أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - غزة :حلقات الجحيم















المزيد.....

غزة :حلقات الجحيم


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


Jen Marlowe The Nation
مترجم
ناولت جواز سفري للجندي الإسرائيلي الذي يعمل على حاجز ايريز النقطة الوحيدة التي يمكن للأجانب أن ينتقلوا فيها من إسرائيل إلى غزة تفحّص وجهي إذا كان مطابقاً للصورة على الجواز ثم استدار إلى جهاز الحاسوب ليفحص إذا كنت حصلت على إذن دخول من الجيش الإسرائيلي.
كانت النقطة الحدودية هادئة حيث لا يسمح للفلسطينيين الدخول للعمل في إسرائيل الآن ويسمح للأجانب والصحفيين والعاملين في الوكالات الدولية للمساعدة بالدخول فقط .
وقد تم تحديد دخول الأجانب إلى غزة مؤخراً حيث يتوجب الحصول على إذن مسبق من جيش الدفاع الإسرائيلي قد يستغرق أسبوعاً كاملاً.
كنت وحيدة على الجانب الإسرائيلي إضافة إلى الجنود الإسرائيليين وقليل من الرجال والنساء بملابس مدنية .سألت الجندي الذي يحمل جواز سفري :من هم هل هم رجال أمن أو ماذا قال لي نعم وقد تعجبت أن يقوم رجال مدنيين بحماية الجنود هل أخذ جيش الدفاع الإسرائيلي صفحة من كتاب جورج بوش عن احتلال العراق أو العكس .
انتظرني رائد بسيارته العمومية على الجانب الفلسطيني وكنت تعرفت عليه في زيارة سابقة عندما صعدت إلى سيارته عشوائياً في كانون أول 2002 ثم أصبحنا أصدقاء عبر السنوات وعادة أتصل به تلفونياً عندما أود زيارة غزة فينتظرني على الحدود وينقلني إلى قطاع غزة من مخيم جباليا في الشمال إلى خانيونس في الجنوب ولم أر رائد منذ سنة ونصف فقد صادفت زيارتي الأخيرة لإسرائيل في حزيران 2006 اسر الجندي شاليت ولم يسمح لي بالدخول إلى غزة .
قال رائد وهو ينقلني إلى بيت حانون لاصطحاب صديقي أحمد والله جيد أن أراك ،كيف أنت وكيف أهلك ؟ أظن انك سمعتي ما حدث ويمكن أن تكوني قد شاهدتني على التلفزيون .
شعرت بالضيق فمن المؤكد أن هناك حدثاً سيئاً لأراه على التلفزيون فقلت لا ماذا حدث؟ قال رائد : العائلة التي قتلت في بيت حانون هي عائلتي جدّي وجدّتي وعمي وعمتي وأبناؤهم
لقد عرفت هذا الحادث الذي يعنيه رائد ففي 8 كانون ثاني أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف على منزل مأهول في بيت حانون وقتل 18 فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال 13 منهم من عائلة رائد أنا عرفت ذلك الآن فقط لقد سمعت عن هذا الحادث واتصلت بصديقي أحمد للاطمئنان عليه وعلى عائلته .
كان رائد يجلس بجانبي ويركز على قيادة السيارة لتجنب المطبات وتجنب الأولاد الذين يقودون عربات خشبية تسيرها الحمير وكنت أحاول تذّكر صور أقرباء الضحايا الذين يبكون أقاربهم و التي شاهدتها في المواقع الالكترونية عن الحادث ونظرت إلى رائد ولم أراه متعباً كما أراه الآن.
وصلنا إلى بيت أحمد وقدم نحو السيارة التي اصطفت على الرصيف وقال لي باسماً ظننت أنك لن تتمكني من الحضور هنا مرة ثانية وأجبته وأنا أيضاً لقد حصلت على إذن الدخول هذا الصباح فقط كيفك أحمد كيف ايدك ؟
أراني أحمد مكان دخول الرصاصة في يده والجرح الذي سببته أثناء خروجها كان أحمد قد كتب لي ايميلاً حول إصابته عندما كان يزور بيت عمته في أيلول 2006 .
توقفنا مرة أخرى في جباليا لاصطحاب رحمة وقد أشار رائد إلى مجموعة من السيارات المحترقة على جانب الطريق الرئيسي في المخيم ،هنا حدثت اشتباكات عنيفة بين فتح وحماس قبل أسبوعين نظرت عبر النافذة إلى بقايا السيارات كان وصف الاشتباكات يثير القشعريرة في جسمي ( إطلاق نار على منزل محاصر ،اشتباكات في الشوارع ،إعدامات ، اختطاف وضرب ،إطلاق النار على متظاهرين بشكل سلمي لوقف العنف )
تذكرت مقالة في هآرتس في تشرين أول للصحفية الإسرائيلية عميرة هيس وصفت فيه ( نجاح التجربة ) الإسرائيلية في غزة ،أن يقتل الفلسطينيون بعضهم .كتبت هيس:" إنهم يسلكون كما هو متوقع فماذا سيحدث عند سجن 1.3 إنسان في منطقة محصورة .
وقد تساءلت عن شعور أحمد ورائد حول حقيقة أن حكومتي تقود الحصار الاقتصادي الذي قاد إلى العنف وكيف أنها تسلّح أحد الأطراف ؟
هزّ أحمد رأسه وهو ينظر إلى الدمار " إنها أسوأ من مهاجمة إسرائيل لنا ، نحن نقتل بعضنا البعض إن هذا مؤلم .
وجّه رائد نظرة حادّة إلى أحمد في المقعد الخلفي للسيارة ويبدو أن كلامه لم يعجبه.ثم ركّز نظراته إلى الشارع مرة أخرى.
انضمت رحمة لنا واتجهنا إلى فندق في غزة للالتقاء بمجموعة من الشباب والشباب الذين عرفتهم في السابق ولم أر بعضهم منذ مدة.
كنت أنظر إلى الشارع لإيجاد دليل منظور عن التقارير التي قرأتها عن الوضع الإنساني المنهار في غزة وقد عرفت أنه لا يوجد عندي فكرة واضحة عما أبحث عنه .
أطفال حفاة يبحثون في القمامة عن علب غذاء وبعضهم يلعب بعلب فارغة على جانبي الطريق ،لقد رأيت ذلك في زيارات سابقة قبل هذه الأزمة الإنسانية وأنا لا يمكنني البقاء في غزة فترة كافية لأعرف كيف تدهور الوضع فلم تكن عندي فرصة لزيارة مخيمات اللاجئين أو المستشفيات والعيادات والمدارس .
وقد لاحظت الشوارع الهادئة الخالية في غزة وبيت حانون وجباليا وكأن الناس ينتظرون الأسوأ.
سمعنا صوت انفجار ونحن نشرب القهوة في الفندق وقد انتفضت فضحك محمود وإبراهيم وقالا : (أهلا بك في غزة) و رمضان كريم " تطلق مدافع خاصة في رمضان" .
ولكن عندنا يوجد رمضان طوال العام ما مصدر هذا الانفجار سألتهم ؟هذا من الإسرائيليين ويستطيع الغزازوة التمييز بين أصوات القذائف المستخدمة " قذيفة دبابة ، طائرة نجسس ، طائرة اباتشي " وكذلك التمييز بين القصف الإسرائيلي والاشتباكات بين الفلسطينيين .
وفي نهاية تلك الليلة حيث كنت أتناول العشاء في منزل رحمة على ضوء لامبة كاز لأن إسرائيل فجّرت محطة الكهرباء الوحيدة في غزة يوم أسر شاليت ولا توجد خدمات كهرباء جيدة حتى الآن سمعنا صوت اشتباكات وقبل أن أسأل عن مصدرها ( هل هي إسرائيلية أم فلسطينية ) ذكرتني رحمة بزيارتي السابقة في تشرين أول 2004 حيث استيقظنا في الثالثة صباحاً على صوت انفجار قنبلة طائرة تجسس قتلت فلسطينيين أمام منزلها تماماً.
في الصباح التالي رافقتني مجموعة من الأطفال في جولة في مخيم جباليا بدأت برفع بقايا فروة رأس رفعت لأقوم بتصويرها وانتهت بقيام دبابة إسرائيلية على تل قريب من المخيم بإطلاق النار علينا حيث هربت والأطفال واحتمينا بالرمال .
عدت إلى إسرائيل في اليوم التالي عبر بوابات حديدية تفتح الكترونياً وتعطى التعليمات للحركة عبر مكبرات الصوت بالعربية والعبرية وقد سألني السائق سامي الذي جاء لاصطحابي من القدس كيف الأحوال في غزة
اختلطت الصور التي رأيتها في الأربعة وعشرين ساعة الماضية في ذهني بالصور التي رأيتها في السنوات الخمس الماضية ( لا يمكن للمعاناة الإنسانية أن تكون أسوأ مما هي عليه )
لقد تحدث دانتي عن تسع حلقات في الجحيم في أي حلقة يوجد أهل غزة الآن وكيف ستكون الحلقة المقبلة ؟



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : أطفال الحرب
- النساء في أفغانستان - لا توجد مساواة
- ألأطفال العراقيون ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقدون الدعم
- اللاجئون العراقيون المنسيون
- إعادة بناء أفغانستان 2
- إعادة بناء أفغانستان 1
- هل كانت الحرب على العراق كارثة؟(2
- هل كانت الحرب على العراق كارثة؟
- في العراق رعاية صحية هاي - تك ناقص الرعاية الصحية 4
- في العراق رعاية صحية هاي – تك ناقص الرعاية الصحية (3)
- في العراق –رعاية صحية هاي –تك ناقص رعاية صحية
- يا يسار الشرق الأوسط صلّ على محمد وآل محمد - الى سالم جبران


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - غزة :حلقات الجحيم