أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - من يأخذ كمبيوتر فريدمان قبل ان يكتب جملة اخرى















المزيد.....

من يأخذ كمبيوتر فريدمان قبل ان يكتب جملة اخرى


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 08:18
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عندما اخبرني صديق قبل فترة ان كتاب توماس فريدمان الجديد (حارة،مستوية،مكتظة) سيكون نوعاً من الصرخة ضد امريكا الاستهلاكية كدت اموت من الضحك.
جميل كنت اعتقد انه عندما تبدا بفقد الثقة في قدرة الولايات المتحدة على التدخل في اي شيء ،وعندما تبدأ بالتفكير اننا الامريكيون كجنس سوف نتفوق في النهاية على السذاجة التي تقودنا الى التفكير بكسب الملايين عن طريق الانترنت بينما نجلس في البيوت وناكل الدوناتس ياتي توماس فريدمان من احدى الضواحي الراقية في ميريلاند زوج صاحبة اكبر الاسواق الاستهلاكية في العالم ويعيد اختراع نفسه كمناهض للمجتمع الاستهلاكي.
الرجل الذي يحتاج الى منصة حفر بحرية للحفاظ على الدفء في الجناح الشرقي لمنزله يكتب كتاباً ينتقد فيه الشعب في الولايات المتحدة لقيادتهم سيارات لا توفر الطاقة.
الرجل الذي جرفت عائلته 2 مليون قدم مربع في هاواي لبناء ثغرة يعظنا بضرورة (الثورة الخضراء) ويشرحها لنا في 438 صفحة بسعر 27 دولار فقط.
لقد كان حدسي عن فريدمان غير صحي لعقد من الزمن وفي معظم الوقت كنت اظن انه مضحكاً واعترف ام اكثر ما اضحكني هو سوء استخدامه للغة الانجليزية مثل بوش تماماً.يكتب فريدمان سطوراً غير مفهومة وعندما يحاول توضيحها ينتهي الى كوميديا.
تذكروا ما قاله فريدمان عن سياسة بوش في العراق :"جيد ان ترمي عجلة قيادة السيارة الخاصة بك ما دمت تتذكر انك تقود السيارة دون عجلة قيادة" تخيل نفسك هكذا.
او عندما كتب عن السياسة الخارجية الأمريكية في اذار الماضي " القاعدة الاولى للحفر :عندما تكون في حفرة واحدة ،توقف عن الحفر ، اما عندما تكون في ثلاث حفر اجمع اكبر عدد من المعاول للحفر"
اولا وقبل كل شيء كيف ولماذا يكون نفس الشخص في ثلاث حفر في نفس الوقت وثانيا ما هذا الهراء الذي يتحدث عنه اذا كان عليك التوقف عن الحفر اذا كنت حفرت حفرة واحدة فلماذا تستمر في الحفر اذا حفرت ثلاث حفر كيف يكون هذا منطقياً.ان ذلك يجعلني اتساءل اذا كان محرري نيويورك تايمز الذين نشروا ذلك سكارى .ان ظهور هذه الجملة في صحافة مطبوعة ينبغي الا يحدث على الاطلاق انه يشبه حارس محطة نووية يلّوح لملالي يحمل حزاما ناسفا ويدخل بوابة المحطة.
وكان هذا افضل من الجوهرة في اعمدة فريدمان الأخيرة :" من المؤلم أن تشاهد ما يحدث من قتال وموت ودمار في غزة لكنه أصبح مألوفاً إنه النسخة الاخيرة من المسرحية الطويلة في الشرق الاوسط الجديد والتي لو قدر لي ان اضع عنوانا لها لكان (من يملك هذا الفندق؟) وهل يمكن لليهود أن يمتلكوا غرفة في هذا الفندق وهل ينبغي علينا ان نفجر البار في هذا الفندق ونبني مكانه مسجداً؟"
يمكن للانسان ان يسال العديد من الاسئلة الخطيرة حول هذه الفقرة ولكن ما يقفز في ذهني الان هل يمكن لنفس الشخص ان يسال الاسئلة الثلاثة في نفس الوقت؟ واذا كان الامر كذلك هل يعاني هذا الشخص من اضطرابات نفسية في السؤال الاول الشخص محايد ويجهل ما يجري في الشرق الاوسط وفي السؤال الثاني يتعاطف مع اليهود وفي الثالث يتعاطف مع المسلمين.وفي النهاية اذا تم تفجير البار واستبداله بمسجد فهل يمكن بقاء الفندق؟
حسناً ربما يكون هذا غير عادلاً ويفكر الكثير من الناس ان امثالي من النقاد لا يتعاملون بانصاف مع فريدمان بالتركيز على النصوص الادبية .وان هذا نوع من الضرب تحت الحزام وهي حيل رخيصة .فالاهم من ذلك ما يطرحه الكتاب واذا كان من عنوان ملائم لكتاب فريدمان ( الارض مسطحة) فهو (اللص).لقد اراد ان يكون عنوان كتابه متوائما مع عصر زيادة الترابط العالمي .
فمن سيهتم عندما يقول :" العراق مزهرية حطمناها للتخلص من الماء النتن فيها " ومن يهتم اذا كان بالامكان اخراج الماء النتن دون تحطيم المزهرية .هذا جنون مطلق ان تحطم المزهرية لاخراج الماء النتن منها .
يقول البعض انك لم تفهم هذه النقطة وان هذا فن ودقة في عالم الافكار السياسية والاقتصادية، وانك لو فهمت ما يعنيه فريدمان لتعلمت .وردي على ذلك انه يمكن توضيح اللغة التي يستخدمها فريدمان عبر السنين :الرجل الذي يفكر انه يمكنك تحطيم المزهرية للتخلص من الماء فيها يبرر اجتياح بلد لتغيير عقول الناس فيه وفريدمان ليس البابا ولا الرئيس ولا جنرال في الجيش انه صحفي يكتب في جريدة ويعالج المشاكل بهذه الطرق.
لنعد الى محتوى الكتاب الذي رأى فيه كثيرون ان فريدمان غيّر ايدلوجيته التي تتماثل مع الجشع الراسمالي ومع ذلك فان فريدمان هو نفسه الذي يتبع اسلوب علماء الاجتماع الذين يتناولون افضل الوجبات ويراقبون البشر من نوافذ الطائرات.
بالنظر الى الكتاب فان معظم الافكار التي اتت فيه جاءت من لعبة فريدمان للجولف "التسخين الحراري للارض يسمح له بلعب الجولف لايام أكثر".
هذه هي حياة فريدمان السفر حول العالم وتناول الغذاء مع الاغنياء والوصول الى استنتاجات حول مستقبل البشرية من خلال النظر من نافذة فندقه.
ويستخدم فريدمان في كتابه اسلوب الخطابة من مثل" كنت في دبي في العام الماضي مع المستشار العام لشركة بريتيش بيتروليوم وشاهدنا عمال نسيج يرفعون بالات الى قطار عندما قلت في نفسي فجاة نحن بحاجة الى طائرة ثلاثية ........"وفي نهاية المطاف يبدا القارئ بالتساؤل عن دبي والشركة البريطانية زمن فصل لاخر يتحدث فريدمان عن نفسه وتتدفق الحكمة عندما يعبث بمنديله خلال مادبة غذاء مع رئيس تحرير مجلة السياسة الخارجية :"اخرجت منديلي ورسمت العلاقة البيانية بين سعر النفط ووتيرة الحرية في البلدان المنتجة للنفط في الفترة من 1975-2005.
بعد ان رسم فريدمان على منديله وجد ان هناك علاقة بين ارتفاع سعر النفط و(عدم وجود الحرية) ويوجد في الرسم خطين احدهما لسعر النفط والاخر للحرية. وقد وضع فريدمان اربع نقاط على الرسم البياني خلال ثلاثين عاماً :
عام 1989: انخفاض اسعار النفط – هدم جدار برلين
عام 1993:استمر انخفاض اسعار النفط- تم تخصيص ابار النفط في نيجيريا
عام 1997: استمر انخفاض اسعار النفط- ايران تدعو الى حوار الحضارات
عام 2005: ارتفعت اسعار النفط – ايران تدعو الى تدمير اسرائيل
ومن الواضح ان تحليل فريدمان كان سخيفاً فهل هذا ما توصل اليه فريدمان من رسم خط لقياس مستوى الحرية في العالم كله خلال 30 عام ثم اختار اربع نقاط واحدة من الاربعة الكبار في فترة 30 عام من تاريخ البشرية تخصيص قطاع النفط في نيجيريا!هذه النقطة لا يمكن مناقشتها.
كان يمكن ان يكون وضع النقاط بالاتجاه المعاكس لو استبدل حائط برلين ب (ساحة تيانمين) والانتخابات العراقية بدل دعوة ايران الى تدمير اسرائيل " وبالمناسبة في اي وقت خلال نصف القرن الماضي لم يدع الاسلاميون المتشددون الى تدمير دولة اسرائيل" .او النظر الى فرض الولايات المتحدة العقوبات على ايران عام 1995 وما الى ذلك.انه جنون لعبة كلمات مخربشة لا يوجد ترابط بينها او مثل معادلة في الرياضيات : اب- 3س = فتيات سويديات مثل الشيكولاتة.
يفرض المنطق ان العادات الاستهلاكية للطاقة في الولايات المتحدة قد اثرت سلبياً على العالم للاسباب الاتية:
1- اذا دعم سكان الارض مثل هذه العادات فماذا عن اختيار 2 مليار صيني العيش على الطريقة الامريكية.
2- انفجار الطلب على النفط شكّل دعماً للديكتاتوريات الحاكمة في الشرق الاوسط (اقرأ استمع لشعوب الشرق الاوسط) وادّى ذلك الى انتشار الارهاب واللا حريات.
فيما يتعلق بالنقطة الاولى كتب فريدمان انه اذا كان انتشار الحرية والاسواق الحرة لم يقترن بنهج جديد حول كيفية انتاج الطاقة والتعامل مع البيئة فان امنا الطبيعة وكوكبنا الارض سوف تضع قيودا على طريقة حياتنا اسوا من قيود الشيوعية .
ولي ثلاث ملاحظات على هذا الطرح ويبدو ان هناك تطورا ملموسا عند فريدمان فيها :مرة واحدة اصبحت ايقونة فريدمان الاسواق الحرة ضارة بالبيئة واصبح ضد شيطنة الاستهلاك .
1- ضرورة الاستثمار في الطاقة الخضراء فكرة واضحة واتفق عليها مرشحي الرئاسة الامريكية في المناظرات التلفزيونية في الخريف الماضي.
2- فريدمان الذي قضى سنوات طويلة يهتف للحرب على العراق التي اعادت الحركات الاسلامية الى شوارع بغداد وشجعت التطرف الاسلامي في العالم الاسلامي جميعه يكتب كتابا يلوم فيه المستهلكين في الشرق الامريكي الذين ينفقون الوقت في التسوق في متاجر زوجته على انتشار الاسلام الاصولي .
3- واستعرض بسرعة (القنبلة الطويلة) – خطة الحرب في العراق التي ايدها فريدمان كوسيلة لبناء الشرق الاوسط الجديد وتفجّرت في وجه الجميع "التقلب في اسواق الدول الراسمالية والتي لن تشفى وقادت العالم الى هوّة مرعبة من كارثة اقتصادية يبدو ان لا رجعة فيها ،وما يحبه من قيود ذهبية "الطريقة الامريكية للتنمية العالمية" التي اجبر العالم عليها من قبل قبضة خفية (القوة العسكرية الامريكية) والتي تحولت الى ازمة طاقة- بيئة يحذر فريدمان منها في كتابه الجديد.
وقد راعه في "العالم المسطح" ان اساس المجتمع الاستهلاكي مبني على عدم الواقعية وحتى ان متاجر زوجته وعقاراتها فقدت 99% من قيمتها هذا العام فقط.ولذلك فان فريدمان اصبح فجأة من مؤيدي البيئة .
وماذا اكثر من ذلك :جميع الافكار التي دافع عنها خلال عشر سنوات قادت الى الجحيم انه يستجدي بيع شيء اخر قبل تقويض مصداقيته واعادة الاعتبار لنفسه قبل ان تتذكر كتاباته الالهة الغاضبة.لكن ان تاتي متاخراً خير من ان لا تأتي ابداً او كما قال فريدمان : 2 خلوي افضل من سمكة في السحاب.

Matt Taibbi
http://www.alternet.org/environment/121617/someone_take_away_thomas_friedman%27s_computer_before_he_types_another_sentence/



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت تقرر: مقاتلو الحرية إرهابيون أم ابطال
- حماس (حقيقة في الشرق الاوسط )
- إحباط فرص السلام (ما وراء حمام الدم في غزة )2
- إحباط فرص السلام (ما وراء حمام الدم في غزة)
- إذكاء جذوة الكراهية
- حماس بعد الحرب
- إبادة المتوحشين 3
- إبادة المتوحشين 2غزة 2009
- إبادة المتوحشين 1
- جنون العظمة (ابتسامة ليفني)
- عملية (رصاص لا يُعاقَب)
- غزة :أسئلو وأجوبة 3
- غزة :أسئلة وأجوبة 2
- غزة :أسئلة وأجوبة
- الوحش الدموي يدخل غزة
- لعبة اللوم في غزة
- العقوبات الجماعية الاسرائيلية ضد غزة
- فهم كارثة غزة
- 100 عين مقابل عين واحدة
- العمليات الاستخبارية في العراق 2


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - من يأخذ كمبيوتر فريدمان قبل ان يكتب جملة اخرى