع مستواها الفكري وقيادتها الحقيقية للنضال الذي يُخاض بإسمها ؟؟ مجرد سؤال !! واليوم يدور صراع فكري ؟؟!!حاد على صفحات هذا المنبر ، بين تيارين يدعيان الماركسية ، بحيث وصل النقاش بحدته إلى الشخصنة والشتائم . وكان هذا "النقاش " ، هو المُحفز للزميل عبد المطلب العلمي لكتابة مقال بعنوان "الحوار المتمدن والشتائم " ، يعالج فيه ظاهرة الخصومة الفكرية "الشتائمية " . وكان زميل أخر قد سبقه في الكتابة عن ظاهرة الشتائمية على منبر الحوار . يكتب زميل فاضل عن الشيوعي وفق منظوره ، وأنا شخصيا كتبتُ مقالا نقديا لهذه الرؤية ، لكنني تجنبتُ أن أتعرض لشخص الزميل العزيز والفاضل . لكن من قرائتي لحيثيات الجدل الذي دار ، طغت على السطح الشخصانية في أدنى مراحلها !! هل كان البحث عن الحقيقة ، هاجس من كتبوا ، علقوا وتداخلوا ؟؟!! وإلى صراع من نوع أخر . صراع ما بين "كلاسيكيي" الماركسية من الزملاء الأفاضل وبين ماركسيي ما بعد الحداثة ، أو ما بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية . يكتب زميل من الكلاسيكيين مقالة حول فائض القيمة في عصر أتمتة الإنتاج ،على سبيل المثال ، ويُحاول تطبيق "المعايير " التي وضعها ماركس في كتاب رأس المال ، لكن دون مراعاة للمُتغيرات . فترد عليه جوقة ماركسيي ما بعد الحداثة ، بسخرية مُشخصنة ...!! فلا هؤلاء ولا اولئك ، يُناقشون قضايا حياتية معيشية ، تهم الطبقة العاملة ، ولا هم يقترحون أليات لخوض النضال الطبقي . لأنهم مشغولون بالسخرية المتبادلة ومناقشة قضايا ليست من صلب العمل الفكري للماركسيين . فلو توصلنا الى نتيجة علمية مثبتة ، بأن الروبوتات لا تنتج فائض قيمة . أو كانت النتيجة عكسية ، أي أن الروبوتات تنتج فائض قيمة . فماذا يفيد هذا الكشف ؟ هل سيؤدي الى تحسين ظروف الطبقة العاملة ، أم سيسرع الثورة الاشتراكية العالمية ؟؟ ولنفترض بأن الرأسمال قد انتقل الى الأطراف وتخلى عن المركز . فهل يقترح هؤلاء الماركسيين على الجميع التجند في بلدان الأطراف ؟؟ نقاش بيزنطي ، أليسَ كذلك ؟؟ لكن لماذا الهبوط الى الشتائمية ؟؟!! الكل يدعي وصلا بليلى ( الحقيقة ) ، وكأنها ملكية خاصة يضعها في حافظة النقود الشخصية ، لكن أين هي الحقيقة ؟؟ في رأيي الشخصي غير المُلزم لأحد ، إن عدم معرفة الحقيقة الموضوعية ، هو الذي يُغضب الخصوم الفكريين فيلجأون إلى سلاح الشتيمة أو الإنتقاص من الخصم !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبن رشد قبل وبعد .
-
مثل البنات ..!!
-
ما بين الدمغة ألشيوعية والزبيبة الإسلامية ..!!
-
عُلوم ألثلاث ورقات ..!!
-
ماذا يدور داخل -ألجمجمة - ؟!
-
التفكير والمُفكّر ..!!
-
ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي ...(2)!!
-
ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي .. (1)!!
-
أخر ألزمان ..يهود في صفوف داعش ..!!
-
زنا محارم ؟؟!! علامات إستفهام وتعجب
-
نبش ألقبور ..
-
ملالا تهزم ألملالي
-
دفاعا عن -الغريزة- ..!!تداعيات على مقال الزميلة روان يونس .
-
ألعلاج التصحيحي الإبدالي للمثلية ..!!
-
ببساطة ، كوباني لن تسقط ..!!
-
فاطمة ، الهولوكوست والخروف ..!!
-
من ألشمال تأتي - ألمصائب - ..!!
-
باتشا بازي وباتشا بوش ..
-
ليس دفاعا عن عميرة هس ..!!
-
أنسنة الإله أم حرب على الله ورسوله ؟!
المزيد.....
-
وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا
...
-
مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
-
استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
-
عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
-
بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
-
الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
-
ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا
...
-
-بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات
...
-
الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
-
سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|