أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟














المزيد.....

الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتشرت في كافة أرجاء البلاد خلال الأسبوع الماضي صور الفتاة العمانية الملعونة التي سخرت من أمها وهي تقرأ بعض آيات من القرآن الكريم فما كان من الأم الغاضبة إلا لعن ابنتها طالبة من ربها أن يعاقبها على الفور، وكيف لا يفعل سبحانه وهي قد هزئت من أمها ومن القرآن أيما هزئ.!؟ وبقية الحكاية المتداولة أن الله القدير استجاب لدعاء ورغبة الأم فمسخ الفتاة على هيئة قرد وبالطبع كان هناك الكثيرون الذين ينتظرون مثل هذه الفرصة الذهبية بغض النظر عن الذي يخطط لها فراحت تنتشر الحكاية المختلقة - حيث لا فتاة ساخرة ولا أم غاضبة – بعد أن نشرت في بعض الصحف التي تفكِّر أولاً ودائماً بما ستدر عليها مثل هذه الحكايات من أرباح طائلة من خلال التوزيع المضاعف.. وبالمناسبة، كانت فرصة أيضاً للصبية العاطلين عن العمل كي ينشطوا كعادتهم عند رواج مثل هذه الحكايات ويحصِّلوا رزقهم وذلك بتصوير الفتاة الممسوخة عن الجريدة آلاف النسخ وبيعها في الشوارع والحارات وأروقة الكليات و ( بخاصة العلمية ) في الجامعات والمعاهد وعلى أبواب المساجد والتكايا وفي كل مكان في البلدان الإسلامية وبخاصة الثورية منها التي عملت أحزابها على مدى نصف قرن وبنجاح باهر إلى إعادة مجتمعاتها إلى ما قبل السياسة والانتماءات السياسية والطبقية أي إلى حيث البداوة و الانتماءات القبلية والمذهبية والعائلية وحتى المناطقية في بعضها الأكثر ثورية.!؟
وقد حمل بعض المتفقهين في تلك المجتمعات أكثر من نسخة من أجل المصداقية فإبراز الصورة يعني أنهم يقدمون الدليل الملموس على صحة الواقعة وهل يكذِّب الإنسان المدهوش عينيه.؟
وهكذا انصرف الناس المنصرفون أصلا إلى ترويج الحالة بعد ( تبهيرها وفلفلتها ) من أجل أن يأخذ الناس العبرة مما حصل وبخاصة تأصيل تربية أطفالهم على صون المقدسات وعدم المساس بها أو الاقتراب منها درءاً للمسخ كما حصل مع الفتاة العمانية والنتيجة إنتاج مجتمعات معقمة وعقيمة بل ممسوخة.
أذكر جيدا، أنه بعد هزيمة حزيران المعتبرة التي حلَّت بتلك الأنظمة الثورية ، راجت حكاية وجود بعض شعرات وتحديداً من شعر الجفون بين صفحات القرآن، ومعروف أن معظم البيوت الإسلامية لا تخلو من نسخة من القرآن كما البيوت المسيحية التي لا تخلو من انجيل.. وهكذا انشغل الناس في الأحاديث عن هذه المعجزة، وراحوا يقضون أوقاتهم ليس في الحديث عن الهزيمة النكراء ومسبباتها وغير ذلك، إنما في تقليب صفحات القرآن بحثاً عن شعرة جفن.! والقلة من الذين لم يجدوا شعرة أو أكثر هم الذين لا يقرأون القرآن.. وهم وضعوا نسخة منه في منازلهم بفعل العادة لتأكيد هوية انتماءهم الديني فحسب، وكيف سيجدون تلك الشعرة في حين لم يسبق لهم أن فركوا عيونهم عند الفجر وهم يقرأون الأيات المعظّمات.!؟ هذا عندنا في سورية أما في - مصر- فكانت حكاية مختلفة في نفس التوقيت حيث ظهرت السيدة مريم العذراء فوق إحدى الكنائس معلّقةً في الفضاء وكأنها قدمت لتعزية المصريين المنكوبين بهزيمة حزيران ذاتها ولدعمهم لوجستياً في الحرب القادمة.!
واثر هزيمة أخرى لم أعد أذكر رقمها، راجت حكاية مختلفة لصرف الناس عن الانشغال بموضوع الهزيمة حيث زحفت جموع غفيرة من الناس نحو الشاطيء وراحوا يحفرون في الرمال كما تطلبت الرواية وذلك لرؤية اسم الله جلَّ جلاله وقد رسم بين طبقات الرمال وتلك الخطوط بالطبع كانت عبارة عن ترسبات ملحية.!
معجزة بعد معجزة..! ولعنة بعد لعنة..! وحكاية بعد حكاية..! ومع ذلك، يدوخ بعض المفكرين في تشخيص أحوالنا الهامدة ومحاولة فهم أسباب افتراقنا الحضاري عن باقي خلق الله في أنحاء المعمورة!
وهكذا نثبت يوماً بعد يوم وبجدارة لا نحسد عليها أننا أصحاب عقول ممسوخة بامتياز وهذه الحقيقة هي أصل كل الحكايات وفي مثل هذه الحالة التي هي حالتنا بلا فخر تصبح مسألة تقبل حكاية مسخ الفتاة العمانية التي لعنتها أمها ومسخها الله عقاباً لها على هيئة تتراوح بين القرد الشمبانزي والسحلية الكبيرة مفهومة وطبيعية ومثلها بقية المعجزات بما فيها معجزة أننا خير أمة أخرجت للناس.!
وبامكان كل من يرغب في معرفة حكاية المنحوتة الفنية التي أبدعتها أنامل الفنانة ( باتريشيا بيشيني ) الدخول إلى موقعها الشخصي وعنوانه: www.patriciapiccinini.net
وسيجد أصل صورة الفتاة العمانية المزعومة وهي عبارة عن تمثال مطاطي لا أكثر ولا أقل.



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجمع الليبرالي الديمقراطي خطوة أخرى نحو الأمام
- على خطا سيد القمني.!؟
- حول الغباء الأمريكي مرة أخرى.!؟
- المفتي السوري الجديد ..والصين الجديدة.؟
- العصفورية الأمريكية.!؟
- هيئة جهلاء المسلمين وبراعم بغداد
- مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟
- سيد القمني وأوباش الجهاد الإسلامي.!؟
- هزيمة أمريكا في سورية.!؟
- المعارضون واللحى وأشياء أخرى
- سيماءهم في عقولهم..!؟
- المعارضة الجوالة.. والسيد العراقي..!؟
- أحرار أم أشرار..!؟
- غربلة المقدسات : 49 + 50
- بين رياض الترك وسمير جعجع.!؟
- المستحاثات.. واتحاد الشباب العاطلين عن العمل.!
- كذبة /31/ شباط
- الديمقراطية الإسلامية على الطريقة الكويتية
- لماذا المؤتمر الوطني ( علاك مصدى ).!؟؟
- المنجل والمطرقة والحاصودي..!؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟