أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - عقلية الفريق














المزيد.....

عقلية الفريق


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 13:04
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


(ترى القشة في عيني جارك, ولا ترى الخشبة في عينيك)
( الضمير المذنب يجد المؤامرة في كل مكان)
بين العبارتين أكثر من عشرين قرنا_ كأنها لمحة بصر
* * *
بسهولة مضللة نرى الثنائية (ازدواج المعايير) في حياة الآخرين, لكن بصعوبة مأساوية نلمحها في حياتنا_ غالبا بعدما تدمرها وتفسدها تماما.
تفسير ذلك يوضحه اللاشعور الانساني, له وظيفة رئيسية تتمثل بحفظ توازن الفرد( العضوية) على الفور وبدون حساب لعوائق موضوعية أو أخلاقية وأي شيء خارج اللحظة. وفق قانون واحد , بسيط وثابت إما أو : التقدم أو التراجع (حالة الأبيض أو الأسود).
* * *
أنا وأخي على ابن عمي, وأنا وابن عمي على الغريب). لا يوجد تعبير عن الفكرة بهذه البلاغة والتكثيف. الحالة الاجتماعية التي يحكمها اللاوعي( الفردي_ المشترك), والتي بدورها تطبع الأفراد في مجتمع محدد وفق قوالب( قوانين وعادات وأعراف) صارمة. بعدها يصير القتل مجرد فعل بسيط_ إذا اصطدم بالحدود, وسلوك يومي.
حالة الهيجان الجماعي في الملاعب والاحتفالات ( المسموحة اجتماعيا) هي تعبير جوهري عن العاطفة العميقة, المفردة والفقيرة, التي تحكم حياة الفرد_ العنصر, الرقم في فريق.
* * *
كيف تشكلت عقلية الفريق؟
على وجه الاحتمال بسبب الضجر.
بسبب طول الفترة التي تسودها نفس الحركات المكررة. ومع تبدل أسماء اللاعبين وتعبيراتهم الشخصية_ بقيت المعالم الأساسية وما تزال, يمكن رؤيتها في أي تجمع ذكوري خصوصا.
أعتقد أنها_ عقلية الفريق السبب في تحول أي جمهور إلى أوغاد وبسرعة تفوق انتباه كل فرد على حدة.
_ السلطة بؤرة الصراع الأولى, السيطرة على الحدود ووضع القوانين, وتغييرها. تقوم فلسفة العدمية في جوهرها_ بوجهها المشرق البوذية خصوصا على رفض الصراع بالجملة ومن حيث المبدأ, ما يفتح الطريق أمام الزمن الدائري_ والسلبية. لكن دورها الذي يستمر في الاشعاع إلى الآن, يتركز ويتوقف على التناقض الجوهري مع التسلطية ( لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة المدنية والاجتماعية, مع تعذر تحمل قسوتها وحدودها الصارمة).
العنصر الأول في عقلية الفريق نزعة التنافس والصراع, البدائية. تتمثل بوضوح في سعي الفرد إلى الحصول على موقع من يرسم الحدو ويضع القوانين ويوزع الأدوار. وهذا المستوى يتضمن مختلف أسباب الصراع بالدرجة الأولى.
_ التملك بؤرة الصراع الثانية, رغبة الفرد الدائمة في الحصول على الحصة الكبر وعلى أكثر من حصة بنفس الوقت, تحت تبريرات متعددة ومتجددة دوما. في هذا المستوى من حالة الصراع والتنافس تبرز معضلة عدم الكفاية_ امتداد حالة الجشع واتساعها على مختلف جوانب حياة الفرد.
_ نزعة (الحق معي) أو الحاجة القهرية ليكون الشريك في موقع الخاسر دوما. تتشكل بوضوح مع بقاء نزعة التنافس البارزة بقوة واصرار.
توفر واحدة من هذه البؤر_ المستويات الثلاثة تكفي لتحويل جمهور إلى تجمع أوغاد خلال دقائق معدودة, وغالبا ما تلتقي العناصر الثلاثة معا.
* * *
والآن, لنحاول بنظرة مختلفة قليلا_ لتشمل الحدث نفسه في الماضي البعيد, وكيف يتكرر اليوم وسط جمهور, للتمكن من رؤية النزعة السائدة( عقلية الفريق) بوضوح.
في رحلة أو صالة انتظار أو احتفال, وغيرها, يمكن بسهولة ملاحظة كيفية تشكل المواقع الثلاث التي جرى وصفها.
_ الفئة الأولى ذات النزعة التسلطية البارزة, سوف تدخل في صراع بسرعة مدهشة( الأعداء متشابهون أكثر من بقية فئات المجتمع).
_ الفئة الثانية ذات النزعة العالية إلى التملك, لن تكون أقل وضوحا من سابقتها وإن تكن أقل ضجيجا وأكثر نعومة واعتمادا على المنطق. منطق السوق وأخلاقياته بالتحديد_ السعي المهووس إلى الربح تحت قانون العرض والطلب والمساواة الظاهرية الشاملة.
_ الفئة الثالثة ,التي يتركز اهتمامها المبدئي على المتع والملذات ووسائل الراحة المباشرة, ايضا تجد الأدوات والطرق الملائمة لحقيق غايتها.
ماذا يتبقى؟
خليط من الوجلين والخائفين أو الحيارى والمتأملين_ جهة الموت.
في القرن العشرين كانت الفرصة متاحة لنشأة اشخاص مثل غاندي ومانديلا بالتوازي مع هتلر وستالين.
* * *
لأهمية الفكرة كما أعتقد_ عرضها بتعبير جديد:
1_ القسمة وتوزيع الأدوار 2_ الاختيار والتعبير 3- موقع الحق والصواب_ أو جهته ومعياره.
ثلاثة مستويات_ مواقع منفصلة ومختلفة تماما. ذلك يمكن إدراكه لفرد تطورت عقليته النقدية وبسهولة نسبيا, وضمن مختلف الثقافات والمجتمعات المدنية.
الجمهور وبقية الأفراد المنفصلين والمبعثرين يتعذر عليهم ادراك ذلك, الأسباب كثيرة ومتنوعة منها المسافة ودرجة الاهتمام وغيرها, لكن الخاص في الحالة: المتفرج وكل من ينظر ويدرك عبر هذا المنظور المحدد, لا يرى ما يجري بشكل حقيقي وموضوعي, بل وفق رغباته فقط, لذلك تتحرف الوقائع والأشياء والموجودات والأحداث إلى درجة التزييف بالفعل. بحيث أن ما يراه (المشاهد) واقع ىخر مختلف تماما عن الحدث الذي يجري وفق قوانين وأنظمة أجنبية( متعذرة على الفهم9.
* * *
( الاغتراب) الذي أدركه ماركس, و(الكبت) الذي اختبره فرويد_ وقبلهم (الرغبة) التي كابدها بوذا: المسافة بين ما يحدث بالفعل وبين التصور وما يفهمه المشاهد أو المتلقي.
لا يوجد واقع بل تفسيرات_ نيتشة افتتح القرن العشرين بتلك العبارةز
* * *
يرغب- يتوهم الفرد الشقي,....أنه من يقوم بعملية التوزيع والاختيار, ويبقى الحق( في المستقبل ايضا) إلى جانبه! وبعد ذلك ما الذي يتبقى بالفعل؟
_ الضجر والعذاب ولا شيء آخر. تتحول الحياة إلى صحراء جليدية مقفرة.
- ولا يهم بعدها من قتل من
* * *
ما حدث بذهنك ومشاعرك_ خلال عرض عقلية الفريق, حدث معي.
أكثر من ثلاثين سنة كنت أعتقد نفسي في موقع التسامح واللاعنف_ وبحكم البداهة ضد التسلطية!
نتقدم في السن, نكبر ونهرم, نشيخ......ونموت.
_ هل نتقدم في الحكمة والنضج؟
_ الحب مسؤولية شخصية, الحب قضية وجود.....ليراها الفريق مشكلة عيش!



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخص محبوب
- كيف تقرأ؟
- موت الشعر العربي
- الحب حكم قيمة؟
- شخص مزعج
- شخصية الحب
- الحب والجنس بعد فرويد
- الغباء_ هل يورث؟
- النظرمن هناك_ حلول عصابية أم عادات؟
- الخروج من منظقة الراحة
- فلسفة التدخين
- من قبيلة الذكور إلى المجتمع الانساني
- وجدت من يصغي إليك؟
- الخدعة الكبرى
- الخدعة الكبرى1
- الخدعة الكبرى2
- الانسان حيوان عاقل؟
- جاك دريدا يصافح محمود درويش
- الأم امرأة ايضا
- الوعي_ القيمة الشخصية


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - عقلية الفريق