إعادة بناء أفغانستان 2

فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 05:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

Farbia Nawa -CorpWatch
مترجم - بتصرف

اختلفت ردود أفعال الأفغانيين حول مرحلة إعادة البناء فبينما يقدّر البعض ما قدّمه المجتمع الدولي لهم يرفض البعض الوعود التي لا يتم تنفيذها وجزء من الشعب محبط .السياسيون المحليون يرون أن الأموال تبذر والناس فقدت الصبر .يشاهد سكان كابول المنازل الفخمة والسيارات لموظفي الشركات الأجنبية بينما مدينتهم مزدحمة ملوثة وغير منظمة : الفيلل والمولات والملابس الثمينة مظاهر تقدم اقتصادي عند الغربيين لكن ما يحتاجه الأفغان :الشوارع والماء والكهرباء وأنظمة الصرف الصحي .
الزراعة وشركة Chemonic:
كان أحد أهداف المخطط الأمريكي لأفغانستان رفع الصناعة الزراعية فيها إلى القرن الحادي والعشرين ويحتاج المزارعون الأفغان الذين يشكلون 80% من السكان إلى قنوات وأنظمة ري وتسويق جيد لمحاصيلهم داخلياً وخارجياً.
بهذه الروح تم تقديم 153 مليون دولار لشركة Chemonic ومقرها واشنطن لمدة ثلاث سنوات لتزويد المزارعين بالمعلومات والتقنية لتأمين الأمن الغذائي وتحسين حياتهم في برنامج إعادة بناء الأسواق الزراعية RAMP .
عملت الشركة مع 40 منظمة أهلية ودزينات من المتعاقدين الفرعيين وخبراء أجانب بمرتبات عالية .
وفي مقاطعة بروان حيث تعاون المزارعين عملت الشركة مع منظمة أهلية فرنسية في بناء دفيئات واستيراد آلات لتجفيف المحاصيل لحفظ المنتوجات :تقف هذه الأشياء التي بنيت قبل عامين وحيدة على الطريق الآن مثل ضحايا الحرب ،إنهار كل شيء خلال الشتاء الأفغاني الأول قبل أن يستخدمها المزارعين.المزارعون لم يغضبوا إننا لم نتعوّد على هذه الأشياء .
قبل دخول الحرب عام 1978 كانت أفغانستان فقيرة لكنها مكتفية ذاتياً من المحاصيل لكن الحرب دمّرت كل شيء.
ولإعاشة عائلاتهم توجه المزارعون لزراعة الحشيش والنوع الذي يزرعه الأفغان يحتاج للقليل من الماء والسماد للنمو وقد أعطت الحكومة الأمريكية للشركة 120 مليون دولار لمدة 4 سنوات لتدريب المزارعين على (زراعة بديلة )وقد تمت مساعدة المزارعين في بناء القنوات المائية ،وذلك لتتكامل الحرب على المخدرات مع الحرب على الإرهاب . أحد المشاريع الهامة كان في هلماند دراسة بسيطة كان ستكشف أن المزارعين في المنطقة يزرعون الحشيش وأنهم (بدون تدريب) سيستخدمون الماء في زراعة المزيد من الحشيش.
لم يعجب عمل الشركة وزارة الزراعة الافغانية ،كان من الأهداف الهامة للشركة ايجاد أسواق محلية ودولية للمحاصيل الافغانية وقد فشلت في هذا فقد تم بناء سوق صغير بسقف مرقع على الطريق الرئيس في بروان من المفترض أن يبيع المزارعين محاصيلهم فيه السوق كان فارغاً ومغطى بالغبار .
وفي جولة مع مدير الزراعة في بروان اطلعنا على النجاحات والفشل :في دفيئة على الشارع الرئيس شاهدنا داخلها خضاراً طازجة هذه الدفيئة بنتها منظمة اهلية فرنسية تعمل ضمن RAMP وكسب كل مزارع 1200 دولار كانت كافية له ولعائلته .
والدفيئة المهدمة كانت مثالاً آخر قال لي :لم تتم استشارتنا ولو تم لأخبرناهم كيفية بناء هذه الدفيئات لتتحمل الظروف الجوية في المنطقة .
أخبرني الموظفين في دائرة الزاعة أنهم منفتحون للتعاون مع البرنامج الامريكي لكن مساعد مدير الزراعة أراني مبنى يمكن استخدامه من عدة مزارعين لحفظ منتوجاتهم لكن RAMP أعطته لمالك واحد في كابول .
وزير الزراعة شريف شريف يتكلم الانجليزية بطلاقة ويعمل عن قرب مع الشركة قال لي إن الشركة بدأت بالتعاون معنا لكن بعد الكثير من الأخطاء وتذمرنا .
لقد أخبرناهم أنه يجب العمل معنا والسماح لموظفينا بالمشاركة انهم يحملون درجات علمية ويحتاجون لمعرفة كيف يعملون فقط :وقد أعطى أمثلة على مشاريع مبالغ بها في قندز في الشمال بنت RAMP مطحنة لمزارع واحد تستطيع تخزين الطحين للمقاطعة جميعها اما مشروع بناء 25 وحدة تبريد لتخزين الأسمدة والأدوية فقد تم بناء 7 وحدات فقط .
ويشعر شريف ان RAMP انشغلت بالأسواق العالمية ( وقد فشلت ) وتم إهمال الأسواق المحلية الضرورية .أقنعت الشركة المزارعين في بروان بزراعة الخضار والمزارعين الذين استجابوا لها خسروا أموالهم بسبب انخفاض اسعار الخضروات .
إن احباط وزارة الزراعة جاء من تقرير لمكتب حكومي امريكي قيّم المشاريع في افغانستان في 2005 جاء فيه ان الشركة قد حققت اهدافها لكنها لم تضمن الثبات لبرامجها ولم تقدم الشركة تقارير عن تقدم العمل لأن USAID كانت تضغط لإنهاء العمل بسرعة لإقناع الأفغان ، العمل يتقدم.
زراعة الأخبار الجيدة:
قدّمت وزارة الدفاع الأمريكية و USAID الكثير من الأموال لتلميع صورة الولايات المتحدة في أفغانستان وقد حصلت مجموعة رندون RENDON (مجموعة مبهمة على علاقة بإدارة بوش )على 56 مليون دولار في عقد من وزارة الدفاع لنشر أخبار جيدة عن الولايات المتحدة وجيشها ويشبه عملها عمل مجموعة لنكولن في العراق وهي تقود المراسلين الصحفيين وتدفعهم و(تدفع لهم أحيانا ) لنشر إخبار ومقالات عبر العالم تفضلها الولايات المتحدة .
وقامت في احد أعمالها في بورتوريكو بدعوات لعدم غلق قاعدة البحرية الأمريكية هناك حيث حدثت عدة حوادث تصادمات أثناء التدريب أدّت إلى تفجير منازل المدنيين في الجوار.
وقد قدّمت راندون مساعدات لتدريب طاقم مكتب كرزاي على فن العلاقات العامة وفي 2004 حصلت على 3.9 مليون دولار لتطوير معسكر ضد المخدرات في وزارة الداخلية الأفغانية رغم معارضة كرزاي وحكومته لذلك .
موظفو راندون وافقوا على التحدث معنا ثم اعتذروا عن ذلك بحجة الوقت وقد كسر الصمت في عمل هذه المنظمات مجموعة المقالات التي وزعتها مجموعة لنكولن عن الحرب في العراق والتي تم دفع الأموال لبعض الصحف العراقية لنشرها .أحد الموظفين في واشنطن قال إن راندون مثل لنكولن وسيتم التخلص منها إنهم يصنعون الأخبار وهم يعلمون أنها غير صحيحة إنهم صدأ الحنطة.
ولكن من الواضح أن راندون يدعمها أقوياء على مستويات عليا في وزارة الدفاع الذين يستطيعون مواجهة معارضي عمل راندون من الموظفين الصغار.

#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات