أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟















المزيد.....

متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 04:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ماذا لو أن العرب الفلسطينيين الذين عاشوا لعقود مضطهدين في دولة اسرائيل الحديثة هم في الواقع من سلالة "أبناء إسرائيل" التي وصفت في العهد القديم؟

وماذا لو ان الاسرائيليين اليهود ليسوا من سلالة إسرائيل القديمة على الإطلاق ، بل هم في الواقع مزيج من الأوروبيين ،ومن شمال أفريقيا وغيرها ولم يعودوا الى ارض خالية نحن ندعوها الان اسرائيل واقاموا دولة جديدة بعد محاولة إبادتهم خلال الحرب العالمية الثانية ، ولكنهم اتوا وازاحوا قسرا الفلسطينيين الذين عاش جدودهم هنا لآلاف السنين؟
ماذا لو كانت حكاية الشتات اليهودي – هذه القصة التي يسردها اليهود في عيد الفصح في جميع أنحاء العالم كل سنة بتفاصيل عن نفي اليهود من يهودا ، وامضاء سنوات في التجول عبر الصحراء ، والهروب من براثن فرعون- ماذا لو كان كل ذلك خطأ؟
هذه الأطروحة المتفجرة:"متى وكيف اخترع الشعب اليهودي" ؟ كتاب للباحث في جامعة تل ابيب شلومو زاند (Zand )الذي هزّ المجتمع الإسرائيلي عندما نشر في العام الماضي. وبعد 19 أسبوعا كان في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في اسرائيل ، و ترجم إلى عشرات اللغات ، وسوف ينشر في الولايات المتحدة هذا العام .
انها أطروحة لها تشعبات تتجاوز المناقشة الأكاديمية. قليلة هي الصراعات الحديثة المعلقة على التاريخ القديم من مثل هذا الصراع الذي استمر لعقود في اراقة الدماء بين الاسرائيليين والفلسطينيين. كل فريق يدعي لنفسه المطالبة بهذه الأرض -- المقدسة في كل من الديانات الثلاث الرئيسية في العالم -- تقوم هذه المطالبة على علاقات طويلة الأمد بهذه القطعة من الأرض والهوية الوطنية التي تشكلت على مدى فترات طويلة من الزمن. وربما لا يوجد مكان آخر على وجه الأرض يرتبط فيه الحاضر ارتباطا وثيقا بالماضي مثل هذه البلاد.
الايديولوجية الصهيونية المركزية هي حكاية مألوفة لدى جميع الأسر اليهودية من النفي والاضطهاد ، والخلاص والعودة. مرتدي احذية من المملكة ، و "الشعب اليهودي" -- أبناء وبنات يهودا القديمة --الذين تجولوا في أرجاء الأرض ، بلا جذور ، حيث واجهوا قمع قاس من جميع الجهات -- من إجبارهم على الكد في ظل العبودية في مصر ، إلى المجازر الاسبانية في القرن الرابع عشر الى المذابح الروسية في القرن التاسع عشر ، ثم اهوال الرايخ الثالث.

هذه الرؤيا للتاريخ تحرك جميع الصهاينة ، و لا شيء أكثر من ذلك بكثير لكنها مؤثرة - في الولايات المتحدة وكذلك اسرائيل -الذين يعتقدون أن الله منح الشعب اليهودي "اسرائيل الكبرى" التي تضم الى جانب الدولة الحديثة الأراضي المحتلة ، وتجعلهم يقاومون أي جهد لاقامة دولة فلسطينية اعتماداً على الأسس التوراتية.

اختراع شعب؟

حجة زاند المركزية هي أن الرومان لم يطردوا أمم بأكملها من أراضيهم.وقدّر Zand أن المطرودين ربما كانوا 10000 خلال الحرب الرومانية ، وبقي الباقين من سكان يهودا القديمة فيها ، وتحولوا إلى الإسلام وتم استيعابهم مع الغزاة عند إخضاع العرب للمنطقة. وهم اليوم العرب الفلسطينيين ، وكثير منهم يعيشون الآن لاجئين تم نفيهم من وطنهم خلال القرن العشرين.
ولخص الصحافي الإسرائيلي توم سيغيف ، في استعراض الكتاب في صحيفة هآرتس :
"لا يوجد مطلقاً شعب يهودي ، يوجد ديانة يهودية فقط ،ولم يحدث نفي وبالتالي لم يكن هناك عودة. يرفض Zand معظم روايات تشكيل الهوية الوطنية في الكتاب المقدس ، بما فيها الهجرة من مصر ، وأهم مرض ، أهوال الغزو تحت جوشوا".
ولكن هذا يطرح السؤال التالي : إذا لم يتم طرداليهود جماعياً من يهودا القديمة ، كيف نمر مرور الكرام على انتشار اليهود في جميع أنحاء العالم؟ قدّمZand تفصيلات تواريخ عدة مجموعات ضمن ما يعرف تقليديا اليهودية في الشتات (الدياسبورا اليهودية)، بعض من اليهود هاجروا بمحض إرادتهم ، والكثير منهم من المتحولين الى اليهودية. وخلافا للاعتقاد السائد بين العامة كتب Zand أن اليهودية هي ديانة إنجيلية سعت بنشاط للحصول على جدد خلال فترة تكوينها.

هذا السرد حول الهوية الوطنية له أهمية ضخمة في إسرائيل . إذا كانت اليهودية هي الدين ، بدلا من "الشعب" المتحدر من تفرق الأمة ، فإن ذلك يثير الشكوك حول مبرر بقاء دولة اسرائيل "دولة يهودية".

وهذا يقودنا إلى التأكيد الثاني ل Zand الذي يقول إن قصة الشعب اليهودي -- تحويل اليهود من مجموعة لها هوية ثقافية ودينية مشتركة إلى "شعب" مهزوم -- هو اختراع حديث العهد نسبيا ، نشأ في القرن التاسع عشر بواسطة العلماء الصهاينة وتم دعمه من المؤسسة الأكاديمية في اسرائيل . ويضيف Zand انها مؤامرة فكرية من نوع ما. ويقول سيغيف "الامر كله خيال وأسطورة كانت بمثابة ذريعة لقيام دولة اسرائيل".
تداعيات ما قدمه Zand بعيدة المدى ؛ "فرص ان الفلسطينيين متحدرين من الشعب اليهودي القديم هي أكبر بكثير من الفرص انني أنا أو انت هم أحفاد الشعب اليهودي القديم". هذا ما قاله Zand لهآرتس . وأضاف: ان اسرائيل يجب ان تكون دولة لجميع سكانها" فلسطين التاريخية" ويشترك سكانها في الحقوق الكاملة ومسؤوليات المواطنة ، بدلا من الحفاظ على دولة اسرائيل "يهودية وديمقراطية" ، كما يتم وصفها الان.

وقد سخر Isseroff في مدونة ZioNation من صيغة Zand التي اجتازت اختبار الزمن ، متهماً Zand بتقديم "الحل النهائي للمشكلة اليهودية" مستحضراً ايقونة الهولوكوست المألوفة " لا يوجد غرف غاز ولا محارق الجثث ". وصف مفكر محموم آخر عمل Zand بأنه"مظهر آخر من مظاهر الاضطراب العقلي للأكاديميين في أقصى اليسار في اسرائيل".
هذا النوع من الخطاب المحموم قياسي في التعكير اللانهائي عند الحديث عن اسرائيل والفلسطينيين ،وتم رفض عمل Zand بسهولة. ولكن الأخطر من الانتقاد الموجه ل Zand. هو الاستعراض النقدي الذي قدمه Bartal عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة العبرية ، وانتقد فيه التأكيد الثاني "أن الصهيونية قد تمكنت من الأكاديميين في دراسة التاريخ الحقيقي لليهودية من خلال الهجرة والتحول التي من شأنها أن تضفي الشرعية على السعي من أجل الدولة اليهودية".

اثار Bartal تساؤلات هامة حول منهجية Zand وأشار إلى ما يبدو بعض التفاصيل القذرة الواردة في الكتاب.ولكنه كان مهتماً بالدفاع عن الأوساط الأكاديمية في اسرائيل ، وأيد Bartal ما طرحه Zand "على الرغم من ان أسطورة المنفى عن وطن اليهود (فلسطين) موجودة في الثقافة الشعبية الإسرائيلية ، فإنها لا تكاد تذكر في المناقشات الجادة اليهودية التاريخية". وأضاف Bartal: "لا احد من المؤرخين اليهود من الحركة الوطنية من أي وقت مضى يعتقد أن الأصول العرقية اليهودية البيولوجية نقية. "واشار الى ان" المجموعات " المهمة" في الحركة[الصهيونية] لها تحفظات بشأن هذه الأسطورة ولم تنفي ذلك تماما ".

وكتب Bartal "بقدر ما أستطيع التمييز " "لا يتضمن الكتاب فكرة واحدة لم يتم عرضها في الدراسات التاريخية السابقة". واضاف سيغيف ان "Zand لم يخترع "له" أطروحة فقبل ثلاثين عاما من إعلان الاستقلال ، كان يتبناها دافيد بن غوريون واسحق بن زفي وغيرهم."

يمكن للمرء أن يجادل ان معقولية الأسطورة القديمة عن الأمة اليهودية في المنفى حتى القرن العشرين لا يوجد لها أثر يذكر ، وما إذا كان الشعب اليهودي ذوأصول وراثية مشتركة او هو جمع من الناس الذين ينتمون إلى نفس العقيدة ،او هوية وطنية مشتركة تطورت في الواقع على مر القرون. لكن اراء Zand المركزية لها آثار كبيرة على النزاع الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين.


السبب الرئيسي لصعوبة البحث في النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو مؤيدي سيطرة اسرائيل على الأراضي المحتلة -- بما فيها غزة التي لا تزال تحت الاحتلال الفعلي -- ومساواة دعم الفلسطينيين في تقرير المصير مع الرغبة في تدمير اسرائيل والتذكير بشبح الإبادة اليهودية عند الدعوة لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم .

وهذا بالتأكيد ما حدث مع الدعوة لدولة واحدة لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في السنوات الأخيرة ، والدعوة إلى حل "دولة واحدة" - دولة ثنائية القومية فيها جميع المقيمين في ما يسمى اليوم إسرائيل والأراضي المحتلة متساوين في الحقوق ومسؤوليات المواطنة - انها احدى الخطط المتنافسة التي نظرت الأمم المتحدة فيها عندما نشأت دولة اسرائيل في الاربعينيات.

ولكن فكرة الدولة ثنائية القومية تم تهميشها في الآونة الأخيرة بوصفها محاولة لتدمير إسرائيل ، وليس بوصفها كينونة سياسية مبنيةعلى أسس عرقية ودينية وتشكل حلاً للسكان العرب فيها وحلاً لقضية اللاجئين التي يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليتها.
والنتيجة المنطقية لعمل Zand هي فضح الأساطير في تأسيس دولةاسرائيل وامكانية استعادة فكرة الدولة الواحدة حلا مشروعا في النقاش حول هذه المنطقة الخلافية.ان عمل Zand يسبب تحريك المياه الراكدة ، مجرد طرح أسئلة حول الكتاب المقدس ومن هم "أبناء اسرائيل" وبمعنى آخر ، فإنه يلمح إلى القواسم المشتركة القائمة بين اليهود الاسرائيليين والفلسطينيين العرب. كلا المجموعتين تدعي نفس الأرض ، وكلاهما واجه القمع والتشريد وكلاهما يطالب ب "حق العودة".

وإذا كانت هناك روابط مشتركة توراتية بين الشعبين ، فإنه يطرح السؤال عن السبب في ابقاء فلسطين ملاذا للناس من دين واحد بدلا من أن يكون البلد الذي يعيش فيه اليهود والعرب على قدم المساواة -- المساواة في الحماية بموجب قوانين الدولة الشرعية التي لن تكون عرضة للتساؤل مرة اخرى.
مترجم
http://www.alternet.org/audits/122810/controversial_bestseller_shakes_the_foundation_of_the_israeli_state/



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليم العلوم والرياضيات من وجهة نظر النظرية البنائية
- تضمين القضايا الاجتماعية في تعليم العلوم
- تعليم العلوم بالاستقصاء العلمي
- تأثير الاختبارات على المناهج
- من يأخذ كمبيوتر فريدمان قبل ان يكتب جملة اخرى
- انت تقرر: مقاتلو الحرية إرهابيون أم ابطال
- حماس (حقيقة في الشرق الاوسط )
- إحباط فرص السلام (ما وراء حمام الدم في غزة )2
- إحباط فرص السلام (ما وراء حمام الدم في غزة)
- إذكاء جذوة الكراهية
- حماس بعد الحرب
- إبادة المتوحشين 3
- إبادة المتوحشين 2غزة 2009
- إبادة المتوحشين 1
- جنون العظمة (ابتسامة ليفني)
- عملية (رصاص لا يُعاقَب)
- غزة :أسئلو وأجوبة 3
- غزة :أسئلة وأجوبة 2
- غزة :أسئلة وأجوبة
- الوحش الدموي يدخل غزة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟