أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.















المزيد.....

السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلطان العثماني أوردغان ونهج العدوان.
جعفر المهاجر.
تُعتبرعلاقات حسن الجوار بين الدول من أولى أولويات هذا العصر. وقد أكدت عليها الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية لأنها ترسخ أسس الأمن والسلام والتعاون بين الشعوب. وتساعد على الإستقرار. وتجعل من الملايين متجهين نحو عملية البناء والتنمية لبلدانهم لكن التهديد بالحروب والتصريح بالعدوان يخلق عكس ذلك تماما. ولا يوجد بلد في هذا العالم خال من المشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية . وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أحد بنودها: (إن على كل دولة واجب الامتناع في علاقاتها الدولية عن التهديد بالقوة أو استخدامها ضد الوحدة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأية دولة أخرى) وهذا ماتسعى إليه معظم حكومات العالم الديمقراطية وغير الديمقراطية في الوقت الذي أنتشر فيه الإرهاب انتشار النار في ألهشيم وبات ينذر معظم شعوب الأرض بنتائج كارثية لاتخفى على أي مطلع لما يحدث في عالمنا اليوم بعد أن أخذت العصابات الإرهابية المتعطشة للدم البشري تهدد بالزحف على منطقة الشرق الأوسط وإقامة حكم الظلم والظلام فيها تحت مسمى (دولة الخلافة) فأصبح لزاما على حكومات المنطقة أن توظف طاقاتها وإمكاناتها لمكافحة هذا الخطر الداهم المهدد لمستقبل شعوبها. ومن حق كل شعب أن يقرر مصيره في اختيار حاكمه دون تدخل خارجي من حاكم آخر.إلا إن حاكما لدولة مهمة قد شذ عن هذه القاعدة بعد أن ركبه الغرور ، وراودته أحلام أسلافه العثمانيين في بسط نفوذه على المنطقة العربية تماما كما فعل شاه إيران في سبعينيات القرن الماضي حين نصب من نفسه شرطيا على منطقة الخليج العربي ، واليوم أوردغان العثماني يعطي مثلا أبشع من ذلك الشاهنشاه البائد. وهو يحاول أن يفرض نهجه العدواني على منطقة الشرق الأوسط بشكل فض وخارج عن أي عرف دبلوماسي وأخلاقي يحدد العلاقات بين الدول ولغايات طائفية معروفة. ودولته غارقة في مشاكل كثيرة ، والملايين من شعبه يعانون من الظلم ومصادرة الحقوق والتمييز العرقي، وكلما تململت هذه الملايين المضطهدة واحتجت على ظلم هذا الحاكم وأجهزته القمعية تنتشر أجهزة قمعه بسرعة البرق وتوغل في قتل الكثيرين منهم وأخبار المجازر بحق الشعب الكردي تترى ويشاهدها العالم يوميا. وتحتجز قواته مئات الأطفال والنساء والشيوخ في الملاعب الرياضية بعيدا عن أية خدمة إنسانية. ويتهم المحتجين على ظلمه وجبروته بأنهم ( قطاع طرق ) و( بيادق خارجة عن القانون .) وهو أبشع أنواع الظلم. ثم يجعل من نفسه وصيا على المواطنين السوريين من القومية الكردية ويطالبهم بلغة فيها الكثير من الغطرسة بمحاربة دولتهم .!!! ويتهم غيره بالظلم والاستبداد دون خجل أو حياء. وقد قال الله في محكم كتابه العزيز(كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون.) وقال الشاعر في نفس المعنى :
لاتنه عن خلق وتأتي مثله – عار عليك إذا فعلت عظيمُ.
هذا مايحدث في دولة السلطان العثماني أوردغان الذي صار جل همه، وأولى أولوياته إسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل التفرغ إلى شؤون بلاده ورفع الحيف والظلم عن ملايين المواطنين دامت لعشرات السنين . وقد توافقت تهديداته وعنجهيته في خطاباته مع تهديدات داعش باسم الإسلام .وشريعة الإسلام أكدت على حسن الجوار، ونهت عن العدوان . حيث قال الله في محكم كتابه العزيز: (ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين) ولم يعد خافيا على أحد في هذا العالم إن سلطنة أوردغان الطامعة في إبتلاع المزيد من الأرض العربية. لا تختلف في نهجها عن الكيان الصهيوني المعادي للأمة العربية .وهي التي فتحت حدودها على مصراعيها لعشرات الآلاف من أحط المنحرفين وأعتى الوحوش الإرهابية المتعطشة للذبح لكي يتقاطروا على الأرض العراقية والسورية من ثمانين دولة ليمعنوا في القتل والتدمير والنهب والسلب بشكل لم يحدث حتى في القرون الوسطى. ثم يطلق عليهم مع من يؤيده من أباطرة البترول الوراثيين الذين تكفلوا بمد هؤلاء العتاة المجرمين بالمال والسلاح إسم (المعارضة المعتدلة ) وقد كشفت الصحافة العالمية عن تورط مباشر للحلفاء العرب وتركيا مع المجموعات الإرهابية في سوريا. وفي هذا الإطار أنطق الله أخيرا جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي فقال :
(إن مشكلتنا الكبرى كانت مع حلفائنا في المنطقة الذين صرفوا عشرات المليارات لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد .وشنوا حربا بالوكالة بين السنة والشيعة.) وقد بات واضحا لكل ذي بصيرة إن هؤلاء القتلة الذين هبطوا في المطارات التركية ليتسسللوا عبرالأراضي السورية والعراقية بإشراف مخابراتها . وشهد شاهد من أهلها بعد أن كشفت الصحف التركية عن دخولهم ومعسكرات التدريب التي أعدت لهم ، ومصادرتمويلهم وكيف أنطلق سيل من فتاوى التكفير لشياطين أباطرة البترول والدعوات ب (الجهاد) على أرض سوريا والعراق. وشمرت إمبراطوريات الإعلام التابعة لهم للحديث عن ( الثورة والثوار وأعمالهم البطولية الخارقة على طريق تحرير الأمة العربية وانبلاج فجرها الأغر الذي سيجلب الخير والسعادة والرفاه للملايين المسحوقة !!!) بعد أن بدأت عمليات الذبح البشري في الشوارع،ودمرت البنية التحتية ، ونهبت آلاف المصانع ، وهدمت الجوامع والمدارس والمشافي والبيوت، وهُجر الملايين خوفا من القتل المجاني. والذي يضحك الثكلى كان الأجدر بالحكومة السورية وفق مفهومهم أن ترحب بهؤلاء القتلة وتقول لهم (إدخلوها بسلام آمنين )!!! بهذا المنطق الغريب المنافي لكل القيم الإنسانية يريدون نشر ديمقراطيتهم.
إن تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن لم تكن زلة لسان أبدا . لكنه نطق بالحقيقة وإن أعتذرعن تصريحه فيما بعد خوفا من كشف حقائق وفضائح مذهلة أخرى عن هذه الحرب القذرة التي شنها الإرهاب الدولي على الشعبين السوري والعراقي.
فالسلطان أوردغان يسعى اليوم لإنشاء قاعدة عسكرية تركية ثابتة داخل الأراضي السورية بعمق 40 كيلو مترا بحجة خلق منطقة عازلة لأكثر من مليون لاجئ ساهم في تهجيرهم من وطنهم بعد أن أعطاه برلمانه المكون من أكثرية حزبه الضوء الأخضر بالدخول إلى الأراضي العراقية والسورية.ليضيف المنطقة الجديدة التي يقع فيها ضريح سليمان شاه إلى لواء الإسكندرون السليب تحت سمع الحكام العرب ومباركتهم. وهو ينتظر بفارغ الصبر سقوط عين العرب ( كوبامي ) بأيدي الوحوش الداعشية ليرتكبوا مجزرة كبرى فيها. ودباباته تراقب هذا الحدث عن كثب من أجل أن يشفي غليل حقده من الشعب الكردي. ويراهن فيما بعد على رضوخ ( التحالف الدولي ) لرغباته الجامحة في الرضوخ لشروطه الثلاثة لتقسيم سوريا والعراق.وإن أخفى جانبا من مطامعه في أبتلاع الموصل وحلب اليوم . وسيصرح عن نواياه العدوانية فيما بعد لينصب من نفسه إمبراطورا وسلطانا للمنطقة دون منازع مادام العرب في أسوأ حالات ضعفهم وهوانهم.
ويتذكر العراقيون كيف دخل وزير خارجيته داود أوغلو مدينة كركوك بمباركة سلطة البارزاني، وتدخله السافر في الشأن العراقي بعد أن أطلق سيده أوردغان وابلا من التصريحات العدوانية ضد الحكومة العراقية.رغم مد الحكومة العراقية يدها له في مناسبات عديدة إنطلاقا من الدستور العراقي التي تنص المادة الثامنة منه على أن: (يرعى العراق مبدأ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويسعى لحل النـزاعات بالوسائل السلمية، ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل، ويحترم التزاماته الدولية.) إلا إن سلطة أوردغان لم تبد أية بادرة لحسن النية نحو العراق حتى هذه اللحظة عدا بعض الإشارات الضعيفة التي لاقيمة لها. وكل الدلائل تشير إن الإرهابيين مازالوا يتسللون إلى العراق عبر الأراضي التركية.وما زالت الدولة التركية تفرض حصارا مائيا على العراق. بعيدا عن مبدأ حسن الجوار وما زال أوردغان يعتبر نفسه المدافع الأول عن سنة العراق.
يقول سياسي عراقي :
(مع وصول أوردغان الي رئاسة الجمهورية أسقط كل الأقنعة المتعددة السابقة عن وجهه، والتي كان مضطراً الى استخدامها اما لمسايرة ظروف المرحلة، واما تجنباً للضغوط الداخلية والاقليمية والدولية. أما اليوم، وبعد أن عزز سلطات رئيس الجمهورية عبر الانتخابات الرئاسية، ومع تشديد قبضته على السلطة ومفاصل الحكم، فإنه لم يعد في حاجة الى المسايرة، وهو يعلن عن أهدافه دون مواربة، ويذهب الى تحقيقها مباشرة في خط مستقيم! والهدف المرحلي المعلن من وراء طلب التفويض من البرلمان، هو القيام بغزو بري وجوي لسوريا ولاحقاً لمناطق في العراق، واقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا بحجة توفير منطقة آمنة للمدنيين داخل الاراضي السورية وتدعمها طوافات حربية في حين تنفذ مقاتلات حربية مهمات استطلاعية في منطقة الحظر.
وقد اتبع اوردوغان طرقاً التفافية طويلة ومتشعبة في تاريخ عمله السياسي للوصول الى ما وصل اليه اليوم. وهو مسكون ومهجوس بايديولوجية دينية ظاهرها الإسلام ولكنها تنطوي على شهوة جامحة تتطلع الى اقامة حكم شمولي مطلق يعيد بعث الخلافة العثمانية بأثواب عصرية ذات طابع غربي، ويضع المنطقة العربية، وما أمكن من العالم الإسلامي تحت الحكم المباشر للدولة التركية.وإن الفارق الوحيد بين السلطان العثماني القديم هو أنه كان يحكم بالعمامة والجلباب، في حين أن السلطان الاوردوغاني الجديد يحكم بالجاكيت والبنطلون والكرافات! أما المضمون فهو حكم أصولي متطرف يفرض سلطته بحد السيف وقطع الرؤوس كما تفعل داعش اليوم .) وقال سياسي آخر:
(واذا كانت المنطقة العربية تعاني تقليدياً من عدوان اسرائيل ومطامع أميركا والفجور الدموي للارهاب، فإن السلطان رجب طيب اوردوغان بفكره وعقيدته السلفية ونهجه العدواني، أثبت أنه كان الحليف الأمين والوفي لهذه الأقانيم الثلاثة: أميركا واسرائيل والارهاب .)
هذا هو أوردغان على حقيقته البشعة فمتى يستفيق العرب من سباتهم الطويل.؟؟؟
جعفر المهاجر/ السويد
11/10/2014م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمراتُ الروح السبعينية.
- هل ستنتهي دوامة (شراكة الشركاء ).؟
- الإنقلابات والحروب لن تغادر عقولهم المريضة
- الحرب الداعشية ، والإزدواجية الأمريكية الغربية.
- تلعفر ذبيحةُ العصر
- العراق يحترق ، والشروطُ التعجيزية تنطلق.
- ربيعُ الدم الداعشي ، وأذرعُهُ الإعلامية .
- ولا غوث سوى حضن العراق
- الجاهلية تطرق أبواب الأمة الإسلامية
- عيد المسلمين ، وترف الحاكمين ، وجرائم الصهاينة والداعشيين.
- الطائفية عار يلاحق أربابها.
- لَنْ يُطفِئوا نورَكَ ياسيدَ الفُراتين
- أين حكام المسلمين ووعاظهم من قيم رمضان.؟
- هل من صحوة ضمير أيها الساده.؟
- عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.
- بهمة ويقظة الشعب العراقي تُقبر مخططات الأعداء.
- دمشق الهوية والجرح.
- الجربا يستجدي أسياده لقتل شعبه.
- آمال المواطن العراقي بعد انتصار الإصبع البنفسجي.
- الطفل اليتيم وجع البشرية على الأرض


المزيد.....




- المتحدث باسم نتنياهو يكشف عن الإجراءات ضد قناة الجزيرة بعد ق ...
- نتنياهو: الاستسلام لمطالب -حماس- سيمثل هزيمة مروعة لإسرائيل ...
- فيديو: مصرع رجل في حادث غريب عند بوابة البيت الأبيض فما القص ...
- إيران تعلن موعد بدء صب الخرسانة في -جزيرة نووية- جديدة
- الإعلام الإسرائيلي يكرر مزاعمه: رمسيس الثاني هو فرعون الخروج ...
- وكالة: التشيك تستدعي رسميا سفيرها من روسيا
- الوزيرة ميري ريغيف تؤكد أن إسرائيل شنت ضربة انتقامية على إير ...
- مصر.. فتاة ترمي نفسها من سيارة بعد محاولة اختطافها والتحرش ب ...
- توغو: الرئيس غناسينغبي يضمن بقاءه في الحكم إثر فوز حزبه بالا ...
- إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.