أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - ألتجسيم في المدرستين؛ بين مقايس السماء والأرض!














المزيد.....

ألتجسيم في المدرستين؛ بين مقايس السماء والأرض!


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


ألتجسيم في المدرستين؛ بين مقايس ألسّماء و الأرض!؟
يعتقد بعض علماء الطائفتين (السُّنية) و (آلشّيعية) بأنّ الله سبحانه و تعالى يتصّف بمواصفات جسمية خاصّة, و الحقّ أنّ علماء السُّنة الذين قالوا بآلتجسيم بكون لله تعالى له جسم و يدٍ و عينٍ و رجلٍ و رأسٍ و حاجات كآلكرسي و السكن؛ فأنّهم كانواعلى خطأ كبير من حيث لم يُبينوا الغايات و آلكيفيات و القياسات و المواصفات التي عناها الباري تعالى في كتابه العزيز بكونها – أي المجسمات - لا تخضع للمقاسات و الأبعاد الأرضية!

فحين قال تعالى على سبيل المثال: (يد الله فوق أيديهم ...) أو ما شابه ذلك من آلآيات ألتشبيهية لبيان عظمة الله, إنما كانت تعبيراً عن قدرة الله بمقايس سماوية عليا, هذا ناهيك عن الأشارات اللطيفة بكونها أمثلة تقريبية تجسيمية لتتناسب مع فهم و وعي البشر المحدود للتعبير عن قدرة الله و جبروته و هيمنته على الأعداء و المخالفين و الطواغيت!

أمّا بعض علماء (الشّيعة) كآلملا صدرا .. فأنه حين أشار للجسمية الألهية في مباحثه و ذكرها الكافي؛ فأنه قيّد الجسميّة بآلأبعاد الكونيّة و البرزخيّة لا آلأرضيّة ألبشرية كما يعتقد البعض للأسف, و هذا هو الفرق بين فهم المدرستين لعقيدة التجسيم و بين فهم بعض علماء الشيعة أو السنة لآراء الملا صدرا الفلسفية الكونية التي لم يرتقي لمعالمها إلا القليل من العلماء ناهيك عن العوام بآلمناسبة!

و لذلك فأنّ آية الله السّيد كمال الحيدري مثلاً, حين إتهم الملا صدرا بكونه قال بـ (آلتجسيم)(1) قد فهم خطأً غاية الفيلوسف العظيم الملا صدرا بشأن الله تعالى و التجسيم .. و لم يُبيّن السيد الحيدري حفظه الله شكل التجسيم و آلقوانين التي عناها المُلّا صدرا بوضوح, بل إقتصر السيد الحيدري في إشارته لذلك من دون توضيح الغاية و بيانها, و آلأكثر من ذلك قرنه بتجسيم إبن تيمية و أشباهه في مدرسة الخلفاء, و هذا هو الخطأ و الأشكال الكبير الذي وقع فيه السيد الحيدري و بعض العلماء, و كان عليهم أن يبيّنوا للناس الحقيقة كاملةً ليقفوا على عقائد علماء المدرستين و غاياتهم و القصد من التجسيم في كل منهما!

فآلجيمع يعلم بأنّ الله تعالى أشار في كتابه العزيز إلى الفوارق الكبيرة بين قوانين و مكونات الحياة الدنيا و بين قوانين و مكونات الحياة الأخروية, و منها قوانين الزمن و قياساته, بمعنى القياس الزمني و فرقه عن القياس الأرضي, حين قال تعالى على سبيل المثال: (و إن يوماً عند ربّك كألف سنة مما تعدّون)(2), فجنس الزمن هو واحد, لكن قياسه و أبعاده تختلف تماماً!

و التجسيم (المادي) ضمن مواصفات ألهية أخرى تختلف عن المواصفات (المادية) الأرضية و كما أكدها الملا صدرا و إلا كيف يبين لنا الباري حقيقة الموجودات بغير السنخيات والمكونات!

و لا يعرف حقيقة تلك المواصفات إلا العلماء العرفاء و الراسخون في العلم .. فأنّها مثل الزمن الأرضي و الزمن البرزخي(السماوي), فآلملاحظ أن كلاهما يختصّ بآلزمان وتقسيماته لكن زمان الأرض و قياساته و سنخيته تختلف تماماً عن سنخيّة و ماهية زمان البرزخ و السماء, و هكذا بقية المكونات و المخلوقات كآلجن و الأنس في العالمين!

و إلّا كيف يُمكن أن يكون يوماً سماوياً واحداً يعادل ألف سنة ممّا نعدّ في الأرض و كما ورد في القرآن الكريم !؟

و هكذا بقية النعم و المخللوقات و المكونات و كيفيتها و قوانيها و إختلافها مع الأبعاد و القياسات ألبرخية و آلسماوية رغم كونهما من جنس واحد لكن بسنخية و ماهية مختلفة تماماً!

لا يمكن لأيّ إنسان أن يتصوّر أو يدرك فوارق هذين الزمنين ومكوناتها أبداً ما لم يتبحر في علم (الكوانتوم) و هو علم جديد لم يدخل ضمن الجامعات الأكاديمية العادية بعد, لأنها بحاجة إلى مناهج و أطر خاصة تختلف عن مجمل القوانين العلمية التي كانت سائدة في عالمنا حتى اليوم!

إن القياسات و الأبعاد و المعادلات الأرضية تختلف عن القياسات و المعادلات ألسّماوية كما بيّنا, لذا يرجى من السادة العلماء الأنتباه إلى هذه المسألة الهامة, و إن المُلّا صدرا حين قال بجسمانية الله لم يقصد الجمسانية الأرضية التي قالها إبن تيمية و اقرانه الذين قالوا بأن لله طول و عرض و إرتفاع و كثافة كما هو الحال في الأرض, بل عنى الفيلسوف الملا صدرا الشيرازي بذلك ماهية الذات الألهية و مكوناتها التي نجهلها تماماً و الله وحده هو الأعلم بحقائق الأمور!

خلاصة الكلام إن القياسات الكونية تختلف عما يتصوره العلماء الأرضيون وكما بيّن بعض ملامحها فيزياء الكَوانتوم لأنها خارج عقولنا و مداركنا المحدودة, و أنّ الراسخون في العلم وحدهم من يفهمون ما أقصد و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم!
عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://youtu.be/IDUON4zDkvo (1)
(2) سورة الحج / 47.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -داعش- حلقة في مسلسل قصير!
- إستقالة النُّجيفي؛ إثباث للخيانة أم الأمانة؟
- نداء (العراقي) للسيد مسعود البارزاني!
- سبحان الله : لقد صدق الوعد!
- أحداث العراق؛ علامات آخر الزمان!
- المسؤولون هم السبب في محن العراق الجديدة!
- ألأزمنة البشرية المحروقة (الزمن الخامس)(6)
- ألأزمنة البشرية المحروقة(الزمن الأول)(2)
- ألأزمنة البشرية المحروقة
- موقفي من دولة القانون
- أسئلة مصيرية لدولة القانون!؟
- كيف نتّحدْ؟
- ألنجيفي أعلن إرهابه ضد الشعب
- رأي الأمام علي(ع) بأهل العراق!؟ القسم الثاني
- ألمنهج ألأمثل للتربية و التعليم في العراق الجديد:
- هل ا لكلمة الطيبة صدقة حقا؟
- لماذا إختار الصدر الدّراسة في حوزة قم بدلاً من حوزة النّجف؟
- إنقطاع سبيل ألمعروف أمام العراقيين
- العراقي ألشريف لن ينتخب العناوين الخاطئة
- حقيقة الخُلق البعثي في الواقع العراقي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - ألتجسيم في المدرستين؛ بين مقايس السماء والأرض!