أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - حماس : ليست هدف اسرائيل















المزيد.....

حماس : ليست هدف اسرائيل


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستند جميع الدول الاستعمارية الاستيطانية على طردالسكان الأصليين بالقوة من بلادهم و لذلك، كان هدفهم الأساسي والرئيسي دائماابقاءهذه الشعوب الأم ضعيفة بقدر الإمكان.ولا يختلف هدف إسرائيل عن هذه الدول(ابقاء الشعب الفلسطيني ضعيفا).
تشكل الدولة الفلسطينية عقبة أمام هذا الهدف؛ فبناء دولة فلسطينية يزيد من قوة الفلسطينيين. والسيادة التامة لهذه الدولة تنهي سرقة اسرائيل لأراضيهم، والسيطرة على حدودها لن يسمح لها بإبقائهم تحت الحصار، وقصفهم متى شاءت. هذا هو السبب أن حزب الليكود بقيادة نتنياهو يرفض رفضا قاطعا إقامة دولة عربية فلسطينية غرب نهر الأردن؛ هذا هو سبب اغتيال اسحق رابين عندما اقترح نوعا من الحكم الذاتي المحدود للفلسطينيين. وهذا هو سبب افشال الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لأي مقترح لإقامة دولة فلسطينية، محدودة ومشروطة.
في غضون ثلاث سنوات من إعلان أوسلو عام 1993، على سبيل المثال، الذي أعطى الحكم الذاتي للمناطق الفلسطينية، حث وزير الخارجية ارييل شارون "الجميع" الاستيلاء على العديد من قمم التلال من أجل تقليل حجم وجدوى منطقة الحكم الذاتي المدارة من قبل السلطة الفلسطينية. وفي انتخابات 1999 فاز ايهود باراك (حزب العمل )برئاسة الوزراء ولم يحدث ذلك فرقا "لم تلتزم الحكومة الاسرائيلية التزاما كاملا باتفاق أوسلو"، وفقا لجيمي كارتر، وعلى الأخص زيادةالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية .الرواية الشعبية ان باراك قدم "عرضا سخيا" بشأن اقامة دولة فلسطينية في المفاوضات في طابا في عام 2001،كذبة كاملة.
تم اكتشاف 1.4 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية لغزة في 2000، مما أدى إلى تقوية إسرائيل فورا للحصار البحري على قطاع غزة لمنع وصول الفلسطينيين إلى هذه الاحتياطيات. لأن السيادة الفلسطينية على هذا الغاز تعزز بشكل كبير الوضع الاقتصادي في أي دولة فلسطينية في المستقبل - وبالتالي أصبح الإسرائيليون أكثر تصميما من أي وقت مضى لمنع مثل هذه الدولة.
شكلت مبادرة السلام السعودية عام 2002، مشكلة بالنسبة لإسرائيل. فقد وافقت 22 دولة عضوا في جامعة الدول العربية على المبادرة التي تدعو إلى التطبيع الكامل للعلاقات بين اسرائيل والدول العربية مقابل دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 (فقط 22٪-;- من فلسطين التاريخية)، ورحبت الولايات المتحدة بهذه المبادرة، وأصدر جورج بوش بيانا(الأول من نوعه من قبل أي رئيس أمريكي ) يدعم الدولة الفلسطينية.
، كانت فكرة الولايات المتحدة والسعودية كما أوضح Jeff Halper ، في الواقع تعزيز إسرائيل، من خلال تسهيل دعم عربي للتحرك الإسرائيلي – الأمريكي ضد إيران، وبالتالي تأسيس الهيمنة الإسرائيلية الفولاذية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وبعبارة أخرى،أرادت المملكة العربية السعودية ودول الخليج) دولة فلسطينية ضعيفة ، من أجل تبرير التعاون مع الصهيونية كما طلبت منهم الولايات المتحدة. ولكن إسرائيل لا تحتاج الدعم العربي. فهي ترغب في الواقع في الحفاظ على صورة الضحية المحاصرة من قبل الأعداء من جميع الجهات . هذه الصورة جزء من سيكولوجية اسرائيل الوطنية ، وضمان بقاء الدولة العسكرية وسياساتها التوسعية. والأهم من ذلك أن دولة فلسطينية، ولو بلا أسنان، تمثل تراجعا لا يطاق للصهاينة.
زاد في عام 2003 الوعي ببناء دولة فلسطينية عندما تم تشكيل اللجنة الرباعية(الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) التي وضعت "خارطة الطريق" للسلام، على اساس أن الدولة الفلسطينية شرطا أساسيا للسلام الدائم. قبلت إسرائيل علنا "خارطة الطريق"،ومن وراء الكواليس أدرجت 14 شرطا مسبقا جعلتها لا معنى له وغير قابلة للتطبيق . رفضت تقديم أي تنازلات على الإطلاق حتى يتم نزع سلاح الفلسطينيين تماما وحل التنظيمات الكبرى ومن الاشتراطات الأخرى تجريد "الدولة" التي قد تنشأ بطريقةأو بأخرى من جميع الصفات الرئيسية لقيام الدولة والسيادة.
منذ ذلك الحين، كانت هناك محاولات شتى من قبل الولايات المتحدة لاستئناف "المفاوضات" بناء على خارطة الطريق ، على الرغم من العداء الواضح الذي تبديه اسرائيل لهدفها المعلن المتمثل في إقامة دولة فلسطينية.
بدأت الجولة الأخيرة من المفاوضات في يوليو عام 2013، الفلسطينيون - الذين تنازلوا بالفعل عن 78٪-;- من فلسطين التاريخية التي احتلت قبل عام 1967 - وافقوا على التخلي عن مطلبهم بأن المحادثات ينبغي أن تقوم على حدود عام 1967. إلا أن هذا لم يحدث فرقاً، عملت اسرائيل بجد لعرقلة المفاوضات بكل قوتها. كما قال المؤرخ Avi Shlaim "خلال الأشهر التسعة الأولى من محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المدبرة من قبل وزير الخارجية جون كيري، لم يقدم نتنياهو اقتراحا بناءاً واحداً، وتم توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وضع كيري ومستشاره الجنرال John Allen ، خطة أمنية ظناانها ستمكن إسرائيل من الانسحاب من معظم الضفة الغربية. رفضت إسرائيل ذلك بازدراء جعلت الخطة لا تساوي الورق الذي كتبت عليه. بعد تسعة أشهر من هذا المشروع غير المجدي يئس جون كيري قائلا :على الطرفين ان يعملا بأنفسهم.
والعذر الذي تقدمه إسرائيل لترددها في اتخاذ المفاوضات على محمل الجد 1. الإرهاب الفلسطيني و2."الانقسام" الفلسطيني. تدعي إسرائيل أنه لا يوجد لها "شريك للسلام" ؛ لا يوجدأحد للتفاوض معه : إما لأنهم إرهابيون، أو لأنه لا يوجد كيان واحد يمثل السكان الفلسطينيين الذين يمكنهم التحدث معها.
دعمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل فعال هذا الخط ، بعد انتخاب حماس في عام 2006 ، ولم تعترف بحكومة الوحدة مع فتح التي تم تشكيلها في العام التالي (الجمع بين الطرفين الذين يمثلون معا 86٪-;- من الأصوات الشعبية)، وأيدت بدلا منها حكومة برئاسة سلام فياض، الذي حصل حزبه على 2٪-;- فقط من الاصوات في انتخابات العام الماضي.
كان رد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في نيسان هذا العام مختلفا جدا عند تشكيل حكومة تكنوقراط لا يوجد فيها أي عضو من حماس كما لوحظ ان الحكومة الجديدة تلتزم بشروط اللجنة الرباعية للشرق الأوسط [الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة]، ومنها الاعتراف باسرائيل والتصديق على جميع الاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف "وفقا ل مسؤول فلسطيني كبير . ولم يعد لاسرائيل ذريعة "الانقسام الفلسطيني "لرفض الانخراط في محادثات السلام.
ولم يعد لديها ذريعة الإرهاب لأن حماس التزمت بشروط وقف إطلاق النار منذ عام 2012، ليس فقط وقف إطلاق الصواريخ الخاصة بها، ولكن أيضا منعت بنجاح الهجمات الصاروخية من قبل الجماعات الفلسطينية الاخرى في غزة. هذا على الرغم من الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل قبل جفاف الحبر الذي كتب به الاتفاق .لم يتم رفع الحصار و قامت اسرائيل بهجمات على الفلسطينيين، مما أسفر عن مقتل 4 واصابة ما يقرب من 100 في أول ثلاثة أشهر من "وقف إطلاق النار" . حتى بعد أن تم تكثيف الهجمات الإسرائيلية العام الماضي وقتل أربعةأطفال فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية بين ديسمبر 2013 ومايو من عام 2014، التزمت حماس بوقف اطلاق النار.
تم تقويض رواية نتنياهو عن استحالة المفاوضات بسبب الإرهاب والانقسام الفلسطيني بشكل متزايد وحاسم، ولم تعد تنطلي على مؤيديه (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ). يمكن وصف استجابة الحكومة الإسرائيلية لحكومة الوحدة بأنها حرب اقتصادية. منعت إعطاء 43000 من موظفي الخدمة المدنية في قطاع غزة رواتب من حكومة رام الله وشددت الحصار على حدود غزة وبالتالي أبطلت اثنين من الفوائد الرئيسية لعملية الدمج "( Avi Shlaim). لا تزال اسرائيل تطلق النار على حماس.
ما يحتاجه نتنياهو استفزاز حماس بحيث يجبرها على الرد. مثل هذاالرد سوف يسمح له مرة أخرى برسم صورة لها كمنظمة إرهابية متعطشة للدماء لا يمكن التفاوض معها أبدا، ويوفر الفرصة لموجة أخرى من التدمير في غزة، ويؤدي إلى تفاقم التوترات داخل حكومة الوحدة بين فتح وحماس.

بعد تسعة أيام من تنصيب حكومة الوحدة الوطنية، في 11 يونيو، أغار الجيش الإسرائيلي على غزة وقتل صبياً (10 اعوام) على دراجة. ولكن لا تزال حماس ملتزمة بوقف اطلاق النار.
في اليوم التالي، تم اختطاف ثلاثة من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية اتهمت اسرائيل حماس بخطف المستوطنين (دون أدلة)، واستخدم نتنياهو ذلك ذريعة للهجوم على كامل قيادة حماس في الضفة الغربية، في حين أعلن وزير الاقتصاد نفتالي بينيت "أعطينا حماس تذكرة إلى الجحيم ". تم اعتقال 335 من قادة حماس (بما في ذلك أكثر من 50 أفرج عنهم للتو بموجب اتفاق تبادل الأسرى)، وتم مداهمة أكثر من 1000 منزل(تركتهاالقوات الاسرائيلية وكأن زلزال ضربها) وفقا ل ناشط فلسطيني .
كتب نعوم تشومسكي: "هياج 18 يوما .... لم ينجح في تقويض حكومة الوحدة وزاد القمع الإسرائيلي. ووفقا لمصادر عسكرية إسرائيلية، اعتقل جنود إسرائيليون 419 فلسطينيا، من بينهم 335 من حماس، وقتل ستة فلسطينيين، وتم مصادرة 350000 دولار. شنت اسرائيل أيضا عشرات من الهجمات في غزة، مما أسفر عن مقتل 5 من أعضاء حماس في 7 حزيران. أخيرا وقع اول رد فعل لحماس اطلق صاروخ في 19 حزيران.
بعد قتل أحد عشر من الفلسطينيين في أقل من شهر، استخدمت إسرائيل الهجمات الصاروخية الانتقامية التي لم يقتل فيها احد كذريعة لإطلاق أكبر عملية ذبح للفلسطينيين منذ عقود.
قتلت اسرائيل وجرحت أكثر من 12000 فلسطيني على مدار الشهر الذي يليه. ومضت قدما في الهدف الرئيسي - منع تشكيل دولة فلسطينية - على عدة جبهات:
أولا :ساعدت على إشعال التوترات بين فتح وحماس مما يهدد حكومة الوحدة. لأن اتفاقيات التعاون القائمة بين فتح والأمن الإسرائيلي تلزم فتح التعاون مع الحملة على حركة حماس في الضفة الغربية في "مطاردة الخاطفين"، مما أدى الى انعدام الثقة بين الطرفين. وعلاوة على ذلك، كما أشار فادي الحسيني ان العملية العسكرية التي قامت بها اسرائيل ضربت الحكومة الجديدة (حكومةالوحدة الفلسطينيةالتي أغضبت اسرائيل ) ضربة شديدة. وقد ذهبت خطط هذه الحكومة الجديدة لتنفيذ اتفاق المصالحة والتحضير للانتخابات الوطنية أدراج الرياح .كما تغيرت الأولويات في مواجهة العدوان الإسرائيلي أيضا، راهنت إسرائيل - كما فعلت دائما - على مواقف متناقضة بين الفلسطينيين بشأن كيفية التعامل مع عدوانها، مما يزيد من فرص انتكاسة المصالحة الفلسطينية وانهيار حكومة الوحدة بطبيعة الحال،مما يوفر لإسرائيل مرة أخرى ذريعة لعدم التفاوض مع الفلسطينيين على أساس أنهم ليسوا متحدين.
ثانيا: نجحت الحرب الخاطفة التي قامت بها إسرائيل في تجنيد الحكومات الغربية خلفها رغم غضب الرأي العام العالمي، "لا يمكن الوثوق أبدا بإرهابيي حماس . كتب الحسيني : عادت معظم الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي التي كانت تتقبل الموقف الفلسطيني إلى حظيرة إسرائيل، معلنة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الصواريخ الفلسطينية، بغض النظر عن الاستخدام المفرط للقوة وعدد القتلى المروع بين الفلسطينيين. رغم دعم الولايات المتحدة لحكومة الوحدة الوطنية في نيسان ورغم قتل سكان غزة (واطلاق الصواريخ المقابلة) صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع لدعم العدوان الإسرائيلي ضد غزة في حين أدان "الهجمات الصاروخية على إسرائيل " من قبل حماس ودعى "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لحل حكومة الوحدة وادانة الهجمات على اسرائيل."
ثالثا: كان الهجوم فرصة لتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية التي من شأنها أن توفر الأساس لقيام دولة فلسطينية، كما قال الإسرائيليون علنا، وهذالا يشمل البنية التحتية الدفاعية العسكرية البدائية فقط ولكن جميع البنية التحتية الاقتصادية اللازمة لتسيير المجتمع أيضا. دمر القصف الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، وقطع الكهرباء عن 80٪-;- من 1.6 مليون نسمة في غزة، فضلا عن العشرات من الآبار والخزانات وأنابيب المياه، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن منظمة أوكسفام. وتقدر أوكسفام أن 15000 طن من النفايات الصلبة تتعفن في الشوارع وأن محطات ضخ مياه الصرف الصحي على وشك التوقف بسبب نفاد الوقود وأن العديد من الأحياء بدون كهرباء لعدة أيام، بسبب قصف اسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. وقالت اوكسفام ان البنية التحتية للمياه دمرت تماما مما يمنع الناس في غزة من الطبخ وتنظيف المراحيض، أو غسل اليدين، مؤكدة أن هذا يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة.و قال رئيس منظمة أوكسفام في الأراضي الفلسطينية المحتلة " ان البنية التحتية في غزة تحتاج شهورا أو سنوات لتتعافى تماما "، ، وأضاف رئيس المكتب الميداني لليونيسف في غزة، Pernille Ironside أن" هناك كمية محدودة جدا من المياه المتاحة، يتم استخدامها للشرب وهو ما يعني عدم وجود ما يكفي من المياه للأغراض الصحية. ونحن نرى الأطفال الذين يأتون من الملاجئ مصابين بالجرب والقمل وجميع أنواع الأمراض المعدية. أسوأ شيء هو أن معظم الناس خارج الملاجئ لا يتواجد عندهم الماء لعدة أسابيع حتى الآن، وهذا فظيع أنهم غير قادرين على الحصول على أي مياه نظيفة للشرب غير ملوثة بمياه الصرف الصحي وتؤدي هذه المياه إلى الإسهال وتزيد من معدل وفيات الأطفال، وخاصة من هم دون الخامسة من العمر ".
بالإضافة إلى الهجمات على البنية التحتية للكهرباء والمياه، هاجمت اسرائيل أكبر مصنع للبسكويت في غزة الذي فاز لتوه بعقد لتوريد منتجاته للأمم المتحدة في غزة وتم طمسه تماما .جاء في تقرير صحيفة تلغراف (المحافظة): "هناك أدلة على التدمير المنهجي لاقتصاد غزة و البنية التحتية ". ويتابع التقرير: " تم تدمير منشآت اقتصادية خارج مدينة غزة،لا ترتبط بأي نشاط عسكري للمقاومة وتشمل مصنع البلاستيك، ومصنع الإسفنج وحتى مقرات توزيع الفاكهة الرئيسية في أراضي قرب بلدة بيت حانون اثناء الهجوم البري.

على بعد أميال قليلة إلى الشمال من محطة الأوادة ،تم تدمير مقر شركة المجد التي تنتج صناديق من الورق المقوى والكرتون والأكياس البلاستيكية.
- تم تحويلهاإلى كومة من الخرسانة -
وقد تعرضت لضربتين صاروخيتين مباشرتين من طائرة مقاتلةإسرائيلية في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، وفقا لحسن جهاد، 25 سنة، مدير الشركة الذي نجا مصادفة لأنه انتقل إلى المقر الإداري للشركة خارج المصنع الرئيسي أثناء الحرب.
"يحاول الإسرائيليون تدمير الاقتصاد وشل غزة". "هذا هو المصنع الوحيد في قطاع غزة لإنتاج حاويات من الورق المقوى. لم يطلق أي صاروخ من هذا المكان."قال حسن جهاد.
وقال مجدي أبو حمرة (35 عاما) مدير حسابات في شركة عائلية تستوردالشركة الحليب من المنتجين في الضفة الغربية عبر إسرائيل.
"أن أكبر شركة للألبان في قطاع غزة، تعرضت لضربة مباشرة بعد ظهرالخميس، سوت مصنعها في الارض في حي الكرامة بعد تحذير هاتفي لإجلاء60 من عمالها" .

لم يعلق Trond Husby رئيس برنامج التنمية التابع للامم المتحدة في غزة عندما سئل عما اذا كان يعتقد ان القوات الاسرائيلية تستهدف عمدا الشركات الخاصة في قطاع غزة.

أما عن آثار القصف فقال: "هذه كارثة انسانية"، وأضاف "كنت في الصومال لمدة عامين، وسيراليون لمدة خمسةاعوام، وكذلك جنوب السودان وأوغندا، لكن مستوى الدمار في غزة هو الأكبر.

أخيرا، وكما أشار العديد من المعلقين، حتى لو نجحت إسرائيل في الهدف المعلن المتمثل في تدمير أو إضعاف حماس، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من المجموعات المسلحة ربما مثل تنظيم القاعدة او داعش التي ستحصل على دعم من السكان المصدومين ورغبتهم في الانتقام، ورغم ان البعض يجادل أن هذا سيكون نوعا ما ضد مصالح إسرائيل، فمن المرجح أن يكون العكس صحيحا. فقد لعبت جماعات مثل داعش دورا رئيسيا في تسهيل السياسات الاميركية والبريطانية في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، من خلال إضعاف القوى الإقليمية المستقلة (أو القوى الإقليمية المحتملة) مثل ليبيا وسوريا والعراق الآن.
وسيكون لهذه المجموعات نفس التأثير في فلسطين وستحدث انتكاسة لآفاق قيام دولة فلسطينية: لن تكون هناك وحدة، وسيتوفر ذريعة دائمة للهجمات الإسرائيلية الوحشية بدعم من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وعلاوة على ذلك، إذا أصبحت غزة منطقة كوارث ولا يوجد بها حكومة سيادية على أراضيها، وعلى مياهها واحتياطيات الغاز فيها. تظل اسرائيل حرة لقصفها تماما كما تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بالقصف في الصومال وليبيا واليمن والعراق.
على الرغم من كل هذا، ليس كل شيء على ما يرام بالنسبة لإسرائيل. رغم كل شيء، حكومة الوحدة لم تنكسر، وفتح وحماس يشكلون جبهة موحدة في مفاوضات وقف إطلاق النار. وبالمثل، لم تهزم حماس عسكريا(ناهيك عن الهزيمة السياسية) وتمكنت من مواصلة المقاومة العسكرية حتى بداية وقف إطلاق النار. إذا كيسنجر على حق في قوله "أنه في الحرب غير المتكافئة "يخسر الجيش التقليدي اذا لم ينتصر في حين تنتصر التنظيمات إذا لم تخسر"،اذن لم تنتصر .رغم جميع التكتيكات التي استخدمتها اسرائيل في هذه الحرب لتعطيل قيام دولة فلسطينية وإذا استمر الإسرائيليون في منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، لا ينبغي أن تفاجأ إذا تحولت المطالب بدلا من ذلك إلى المواطنة في دولة واحدة تضم مجمل فلسطين التاريخية.
مترجم -Dan Glazebrook



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجانب النفسي/العسكري للبلدوزر الإسرائيلي
- إرفعوا الحصار عن غزة يتحقق السلام
- إرفعوا حماس من قائمة الإرهاب وتفاوضوا معها
- الشعوب المحاصرة، مختبرات الفناء الخلفي :العلاقات التي تربط ب ...
- حماس وجنون العظمة الاسرائيلية
- ماذا لو كان الأطفال القتلى -الشهداء- في غزة يهوداً؟
- كابوس غزة
- كبح حقوق العمال في المكسيك
- تأثير الحرب في غزة على النساء
- الليبرالية الجديدة
- التفكير خارج الاطار العلماني
- هل تطلق النار على عراقي في الفضاء الالكتروني
- ماذا سيفعل اوباما مع KBR
- الدفاع الليبرالي عن القتل
- الولايات المتحدة والمأساة الأفغانية
- أمير الظلام ينفي وجوده
- متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟
- تعليم العلوم والرياضيات من وجهة نظر النظرية البنائية
- تضمين القضايا الاجتماعية في تعليم العلوم
- تعليم العلوم بالاستقصاء العلمي


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - حماس : ليست هدف اسرائيل