أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان2















المزيد.....


الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان2


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 11:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


Chris Hedges and Laila al-Arian – The Nation
الاعتقالات:
قال بعض المقابلين أنه ورغم الذرائع الهزيلة للاعتقالات فإن أي عراقي تم اعتقاله خلال الإغارات على المنازل تمت معاملته بشبهة مفرطة وبيّن عدة منهم أنهم شاهدوا اعتقال عراقيين (في سن الخدمة العسكرية ) دون أي دليل وأنه تم إساءة معاملتهم خلال التحقيق وقال ثمانية من المقابلين أن المعتقلين قيّدوا بقيود بلاستيكية وتم تغطية رؤوسهم بأكياس بينما حظرت القوات الأمريكية ذلك بعد فضيحة ابو غريب .وقد اقّر خمسة من المقابلين أن تغطية الرؤوس استمر." لم يكن ذلك مسموحاً لكنه استمر" قال السيرجنت Cannon ويتذكر أنه تم اعتقال بعض العراقيين في الموصل في كانون ثاني 2005 وتم وضعهم في صندوق شاحنة مقيدين ورؤوسهم مغطاة .وقد تم قذفهم في الشاحنة رجال مرضى مصابين بالهلع وفي بعض الاحيان بالوا على أنفسهم "هل تستطيع ان تتصور أن أحداً جاء إلى منزلك وانتزعك أمام عائلتك التي تصرخ ؟وإذا كنت بريئاً لكنك لا تستطيع إثبات ذلك ،إن ذلك مروع ،شيء مرّوع ".
وقال المتخصص Reppenhagen أن عنده فكرة مبهمة عن المحظورات القانونية أثناء الاعتقال "" وفي بعض الأحيان لم يكن معنا مترجماً وإذا راينا بوستراً لمقتدى الصدر او السيستاني أو أي شيء مشابه ولا نعرف ما هو مكتوب فيه فإننا نقبض عليه ونسجل هذا الشيء كدليل ونعتقله ويتم فحصه من آخرين ".
قال السيرجنت Bruhns والسيرجنت Bocanegra وآخرون أن إساءة معاملة العراقيين جسمياً خلال الاعتقالات كانت شائعة ويقول السيرجنت Bocanegra " الجنود هم جنود فقط" "إنك تعطيهم قوة ، قوة كبيرة لم يمتلكوها من قبل ،وقبل أن تعرف انهم يرفسون هؤلاء الفتيان المقيدين وانت تلق القبض على فتيان قد لا ينتمون للمقاومة ترى شخصاً يقول هذا الفتى يزرع العبوات الجانبية وانت لا تعرف إن كان هو أو لا .إنك تأخذه في الشاحنة وترسله إلى السجن.
تم اعتقال عشرات الآلاف من العراقيين وسجنهم منذ بداية الاحتلال - قدرتها المصادر الرسمية للقوات الأمريكية بأكثر من ستين ألف – تاركين عائلاتهم تبحر في نظام معقد ومشوش للسجون في محاولة للوصول إليهم ، الجنود الذين قابلناهم قالوا ان معظم المعتقلين الذين صادفوهم إما أبرياء أو مذنبين بمخالفات بسيطة .
السيرجنت Bocanegra قال إنه خلال الشهور الأولى للحرب أُعطي تعليمات باعتقال عراقيين على أساس لباسهم المزركش فقط " لقد كانوا يلبسون لباساً عربياً عسكرياً وبهذا النمط من اللباس يتم اعتبارهم أعداء مستعدين للقتال ويمكنك تقييدهم واعتقالهم. وعندما تكون هذه الأشياء عامة فإنك ستجد من كل مئة عشرة أبرياء على الأقل ."انا أتذكر أنه في بعض الإغارات كان يتم اعتقال كل من هو في سن الجندية وأقول على سبيل المثال اذا ذهبت إلى بيت تبحث عن شخص عمره 25 سنة فإن أي شخص من سن 15-30 كان مشيوهاً .( يعالج Bocanegra منذ عودته من اضطرابات وتوتر نفسي ويقول أن " مهمته "تشجيع الآخرين لعمل ذلك)
المتخصص Richard Murphy (28عام) من بنسلفانيا والذي خدم جزءاً من خدمته العسكرية في سجن ابو غريب قال أنه كان حزيناً لعدم وجود حقوق قانونية للمعتقلين غالباً .ذهب Murphy في ايار 2003 إلى العراق لتدريب الشرطة العراقية في مدينة الحلة الجنوبية لكنه نقل إلى ابو غريب في اكتوبر 2003 عندما استبدلت وحدته بشكل دوري وبعد قليل من وصوله هناك أدرك أن عدد السجناء ينمو بطريقة أسيّة بينما يبقى عدد المستخدمين ثابتاً وفي نهاية خدمته (6 اشهر) كان مسئولا عن 320 سجيناً وكان مقتنعاً أن معظمهم سجن بصورة ظالمة." كنت أعرف أن نسبة عالية من هؤلاء السجناء ابرياء ""عندما تعيش مع هؤلاء الناس أشهراً تتعرف على شخصياتهم فقط عندما تسمع رواياتهم ""كان أحد السجناء ضعيف العقل وعنده عمى (ألبينو) وربما لا يستطيع رؤية أقدام أمامه ماذا يفعل هذا في ابو غريب فكرت في نفسي ماذا يستطيع هذا الشخص أن يفعل"
كان Murphy يعدّ السجناء مرتين يومياً وكان النزيل غالباً ما يسأله عن موعد الإفراج عنه ويناشده أن يدافع عنه وقد حاول Murphy من خلال مكتب الجنرال القانوني التابع للقوات الأمريكية لكن الموظف هناك قال ان الأمر ليس بيده وأنه سيكتب توصياته ويرفعها للمسؤولين "كانت عملية حلزونية بطيئة "
لم يعمل النظام كما يجب وقد حدث شغب في السجن السيئ السمعة في نوفمبر 2004 ثار السجناء من اجل تحسين ظروف حياتهم وكان المتخصص Aidan Delgado ( 25 عام) من فلوريدا هناك وقد خدم في قاعدة تليل الجوية ثم في الناصرية وابو غريب لمدة سنة بدأت في نيسان 2003 .وعكس جنود وحدته لم يرد على الشغب وكان لا يحمل سلاحاً ملقماً قبل ذلك بأربعة شهور .قتل تسعة سجناء وجرح ثلاثة عندما أطلق الجنود عليهم النار وعاد زملاؤه بصور عن هذه الأحداث والصور مزعجة مثل الحادث الذي وصفه Mejia ( تمثيل تناول دماغ قتيل) وقد قلت أن البعض من جنودنا ينتهكون قدسية الجثث وهذا عمل خطير وسيئ . لقد أصبحت مقتنعاً أننا نستخدم قوة مفرطة وان هذا عمل وحشي .
المتخصص Patrick Resta ( 29 عام) من فيلادلفيا وخدم في جلولة حيث هناك سجن صغير في هذه القاعدة لمدة تسعة أشهر من آذار 2004 وقد ذكر لنا أن المسئول عنه أخبر فصيل الجنود " أن قوانين جنيف لا تنطبق على جميع الأراضي العراقية وأن هذا مكتوباً إن أرادوا رؤيته"
جاءت التجربة بالغة الأهمية للمتخصص Delgado في شتاء 2003 فقد عيّن مسئولاً عن كتيبة داخل سجن ابو غريب حيث عمل مع الميجر David DiNenna واللفتنانت كولونيل Jerry Phillabaum ( كلاهما كانا متورطين في تقرير Taguba التحقيق الرسمي للجيش في فضيحة ابو غريب). كان Delgado يطالع تقارير عن السجناء ويحدّث المعلومات حول انتقال السجناء وقد اطلع على جميع ملفات السجناء في ابو غريب ولماذا تم سجنهم " وقد توقعتهم إرهابيين ، قتلة ( من المقاومة) لقد قرأت الجداول فوجدت لصاً تافها وسكيراً ومزور وثائق هؤلاء الناس هنا لجرائم مدنية .
هؤلاء ليسوا ارهابيين هؤلاء ليسوا أعداءنا إنهم ناس عاديون ونحن نعاقبهم بقسوة وقد طبّق Delgadoرفضاً للخدمة لأسباب ضميرية ووافق الجيش على ذلك في نيسان 2004.
العدو:
تفتقد القوات الأمريكية في العراق التدريب والدعم للتواصل مع أو حتى فهم المدنيين العراقيين ،وتبعاً لتسعة عشر من الجنود الذين قابلناهم فإن القليل من الجنود يتحدثون أو يقرئون اللغة العربية ، قدّم لهم القليل ( أو لم يقدم اطلاقاً ) أي تعليم حول تاريخ وثقافة العراق الذي يتحكمون به الآن. المترجمين قلائل أو غير مؤهلين .صورة الاسلام والعرب توصل لها الجنود والمارينز من خطورة الشوارع في المدن العراقية وقادت إلى التصلب وعنصرية غير مهذبة .
المتخصص Josh Middleton( 23 عام) من نيويورك والذي خدم في بغداد والموصل من ديسمبر 2004-آذار 2005 أشار إلى : " جندي في العشرين من عمره ينتقل من الإذلال أثناء التدريب حيث يتم الصراخ عليه يومياً اذا كان سلاحه غير نظيف إلى شوارع العراق التي تشبه الحياة والموت وينظر رجال عراقيون في الأربعينات لنا بخوف ونحن قادرون (وانت تعرف ماذا أعني ) نحن نمتلك القوة التي لا تمتلكها هذا انعتاق من الحياة حيث تعود الحياة إلى المستويات البدائية ".وأضاف " يؤمن الكثير من الجنود في العراق بأن الإنسان الذي لا يتكلم الانجليزية وعنده بشرة داكنة ليس بشراً مثلنا ولذلك تستطيع أن تفعل معه ما تريد ".
نادراً ما يتعلم الجنود أثناء استعداداتهم للذهاب إلى العراق أكثر من كيفية الحديث بكلمات قليلة بالعربية اعتماداً على كتيب صغير طبعته وزارة الدفاع في أيلول 2002 والكتيب كما وصفه ثمانية من الجنود الذين تسلموه فيه صور لمركبات عسكرية عراقية ورسوماً تخطيطية عن بناء الجيش العراقي وإشارات مرور عراقية وحوالي 4 صفحات لجمل أساسية باللغة العربية مثل هل تتكلم الانجليزية ؟ أنا أمريكي ،انا تائه.
كشف عدد من الجنود والمارينز الذين تمت مقابلتهم سخرية الجنود من الحضارة ، الهوية ، والعادات العراقية واستخدامهم لعبارات عنصرية ( حاجي طعام ) ،( حاجي ميوزيك ) ،(حاجي بيت) وتشير كلمة حاج الى الشخص الذي يزور مكة في طقوس دينية غير انها تستخدم اليوم على طريقة ( gook ) في فيتنام و ( raghead) في أفغانستان.
" أنت تستطيع بأمانة أن ترى تجريد الشخصية العراقية والعربية بشكل عام من انسانيتها " قال Englehart وكان من الشائع أن يسمع العراقي عبارات الإزدراء من الجنود مثل راكبي الجمال ، الجهادي أو زنوج الصحراء.
وتبعاً للسيرجنت Millard وعدة من الجنود الذين تمت مقابلتهم أصبح هناك ضغينة عرقية اتجاه العراقيين وهذه اللهجة العنصرية كما اشار إليها المتخصص Harmon تلعب دوراً في العنف الموجه ضد المدنيين العراقيين "بإعطائهم ألقاب " قال" يعتبرونهم أشياء فقط وليسوا بشر على الإطلاق".
أكدّ عدة من الجنود أن القوات الأمريكية استخدمت قرى عراقية مقلدة للتدريب يسكنها ممثلون يلعبون أدوار المدنيين والمقاومين لكنهم قالوا ان الخطر الثابت في العراق والخوف الذي نشا تجاوز مثل هذا التدريب .
"كانوا هم السائدون "قال Harmon عن جنود وحدته في الرشيدية قرب بغداد والذين شاركوا في الإغارات وحماية القوافل " كانوا خسيسين اللعنة عليهم" ونظرتهم للعراقيين أنهم يتكلمون كثيراً ولا يفهمون ما تقول ولا يفهمون إلا اذا كانت البندقية في وجوههم .
والجنود القلائل الذين حاولوا الوصول للعراقيين اصطدموا بعداء رهيب من زملاءهم في وحداتهم.المتخصص Resta روى هذه الحادثة : " كنت في نوبة ليلية في مركز الإسعاف وقد تم إخبارنا من اللحظة الأولى التي وصلنا فيها هناك وكان ذلك مكتوباً على الجدار في المركز أننا يجب أن لا نعالج العراقيين المدنيين الا اذا كانوا على وشك الموت ،وقد أرسل الحراس في البرج رسالة لاسلكية أنهم أخرجوا عراقياً طلب مساعدة طبية ،وأضاف "كان الوقت متأخراً وذهبت إلى البوابة ولم أر الرجل في البداية وقد أشاروا لي عليه أنه يقف هناك حسناً أعني أنه جالس مستنداً على حاجز اسمنتي "الرجل هناك اذا أردت الخروج إليه وفحصه " وقد انتظرت المترجم وقد وصل المترجم وذهبنا معاً ، كان الرجل يفتقد اثنين من أسنانه وعنده تمزق كبير في رأسه وجروح في ركبته "وقد توسل العراقي بانجليزية ضعيفة أن أساعده وأخبرني أن هناك رجالاً بالقرب من القاعدة ينتظرونه لقتله".فتحت الحقيبة وأخرجت الضمادات والجنود في البرج يصرخون علي " أخرج هذا الحاج ........من هنا " وقد نظرت إليهم وتجاهلتهم ثم قالوا "لا يبدو عليه أنه يموت أخبره أن يذهب الى الشرطة العراقية ال ........".كنت أحاول فهم قصة هذا الرجل ،وقد حضر طبيبنا في سيارة إسعاف ومن بعد 30-40 متر نظر من النافذة وقال "يبدو أن وضع الرجل جيد سوف يشفى عد بي إلى العيادة" وقد بقيت قرب الرجل والجنود في البرج والطبيب يصرخون علي وقلت لهم دعونا نبقي هذا العراقي عندنا لهذه الليلة فقط حتى الصباح لأنهم أرادوني أن أتركه يعود إلى المدينة حيث ينتظره بعض الناس لقتله .وقد استسلم Resta ولم يستمر في مساعدة الرجل أما المترجم فقد غضب وقال لقد حكمتم على الرجل بالموت ."دخلت إلى القاعدة وساعد المترجم الرجل على الوقوف والحراس في البرج يقولون له اذا عدت هذه الليلة فإنك ستحصل على طلقة ......" حدّق المترجم بهم ونظر إلي ثم إليهم وقد هزّوا رؤوسهم أنهم يعنون ذلك فقام المترجم بالترجمة للرجل .جفل الرجل واستدار فقال له المترجم القصة مرة أخرى فبدا الرجل يبتعد باكياً مثل طفل صغير وهذا كل شيء .
مرافقة القوافل:
دزينتين من الجنود الذين قابلناهم قالوا إن هذه القسوة في معاملة المدنيين تظهر بوضوح في عمليات مرافقة القوافل ( العمليات التي شاركوا فيها )، وهذه القوافل هي الشرايين التي تدعم الاحتلال ، نقل الماء،الرسائل،أدوات الصيانة ،الطعام والوقود عبر العراق .الشاحنات التي تتبع لشركات خاصة تتطلب حماية يومية من القوات الأمريكية وتبعاً للجنود الذين قابلناهم تتكون القافلة من 20-30 شاحنة تمتد مسافة نصف ميل على الطريق ترفقها سيارة عسكرية في الأمام وأخرى في الخلف وعلى الأقل سيارة في المنتصف ويرافق جنود المارينز أو البحارة السائقين في سياراتهم أحياناً .وهذه القوافل التي تتواجد في أنحاء العراق تشكل مصدر دمار مفرط للعراقيين .
وتبعاً لغربلة الوصف الذي قدمه 38 ممن تمت مقابلتهم شاركوا في حماية القوافل من الكويت – الناصرية والناصرية – بغداد وبلد-كركوك فإن هذه القوافل تترك البنايات المحصنة وتدخل طرقاً رئيسة تتقاطع غالباً مع مناطق ذات كثافة سكانية وتسير بسرعة أكبر من 60 ميل لكل ساعة وتحكمها القاعدة : أن تخفيف السرعة يزيد من احتمالات الهجوم عليهم وتتجاهل هذه القوافل إشارات المرور وتنحرف دون إعطاء إشارات وتغلق الطريق بعنف أمام السيارات المدنية وتخرجها عن الطريق والعديد من العراقيين وخاصة الأطفال قتلوا بسبب ذلك.
قال الجنود أنهم في بعض الأحيان أطلقوا النار على سائقي السيارات المدنية التي تدخل في تشكيلة القافلة أو تحاول تجاوزها كتحذير للسائقين الآخرين للابتعاد عن القافلة .
"الهدف المتحرك يصعب إصابته أكثر من الهدف الثابت " قال السيرجنت Ben Flanders( 28 عام) من نيو هامبشير الذي خدم في بلد مدة 11 شهراً بدأت في آذار 2004 ." السرعة هي صديقك ، السرعة والفسحة بين المركبات هي التي تقرر أنك ستقتل أو تجرح من العبوات الجانبية "ويقوم جنود الحراسة بعد حدوث انفجار أو كمين بإطلاق النار بكثافة غالبا لقمع هجوم آخر تبعاً لثلاثة من المقابلين ويتم إطلاق النار من أسلحة قوية سريعة مثل SAW التي تطلق بمعدل ألف دورة في الدقيقة وتترك عدة قتلى أو جرحى من المدنيين .
واستطيع ان أعطيكم مثالاً واحداً "كنا نسير في قافلة وفجأة انفجرت عبوة جانبية " قال Ben Schrader ( 27 عام) من كولورادو وخدم في بعقوبة من شباط 2004- شباط 2005 وانت تعرف عندنا جنود صغار فزعوا ويحملون مثل هذه الأسلحة وبدئوا في اطلاق النار وهناك مدنيين في كل مكان وقد رأيت ذلك في كل مكان أعني في معظم الحوادث قتل مدنيون بسبب اطلاق النار رداً على انفجار عبوة جانبية أثناء مرورنا .
عدة جنود قالوا ان المقاومة العراقية تفضل العبوات الجانبية وهي تثير المخاوف بين الجنود بشكل كبير وقد قتل 39.2% من 3500 جندي بسببها منذ احتلال العراق وفي ايار الماضي قتلت العبوات الجانبية 90 جندياً وهو أكبر عدد قتل منها منذ بداية الحرب .
" في اللحظة التي تغادر القاعدة تكون قلقاً " قال السيرجنت Flatt. " وأنت تنتظر العبوات الجانبية وأنت لا تستطيع رؤيتهم والحظ فقط يقرر من يقتل ومن لا يقتل واذا كنت في معركة في بداية ذلك اليوم أو الأسبوع تكون مضغوطاً بشكل كبير وغير لآمن لدرجة أنك غالباً تطلق النار ".
قال 24 من قابلناهم أنهم شاهدوا أو سمعوا روايات من زملاء في وحداتهم عن إطلاق النار على مدنيين أو دوسهم من القوافل وهي حوادث كثيرة ولذلك فإن عدة منها لا توثق .
تذكر Flatt. حادثاً في كانون الثاني 2005 عندما كانت قافلة تسير على طريق سريع في الموصل واقتربت سيارة مدنية من القافلة وأطلقت نيران على السيارة طلقات تحذيرية لا أدري لكن إحدى الطلقات اخترقت نافذة السيارة واصابت سيدة في وجهها وكما علمت ماتت انا لم اسحبها من السيارة او أي شيء كان ابنها يقود السيارة وكان لها ثلاث بنات صغار في المقعد الخلفي وقد اتوا الينا ( كنا في موقع دفاعي قرب المستشفى الرئيس في الموصل) ، كانت ميتة والبنات تبكي .
القوافل لا تبطىء سيرها أو تحاول الوقوف اذا كان في طريقها مدنيون بشكل غير مقصود تبعاً للجنود الذين قابلتاهم وهذه حادثة: كانت السيرجنت ). Kelly Dougherty29) من كولورادو عملت في قاعدة تليل في الناصرية مدة سنة وتتذكر حادثة حققت فيها في كانون ثاني 2004 على طريق سريع جنوب الناصرية وتشبه حوادث كثيرة وصفها الجنود "إنها صحراء قاحلة والناس هناك بدو أو يعيشون في قرى صغيرة وعندهم جمال وأغنام وكان هناك ولد صغير استطيع القول عمره 10 سنوات لاننا لم نر الحادث انا ذهبت مع فريق التحقيق ،ولد عراقي صغير يقطع الطريق السريعة ( مع ثلاثة حمير) صدمته قافلة عسكرية متجهة للشمال وقد قتل وقتلت حميره وما ازعجني ان القافلة حتى لم تتوقف .
وكان هناك تفاوت كبير بين قوافل الحماية يعتمد على جنسية السائق كما قال Flanders الذي رافق ما يقارب مئة قافلة في بلد بغداد الفلوجة وبعقوبة ، فعندما يكون السائقون غير أمريكيين تكون الشاحنات غالباً قديمة ، بطيئة ومعرضة لحدوث خلل ميكانيكي .ويعمل عدد من السائقين الأجانب على هذه الشاحنات من نيبال ومصر والباكستان وهم لا يحصلون على نفس مستوى الحماية رغم أن الخطر عليهم أكبر بسبب نوعية سياراتهم ويكون السائقين الأمريكيين في منتصف القافلة والسيارات أكثر حداثة ويلبسون البدلات الواقية . ويقول Flanders ان الجنود لا يحبون مرافقة القوافل التي يقودها أجانب لأن سياراتهم تتوقف بسبب الخلل فيها ويضطرون الانتظار لحمايتها حتى يتم تصليحها .وأضاف " أن من الجنون تسيير مدنيين في طرق العراق " " الوضع الأمني سيء في العراق وعندنا شركات تعمل هناك وأفراد غير مسلحين" .تذكر الأحكام الرهيبة التي صنعناها حول مستقبل العراق بعد الصراع هذا تجسيد للأحكام الخاطئة .مثل نعم سيكون جيداً همفي في الامام وهمفي في المنتصف وهمفي في الخلف وتستمر هكذا .كان ذلك فظيعاً بالنسبة لي أنا تدربت جيداً في الجيش واستطيع إطلاق النار بمهارة واستطيع النداء باللاسلكي اطلب مساندة جوية عندي بدلات واقية وأشياء كثيرة ، الرجال موعودون بعدم دفع الضرائب .أي نوع من الناس تقبل العمل هناك تباً لحظهم هناك جدّات يعملن في العراق وقد رافقت جدّة تعمل هناك وكانت قد مرت بكمين وقتل مرافقها وكانت هادئة رابطة الجأش ، عظيم ،جيد بالنسبة لها ماذا تفعل هذه الجدة هناك.
في 30 تموز كان السيرجنت Flanders في السيارة الأخيرة المرافقة لقافلة في ليلة حالكة السواد مسافراً نحو التاجي شمال بغداد عندما أُطلقت على القافلة أسلحة خفيفة وآر بي جي وكان على وشك تحذير السيارة في الأمام باللاسلكي حول الكمين عندما قام الجنود في سيارته باطلاق النار من MK-19 ( عيار 40 ملم ) وبسرعة 350 دورة لكل دقيقةوقد حدث انسداد في القاذفة ولذلك لم يطلق مثلما أراد لكنني سألته كم قذيفة أطلقت لأنهم سيسألوا عن ذلك فقال 23 قذيفة وأتذكر أنني نظرت من نافذة السيارة ورأيت كوخاً ( منزل عراقي مضاء) وكنا نسير بسرعة ونسبة الادرينالين عالية في هذه اللحظة ولذلك لا تعرف ماذا يحدث وأنا لا اعرف أين انفجرت القذائف لكن بالتأكيد حول المنزل وربما ضربت إحداها المنزل من يعلم ؟ من يعلم؟ وقد كنا في السيارة الأخيرة ولا نستطيع التوقف .



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1
- تعميق الأزمة الإنسانية
- اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 2
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 1
- قسّم وسيطر - النموذج الإسرائيلي
- الأزمة في غزة صناعة إسرائيلية
- الغرب اختار فتح والفلسطينيون لا
- الهولوكست المنسيّة 3
- الهولوكست المنسيّة 2
- الهولوكست المنسيّة 1
- نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
- الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
- إيران : وما وراء ذلك
- التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
- شيطنة المسلمين والحرب على النفط
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
- الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
- في مثل هذا اليوم


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان2