أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حينما يكون عدو عدوي .. عدوي














المزيد.....

حينما يكون عدو عدوي .. عدوي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الوقوف ضد المالكي لا يعني على اي مستوى الوقوف السياقي مع خصومه, فهناك من بين خصوم المالكي من هو خصمنا أيضا, وعلينا أن نكون حذرين في التعامل مع المعادلة التي تقول عدو عدوي صديقي لأنها قد تؤدي إلى اضرار تتعدى العدو لينال تأثيرها الوطن نفسه. داعش هي العدو الأول للجميع, وكراهيتك لخصمك يجب ان لا تكون مفتوحة إلى درجة أن تدعو إفعى سامة لمشاركتك سريرك.
في مجابهة قوات الإحتلال الأمريكي, وبالتحديد حينما بدأ الإرهاب يضرب الأبرياء في الشارع العراقي كتبت اقول ان هذه أفضل طريقة لقتل المحتل والمواطن والوطن في نفس الوقت ! ولما كان المحتل قد حصَّن نفسه جيدا فقد كان متوقعا أن يكون المواطن هو الضحية الأولى. وجاء مفتي القاعدة في بلاد الرافدين ليشرع فقها يجيز قتل الأبرياء بعنوان أسموه التترس. وبالمقابل فإن قتل الشيعة الذي طرب له متطرفو السنة ساهم بتكريس الطائفية, فالمتطرف يخلق ضده النوعي على الطرف الآخر.
ومثلما دعونا وقتها للوقوف ضد القاعدة بقوة فقد عرفنا بعدها ان خطة القضاء عليها بدأت تماما من حرمانها من حاصنتها السنية. الموقف اعيد إسقاطه على إعتصام الأنبار الذي ظل سلميا لمدة قاربت السنة, غير أن باتريوس لم يعد هو الحاكم بل حل محله المالكي الذي كان منشغلا بتفليش الإعتصام من خلال دعشنته وليس من خلال الإستجابة للكثير من مطاليبه المشروعة. وقد يكون متوقعا ان يقهر المالكي إرادة المدن (السنية) المنتفضة بالقوة وحينما سيحتفل بنصره فعليه أن يتذكر أنه إنتصر على شعبه وعلى وطنه وليس على داعش فقط.
لقد دعوت في مقالة سابقة أن لا نسقط كراهيتنا لصدام على قضايانا الوطنية فنقرر أنه كان البادئ في الحرب ضد إيران وننسى دور الخميني الذي أعلن حال تقلده للسلطة عن مشروع تصدير الثورة لبناء الأمة الإسلامية الذي يبدأ من العراق, لأن قضية من هذا النوع لا تتحمل تعويم كراهية لشخص بإتجاه يتسبب بالضرر لوطن.
وليست كراهيتنا لصدام مدعاة لتزكية جميع خصومه, فمن بين هؤلاء الخصوم كانت هناك الأحزاب الإسلاموية, وفي مقدمتها حزب الدعوة الذي أُقَّدِر أنه لعب دورا كبيرا في إثارة تلك الحرب بعد ان وضع يده بيد إيران تحت عناوين الفقه الديني والسياسي المشترك. ولمن يريد الإطلاع على دور الحزب في إشعال تلك الحرب اللعينة عليه ان يقرأ كتاب (الصدر بين دكتاتوريتين) لمؤلفه عادل رؤوف الذي ظل لفترة عضوا في المكتب السياسي لحزب الدعوة. أما الكتاب فهو عبارة عن توسعة لكلمته التي ألقاها في طهران في إحتفال أقيم عام 1982 في ذكرى مقتل السيد محمد باقر الصدر الذي كان قد اعدمه صدام قبل إنفجار الحرب العراقية الإيرانية, والمقصود بـ (الدكتاتوريتين) تلك العائدة لصدام من جهة و لرجالات الحوزة العلمية من جهة أخرى الذين كانوا ضد فكرة الصدر في ما تعلق بدولة الفقيه وزج الشيعة العراقيين في مجابهة السلطة.
بالتاكيد ليست هذه محاولة لتبييض صفحة صدام في تلك الحرب من خلال مسح دوره بممسحة الكره لخصمه, فالدكتاتور كان معروفا بمدى قسوته ومساحة جرائمه التي لم تستثني البعثيين أنفسهم. لقد قتل صدام ملا البعثيين عبدالخالق السامرائي قبل أن يقتل ملا الدعوة محمد باقر الصدر.
لكن الملا الصدر لم ينكر أنه والخميني كانا شقيقا روح وفكرة ونهج, الأمر الذي يحتم الإقتراب من قضية مقتله بمنهجية لا تغلق على نفسها بمفتاح كراهية صدام لوحدها ثم تلقي بذلك المفتاح في الشط, لأن ذلك سيحرمنا من فرصة معرفة الحقائق بشكل سليم.
كثير من الأخطاء الكبيرة يجري إرتكابها بهذا المعنى, كل خصومك أصحابي وكل اصحابك خصومي. وهناك حزب يساري يتاريخ وطني مشرف يأكل ما تبقى من نفسه من خلال طريقة تصريفه لكراهيته للبعثيين ولصدام, حتى تشعر وكأن تلك الكراهية , التي بات يرددها بمناسبة او بدون مناسبة هي الوسيلة المثلى للهروب من مواقف ملحة بشأن النظام السياسي الحالي, فيجعله ذلك ينحر الأخلاقي بسكين السياسي, ويحرق الموقف التاريخي بولاعة إسمها مقتضيات الضرورة الموضوعية. كما أن هناك كاتبا سياسيا معروفا لو حذفت كلمة البعثيين من أغلب مقالاته لصارت تلك المقالات بدون معنى تماما.
وليست الفكرة هنا أن يوقف هذا الكاتب هجومه ضد البعثيين ولكن الفكرة ان لا يستخدمه للتغطية على جرائم الطرف الذي نذر نفسه للدفاع عنه بالباطل.
الخطأ ليس في الكراهية ذاتها بل في عدم القدرة على ضبط تلك الكراهية لكي لا تتحول من موقف سياسي إلى مرض يقتل في صاحبه القدرة على أن يكون شاهد حق.
نفس الموقف بات يتكرر بحذافيره. البعض من الذين يكرهون المالكي باتوا يحبون صدام, فكل خطأ في المالكي سيكون مقابله صح في صدام, على الرغم من أن صفحة كل واحد منهما تضم أخطاء لا يمكن ان تتحول إلى صح لمجرد كره الآخر.
(الدعشنة والصدمنة والبعثنة) تستهدف باطلا حينما يكون الغرض من إستعمالها خدمة (الملكنة والدعوجة) عن طريق التضييق على الآخر الذي يختلف معك في الفكر أو حتى ينافسك على السلطة, والعكس صحيح أيضا.
إن عدو عدوي ربما يكون عدوي, بل ربما يكون أخطر من عدوي.
والمطلوب أن لا نهرب من القبور إلى القبور



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك, هل ستكون كويت البارزاني
- الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي
- الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا
- في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه
- مرة ثانية .. الصفر التاريخي
- خوزية موخيكا
- الصفر التاريخي
- إسعف فمي .. قصة قصيدة, وبعض قصة عن شاعرها العظيم وعنا
- قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية
- حينما يكون إسم ابيك عبدالزهرة
- مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حينما يكون عدو عدوي .. عدوي