أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - العراق : من التكوين البريطاني إلى التقسيم في العهد الطائفي















المزيد.....

العراق : من التكوين البريطاني إلى التقسيم في العهد الطائفي


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق : من التكوين البريطاني إلى التقسيم في العهد الطائفي

العراق لم يخلقه الله كما يقولون بل خلقة ونستون تشرشل حين اقتطع جزئا من هنا وجزئا من هناك من ولايات عثمانية متنافرة في الثقافة والموروث ولصقه بالغراء الملكي ليكون مستعمرة جديدة تضاف إلى سجلات المستعمرات البريطانية حين وجد أن دفق النفط فيها أكثر من دفق ماء دجلة والفرات.
يقول "اريك لوران" في كتابة "أسرار حرب الخليج الصفحة 24 " ما نصه :-
( أن الكيان العراقي شي مصطنع ظهر إلى الوجود بعد اتفاقيات سايكس بيكو بعد تشكيلة من قبل ثلاثة ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة) .
وربما يكون الوصف التالي أروع وصف لهذا الكيان المصطنع :-
"العراق حصيلة نوبة جنون أصابت تشرشل الذي أراد الجمع بين حقلين للنفط لا يوجد بينهما أي قاسم مشترك :كركوك والموصل .ولهذا السبب جمع ثلاثة من الشعوب التي لا يجمع بينهما جامع :الأكراد .السنة و الشيعة ."

وجه الجنرال مود عند دخوله العاصمة العراقية بياناً للشعب العراقي باسم السلطات البريطانية قال فيه :
"إنني أمرت بدعوتكم من قبل الإشراف والشيوخ منكم وادعوكم للاشتراك مع ممثلي بريطانيا العظمى لإدارة مصالحكم "
لكن أهداف ومخططات الإمبرياليين البريطانيين ، والفرنسيين سرعان ما تكشّفت، عندما قامت ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا عام 1917، بقيادة فلاديمير لينين حيث فضح بنود اتفاقية سايكس بيكو المعقودة بين الإمبرياليين البريطانيين والفرنسيين وروسيا القيصرية حول اقتسام ممتلكات الإمبراطورية العثمانية فيما بينهم.
اصطفت أكثر الأقليات مع المحتل البريطاني من اجل الحصول على وعد بالاستقلال وتكوين دويلات حرة مسورة على أنفسها .
خالفت بريطانيا كل وعودها السابقة لهذه الأقليات وبدل الإيفاء بالوعود شكل المحتل البريطاني أول حكومة شكلية لإدارة شؤون العراق في 25 تشرين ثاني 1920 كان فيها جعفر العسكري وزيرا للدفاع بلا جيش ووزير الداخلية بلا شرطة لان الجيش العراقي كما هو معروف تأسس في 6 كانون الثاني 1921.
رفض الأكراد الانضمام لهذا التكوين وكان عدد ممثليهم لمؤتمر سان ريمو أكثر من عدد العرب وطالبوا بالاستقلال التام وتكوين كردستان المستقلة لذلك كانت طائرات القوة الجوية الملكية البريطانية أول الطائرات التي ضربت ثوار السليمانية بقيادة الحاج محمود الحفيد .
توج الملك فيصل ملكا على العراق في 23 من آب 1921 وبررت بريطانيا ذلك بان أهل العراق هم من صوتوا على اختيار الملك بنسبة 97 % .
أبدل الملك فيصل تسمية المحتل لهذه الأرض من ميسوبوتاميا إلى العراق الذي أصبح دولة بحكومة ملكية دستورية نيابية ديمقراطية .

تألفت معظم الوزارات العراقية الحاكمة من الأعيان وكبار الإقطاعيين الموالين للتاج البريطاني وومن ربطوا مصالحهم الشخصية مع المحتل .
ولأجل أبقاء الوضع كما هو علية قامت السلطات الحاكمة بالتعاون مع المحتل بشراء ذمم كبار شيوخ العشائر ورجال الدين بتوزيع الأقطاعات الضخمة ومنحهم الامتيازات الهائلة بتأسيس مجلس الأعيان وبلغت ملكيات البعض من هؤلاء الشيوخ مئات الآلاف من الهكتارات الزراعية ومقاطعات ضخمة تبلغ مساحتها اكبر من مساحة محافظات كاملة اليوم .
بينما كان العراقيون يعملون مثل عبيد روما وأثينا لخدمة هؤلاء الملاك والأعيان وبقيت الحكومة بكل وزاراتها مهزلة تتشكل وتنحل لأسباب تافهة ويعاد تكوينها بنفس المسميات الهزلية مثل نوري السعيد وناجي شوكت .جميل المدفعي .ياسين الهاشمي وعلي جودت الأيوبي .

تغير الموقف كثيرا بعد الحرب العالمية الثانية و انتصار الاتحاد السوفيتي وظهوره كدولة عظمى غيرت مسار العالم عبر انتشار ثورات التحرر الوطني والأحزاب الشيوعية وربط ثورات التحرر الوطني بالثورة الاشتراكية .

سدد العراق أول ضربة للاحتكارات الأجنبية بعد انتصار ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم انتزعت فيها الأقطاعات الهائلة من لصوص الدين وكبار الملاكين وتوزيعها على الفقراء وأصبحت الأرض لمن يزرعها ووضع حد للنهب والسرقة .
عمل الزعيم قاسم لكل العراقيين لم يتعصب لمذهب معين ولم يفضل طائفة على أخرى رغم نشوة النصر التي أدت بالبعض إلى المطالبة منة بإعلان العراق إسلاميا تارة وقوميا تارة أخرى لكن العراق كان بدلا من ذلك جمهورية عراقية احتوت الكل بين جنباتها عملت بالواقع لا بالشعار وانتصرت للفقير وأنصفت المظلوم على ظالمة بشخص الزعيم الوطني غير المتعصب للدين والمذهب والقومية .
وبدل أن يتظافر الكل مع الزعيم من اجل الحفاظ على المكتسبات ذهب البعض إلى التآمر بعدما فقدوا امتيازاتهم من الإقطاع البائد حتى وصل حجم التآمر إلى التحالف غير المقدس مابين رجال الدين والقومية إلى اعتراف الأزهر ببعض المذاهب الدينية تحت ضغط جمال عبد الناصر من اجل أن يصدر أصحاب تلك المذاهب فتاوي ضد الزعيم قاسم .

بقي العراق دولة مكتملة بكل نسيجها وطيفها المكون وأصبح حقيقة تاريخية لا يمكن التلاعب بها من العهد الملكي مرورا بالجمهورية العراقية الأولى حتى حكومات الانقلابيين وعمل الكل لأجل وحدة هذا البلد وأضاف الكل بصمته الخاصة من التكوين والتحرير إلى التأميم الكامل لثروته النفطية حتى إعلان المجانية لكل الخدمات الصحية والتعليمية واد خالة العصر الصناعي ولم يشهد التاريخ العراقي أن تقاتلت المكونات العراقية فيما بينها بحرب طائفية أو حرب على الهوية العرقية .
ولم يسجل التاريخ لكل من هؤلاء الحكام خيانتهم لهذا الوطن والتلاعب بأمواله وقدراته لم يتملك أكثر هؤلاء الحكام القصور الضخمة و الرواتب الخيالية ويحولوا ثروات العراق فيئا يورث لعوائلهم وأبنائهم .
وكان بإمكان العراقي أن يسير بحرية من زاخو في شماله إلى ابعد نقطة في جنوبه بدون تطرق ببالة فكرة الذبح والقتل على الهوية قبل أن يدخل مسمى الدين والمذهب إلى ارض الرافدين ليفتت الكل ليمسخ ويتنكر لكل ما سبقه من التاريخ والانجاز وينتصر لهذه الايدولوجيا ضد تلك وكأن التاريخ بدا معه ويشعل صراعا مذهبيا تقاتل فيه الكل مع الكل بحالة تنذر بتفتيت هذا الكيان إلى أشلاء متناحرة يعود معها الزمن إلى عصوره المظلمة بحكم الأسر الدينية المتنفذة وعصرها العبودي المقيت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل
- الحرب العادلة وحرب التحرير والحرب الأهلية . في المفهوم المار ...
- ماذا سيقول -القرموطي - عن انهزاميي الموصل
- متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟
- الاشتراكية يبنيها الحزب الطليعي القائد ... وليس الديمقراطيات ...
- هكذا توقع الاقتصاديون ....العراق في العقد التسعيني كوريا جنو ...
- في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها
- عقدنا السبعيني : ذلك العصر الذهبي الذي لن يعود
- لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية - التذاكي والتغ ...
- الديالكتيك المعاكس - حين يرتجع المجتمع من التنظيم الاشتراكي ...
- ماركس . لينين .كيف تنتصر البروليتاريا على فلول البرجوازية ال ...
- مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح
- لنكمل طريق -ماركس- بدل الاختلاف والخصام
- أخي .. جاسم الأزيرجاوي _ لا تركبها محددة _ 1
- لينين :- الاشتراكيون الديمقراطيون - أعداء الماركسية ومحرفيها
- ماركس – لينين . التوافق والاختلاف
- القيادي والعاطفي في التنظيم الشيوعي . أنا والرفيق النمري نمو ...
- ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟
- الطاغية العراقي عبر التاريخ
- المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - العراق : من التكوين البريطاني إلى التقسيم في العهد الطائفي