أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - يوم عادي في بغداد














المزيد.....

يوم عادي في بغداد


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1873 - 2007 / 4 / 2 - 09:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


Rod Nordland and Babak Dehghanpisheh - NEWSWEEK
يًقتل عشرين عراقياً مقابل جندي واحد من المارينز يومياً ولم يكن يوم 4 شباط استثناء ففي ذلك اليوم قتلت العبوات الجانبية 4 من الشرطة العراقية في حادثة واثنين في حادثة أخرى وتمّ اغتيال كولونيل في الجيش العراقي في المناطق الجنوبية وعبر اليوم قُتل 81 عراقياً، ( وهي النسبة الطبيعية لليوم في هذا الشتاء ).وكان معظم القتلى من المدنيين فهم الهدف الأكثر سهولة ، 42 من هذه الحالات كانت حالات الاغتيال المعروفة وتظهر فيها علامات التعذيب على الجثث وهذا ما يميز عمليات القتل التي تقوم بها الجماعات الشيعية ، ومعظم الضحايا الآخرين تبدو العمليات من عمل تنظيم القاعدة والجماعات السنية المتطرفة وقد تحدثت النيوزويك مع أربعة من عائلات الضحايا اثنين من الشيعة واثنين من السنة ومن بينهم صحفية سابقة وتاجر قطع سيارات وبائع متجول وميكانيكي . وفي جميع هذه الحالات لم تفقد العائلات أحبابها وإنما فقدت معيلها ايضاً ولم يتم الكشف عن هوية القتلة .
عاش مصطفى قصة حب طويلة وكان يحلم بالزواج من خطيبته ليلى وبإنجاب عدد كبير من الأطفال قدر استطاعتهم ، هذا أول ما تحدثت به العائلة عنه . لكن إدارته لورشة ميكانيك صغيرة أجبرته على الانتظار طويلاً لجمع المال اللازم للزواج وبناء منزل جديد وفي 4 شباط ذهب إلى المحكمة لتجهيز الأوراق اللازمة وعندما كان يدخل البوابة اتجهت سيارة نحو المبنى وقبل أن تتوقف بشكل كامل انفجرت ، قُتل أربعة من المتواجدين هناك من ضمنهم مصطفى ، احترق معظم جسمه وأصابت شظية رأسه ، لم يتصدر الحادث نشرات الأخبار فهو شيء عادي في بغداد.
جواد جاسم ( 44 سنة) كان يبيع من عربة متجولة خارج المحكمة عندما حدث الانفجار وهو ابن مزارع شيعي فقير كان حلمه أن يصبح مهندساً وعندما أصبح في الثامنة عشرة من عمره أخذه أصدقاء إلى القوى الجوية حيث كان يكسب مالاً جيداً من العمل في الطائرات ثم تحوّل إلى جندي مشاة في الحرب العراقية الإيرانية وأصيب بجروح 4 مرات ولم يسمح له بالعودة للحياة المدنية . عنده زوجة وخمسة أطفال.
كان يخبر الجميع أن اسعد يوم في حياته عندما يترك الجيش وانه سيقيم احتفالاً كبيراً يدعو فيه جميع سكان المدينة قال شقيقه كريم . لم تجر الأمور كما أراد فآخر يوم له في الجيش كان 8 نيسان 2003 عندما دخلت القوات الأمريكية بغداد وكان جواد من آلاف الجنود العراقيين الذين خلعوا البزات الرسمية واختفوا.
اشترى جواد عربة وبدأ يبيع أمام المحكمة وكان عمله يدّر ربحاً جيداً في منطقة أغلبيتها شيعة لكن الانفجار قتل الشيعة والسنة ( الشيطان أعمى) قال شقيقه ،مكان عربته تحوّل إلى حفرة وتحطّم جسمه على الحائط.
عبد السلام ( 47 سنة) كان سنياً تقياً يؤمن بالتعايش بين الطوائف وهو أب لستة أطفال ، وقد رفض الانضمام لجيش صدام ( الجيش العراقي) وعمل في الصناعات الجوّية بدلاً من ذلك .عمل تاجراً لقطع السيارات بعد الحرب وكان يعمل عنده اثنين من الشيعة في منطقة اليوسفية ( منطقة سنيّة ) ، وعندما كان عائداً من عمله ذات ليلة تمّ توقيفه على حاجز شرطة وتمّ اختطافه مع عامليه ، حاول أصدقاءه من الشيعة التوسط لدى جيش المهدي لكن جثته وُجدت في حقل قريب من منزله يوم 4 شباط وقد أُطلق الرصاص على رأسه وصدره عدة مرات ، تمّ الإفراج عن مساعديه من الشيعة .
كان محبوباً من أصدقاءه وزملاءه وجيرانه ومعظمهم من الشيعة قال ناصر زيدان شقيقه وكان يقول دائماً أن الإسلام سيوحد العراقيين.
كان عمل سعاد شاكر ( 36 سنة) في مركز المساعدة العراقي (IAC) ومكاتبه في المنطقة الخضراء ويعمل مع منظمات أمريكية وعراقية لتقديم الخدمات الاجتماعية حلماً تحقق .فقد أحبّت أن تعمل مع الأمريكان وكانت تحب مساعدة الناس وقد تركت عملها في تلفزيون محلي في أيلول الماضي وتقدمت لمسابقة لهذا العمل الجديد.
كان الراتب هنا أفضل وكان العمل أكثر أماناً. وفي يوم 4 شباط كانت سعاد في طريقها للعمل وتنتظر في طابور على أحد الحواجز العسكرية قرب بوابة المنطقة الخضراء وكانت في الممر البطيء الضيق الخاص بالسيارات العراقية التي تخضع لتفتيش دقيق .
وصلت قافلة هادرة من سيارات الجيش الأمريكي إلى الحاجز وقد علقت فيه ، أحد الجنود في السيارة الأولى قذف زجاجة ماء على السائق الذي يقف أمام سيارة سعاد لينبهه أن يتحرك ،ذُعر السائق واتجه إلى الخلف باتجاه سيارة سعاد فحاولت أن تخرج من الطابور لمنع التصادم ووجود سيارة خلفها .أحدهم في السيارة الرابعة من القافلة الأمريكية شاهد حركة سعاد المفاجئة وأطلق النار باتجاهها واصابها، تباطأت السيارة وأخرج جندي ذو لحية غربية مشذبة ولباس كاكي سلاحه من النافذة وأطلق النار على وجهها من مسافة قريبة . ودخلت القافلة الأمريكية المنطقة الخضراء .
تعتقد الشرطة العراقية أن القاتل قد أخطا واعتقد أن سعاد ستفجّر السيارة وما زال التحقيق مستمراً.
سليمة كاظم والدة سعاد ترتدي اللباس الأسود وقالت ( من المهم أن أعرف من قتل سعاد ولماذا ) ومثل الكثيرين من العراقيين ما زالت تنتظر.



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز أجهزة قياس النفط المفقودة ( تساؤلات حول عائدات النفط الع ...
- جوقة الحرب أين هم الآن؟
- آمر سجن الفلوجة
- العراق بعد اربع سنوات :الكارثة مستمرة
- راشيل كوري شهيدة رفح
- الانتحار :الطريقة الوحيدة للخروج من العراق
- النفط لمن؟
- لعبة المونوبولي بالأموال العراقية
- نفاق الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان
- احتجاز العمال الآسيويين للعمل في السفارة الأمريكية في بغداد
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز اسرائيلي 1
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز إسرائيلي 2
- ضحايا الجدار
- لونا العراق : اغتصبت ولم تظهر على الفضائيات
- العراق : عملية إعادة البناء بالتجربة والخطأ
- أشباح أبو غريب
- اليورانيوم المنضّب ( القاتل الخبيث يواصل القتل )
- النساء في الهند :أمّهات للبيع- امّهات للحظات
- غزة :حلقات الجحيم
- العراق : أطفال الحرب


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - يوم عادي في بغداد