أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.















المزيد.....

عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند الإمتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
جعفر المهاجر.
عراقُ هواهُ في لساني وفي دمي
يُمجٍدُهُ قلبي ويدعو له فمي
ولا خير فيمن لايحبُ عراقَهُ
ولا في حليف الحب إن لم يُتَيًمِ
حين تُمتحن الأوطان ، تظهر معادن الرجال ، وصاحب المعدن الثمين لابد أن يكون مع الوطن حتى وإن اختلف مع من يحكمه . لأن الحاكم يتغيروالوطن باق. أما من اختار الطريق المعاكس فقد استساغ طريق الذل والهوان والخذلان . ويحتوي تأريخنا قصصا كثيرة عن الحالتين المعاكستين لايسع المجال لذكرها. ولا يوجد إمتحان على وجه الأرض أشد وطأة من تعرض الوطن لعدوان خارجي ظلامي غاشم غايته إرجاع وطن عريق في حضارته إلى ظلام القرون الوسطى على أيدي الشراذم الداعشية برابرة العصر الحديث، ففي هذه المواقف التأريخية الفاصلة يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض.والعناصرالضعيفة المتخاذلة التي اعتبرت الوطن وليمة ، وتعودت على جني المكاسب المادية والإمتيازات الشخصية منه في وقت السلم تكشف اليوم بكل وضاعة عن معدنها الرديئ .وتستحق بذلك لعنة الشعب والتأريخ والأجيال القادمة. لأنها خانت الأمانة . ونكثت بالقسم الذي قطعته على نفسها . ويجب على القوى الخيرة أن تلبي نداء الشعب وتمنع هذه العناصر الانهزامية التي سقطت في الامتحان ، وتآمرت على الوطن من التسلل إلى العملية السياسية مرة أخرى والحصول أي منصب رسمي من جديد. لأنها تشكل خطرا داخليا داهما أشد وطأة وخطورة من الخطر الخارجي. أما ليوث الوطن من أصحاب الغيرة العراقية المعروفة الذين تدافعوا ويتدافعون بالمناكب، ويبذلون المهج والأرواح رخيصة لردع العدوان ، ويصدون بصدورهم المليئة بالعزم والإيمان قوى الظلام الداعشية الباغية فهم أصحاب الأرض الحقيقيين الذين يستحقون تسلم المسؤولية التأريخية للوصول بسفينة العراق إلى شاطئ الأمن والسلام .
وحين يهرب شخص بحجم محافظ ثاني مدينة في العراق إلى فندق فخم في أولى لحظات الغزو الداعشي الغاشم، ويطل برأسه منه بين الفينة والفينة ليدلي بتصريح طائفي بائس تافه فهذا يدل دلالة واضحة على روحه الإنهزامية المتخاذلة. وحين تجد المحطات الفضائية المعادية للعراق فرصتها الذهبية لإجراء الإتصالات المستمرة به ليلبي رغبتها الجامحة في تمزيق الأمة العراقية ويصرح لها بما في دواخله من نتانة طائفية مقيتة ويدعي كذبا (إن داعش أرحم من جيش المالكي.) و(إن السنة مظلومون ويبادون على أيدي جيش المالكي .) و( إن جيش المالكي منهار) و (إن سوريا وإيران تحاربان مع المالكي) وإن (المتطوعين ميليشيات شيعية غايتها إبادة أهل السنه والجماعة.) وغيرها من التخرصات التافهة التي تنم عن إفلاس أخلاقي تام ،ولاعلاقة لها بالواقع. في الوقت الذي يتجاهل فيه عن عمد كل الجرائم التي ترتكبها العصابات الداعشية في الموصل العزيزة على قلب كل عراقي من قتل وحرق وتدمير للآثار، واغتصاب للنساء. وفرض الجزية على المسيحيين ، ومنع الممارسات الرياضية وغيرها من الأوامر الداعشية الظالمة . فإن أباطيله تدل بأن هذا الشخص قد غرق في خيانته للوطن حتى الثمالة ، وإنه متورط في تسليم هذه المحافظة العزيزة لعصابات دموية إجرامية تكفيرية حاقدة لاعلاقة لها بسنة العراق الشرفاء الذين يرفضون أن تلوث سمعتهم عن طريق هذه العصابات الدموية . ويجب أن يقدم على فعلته الشائنة للقضاء بتهمة الخيانة العظمى ليقتص منه ويكون عبرة لكل خائن . أما إذا ذكرت الجانب المضيئ المعاكس لهذا الجانب المظلم فلابد لي أن أذكر أولا تلك الشهيدة البطلة أمية الجبوري التي حملت السلاح للذودعن محافظتها صلاح الدين ، وأذكر كذلك الرجل الشجاع أحمد عبد الله الجبوري محافظ صلاح الدين الذي تشبث بالأرض وهو يدافع عن محافظته بكل شجاعة وإباء . وكذلك الرجال الأشاوس كالفريق البطل صباح الفتلاوي قائد عمليات سامراء ، وصباح النعمان رئيس جهاز مكافحة الإرهاب ، والفريق رشيد فليح قائد عمليات الأنبار. وغيرهم الكثيرمن الأبطال الذين لايذكرون على ألسنتهم كلمتي ( سنة وشيعة ) ويلهجون باسم العراق فقط. وشتان بين الموقفين المتناقضين.بين الثرى والثريا.فيالعظمة هؤلاء الرجال الشجعان الأوفياء الذين يخطون بعرقهم ودمائهم ملحمة الصمود المقدس بوجوه غربان الشر والجريمة.لأنهم يدركون في قرارة نفوسهم بأن العراق هو لكل العراقيين وإذا تداعى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ، ولأنهم أحفاد أولئك الرجال الأفذاذ الذين تحدوا الأعاصير التي هبت على وطنهم العراق، ولم يفكروا يوما بأن لجهة على حساب جهة أخرى. ويالخسة وحقارة الجبناء الصغارالذين تنعموا وغرفوا من خيرات الوطن في السلم حتى الثمالة. وخانوه في ساعات محنته. وهذا النفرالقليل الذي سعى بكل ماأوتي من أكاذيب وخبث للحصول على المغانم وقت السلم ، والهروب في أول لحظات الإمتحان محسوب على الشعب العراقي ظلما وعدوانا ، وهو والحمد لله لايمثل إلا نفسه ، وسينبذه الشعب نبذ النواة ، ويستحق لعنة التأريخ والأجيال القادمة.
إن الشعب العراقي المعروف بغيرته وحميته وشجاعته عبر التأريخ. هذا الشعب الأبي الضيم الذي أذاق الطغاة والغادرين المارقين دروسا لاتنسى في الوطنية والشجاعة والبطولة النادرة يهب اليوم عن بكرة أبيه تلبية لمرجعيته المجاهدة للذودعن حياض الوطن . وتطهير كل ذرة ترابه من دنس هؤلاء الأوغاد الأنجاس ولسان حال كل متطوع أبي شجاع يردد :
وللأوطان في دم كل حر – يدُ سلفت ودينٌ مُستحقُ
وهناك من تنعم بامتيازات لايحلم بها لكنه طعن العراق في خاصرته ، وسرق نفطه ، وباعه للكيان الصهيوني وتحركت نوازعه الشيطانية ،فاقتطع كركوك المدينة العزيزة على قلوب العراقيين جميعا في أوج المحنة ، ويقول أحد المنتمين إليه بالحرف الواحد بأن ( قواسم مشتركة بين كيانه والأمة الإسرائيلية.!!!) لقد تحول الكيان الغاصب في نظره إلى ( أمه ) فهنيئا لهذا التحالف بين ( الأمتين.) ومن عجائب الزمن إنه يطالب اليوم بمناصب سيادية من جديد في الدولة العراقية . وإذا تحقق له ذلك فستحل كوارث أخرى بالعراق لايعرف مداها إلا الله. وحين ينجلي غبار المعركة لايمكن التساوي بين الظلام والنور بحجة ( حكومة الشراكة الوطنية ) التي لم يجن منها الشعب العراقي في السنين السابقة غير العنت والمرارة والغصص والآلام والجراح والدماء.
وإن هؤلاء الأوغاد الداعشيين الذين ورطهم أسيادهم من أباطرة البترول والإعلام ، وصوروا لهم بأن طريق العراق مفروش بالورود لهم ،وما هي إلا صولة واحدة ويجدون أنفسهم في قلب بغداد ليقيموا فيها إمارتهم الظلامية ، قد بنوا حساباتهم الخاوية على شفا جرف هار . وإنهم سيندمون على تلك الساعة التي دنست أقدامهم الهمجية ثرى العراق الطاهر.ألا تبا وسحقا لتلك العقول المريضة الخاوية الجاهلة التي لم تتعلم من التأريخ شيئا. وداعش وأسيادها قد وقعوا في مصيدة الجحيم العراقي الذي ستحرق حممه شراذمهم وتحولها إلى هشيم محترق بإذن الله . وما تسمى ب(الخلافة الإسلامية ) التي أعلنها الإرهابي الضال المدعو أبو محمد العدناني، والتي استبشرت بها الجزيرة القطرية كعادتها مع أضاليل أيمن الظواهري وقبلها أسامة بن لادن سيجعلها العراقيون أضحوكة العصر بإذن الله وبهمم الشجعان الصناديد أسود الرافدين. لأن عراق علي والحسين وأحفادهما ع لن يجعلوا العراق مرتعا لأوباش العصربإذن الله. ومصير العراق لايقرره شراذم من أيتام صدام المقبور ومن الطائفيين والإرهابيين الهاربين القابعين في فنادق أربيل والدوحة وعمان وأبو ظبي . وإنما يقرره شرفاء العراق الذين دافعواعن حياض الوطن بأموالهم وأرواحهم وهم الأكثرية الساحقة من هذا الشعب الأبي الصابر المصابر. وقد أثبتوا على الأرض إنهم أهل الشرف والكرامة والإباء والحمية.وأهل القيم العليا ،ومن يعاديهم هو من دعاة الباطل الذي سيجرجر أذيال الهزيمة والعار والشنار. والوصول لبغداد أبعد على هذه الشراذم القذرة أبعد من نجوم السماء، وستبقى موئلا للفكر والثقافة والفنون رغم أنوفهم النتنة ، وقلوبهم وأعلامهم السوداء.
وحين تنكشف الغمة عن أرض العراق لابد لمن خان تراب الوطن أن يلقى جزاءه، ولمن دافع عنه وضحى من أجله أن يلقى جزاءه أيضا. ولا يسمح بعد اليوم للعناصر الإنهزامية الإنتهازية اللاهثة خلف الإمتيازات الحزبية والشخصية أن يكون لها موقع في الحكومة القادمة. ولا يمكن المساواة بين الظلمة والنور.والعقاب والثواب أمر تقوم به أعرق الديمقراطيات . وإن ترك الحبل على الغارب ليعبث العابثون بمصير الوطن. وتكرار الأخطاء لمرات ومرات أمر يرفضه الشعب العراقي رفضا مطلقا لأنها تهدم ولا تبني، وتجلب الفوضى ، وتحرق الأخضر واليابس. وينطبق عليه قول الشاعر :
متى يبلغ البنيان يوما تمامه- إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ؟
إن الشعب العراقي اليوم يعلن بأعلى صوته أن لامكان بعد اليوم لحكومة أزمات وصراعات عقيمة ، ولا استهانة بأصوات الناخبين الذين تحدوا أصعب الظروف وتوجهوا إلى صناديق الإقتراع.وإن من يسعى إلى بدعة إبقاء جلسة مجلس النواب الجديد ( مفتوحة ) فهو يريد عن عمد وإصرار إدخال العراق في دوامة رهيبة من الصراعات الجديدة ، والعودة به إلى حكومة المحاصصات الطائفية والقومية التي أذاقت العراقيين الويل والثبوروعظائم الأمور.فهل يتحقق هذا الأمر في الحكومة القادمة لتلأم بعضا من جراح العراق . أم تعيد الوطن إلى نفس الحلقة المفرغة والدوامة القاتلة . والأيام القادمة ستكشف للشعب العراقي مايدور في الكواليس المغلقة.
حفظ الله العراق وشعبه وجيشه من كل سوء ، والمجد لأبنائه الأوفياء، والعار والهزيمة والخذلان لأعدائه الحاقدين.
(وًسًيًعْلَم ُ الًذيْنَ ظَلَمُوا أًيً مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُوْنْ وَالْعاقٍبًةُ لٍلْمُتًقٍيْنْ.) صدق الله العلي العظيم
جعفر المهاجر/ السويد.
30/6/2014



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهمة ويقظة الشعب العراقي تُقبر مخططات الأعداء.
- دمشق الهوية والجرح.
- الجربا يستجدي أسياده لقتل شعبه.
- آمال المواطن العراقي بعد انتصار الإصبع البنفسجي.
- الطفل اليتيم وجع البشرية على الأرض
- أين تكمن الحقيقه
- سلاما نخيلات العراق الشامخات


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.