أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - فهم كارثة غزة















المزيد.....

فهم كارثة غزة


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


قام الاسرائيليون ولمدة سنة ونصف بمحاصرة مليون ونصف فلسطيني في غزة كعقاب لهم . واستخدموا مختلف الوسائل لتنغيص حياتهم اليومية.
كان هناك بريق أمل قبل ستة اشهر عندما تم ترتيب تهدئة بمساعدة مصر وتم اختزال الضحايا الاسرائيليين الى صفر رغم اطلاق بعض الصواريخ محلية الصنع على مدينة سديروت من فترة لأخرى.
وقد عرضت قيادة حماس خلال وقف اطلاق النار في غزة تمديد التهدئة وحتى لمدة عشر سنوات بناء على حل سياسي تنسحب فيه اسرائيل لحدود عام 1967 . تجاهلت اسرائيل هذه المساعي الديبلوماسية ولم تنفذ التعهدات الخاصة بها في ترتيبات التهدئة ومنها تخفيف الحصار الذي قلًص دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود إلى قطاع غزة.
رفضت اسرائيل ايضاً خروج الطلاب الحاصلين على بعثات خارجية والصحفيين الغزيين وممثلي المنظمات الأهلية من القطاع وجعلت دخول الصحفيين إلى غزة صعباً وأنا نفسي تم ابعادي من اسرائيل قبل اسبوعين عندما حاولت الدخول للقيام بوظيفتي في الامم المتحدة لمراقبة احترام حقوق الانسان في فلسطين (الضفة الغربية ,القدس وغزة) ومن الواضح أن اسرائيل وقبل الأزمة الحالية استخدمت سلطتها لمنع المراقبين الصادقين من اعطاء بيانات دقيقة صادقة عن الوضع الانسانس الذي تم توثيقه عن انحدار الحالة الصحية والنفسية لمواطني غزة وخاصة تغذية الاطفال وعدم قدرة المؤسسات الصحية على معالجة عدة أمراض .الضربات الاسرائيلية وجَهت ضد مجتمع يعاني من حالة سيئة بعد حصار طويل.وفي الصراع الحالي وحيث تصل المعلومات مفلترة للمجتمع الأمريكي عبر وسائل الإعلام المؤيدة لإسرائيل الا ان هناك حقائق جليَة يحسن التحدث عنها .
يوَجه اللوم لحركة حماس لأنها خرقت التهدئة بافتراض غدم رغبتها في تجديدها وتزايد اطلاق الصواريخ لكن الحقيقة أكثر ضبابية فلم يتم اطلاق اي صاروخ خلال التهدئة حتى قامت اسرائيل باغتيال من اسمتهم بالارهابيين الفلسطينيين في 4 تشرين اول ومنذ ذلك بدأ اطلاق الصواريخ.وأعلنت حماس عدة مرات رغبتها في تجديد التهدئة ولم تتجاوب اسرائيل معها.
وليس من العدل ان تتهم حماس وحدها باطلاق الصواريخ فهناك عدة مجموعات تعمل في غزة وبعضها يعمل ضد حماس مثل كتائب الأقصى المرتبطة بفتح ومن المحتمل انها كانت تطلق الصواريخ لتوريط حماس وايضاً فأثناء دعم الولايات المتحدة لسلطة فتح في غزة لم تتمكن من منع اطلاق الصواريخ رغم الجهود التي بذلتها.
هذه الخلفية تقترح بقوة ان الهجوم الاسرائيلي الوحشي الذي بدأ في 27 كانون اول ليس ببساطة لوقف الصواريخ لكن لسلسلة من الأسباب غير المعلنة .
حضَرت القيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية العالم لعمليات قوية اسابيع قبل الهجوم ضد حماس ويبدو ان توقيت الهجوم له عدة اسباب منها رغبة وزير الدفاع يهود باراك ووزيرة الخارجية ليفني استعراض قوتهما قبل الانتخابات الاسرائيلية المقررة في شباط ومن المحتمل الان تأجيلها حتى انتهاء العملية . عرض القوة الاسرائيلية هذا كان ظاهرة في الانتخابات السابقة وبالمناسبة فإن الحكومة الحالية واجهت تحديات من بنيامين نتنياهو المعارض حول عدم قدرتها على حفظ الامن وعزز هذا الدافع رغبة القيادات العسكرية لضرب غزة في محاولة منها لمحو فشلها في تدمير حزب الله في حرب لبنان عام 2006 من الذاكرة .تلك الحرب التي شوَهت صورة اسرائيل كقوة عسكرية وقادت إلى إدانة عالمية واسعة لاسرائيل بسب قصفها للقرى اللبنانية المأهولة واستخدام القوة بشكل غير متكافئ واستخدام القنابل العنقودية في مناطق مأهولة ..راح المحللون الاسرائيليون أبعد من ذلك .فقد كتب المؤرخ Benny Morris في بيويورك تايمز قبل أيام قليلة موضحاً العلاقة بين التجييش على غزة ومجموعة عميقة من الممنوعات في اسرائيل حيث قارن المزاج الأسود للشعب الاسرائيلي الذي ساد في حرب 1967.
عندما شعر الاسرائيليون بالتهديد من العرب على حدودهم ورغم الامن الذي تعيش فيه اسرائيل هناك عدة عوامل قادت اسرائيل الى العمل الفاشي في غزة: استمرار الرفض العربي لتقبل وجود دولة اسرائيل الى جانبهم كحقيقة؛ التهديدات التي اسمعها أحمد نجاد الى جانب استمرار ايران في الرغبة بامتلاك سلاح نووي، استمرار تغذية ذاكرة الهولوكست بالنظر الى نمو التعاطف مع الفلسطينيين في الغرب والحركات الراديكالية مع الحدود الاسرائيلية (حزب الله وحماس) وقد أضاف Morris ان اسرائيل في محاولتها لدحر حماس من غزة تسعى لارسال رسالة الى المنطقة أنه لا شيء يوقفها عن الاستمرار في الحفاظ على سيادتها وأمنها.
وهناك استنتاجين يمكن التوصل إليهما: أن الشعب في غزة هم ضحايا أسباب لا تتعلق بالصواريخ والحدود الآمنة لكن لتحسين الوضع الانتخابي لقياديين اسرائيليين يواجهون صعوبات ولتحذير الاخرين في المنطقة أن اسرائيل سوف تستخدم جميع قوتها عندما تتعرض لتهديد ما.
إن الكارثة الإنسانية التي حدثت في غزة بأقل تدخل خارجي ترينا ضعف القانون الدولي والأمم المتحدة. إضافة الى الأولويات الجيوسياسية لللاعبين الكبار.
إن الدعم الكامل الذي تقدمه الولايات المتحدة لكل ما تفعله اسرائيل هو العامل الحاسم مثلما كان الدعم للحرب العدوانية على لبنان في 2006. والاثر الأقل هو للدول العربية الرئيسة (مصر، الأردن، والسعودية)- التي تنظر الى حماس على أنها مدعومة من إيران- تقف جانباً عندما تهاجم غزة بشراسة. إضافة إلى ان بعض الدبلوماسيين العرب حتى يلومون حماس على اطلاق الصواريخ أو رفضها لقبول قيادة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إن الشعب في غزة ضحايا العوامل الجيوسياسية في أسوأ صورها: الحرب الشاملة على مجتمع لا يمتلك أية وسائل عسكرية دفاعية قادرة على صد هجمات طائرات F16 والأباتشي ويعني هذا أيضا ان انتهاكات القانون الدولي الإنساني كما جاء في المادة الرابعة من ميثاق جنيف توضع جانباً ويستمر القتل ودفن الجثث.اضافة الى ان الامم المتحدة عاجزة عن حماية المدنيين الذين يتعرضون لضربات عسكرية قوية .ويعني هذا اخيراً ان المظاهرات يمكن ان تستمر عبر العالم لكن القتل سيستمر وكأن شيئاً لم يحدث.
إن الصورة التي ترسم في غزة كل يوم توضح أن الحفاظ على القانون الدولي وسلطة الأمم المتحدة تبدأ هنا في الولايات المتحدة مع قيادة جديدة وعدت مواطنيها بالتغيير والتقليل من المداخلات العسكرية لصالح العمل الديبلوماسي.



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 100 عين مقابل عين واحدة
- العمليات الاستخبارية في العراق 2
- العمليات الاستخبارية في العراق
- إعادة بناء الاقتصاد الأمريكي -نموذج بوش
- دراسة الإرهاب
- الإرهاب العالمي - قائمة المطلوبين -
- قتل المدنيين : نموذج بوش للعولمة
- الفتيان من بغداد (كوماندوز عراقي يدرّبه المتعاقدون)2
- الفتيان من بغداد ( كوماندوز عراقي يدرّبه المتعاقدون) -1-
- حرب خفية جداً 1
- الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان3
- الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان2
- الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1
- تعميق الأزمة الإنسانية
- اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 2
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 1
- قسّم وسيطر - النموذج الإسرائيلي
- الأزمة في غزة صناعة إسرائيلية
- الغرب اختار فتح والفلسطينيون لا


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - فهم كارثة غزة