أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المهاجر - سلاما نخيلات العراق الشامخات














المزيد.....

سلاما نخيلات العراق الشامخات


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


في عيد الأم
جعفر المهاجر
ألى أمي الصابره التي أحلم بلقائها في كل لحظه..
ألى كل أم وأخت عراقيه صهرتها مواجع المعاناة..
ألى أمهات الصبر المهجرات ظلما وعدوانا..

(سلاما يانخيلات العراق الشامخات)
يامن انتشر شذاك في كل ذرة تراب في العراق الجريح..
يامن صارعت بصبرك الأسطوري كل الليالي الظلماء الطويله..
يامن أطفأت دموعك المقدسة كل الحرائق التي أشعلها الطغاة في وطني..
ياأم وأخت الشهداء الذين أكرمهم الله في أعلى مراكز المجد..
رغم كل المحن والعواصف الهوجاء
لم يتساقط زهرك عن غصنك الطري ..
أيتها الشامخة أبدا في سهول العراق الشاسعة وفي ذرى كردستان السامقة أبدا..
وفي أهواره المفعمة برائحة البردي ..
والآس والجوري والقرنفل..
وفي صحاراه المترامية عبر الزمن ..
ياأمهات المآثر والتضحيات الكبرى ..
اللواتي تحدين الفناء..
ياسليلات سمية أم عمار
والزهراء البتول
ومريم العذراء
وخولة والخنساء
وآمنة الصدر ( بنت الهدى)
يامنارات الفصول
وأكاليل فجر بلادي
وعنفوان بهاءه
وأشعاعات شمسه
الحاملات وقرا
المفعمات مهابة وقدرا
أيتها الضفاف المجبولة
بشذى الزعفران والحناء
والهيل والياسمين والنرجس
وأريج العشب المتجذر في أعماق الأرض
ونخيلة البهي الذي لايركع للريح العاتية الهوجاء..
أيتها الأم العظيمة الصابرة كصبر أيوب..
والأخت الشامخة كأشجار السنديان..
أ يتها النخلة العراقية الشماء التي صدت كل الرياح السوداء ..
أنت شريان الحياة
ونبضه الأزلي
وصومعة العطاء المقدسه
أنت منهل الحب النقي
الذي يطفئ ظمأ الجراح
في غزوات الأحزان
وأيام القتل الرهيبة المريره
كنا نستمد العزم من أصرار عينيك المتوهجتين..
وحين كانت تهب ريح السموم
كنا نلجأ ألى روضتك المفعمة بالأمل..
والزاخرة بأطيب الأزهار وأروعها..
كم جنت عليك الدمى المستبده؟
ونصبت من نفوسها المريضة الحاقدة
قضاة مزيفين للحد من عطاءك
وأغلاق الأبواب بوجهك
كي يحولوك ألى قطعة أثاث عمياء صماء راقدة في دهاليز الظلمة دون حراك
وزهرة ذابلة تدوسها الأقدام الهمجيه
فتحملت آلامك بقلبك الذي وسع الكون
وبقيت متوهجة كنجمة أزلية
وسرى طيفك في كل مكان
فأقبلت أليك كل الفراشات الملونة
لتنهل من رحيقك المقدس
الذي هو من رحيق الجنة وعطرها
أنت فجر بلادي الأزلي
والذي لولاه لما شدا طير
ولما تفتحت زهره
ولما تفجر نبع
لأن رضاك من رضا الرب
كم يشتتني البعد عن سنا وجهك المتألق كالقمر
ويجعلني كريشة في مهب الريح
صباحاتي داجية هنا ياأمي
دون اللجوء ألى دفئ قلبك الحاني
وصفاء روحك النقيه
وحلاوة صوتك العذب
ونقاء جمالك المتفرد
وقدسية بركاتك النورانيه
وانهمار عطرك الفواح
الخالي من كل أدران العصر
فكيف أخفي جراح قلبي؟
وكيف أحبس الدموع في عيني؟
وأنت بعيدة عني ؟
شقي أنا والدمع ليس بمسعف
وهل كان لي غير الحبيب مواسيا؟

سلاما أيتها الأم الحبيبة الطاهره
سلاما أيتها الأخت النقية الرائعه
سلاما أيتها الأبنة المفعمة بالأمل
سلاما يانخيلات العراق الشامخات
أنتن النسغ الذي يسري في العروق
وأنتن الشعاع الذي يكشف عتمة الطريق
أني أنحني أجلالا لشموخكن وصبركن وجهادكن الأسطوري من أجل حياة حرة كريمة
وجلالكن البهي
الذي لايدانيه شموخ
ولا يطاوله بهاءفي هذا العالم
أيتها الأم البهية بألمها وصبرها وعناءها
أيتها المدرسة الأخلاقية الكبرى
كم تربى من الرجال العظماء في حضنك الطاهر؟
مباركة أنت أينما حللت
والجنة تحت أقدامك
ومن أغضبك فقد ضل وهوى
دعيني أقبل التراب الذي تدوسين عليه ياأمي
يا أحلى وأنقى وأطهر كلمة نطق بها لساني يا أمي الجليلة العظيمه.
جعفر المهاجر - السويد





#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المهاجر - سلاما نخيلات العراق الشامخات