|
أوسلو ورصاصة ألرحمة .
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 19:38
المحور:
القضية الفلسطينية
حينما شعر إسحاق شمير بأنه لا يستطيع الصمود أمام الضغط الدولي ووافق مُرغما على المُشاركة في مؤتمر مدريد للسلام ، قال جملته المشهورة والتي أصبحت نبراسا يسير على هديه ساسة وحكومات اليمين الإسرائيلي مذاك ، فقد قال بأنه سيمد في أمد المُفاوضات لعقود . تغيرت حكومات كثيرة ، سقطت أنظمة عربية ، وُلدت اوسلو وفرح القاصي والداني بقُرب حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، لكنها " فرحة ما تَمّت " . مات عرفات وأُغتيل رابين ، أعلنت حماس عن قيام إمارتها الإسلامية ، نفذت القاعدة "غزوتيها " ، مُبارك في القفص ، بشار يتأرجح ، العالم تغير ، وما زالت وصية شمير قيد التنفيذ . جاء عباس ، وتنازل عن كثير من "المسلمات " ، لكن وصية شمير هي الباقية . فالإستيطان على قدم وساق، مصادرة الأرض ، جدار الفصل ، الإغلاق والإعتقال هو نصيب عباس وسلطته المتواضعة في الضفة الغربية . أرادت إسرائيل سلطة تُدافع عن مصالحها ، تعتقل من يعادي سياساتها ، أرادت من يقوم بالأعمال القذرة عنها ... هذا هو تصور إسرائيل للشريك في العملية السلمية . لا تُريد هذا الشريك أن يعترض ، يشكو ، يتذمر أو يتألم ، عليه فقط أن يقبل الأيدي التي تكيل له اللكمات والصفعات وإلا فهو إرهابي ، عدواني ، معاد للسلام ومعاد للإنسانية . تمسكت السلطة الفلسطينية بأوسلو أكثر مما تمسكت به إسرائيل . فسياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المُحتلة والمختلة هي النقيض لإتفاقيات اوسلو وللسلام الموعود . يختل التوازن والتواصل الجغرافي والديموغرافي في الضفة الغربية يوميا . وبحجة التزايد الطبيعي يتم بناء المستوطنات الجديدة ، لكن دون تصريح بناء واحد للفلسطينيين . تتم مصادرة الاف الدونمات للصالح العام ، وهي اراض عامة وتقع في الاراضي المحتلة والمختلة ،وبحجة الرد الصهيوني الملائم على قتل الفتيان الثلاثة . لكن هذا الصالح العام هو صالح المستوطنين فقط ، إذ لا ينطبق هذا الصالح العام على الفلسطينيين . الاراضي المحتلة ، يختل فيها العدل ، فتتم معاقبة عوائل قتلة الفتيان الثلاثة وتُهدم بيوتهم ن بموافقة محكمة العدل العليا . أما بيوت قتلة أبو خضير ، الفتى المقدسي ، فبيوتهم سالمة وحياتهم مأمونة .. ما الذي لم يختل في الاراضي الفلسطينية المُحتلة ؟؟ سياسة وصمت السلطة الفلسطينية ، وحفاظها على المفاوضات الأزلية كما يحافظ الإنسان على بؤبؤ العين. فكان خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ... الذي قال الحقيقة كما يراها الفلسطينيون يوميا . تلقفت الحكومة الإسرائيلية هذا الخطاب وتلقفته أحزاب اليمين بحرارة ولهفة زائدتين ، وكأنها كانت بإنتظاره منذ أمد بعيد . وخرجت جوقة يمينية متزامنة ، متناسقة ومتناغمة ، فرحة بهذا الخطاب لتقول بأن سياستها صحيحة واثبتت مصداقيتها . فعباس ليس شريكا ، وكشف عن وجهه الحقيقي ، فهو لا يختلف عن حماس وإلى أخر الاسطوانة إياها .. ما فعله عباس ، في المحصلة النهائية هو قيامه ،بإطلاق رصاصة الرحمة على جسد أوسلو الذي أدخلته سياسات اليمين الإسرائيلي في حالة موت سريري طويل الأمد . وأنا شخصيا أشعر بالأسى لموت اوسلو الذي بث في النفوس أملا بحل سلمي على أساس دولتين لشعبين في حدود الرابع من حزيران للعام 1967 . وبما أنه لا يصح إلا الصحيح ، فحل الدولتين هو الحل الأمثل ولا بد من تحققه ولو بعد حين ..من خلال مفاوضات جدية وصادقة النوايا .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بُقع ضوء داعشية...!!
-
الأكثر قراءة..!!
-
الإله الأعرج ..!!
-
-خلّي هالباب يلقى من الكلاب -..!!
-
ألعبيد حين يملكون ..!!
-
من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!!
-
المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!
-
إنما ألمسلمون وغير ألمسلمين أُخوة ..في ألوطن .
-
انه وَغدُنا اللطيف...!!
-
سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
-
بستوريوس وهرم الأعراق ..
-
بين الحُلم والمعنى ..
-
غارقون في بولهم ..!!
-
- علم ألنحو- والجنس..
-
أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
-
في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
-
ألمُنزلق نحو ألفاشية...
-
معايير ألنصر والهزيمة ..
-
ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
-
ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
المزيد.....
-
قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس
...
-
جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض
...
-
في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن
...
-
فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري
...
-
حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
-
التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب
...
-
إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل
...
-
انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير
...
-
بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب
...
-
بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|