أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - عيد المسلمين ، وترف الحاكمين ، وجرائم الصهاينة والداعشيين.















المزيد.....

عيد المسلمين ، وترف الحاكمين ، وجرائم الصهاينة والداعشيين.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عيد المسلمين ، وترف الحاكمين، وجرائم الصهاينة والداعشيين.
جعفر المهاجر
يمر على المسلمين أحد أعيادهم الدينية الكبرى .وهو عيد الفطر المبارك الذي جعله الإسلام محطة تمر على الإنسان المسلم ليغسل فيها قلبه من الخطايا والأدران والأحقاد. ويتنسم عبيره الفواح .ويستلهم قيمه ومعانيه الإنسانية ويترجمها إلى أفعال إنسانية تجعل من هذا الإنسان المسلم قدوة في الصعود الحضاري نحو قيم الخير والمحبة والصفاء بين البشر.
إلا إن الذي يحز في قلب كل إنسان يسعى إلى قيم الخير والفضيلة أن يرى هذا العيد وهو يمر على الأمة العربية الإسلامية ، والإنسان فيهما مثقل بالأمراض وبالهموم والأوجاع والمتاعب التي تفوق طاقة البشر . حيث يخيم البؤس والفقرعلى الملايين من أبناء الأمة الإسلامية وهم لايملكون شروى نقير من العيش الكريم، ويبيتون على الطوى . والإسلام يدعو ألى التضحية ونكران الذات في سبيل زرع البسمة على شفاه الفقراء والمحرومين ، والعطف عليهم والرحمة بهم .
وقد ازدادت الهموم وتراكمت الأحزان على أبناء هذه الأمة إضافة لفقر الملايين وحرمانهم من أبسط متطلبات الحياة بما يرتكبه المجرمون من أعداء الجنس البشري المتعطشين لدماء الأبرياء من جرائم على هذه الأرض. ففي العراق الجريح يرتكب المجرمون الداعشيون الأوغاد جرائم يندى لها جبين الإنسانية خجلا . حيث يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويهجرون من أرضهم التي عاشوا عليها لآلاف السنين وهم في أسوأ حال . وتضطهد المكونات العريقة ، وتنتهك الأعراض، وتهدم الكنائس والمساجد ومقامات الأنبياء من قبل هؤلاء الغرباء الأوباش الذين لاعلاقة لهم بقيم المجتمع العراقي الأخلاقية على مر تأريخه دون رادع أو وازع ديني وإنساني.ويعيش مليون ونصف إنسان في مخيمات بالية تحت حر الصيف اللاهب وهم في حالة يرثى لها. والمواطن العراقي ينتظر على أحر من الجمر حكومة قوية متكاملة منسجمة تضع في أولى أولوياتها القضاء على هذه الزمر الداعشية المجرمة ، وإعادة المهجرين إلى أوطانهم، و مكافحة الفقر والجهل والمرض ، ومكافحة الفساد، ووضع الخطط الناجحة للتنمية والإعمار.
يمر على الأمة الإسلامية هذا العيد وفي غزة الذبيحة يرتكب الصهاينة أبشع جرائم الحرب بامتياز حيث تباد عوائل عن بكرة أبيها ، وتنسف البيوت بأحدث أدوات الحرب التدميرية ، وفي اليمن وسوريا ومصر وتونس وليبيا والجزائر ترتكب مذابح بشرية باسم الإسلام والإسلام منها براء. والعالم يتفرج وكأن الأمر لايعنيه ، وحكام المسلمين ووعاظهم الذين يحملون عناوين ضخمة لايحركون ساكنا وكأن على رؤوسهم الطير. والإسلام في كتابه الجليل وسنته النبوية المطهرة يحرم سفك دم أي إنسان دون وجه حق. و يدعو إلى الأخوة والمحبة وإغاثة الملهوف .
لقد كان رسول الإنسانية العظيم محمد ص يجالس الفقراء ، ويتفقدهم ، ويجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ويقول ص:
(أنما أنا عبد ، آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) ولابد أن يقتدي به كل حاكم مسلم يدعي السير على هدي هذه العقيدة الناصعة . والمسلمون لم يطلبوا من حكامهم أن يجلسوا على الأرض ولكن ليتحسسوا آلام الفقراء والمحرومين والمرضى وقسم بسيط من أموالهم الطائلة كافية لرسم البسمة على شفاه الملايين من بؤساء الوطن العربي .
والعيد فرصة اختبار لعودة الإنسان الحاكم نحو شعبه بالدرجة الأولى لأنه مسؤول عن حكم الملايين من الناس. وحين يرى فقراء وطنه يعانون من شظف العيش والمرض في وطن غني زاخر بالثروات لابد أن يشغل هذا الهم الكبير عقله وتفكيره ، وعليه أن يبذل كل مافي استطاعته وهو في الحكم لتغيير هذه الصورة البائسة التي دامت عقودا طويلة. ولا يخلق المبررات تلو المبررات لكي تبقى هذه الدوامة القاتلة ألى ماشاء الله.
ففي عراقنا العزيز اليوم عوائل كثيرة لاتستطيع تحقيق أدنى مطالب العيد لأطفالها . وهناك أمهات ثاكلات معدمات قتل الإرهابيون الأوباش من دعاة الحقد على بني البشر الذين لايرعون حرمة مسجد ولا شهر كريم أبنائهن في تفجيراتهم الانتحارية ولم يصل أليهن مسؤول لمواساتهن ومد يد العون لهن لانتشالهن من معاناتهن وأوحاعهن. وأرامل فقدن أزواجهن بنفس تلك الطرق الإجرامية ولديهن يتامى ولا يسأل عنهن وعن أولئك اليتامى أحد .وهناك مرضى بأمراض خطيرة تُركوا يعانون الموت البطيئ ولا أحد من المسؤولين ينظر ألى مأساتهم بعين العطف والرحمة . ومعوقون رمتهم أقدارهم ألى مصير مجهول . كل هذا يضج به العراق و يتمزق من هوله الإنسان صاحب الضمير الحي ، والخلق الكريم وقد قال الله في محكم كتابه العزيز . ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ومع الأسف الشديد حين تذكر الحقيقة المرة ونقول أن الكثير من الحكام في هذا الوطن العربي المنكوب يعيشون بمعزل عن هذا وكأن الأمر لايهمهم من بعيد أو قريب . فأين العدل الذي هو أساس الملك.؟ ألم يقل الله في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم :
(وأذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء -58.
وقد قال الأمام علي ع:
(أأقنع نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدهر ، أو أكون أسوة لهم في جسوبة العيش (والجسوبة ) هي (الخشونة ). فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات ، كالبهيمة المربوطة همها علفها ، وتلهو عما يراد بها أو أترك سدى ، أو أُهمل عابثا ، أو أجر حبل الضلالة ، أو أعتسف طريق المتاهة . )
فكم من حكامنا وسياسيينا تأملوا هذا الكلام ، والتفتوا ألى ماهم فيه من هوى النفس ورغباتها التي لايحدها حد ؟ أين الذين لأماناتهم راعون ؟ وأين التواصي بالمرحمة في أتون هذا الجحيم الذي يعيشه إنسان هذه الأمه.؟ والمليارات من الدولارات تذهب ألى بطون الفاسدين والمفسدين الذين لاهم لهم سوى الثراء الفاحش على حساب البؤساء.؟
ولماذا تبيت البطون غرثى وهناك متخمون ؟ ولماذا يسكن المسؤولون وغير المسؤولين في قصور شاهقة فارهة ؟ ويعيش الفقراء في بيوت من الصفيح وفي المقابر؟ ولماذا يسمع المواطن خطابات طويلة عريضة رنانة طنانة تبشر بأحلام خضراء وتمر السنين ولا يجد الفقراء والمرضى والأرامل والأيتام الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم غير العدم والإحباط والوعود الخاوية من أي مضمون حقيقي ؟
أن أي حكومة في العالم لاتتحسس عذابات الناس وأوجاعهم ، ولا تشعر بمعاناتهم وتضيع أشهرا طويلة من عمر الزمن في صراع مرير على الحصص لاتستحق أن يطلق عليها أسم حكومه.
فهل يدرك حكام المسلمين مايرتكبونه بحق شعوبهم المحرومة. ويكون جلال العيد فرصة لتفتح بصائرهم . ويرحموا شعبهم ويتخلوا عن شيئ من أنانيتهم وركضهم خلف المكاسب الشخصية والغنائم الحزبية التي تتناقض تناقضا صارخا مع كل قيم الإسلام وتعاليمه السمحاء .؟
وليس لي إلا أن أكرر كلمات المتنبي والألم يحز نفسي كمواطن مسلم
عيد بأية حال عدت ياعيدُ.
جعفر المهاجر/السويد
27/7/2014



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية عار يلاحق أربابها.
- لَنْ يُطفِئوا نورَكَ ياسيدَ الفُراتين
- أين حكام المسلمين ووعاظهم من قيم رمضان.؟
- هل من صحوة ضمير أيها الساده.؟
- عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.
- بهمة ويقظة الشعب العراقي تُقبر مخططات الأعداء.
- دمشق الهوية والجرح.
- الجربا يستجدي أسياده لقتل شعبه.
- آمال المواطن العراقي بعد انتصار الإصبع البنفسجي.
- الطفل اليتيم وجع البشرية على الأرض
- أين تكمن الحقيقه
- سلاما نخيلات العراق الشامخات


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - عيد المسلمين ، وترف الحاكمين ، وجرائم الصهاينة والداعشيين.