أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فضيلة يوسف - في العراق رعاية صحية هاي – تك ناقص الرعاية الصحية (3)















المزيد.....

في العراق رعاية صحية هاي – تك ناقص الرعاية الصحية (3)


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1794 - 2007 / 1 / 13 - 10:15
المحور: المجتمع المدني
    


النظام الصحي في العراق
طوّر العراق منذ السبعينات نظاماً صحياً مركزياً حراً علاجياً يستخدم المستشفى كقاعدة ( وهو نظام مدعوم بشكل كبير لتقديم خدمات علاجية ممتازة ) واعتمدت الدولة على العائدات النفطية في استيراد الأدوية والتجهيزات الطبية وحتى الخدمات التمريضية كما جاء في تقرير اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية في تقرير (حزيران 2003 ) .
وخلافاً للدول الفقيرة التي تركز على الرعاية الصحية الأولية طوّر العراق نظاماً غربياً لمستشفيات مميزة ( مستشفى النجف التعليمي كمثال ) وبخدمات طبية متقدمة يقدمها أطباء مختصون وتبعاً لتقرير اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية فإن 97% من المناطق الحضرية و71% من المناطق الريفية كانت تحصل على خدمات صحية مجانية وفقط 2% من الأسرّة في المستشفيات كانت خاصة .
وقد انخفض معدل الوفيات للمواليد الجدد من 80/1000 في العام 1974 إلى 40/1000 في العام 1989 طبقاً لإحصائية حكومية وهناك نتائج مشابهة لمعدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة . ( الدراسات اللاحقة تساءلت حول مدى دقّة هذه الأرقام الحكومية المتفائلة ) .
وقد تغيّر الوضع بشكل دراماتيكي بعد الحرب (1991) ، دمّرت الحرب المستشفيات ، المولّدات والمنشآت المائية ، الممرضات الاجنبيات تركن البلد وتم تخفيض الموازنة الصحية من 500 مليون دولار عام 1989 إلى 50 مليون دولار (1991 ) ومن ثم إلى 22 مليون دولار (1995 ) .
في الأشهر الثمانية التي تلت الحرب زاد معدّل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة مرة أخرى إلى 120/ 1000 وكان أعلى معدّل وفيات في العالم في التسعينات تبعاً لتقرير اليونيسيف وارتفع معدّل الوفيات للعراقيين اكبر من سن الخمسين من 1685- شهر عام 1989 إلى 6731 - شهر عام 1994 وتدهور النظام الصحي العراقي حيث قلّل انقطاع المياه والكهرباء القدرة على تشغيل التجهيزات الطبية وزادت الوفيات الناتجة عن الاسهالات وانتشرت الأمراض التنفسية المعدية .لقد دمّرت الحرب والحصار النظام الصحي العراقي .
وقد وفّر برنامج ( النفط مقابل الغذاء ) من عام 1996- 2002 مبلغ 4.8 بليون دولار للتجهيزات الطبية والرعاية الصحية الأساسية ومنها التطعيمات اللازمة للتقليل من معدل وفيات الأطفال لكن برنامج الأمم المتحدة لم يعتمد الدفع المباشر فبقيت أجور العاملين في القطاع الصحي منخفضة ولم تتوفر أموال للتدريب وفي عام 1994 ولمحاولة وقف هجرة الأطباء شجّعت الحكومة العمل الخاص للأطباء وبعد أربع سنوات سمحت للمستشفيات بتقاضي أجوراً مقابل خدماتها .وشجعت الحكومة المنظمات الدولية بما فيها الصليب الأحمر والهلال الأحمر لبناء المراكز الصحية ودعم المستشفيات .
وبعد اجتياح العراق في العام 2003 تم رفع الحصار وأصبحت الحكومة تأخذ أموالا مقابل النفط مما سمح لها بزيادة أجور العاملين في القطاع الصحي لكن التدمير الحاصل للنظام الصحي كان صعباً .ومثال على ذلك وتبعاً لتقارير اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية فإن عدد الأطباء في العراق الآن أكثر من عدد الممرضات (وهذا غريب في الدول الفقيرة ) والقليل منهم متخصصون في الطب المجتمعي وهو ما يحتاجه العراق الآن .
واليوم يحتاج العراق إما للبدء بإصلاح جدّي للنظام الصحي القديم أو لبناء نظام جديد وقائي يعتمد على مراكز الرعاية الصحية الأولية وفي السنوات الثلاثة الأخيرة ونتيجة لنقص الأموال والوضع الأمني لم تفعل الحكومة شيئاً .

التخطيط قبل الاجتياح
عينت الوكالة الأمريكية للتطوير (USAID) الدكتور فريد بيركل لإدارة وزارة الصحة وهو طبيب يحمل أربعة شهادات إضافية بعد التخرج وقد عمل في كوسوفو والصومال وشمال العراق بعد الحرب (1991) .
وقد وجد القطاع الصحي مأساوياً كقطاع النفط والكهرباء نتيجة عمليات النهب التي تمت بعد الاجتياح وعمليات العنف ( 12% من المستشفيات مدمّرة ، 7% تم نهبها ،السجلات المركزية مدمّرة كذلك المختبرين المركزيين للأمراض ).
" لقد قضيت عدة اشهر احضّر لاجتياح العراق حيث توّقعت وجود أزمة إنسانية فخلال عشر سنوات قبل الحرب شاهدنا انحداراً في مؤشرات الصحة والتي جعلتني أتوقّع ذلك لقد تواجدت خلال حروب عدّة وأزمات إنسانية وطوّرنا أنظمة عبر السنوات ونعرف كيف نقوم بذلك " قال الدكتور بيركل ل CorpWatch .
ولذلك قضيت وقتي في التخطيط لنظام مراقبة وكيفية تحويل النظام الصحي العراقي إلى نظام لا مركزي لعدم وجود اتصالات بين بغداد وباقي المناطق العراقية وكنت معنيّاً بعمليات النهب التي تتم عند دخول المدنيين بعد الحرب .
لم تنفذ اقتراحات بيركل أبداً فبعد أسبوعين من وصوله للعراق أخبره البيت الأبيض أنهم يحتاجونه في الولايات المتحدة .
وبعد أكثر من شهرين وصل المكلف الجمهوري الجديد وخلافاً لسابقه لم يكن جيم هوفمان طبيباً ، لم يعش خارج الولايات المتحدة ،ولم يتواجد في مناطق حروب سابقة .
كان هوفمان يحمل شهادة في العمل الاجتماعي وعمل كمدير للخدمات الصحية في ميتشيغان ومدير لمنظمة تساعد المسيحيين في الدول النامية وترأسّ سابقاً منظمة مناهضة للإجهاض .
أخبر هوفمان CorpWatch أنه وجد الوزارة بحالة مزرية: وصلت لبنائين فارغين من احد عشر طابقاً ،120 ألف موظف ،240 مستشفى و 1200 مركزاً صحياً لكن العاملين لم يستلموا رواتباً لمدة ثلاثة أشهر وميزانية الوزارة 16 مليون دولار .
وقال إنه فخور بإعادة الطاقم الإداري للوزارة خلال 45 يوماً ووضع الميزانية للوزارة والاستجابة للأمراض الطارئة .وهو يعتقد أنه ساعد الوزارة على التحوّل من النظام العلاجي المركزي إلى نظام الرعاية الصحية الأولية الوقائي وبناء أنظمة جديدة للتدريب والعمل مع المنظمات الأهلية العالمية .
وأقرّت الروايات أنه ساعد على تنظيم عمل الوزارة لكن أولوياته كانت خاطئة مثل إعادة كتابة قائمة الأدوية التي يجب استيرادها هذا ما قاله الدكتور ناصر شيال مساعد وزير الصحة ل CorpWatch في ربيع 2006.لقد وضعنا توصيات ولكننا لم نقرر شيء لأن البلد محتل والقرارات فيه للأمريكيين .
وللحقيقة فإن نظام كيماديا البيروقراطي الصدامي لتوريد الأدوية تحت برنامج النفط مقابل الغذاء كان فاسداً ويوّفر القليل من الأدوية .
كتب هوفمان بعد ذلك يدافع عن قراره : أرسل المزدون أدوية منتهية الصلاحية وغالية الثمن ونصف الأدوية الموجودة غير مستعملة وبعضها مضى على صناعته 30 عام .وتم في هذه الفترة وبأمر من بريمر إبعاد الاطباء والاداريين ذوي الخبرة و المنتسبين لحزب البعث وقاد الوزارة حزب الدعوة ( مجموعة إسلامية محافظة ) مع خبرة قليلة في المجال الصحي .
اختار الحزب الدكتور خضير عباس ( جراح سرطان الرئة المحترم)لقيادة الوزارة وكان الدكتور عباس قد درس في الهند وتدرب في بريطانيا ولم يعمل في النظام الصحي العراقي منذ عام 1979 .
بعد عام من مغادرة هوفمان للوزارة غادرها عباس أيضاً.
غير أن موظفي حزب الدعوة استمروا في الوزارة بشجاعة ، عمار السفار مساعد الوزير قال : أنا لم أخطط لأكون في فريق الوزارة ،أنا قدمت لخدمة حزب الدعوة ولم أعرف كيف وصلت لهذا المحيط لكن علّي السباحة ولسوء الحظ التيار قوي كنت أعمل في مجال البصريات في دبي وخبرتي ست سنوات .وقد استمر في العمل حتى تم اختطافه من منزله في الأدهمية في كانون أول 2006 ولا يعرف مصيره حتى كتابة المقال .
وبدا الأطباء الذين عملوا في النظام الصحي في العراق انتقاد القادمين الجدد للوزارة ،الدكتور كورش القصير رئيس رابطة الجراحين العراقيين أوضح أنه يحترم خبرة الدكتور عباس الطبية لكنه يعتقد أن عباس لا يعرف احتياجات العراق الصحية ،"من هم هؤلاء الذين غادروا البلد لمدة عشرين عاماً ويفكرون الآن في تسيير النظام الصحي فيه إنهم لا يعرفون شيئاً عن النظام الصحي العراقي ولا يهتمون به " قال بغضب " صدّقني أنهم لم يغادروا بسبب صدام لقد غادروا لتحسين درجاتهم الاكاديمية ولكسب المال ،عندنا 35 ألف طبيباً في العراق ولا نحتاج لأطباء من الخارج لإدارة مستشفياتنا لكننا نحتاج لتدريب .
البروفيسور في التمريض ريتشارد جيرفيلد من جامعة كولومبيا في نيويورك والذي يزور العراق باستمرار منذ 1996 كمستشار لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة الصحي وافق أن التدريب ضرورياً لكنه قال إن هذه هي الخطوة الأولى " يجب إعادة النظر في النظام الصحي في العراق بشكل عام ": ما يحتاجه العراق هو التركيز على الصحة المجتمعية ، التربية الصحية ،الإدارة الاقتصادية ونظم إدارية صيدلانية ملائمة لبلد نصف نام .ولخص الأخطاء التي وقعت في العراق بالآتي :
• تزويد النظام الصحي بأدوية يندر استخدامها .
• دورات تدريبية قصيرة دون إشراف ومتابعة لتعليم الطاقم الطبي ما لا يعرفه .
• تقوية المنظمات المهنية التي تمثل القليل من الناس .
• التعاقد مع الولايات المتحدة لبناء المستشفيات والمراكز الصحية والتي بني منها القليل .
لقد تناقص عدد العراقيين الذين يصلوا إلى المستشفيات إلى النصف نتيجة الوضع الأمني وخاصة ذوي الأمراض المزمنة والنساء الحوامل ووجّه العنف نحو الأطباء فمنذ الاجتياح في 2003 : قتل 2000 طبيب واختطف 250 وغادر العراق أكثر من نصف الأطباء العراقيين الذين كان عددهم 34000 كما جاء في تقرير منظمة Brookings ويعمل بعضهم الآن سوّاقين تاكسي في لبنان !
يتبع
Pratap Chatterjee, CorpWatch



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق –رعاية صحية هاي –تك ناقص رعاية صحية
- يا يسار الشرق الأوسط صلّ على محمد وآل محمد - الى سالم جبران


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فضيلة يوسف - في العراق رعاية صحية هاي – تك ناقص الرعاية الصحية (3)