أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.















المزيد.....

لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لتُشحذ الأقلام الخيٍرة ضد زمر الظلام.
جعفر المهاجر

يشاهد العالم كل يوم زمر الظلام الداعشية المتجمعة كالقمامة من كل فج عميق، وهي تشن هجماتها البربرية الإنتحارية على كل مدينة وادعة مسالمة تستطيع الوصول إليها، وحين يتحقق لها ماتريد، تنشر الرعب بين سكانها، فتسبي النساء ، وتهجر أصحاب الأرض الحقيقيين الذين ترعرعوا بين أحضانها وعشقوها وعشقتهم،وولد آباؤهم وأجدادهم فيها منذ آلاف السنين السنين،وتفرض أوامرها وأجنداتها الظلامية على الناس الذين لم تسعفهم قدراتهم على ترك بيوتهم بشكل غريب لاعهد للبشرية بها حتى في عهد الجاهلية والقرون الوسطى، وتدمر حضارة تلك المدينة وآثارها التراثية، وتوقف عجلة الحياة، وتتلذذ بقتل الإنسان الذي كرمه الله وأعلى شأنه ، وحرم سفك دمه ظلما وعدوانا، وتجاهر بذلك علنا في الساحات العامة، وتمعن في الذبح والقتل تحديا لأمر الله الذي كرم النفس البشرية.
إن هذه العقول الظلامية المتحجرة ، والنفوس المريضة المشبعة بالحقد والتعصب الأعمى . والتي تريد أن تنشر مافي أعماقها المظلمة من أوضار بالقهر والبطش على البشرية ،لاتؤمن بأية قيمة إنسانية، وتسعى إلى تدمير الحضارة والمجتمعات المدنية المتطلعة للسلم والوئام والمحبة والعيش المشترك.ورسم مستقبل أفضل لها ولأجيالها القادمة.لكن هذه الوحوش الضارية تحاول أن تقضي على هذا الحلم المشروع بكل ماتملك من همجية ودموية ووحشية فاقت كل تصور. فهي لاتتورع من مهاجمة مدرسة يتعلم فيها الصغار شيئا من العلم والمعرفة لتنوير عقولهم ، وتغذية أرواحهم ليخدموا وطنهم حين يكبرون.أو ملعب رياضي يتجمع فيه بعض الفتية للترفيه عن أنفسهم وأجسادهم المتعبة في خضم حياتهم القاسية .أو سوق شعبي تتواجد فيه الطبقات الكادحة التي تواصل الليل بالنهار لتحصل على لقمة عيش كريمة لها ولعوائلها التي تنتظرها كل مساء.أو مسجد يذهب إليه المصلون ليوحدوا الله . فيسيل الدم البشري المقدس، وتتناثر الأجساد البريئة على أديم الأرض في هذه الأماكن وغيرها دون أي ذنب يذكر. وينبعث من تلك الأرواح صرخات إلى ربها الجليل الذي خلقها وخاطبها بالقول الكريم: ( ولقد كرمنا بني آدم ) ثم طلب منها أن تسعى في مناكب هذه الأرض للحصول على رزقها حين خاطبها بقوله الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ-;- وَإِلَيْهِ النُّشُور.) سورة الملك:الآية-15 لكن مغول العصر ركبوا رؤوسهم ، واستكبروا على قول الله ، وأصروا على قتل النفس البشرية بغير حق إنهم همج العصر وأشراره ومفسديه الذين يبغون إطفاء شعلة الحياة فصار مثلهم كالذين قال الله لهم في محكم كتابه المجيد:
بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي اْلأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ.) سورة البقرة: الآية 11.
وأصبح جليا إن هذه الشراذم الدموية المتوحشة لم تصل إلى هذه المرحلة من قوة البطش والإنتقام والحقد على الجنس البشري مالم تحصل على المال والسلاح والدعم الإعلامي من أنظمة وجهات غارقة بالثراء لخداع الكثير من الذين ينتمون إلى هذه العصابات الدموية، ووضعهم في الصف المعادي للإنسانية.
ولطالما نوهنا في مقالات سابقة إن هذه القوى الظلامية لها وسائل إعلام ضخمة تسير في فلكها ، وتروج لدمويتها. ومدارس ومساجد تزق روح الكراهية في دمائها، ويفتي لها شيوخ تكفير باعوا أنفسهم بالدرهم والدولار لولاة أمورهم من أباطرة البترول. وفضائيات وصحف، ومواقع إلكترونية تابعة لهذه الأنظمة الظلامية الاستبدادية وهي تحاول وضع كل هذه الجرائم النكراء التي تندرج في خانة الإبادة البشرية وفي أتون هذه النار الطائفية المستعرة التي أشعلوها لتصفها بأنها:(حالة دفاع عن مظلومية السنة ضد الشيعة.!!!) والتي تروج لها فضائياتهم ليل نهار. وهي لعمري فرية كبرى على الله والإنسانية ، واستهانة بالدم البشري من وسائل إعلام مضللة منحطة تحاول بشتى الطرق الملتوية قلب الحقائق لتسميم العقول السليمة. لكن هذا الهدف الشيطاني المدمر مهما تلاعب دعاته بالألفاظ ، وأخفى الحقيقة لايمكن أن ينطلي على عقل بشري سوي ونظيف وحصيف .والترويج لهذا الإرهاب العاتي باسم طائفة (مظلومة ) ضد طائفة (ظالمة ) في هذا البلد العربي أو ذاك هو خدمة مجانية تقدمها هذه الجهات لأعداء الإسلام وفي مقدمتهم الصهاينة الذين يرقصون طربا لما يروجون له لخلق حروب لانهاية لها في المنطقة وما يترتب على تلك الحروب من مصائب وويلات ودمار لكي تبقى المنطقة العربية فريسة لأعدائها. وبات هذا الهدف الشريريؤلم كل نفس بشرية غير ملوثة بهذه الأفكار الطائفية الظلامية. وهي ترفض من أعماقها هذه الفرية رفضا مطلقا ، لأنها تقدس دم شريكها في الإنسانية وهي ترى بأم أعينها جرائم الإبادة التي ترتكبها هذه الشراذم الظلامية وما تقوم به من تدمير للبشر والحجر والشجر ولا تفرق بين قومية وأخرى ، أو ديانة وأخرى في الإبادة فالكل أعداء لها ماداموا لايدينون لنهجها الظلامي الدموي الذي يحمل إسم (تنظيم الدولة الإسلامية) ظلما وعدوانا. وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام ومفاهيمه الإنسانية. إن هذه العصابات المنضوية تحت هذا الإسم تكفر كل من يخالفها ، وتستبيح دمه وعرضه وماله ، وعلى هذا الأساس الضلالي ولغت في دماء الأبرياء، وجعلت من المسلم الحقيقي يقف خجلا أمام أتباع الديانات الأخرى نتيجة لهذه الجرائم التي تستهجنها أحط الوحوش وأكثرها فتكا وشراسة لو نطقت.
والذي يحز في النفس إن هذه الوحوش الغادرة ووسائل إعلامها الضخمة قد خدعت الكثيرين من البسطاء والعاطلين عن العمل والمراهقين الضائعين في متاهات الحياة . ولابد أن يُواجهوا من قادة المجتمع الإنساني المتطلع إلى حياة كريمة يسودها إحترام حقوق الإنسان . وحملة الأقلام الشريفة الخيرة التي لم تتلوث عقولهم بغمرات الطائفية النتنة التي تعمي البصيرة هم في طليعة المجتمعات التي تكافح الأفكار الظلامية. لأنهم يدافعون بأقلامهم عن قيم الخير والسمو والفضيلة. وصاحب القلم النزيه له أهمية عظمى في دعم وشد أزر من يشهر بندقيته لصد هذا الطوفان العاتي الذي يسعى إلى تدمير البشرية . وتقع عليه مسؤولية أخلاقية في فضح هذه الوسائل الإعلامية المضللة . لأن صراع الحق والباطل أزلي . ولابد أن ينهض دعاة الحق ضد هذه الهجمة الظلامية الشرسة ،ويفضحوا أهدافها ومن يقف معها. لقد كرم الله القلم الطاهر في أول سورة كريمة نزلت على نبي الإنسانية محمد ص حين قال:
بسم الله الرحمن الرحيم :
إقرَأْبآسْمٍ رَبِكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. –سورة العلق
ولم يكتف الله سبحانه وتعالى بذلك بل أقسم بالقلم فسمى سورة باسمه والقسم شيئ عظيم لما لهذا الرمز من قيمة عند الله سبحانه وتعالى أذا استخدمه صاحبه لقيم الخير والمحبة والفضيلة بعيدا عن الكلام المجاني الباطل الذي يقود الأمة نحو التردي والسقوط .
وقد تسابق الكتاب والشعراء والمفكرون في تبجيل القلم نثرا وشعرا لأنهم اعتبروه نبراس الفكر البشري لو سخر في خدمة بني البشر. وفعله أقوى من السهام والنبال والجيوش الجرارة.وكما يقال (إن زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص .) فالذين يضعون أرواحهم على أكفهم ، ويدافعون بكل إباء وشمم عن العرض والكرامة والأرض يسطرون ملاحم خالدة في سفر التأريخ الإنساني ضد هذه الهجمة الداعشية الظلامية وقد أثبت أبناء آمرلي في العراق وكوباني في سوريا بأنهم تعم الرجال الصناديد المدافعين عن القيم الإنسانية ضد قوى الظلام والإجرام. وقد أثبتت المرأة في كوباني وهي تقاتل جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل بأنها مثال نادر في الشجاعة ورباطة الجأش وقوة الإرادة. وهم بحاجة إلى أصحاب الضمير الحي من حملة الأقلام الشريفة أن يسطروا مآثرهم بمقالاتهم وقصائدهم وقصصهم ورواياتهم ، وأن لايتركوا الساحة خالية للإعلام المضلل لكي يشوه هذه المآثر الإنسانية البطولية.
فياأيها الكتاب المبدعون في محراب الكلمة الطاهرة إشحذوا هممكم ، وأطلقوا شواظ أقلامكم ، وحولوها إلى جمرات غضب ورفض ضد هذا الحشد الظلامي التتري المسمى داعش لأنكم بذلك تسهمون في بناء مسيرة الإنسان الرافض للذل والهوان ، والمدافع عن أرضه وكرامته ضد قوى القهر والظلام والعدوان .
جعفر المهاجر./ السويد
19/10/2014



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الإسلامية ، وطريق ذات الشوكة.!!!
- السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.
- جمراتُ الروح السبعينية.
- هل ستنتهي دوامة (شراكة الشركاء ).؟
- الإنقلابات والحروب لن تغادر عقولهم المريضة
- الحرب الداعشية ، والإزدواجية الأمريكية الغربية.
- تلعفر ذبيحةُ العصر
- العراق يحترق ، والشروطُ التعجيزية تنطلق.
- ربيعُ الدم الداعشي ، وأذرعُهُ الإعلامية .
- ولا غوث سوى حضن العراق
- الجاهلية تطرق أبواب الأمة الإسلامية
- عيد المسلمين ، وترف الحاكمين ، وجرائم الصهاينة والداعشيين.
- الطائفية عار يلاحق أربابها.
- لَنْ يُطفِئوا نورَكَ ياسيدَ الفُراتين
- أين حكام المسلمين ووعاظهم من قيم رمضان.؟
- هل من صحوة ضمير أيها الساده.؟
- عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.
- بهمة ويقظة الشعب العراقي تُقبر مخططات الأعداء.
- دمشق الهوية والجرح.
- الجربا يستجدي أسياده لقتل شعبه.


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.