أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الهولوكست المنسيّة 1















المزيد.....

الهولوكست المنسيّة 1


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 11:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


استراتيجية القصف الأمريكية ، تدمير المدن اليابانية ، والأسلوب الأمريكي في الحرب من حرب الباسيفيك إلى العراق .
Mark Selden -Japan Focus
كانت الحرب العالمية الثانية علامة في تطوّر وانتشار تكنولوجيا التدمير الشامل المرتبطة بالقوة الجوّية : قاذفة (B-52) الشهيرة ، النابالم والقنابل النووية ويقدّر عدد القتلى نتيجة ذلك من 50 – 70 مليون انسان .وفي انقلاب حاد لنموذج الحرب العالمية الأولى ومعظم الحروب السابقة فإن معظم القتلى من المدنيين .
كان للحرب الجوّية التي وصلت قمتها في زيادة المساحة المعرضة للقصف ويشمل ذلك القصف النووي الذي طال المدن الأوروبية واليابانية في السنة الأخيرة من الحرب أثر مدّمر على المدنيين .
ما هو المنطق في ذلك ؟ وما هي النتائج التي ترتبت عليه في النماذج العالمية اللاحقة من الصراعات ،القانون الدولي ، تكنولوجيا التدمير الشامل وتطبيقاتها المرتبطة بارتفاع مكانة القوة الجوية وتكنولوجيا القصف في الحرب العالمية الثانية وما بعدها وفوق كل ذلك كيف شكّلت هذه الخبرات الأسلوب الأمريكي في الحرب عبر ستة عقود كانت الولايات المتحدة فيها الطرف الرئيس في حروب هامة .
وتكتسب هذه المواضيع أهميتها في هذا الزمن الذي تتركز فيه الأحاديث المركزية الدولية على الإرهاب والحرب عليه ، زمن تهمل فيه إصابة المدنيين إذا تمّت بواسطة القوى العظمى.
القصف الاستراتيجي والقانون الدولي
اُلقيت القنابل من الجو مبكراً عام 1849 على مدينة فينيس ( من البالونات ) وفي عام 1911 على ليبيا ( من الطائرات ) ، وحاولت القوى الأوروبية الرئيسة ماسسة استخدام القوى الجوية في الحرب العالمية الاولى وإذا كان أثر ذلك هامشي على نتائجها إلا انه لفت الانتباه إلى قوة استخدامها في الحروب المستقبلية .
بدأت عام 1899 سلسلة من المؤتمرات الدولية لوضع مبادئ لتحديد الحرب الجوية وتأمين سلامة المدنيين من القصف الجوي والهجومات الأخرى وقد وضع مؤتمر Hagne عام 1923 اثنين وستين بنداً لقواعد الحروب الجوية جرّمت القصف الجوي بغرض إرهاب المدنيين والقصف الذي يؤدي إلى تدمير أو تخريب المنشآت الخاصة التي ليس لها صفة عسكرية أو يؤدي إلى إصابة المدنيين بجراح وحرّمت القصف الجوي العشوائي وحددت أن يكون القصف الجوي للأهداف العسكرية فقط . وتمّ تأمين الإجماع لتلك القواعد وثبت أنه تم التملص من تلك البنود منذ ذلك الوقت .
سار التقدم الكبير في مجال تكنولوجيا القذائف جنباً إلى جنب مع الجهود الدولية لوضع محددات للقتل والبربرية المرتبطة بالحروب وبشكل أساسي قتل المدنيين في قصف متعمد أو قصف عشوائي خلال القرن العشرين الطويل وخاصة في منتصفه بعد الحرب العالمية الثانية .
وتأخذ هذه المقالة بعين الاعتبار التفاعل بين تطوير القنابل القوية والأنظمة المرتبطة بالقصف ومحاولات بناء معايير دولية للجم استخدام القصف ضد المدنيين وخاصة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية .إن التورط الأخلاقي والاستراتيجي في قصف هيروشيما وناجازاكي نووياً أثار اختلافات واسعة بين المفكرين مثلما كانت جرائم الحرب الالمانية واليابانية ، وفي المقابل فإن تدمير الولايات المتحدة لأكثر من 60 مدينة يابانية قبل هيروشيما تم تجاهله في الكتابات الانجليزية واليابانية وفي الرأي العام الشعبي في اليابان والولايات المتحدة .لقد تم التعتيم عليه بالقصف النووي وبالقصص البطولية عن السلوك الأمريكي في ( الحرب الجيدة) وهذه النتيجة لها علاقة ببروز الولايات المتحدة كقوّة عظمى.
لقد كان القصف الجوي اسلوباً جمع بين السيطرة التكنولوجية وتقليل الضحايا الأمريكيين والتي أصبحت من ميزات الحروب الأمريكية اللاحقة من كوريا واندونيسيا إلى حروب العراق وقد ميزت مسار الحروب منذ الأربعينيات والنتيجة هلاك القسم الأعظم من المدنيين ونسبة قتل غير عادية ميزت المؤسسة العسكرية الأمريكية .كان القرن العشرين مشهوراً بالتناقض بين المحاولات الدولية لوضع محددات للحروب المدمرة وتحميل الشعوب وقياداتها العسكرية مسؤولية انتهاك القوانين الدولية للحروب والانتهاك المستمر لهذه المحددات من القوى العظمى .( Nuremberg،Tokyo، واتفاقات جنيف خاصة عام 1949 الخاصة بحماية المدنيين ).
ومثال على ذلك فبينما محكمة Nuremberg، Tokyoتمت في مدن تم محوها بالكامل بالقصف فقد تجاهلت القصف الذي قامت به القوى المنتصرة وخاصة الولايات المتحدة وأعفتها من المسؤولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية .وقد تحدث Telford Taylor رئيس محكمة جرائم الحرب في نورمبرغ حول قصف المدن بعد 25 سنة " بما أن الطرفين قاما بالتدمير المرعب للمناطق السكنية ( التحالف بنجاح اكبر ) لم يكن هناك اساس لتجريم الألمان أو اليابانيين وفي الحقيقة لم توجه اتهامات حول القصف الجوي الذي تم بشكل قاس وواسع من قوى التحالف كما من دول المحور ولم يكن ذلك جزءاً من المحاكمات في نورمبرغ أو طوكيو ".
كانت الولايات المتحدة منذ عام 1932 وحتى السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية تنتقد في العلن قصف المدن وخاصة القصف الذي تقوم به ألمانيا أو اليابان وقد ناشد الرئيس روزفلت الشعوب في أول يوم في الحرب عام 1939 " يجب عدم قصف المدن تحت أي ظرف " .
وافقت المانيا وفرنسا وبريطانيا على تحديد القصف الجوي للأهداف العسكرية ولكن في آذار 1940 قصف الألمان مدينة روتردام مهددين حياة 40 ألف من المدنيين وأجبروا هولندا على الاستسلام وكان قصف المدن محدوداً من دول المحور بعد ذلك .وفي آب 1940 وبعد قصف الألمان مدينة لندن أمر تشرشل بمهاجمة برلين ثم توالى قصف المدن والمدنيين .
قصف اوروبا الاستراتيجي :
بعد دخول الولايات المتحدة الحرب عقب قصف بيرل هاربر استمرت في ادعاءها الأخلاق العالية بتجنب قصف المدنيين وكان هذا الموقف العقلاني متناغماً مع وجهة نظر القوات الجوية فاستراتيجيات القصف الفعالة هي التي تدمر بدقة قوات العدو ومنشآته العسكرية ، المصانع ، الطرق وليس التي تصمم لقتل المدنيين أو إرهابهم .وعلى الرغم من ذلك شاركت الولايات المتحدة في قصف كازابلانكا العشوائي عام 1943 عندما اقتسمت الدور مع بريطانيا حيث تقصف القوات الجوية البريطانية عشوائياً وتقصف القوات الجوية الأمريكية المنشآت العسكرية والمصانع .وفي السنوات الأخيرة للحرب لاحظ Max Hastings ان تشرشل وقائده Arthur Harris قد ركزا على استخدام ( جميع القوة المتاحة )من اجل التقدم والتدمير المنظم للمدن ( تدمير المدينة بيتاً بيتاً ومصنعاً مصنعاً ليصبح العدو شعباً يسكن الكهوف وينبش بين الأطلال ) .كانت الإستراتيجية البريطانية " تدمير المدن بالقصف الجوي الليلي سوف يكسر معنويات المدنيين الألمان ويشل الصناعات الحربية لهم ".
تابع هاريس هذه الإستراتيجية منذ 1943 حيث تم قصف Lubeck و Cologne و Hamburg والمدن الأخرى وكان هذا القصف الضاري أو بالأصح الإرهابي مجازفة أمريكية – بريطانية خلال السنوات 1942- 44 وأصبح قصف المدن أمراً عادياً وأعادت الولايات المتحدة التأكيد على أنها تقوم بالقصف بالغ الدقة غير أن هذا القصف لم يجبر ألمانيا أو اليابان على الاستسلام بل لم يستطع إحداث تدمير مميز لقدراتهم العسكرية .
وحيث كانت المدفعية الألمانية والطائرات المعترضة تكبّد القوة الجوية الأمريكية خسائر فادحة تم الضغط لتغيير الإستراتيجية في وقت تطورت فيه الصناعات الجوية الأمريكية كماّ وكيفاّ ، صناعة النابالم وتطوير الرادار ومن سخريات القدر أن الرادار الذي فتح الطريق للقصف التكتيكي جعل القصف ملائماً اثناء الليل وفي نهاية الحرب تمت هجمات قوية على المدن والمدنيين .
في 13- 14 شباط عام 1945 قامت القاذفات البريطانية والطائرات الأمريكية بتدمير مدينة Dresden المركز الحضاري والتي لا يوجد فيها أي منشأة عسكرية أو قواعد للجيش وبتقديرات متحفظة تم حرق وقتل 35 ألف انسان في ليلة واحدة وقد وصف احد الكتاب ذلك " لقد حرقوا جميع المدينة ، كنا نذهب كل يوم إلى الملاجئ والطوابق الرضية نخرج الجثث منها حفاظاً على السلامة العامة وعندما ندخل ملجأً نموذجياً كان يشبه سيارة مملوءة بالركاب الذين أصيبوا بذبحة صدرية في وقت واحد أناس يجلسون على المقاعد هناك وجميعهم ميتون ، عاصفة نارية لا تحدث في الطبيعة إنها تشبه إعصار التورنادو حيث لا يوجد شي ملعون تتنفسه ".
ومثلها مثل معسكرات الإبادة النازية وقتل السجناء الأمريكيين والسوفييت لاحظ Ronald Schaffer أن Dresden معلماً من معالم الأحداث اللا أخلاقية في الحرب العالمية الثانية وكان الاسوا قادماً في اليابان .
أثارت Dresden آخر النقاشات والاحتجاجات المميزة على قصف الأطفال والمدنيين خلال الحرب العالمية الثانية وأصبحت المدينة رمزاً للقصف الإرهابي البريطاني الأمريكي.
وفي القصف اللاحق لمدن هامبورغ وميونيخ واجهت الحكومة البريطانية مساءلات حادة في البرلمان وفي الولايات المتحدة كانت النقاشات تدور ليس حول التدمير الذي تسببه الهجمات ولكن حول تقرير صحفي نشرته وكالة أنباء ورد فيه حرفياً أن قادة التحالف اتخذوا قراراً بالقصف العنيف المتعمد لمراكز تجمع الشعب الألماني كعقاب مناسب للقضاء على هتلر .
وقد سارع الرسميون الأمريكيون بالرد على هذا التقرير بالإشارة إلى عدم قصف كاتدرائية مدينة كولون عند قصف المدينة دلالة على إنسانيتهم وللتأكيد على قصف المنشآت العسكرية فقط وقال وزير الدفاع الأمريكي هنري ستمسون " إن سياساتنا أن لا نقصف المدنيين وادّعى أن Dresden مركزاً رئيساً للمواصلات ولها أهمية عسكرية مميزة .وفي الحقيقة كانت النقاشات في الولايات المتحدة على الصعيد الشعبي في أدنى مستوياتها وكانت النقاشات ملتهبة في بريطانيا لكن عندما فاحت رائحة الإنتصار استطاعت الحكومة تهدئة العاصفة بسهولة ،واستمر القصف الاستراتيجي واجتاز الامتحان الصعب حول الرد الشعبي في بريطانيا والولايات المتحدة .









#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
- الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
- إيران : وما وراء ذلك
- التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
- شيطنة المسلمين والحرب على النفط
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
- الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
- في مثل هذا اليوم
- مقاومة الحرب على العلم
- لماذا يكرهوننا ؟
- يوم عادي في بغداد
- لغز أجهزة قياس النفط المفقودة ( تساؤلات حول عائدات النفط الع ...
- جوقة الحرب أين هم الآن؟
- آمر سجن الفلوجة
- العراق بعد اربع سنوات :الكارثة مستمرة
- راشيل كوري شهيدة رفح
- الانتحار :الطريقة الوحيدة للخروج من العراق
- النفط لمن؟
- لعبة المونوبولي بالأموال العراقية


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الهولوكست المنسيّة 1