أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حميد طولست - هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها














المزيد.....

هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 23:49
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها.
إذا كانت بلاد الكنانة قد ابتلاها الله ببعضٍ من رجال الدين السياسي وأتباعهم من وعاظ ودعاة وخطباء السلاطين ومناصريهم من الإعلاميي النخاسة ، الذين نجحوا ، مؤقتا ، في التحايل على مواطنيها وشبابها الطيبين ، وسرقوا منهم ثورتهم ، واغصبوها بخطاباتهم الدينية المتخلفة المرتكزة في مجملها على منظومة مظاهر خارجية من قشور الإسلام المضخمة يحظون بها الناس على أنها بنفس أهمية الإسلام ، بل أكبر من الإسلام نفسه ، والتي تسللوا بها وعلى متنها إلى سدة الحكم الذي لم يكتفوا فيه بالمال والجاه والسلطان ، فعمدوا بعد تمكنهم من امتلاك ناصية القرار خلال حكمهم القصير جدا ، الى مصادرة الأمر الالهي ، وصاروا يوزعون باسمه صكوك الغفران ، ويدخلون الجنة من يريدون من أهاليهم وعشائرهم ، ويحللون لهم ما يحرمونه على غيرهم ، ممن ليس من أتباعهم ، وكأنه أوكل اليهم جزءاً من صفات الألوهية المتمثلة في الثواب و الحساب والعقاب ..
وإذا كانت البلاد قد حكمت ، ولمدة سنة كاملة ، بتلك العقلية الجاهلية المتخلفة ، التي لا تعرف من الإدارة غير التحكم والتسلط الجاهلي والتكفير والتحريم ، وإذا كان الشأن العام قد أدير بتلك القواعد المنحرفه ذات الأسس الطائفية ، والهروب المتعمد من مواجهة الواقع ، والابتعاد عن التعاطي مع أولويات النهوض بالمجتمع ، وبالاستئثار والتفرد والمحاصصة التي تغرق الوطن والمواطنين في الأزمات الواسعة والاضطرابات الممزقة للنسيج الاجتماعي..
، فإنه ومن دون شك أو ريبة ، أن نظام حكم هجين كهاذا ، وتدبير مستفز كذاك الذي تبناه ، بل آمن به أولئك الذين ظنوا ، خطأ أو جهلا ، أن العالم يبدأ عندهم وينتهي بهم ، هو الذي دفع الذين عاشوا تحت إمرته ،خاصة الأجيال الشابة منهم ، صاحبة الحق في المستقبل ، إلى الثورة - رغم صبرهم النابعة عن اقتناع دون تصنع أو ادعاء ، والذي يبز صبر أيوب والذي لم يكن إلا نقطة في بحر صبره – على تلك العينة من الحكام الذين كابدوا ويلات حكمهم خلال تلك الفترة الوجيزة ، ويبحثون عن سبل للانعتاق والتحرر من ثقافة العنف والقهر وفكر التخلف والدمار ، وجعلهم يثورون ضد الذين أرادوا الاستهتار بالقيمة الاعتبارية للإنسان المصري ورسبها في القاع ، وتحويل وطنهم إلى مستنقع من اليأس والتكاسل ..
وفي ظرف وجيز، وبفراسة حصيفة لا تخطئ ، تمكن الشعب الثائر من خلال التدقيق الجيد لأداء الوطنيين الشرفاء ، والتقييم الرزين لنتائج مراجعة أفعال وسلوكات النجباء المخلصين ، من فصل بين الغث المقزز والسمين الذي لا يستغني عنه ، وتصنيف الوطنيين الصادقين ، والشرفاء العاملين المخلصين ناصعي الفكر طيبي الاخلاق جميلي المشاعر الذين تحبل بهم بلادهم ، عن التافهين المفبركين للمبادئ والمواقف ، للوصول إلى تحديد المسؤول الجيد الذي سيصوغ مستقبلا جديدا للبلاد يحصل فيه المواطن على حقه في حياة كريمة وحرية حقيقية ووطن يوزع خيراته علي الجميع ، من بين الذي تظهر مقومات إنسانيتهم العالية ، ووطنيتهم الصادقة التي لا مساومة أو تردد لديه بشأنها ، في سلوكياتهم الشخصية اليومية ، وفي آداءاته الاجتماعية العادية ، وتترشح آثاره وثقافتهم الواعية على محيطه المجتمعي وتعاملاته الاجتماعية ..
وفي خضم هذه التأرخة العجلى التي أتبتت مصداقية الحديث الشريف : " إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها "، وأكدت حقيقته كمسلمة تاريخية يصعب تجاهلها ، ويستحيل تبديلها . اسمحوا لي أن احدثكم عن لمحات ولو قليلة من حياة ذلك العبقري الذي اختياره الملايين لاصلاح أمر دينهم ودنياهم ، وأذكر ببعض مواهبه وفكره ومنجزه الثري ، حتى تسهم في اكتمال الصورة النيرة عنه ، بما فيها من اشارات ومؤشرات تتشابك لتضئ شخصية الرجل المتفرد بوطنيته ، التي لا مساومة او تردد لديه بشأنها ، والمتميز بثقافة ليست ظاهرة طارئة تزول بزوال اللحظة والمؤثر، والتي هي سلوكات سوية متجذرة ، تُترجم بأريحية على أرض الواقع ، متأثرة بجوانبه الايجابية وتفعّلها وتتفاعل معها وتكون فيها مؤثرا فاعلا يذلل الجوانب السلبية دون التأثر بها أو النفور منها ، ما يوجب على المصريين أن يتباهوا بإيفاء الرجل بوعوده والتزامه بمواعيده ، كظاهرة حضارية ، والافتخار بأناقة الرجل ، التي لم تقتصر على ملبسه وحسب ، واقترنت عنده بكل شيء ، تصرفاته وكلامه وأفكاره وقيمه ، وكل ما حباه الله من سمات طبيعية ، تظهر معالمها من خلال لطف الشكل وتناسق الهيئته وبشاشة ووسامة الوجه وبشاشته ، وما تعبّرعنه من ثقافة احترام وقبول الآخر القريب أو البعيد ، وما تنشره من سلام ووئام بين الناس في الشارع العام ، وتضفي على صاحبها وقار المؤمنين وهيبة المتقين ، والكثير من المميزات التي يصعب أن تجتمع في رئيس أو زعيم عربي ، ولو صفة أو ميزة واحدة مما تميزت به عوالمه ومنجزاته الثرية ، التي ارتبطت عنده حتى في نمط حركة المشي واتزانه الدالة على نوعية الثقافة وقيمومتها.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامة الإنسان في سلامة بيئته .
- وبضدها تتميز الأشياء !!
- الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !
- على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ ...
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !
- الجدودية ثرية بالمعاني.
- المراة عندهم ، والمرأة عندنا !!
- الصحراء المغربية ودور الجمعيات المدنية
- شعوب لا تقرأ !!!
- ظاهرة نكران الجميل !!
- بلاد تستوطنك ، كما يستوطن العطر أكمام الزهور !
- أيهم أكثر نضالية ، عمالهم أم عمالنا ؟؟
- فاتح ماي في فرنسا عيد مزدوج ، -رمانسية ونضال-.
- رد على منتقد -لولا الجنس لانقطع الجنس -
- لولا الجنس لانقطع الجنس (5)


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حميد طولست - هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها