أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - أين العرب















المزيد.....

أين العرب


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان فيما كان في ماضي الأزمان ، بلاد يقال لها وطن العرب ويقال انها امتدت من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي وان جميع سكانها من العرب ، جمعتهم لغة واحدة ودين وتاريخ وهموم مشتركة ، وبنتيجة لما عليه من موقع ممتاز وما ظهرت في ارضه من ثروات وكنوز ولما امتاز به من مميزات اخرى فقد اصبح محط انظار الآخرين من خارج حدوده ،فتفننوا في ايذاءه بدءا ً من زرع كيان غريب دخيل في قلبه واجباره وبالأكراه على تقبله رغم انه يرفضه كونه قطعة غريبة عن جسده ،وانتهاءا ً بالنهب المستمر لثرواته و اشغاله بالحروب والدمار والقتل الذي طال حتى قياداته ، حتى انتهى المطاف الى فقدان الوعي والذاكرة وشلل تام في جميع الوظائف .

ابتكار ممثل يدعى جامعة العرب :

وعين ممثل عن الوطن الذي فقد الوعي سمي ً بجامعة الدول العربية ،وياليتها لم تكن ولم تتكون فقد تبين للعرب انها تلجأ في الملمات الى الأعداء تستنجد بهم لخراب دولها وتهديم بناها ووحدتها ثم تجلس مستريحة تتفرج مع المتفرجين وكما حصل بالأمس القريب في ليبيا وسوريا والعراق ، لقد فوضت الدول الخارجية لضرب ليبيا وكان هذا وتم ضرب ليبيا ، ولكنها لاتحرك اليوم ساكن لما يحصل للشعب الليبي من قتل مستمر وتفكك وهدر بالثروات !
وحاولت ان تعيد الكرّة مع سوريا لولا بعض الخيرين في المجتمع الدولي و ( اذا خليت قلبت ) ،الذين وقفوا بوجه استمرار المغامرات في ارض العرب ،اما بالنسبة للعراق فقد تذكرت العراق يوم تم التوافق ان يجتمع العرب في قمة على ارضه وهكذا جلسوا بضعة ايام أكلوا وشربوا وتنزهوا للترويح وما ان انتهت ايام اللقاء حتى عادوا لايعرف احدهم الآخر، و نسوا بلدا ً اسمه العراق ، بل ان بعضهم يمييز على انه من يدفع من ثروات شعبه لأيذاء شعب العراق وتفريقه وجعله على شاكلة بما يشبه التشتت العربي .

لايخجلون من العار :

ينقل لنا التاريخ القريب جدا ً صورة لمحاولة رئيس الوزراء البريطاني أقناع برلمان بلاده بالموافقة على ضرب سوريا وقتل شعبها وتدميرها ، وكان يشير من ضمن حججه الى تنسيقهم مع ما يسمى بالجامعة العربية وهو يشير عمدا ً الى موافقتها المبدئية على ضرب شعب سوريا وكأنه يقول لبرلمانيه ، أنه يجب أن توافقوا بعد أن وافق ممثلوا الجامعة العربية ،غير أن البرلمانيين يدركون جيدا ً ان مؤسسة مثل الجامعة العربية لاتمثل العرب تمثيلا ً حقيقيا ً بقدر ما يسيرها شلة من الدول العميلة التي تنسق أعمالها مع أعداء العرب .
ويالعار الجامعة العربية التي قبلت بهذا الخيار في وقت رفضه برلمان بريطانيا الدولة الأجنبية عن العرب !
إذن ما جدوى وجود هذه الجامعة التي تنادي الدول الكبرى لكي تضرب دول العرب بالصواريخ وتقتل أهلها وتخرب منشآتها ،أليس الأولى بها ان تبتدأ بدولها المحتلة والمعرضة للمحن ليلا ً ونهارا ً مثل فلسطين فتنادي الدول العظمى لتنتخي لها ،أم أنها تعلم أن هذا لن يحدث أبدا ً وان الدول الكبرى لاتعرف الجامعة العربية ولاتقيمها بقدر ما تلجأ اليها لكي تخدم مصالحها وتوجهاتها الدولية .
أما كان للجامعة، كهيكلية يجب أن تمثل العرب ،أن تبقى على الحياد على الأقل فلا تعلق بأوحال الخلافات الهامشية لكي تبقي على أحترامها وهيبتها وبالتالي تكون مرشحة قوية للدخول بقوة في فض النزاعات الداخلية العربية أو على الأقل التخفيف منها .
اما مع العراق فحدث ولا حرج فدولها ضربت العراق مع تحالف آل بوش، ودولها احكمت الحصار على شعب العراق خجلا ً من الصهاينة ودولها لايعنيها اليوم ما يتعرض له العراق من هجمة ارهابية ثبت ان بعض دولها تقوم بتمويلها .

صور من التفاهم العربي :


لم يحصل ان قام العرب بالتواصل العربي - العربي وفتح حدود بلاد العرب للعرب لأجل الألتقاء والتقارب العربي وليشعر العربي انه في بلده اينما حل ورحل على امتداد بلاد العرب، و لكن ان حصل اليوم شيئا ً من هذا فأنه يقتصر على رسل الموت من الأرهابين والتكفيرين والظلاميين ،الذين يعدّون و يمولون عربيا ً ويرسلون لأقتحام ارض عربية اخرى حاملين صور من التواصل العربي المبتكر الذي يحمل للبلد الآخر الموت والخراب والتهجير،ويكون مدعوم ومسند بأحدث دعاية من فضائيات مصممة لتعميق الخراب ومشتراة بأموال النفط العربي !
كما انهم اليوم مضرب الأمثال في مساعدة بعضهم البعض فالدول الغنية تساعد الدول الفقيرة ولكن ليس بالمال والغذاء والخبرة ،ولكن هذه المساعدات تكون على شكل فتن متنوعة و مفخخات وصواريخ واحزمة ناسفة لقتل الفـقراء وتخليصهم من الحياة القاسـية وارسـالهم سـريعا ً الـى الـجنة الموعودة .
واصبح لديهم اليوم معارف ومثل جديدة مبتكرة على ارضهم ، ومنها ان يتعاهدوا ويتكاتفوا مع العدو ضد بعضهم البعض بكل ما اعطاهم الله من هبات وموارد ومقدرات في هذه الدنيا ، حيث ان هناك في الجانب الآخر على مقربة من دولهم من يطمع بثرواتهم في العلن ،ويصفهم بأنهم لايستحقون كل ما اعطاهم الرب لأنهم لم يحسنوا التصرف به ولايجيدون استخدامه لرفاه شعوبهم ولزيادة قوتهم والدفاع عن حدودهم ،لابل ان العالم بأكمله يراهم اليوم يستخدمون الثروة التي وهبهم الله في قتل بعضهم البعض وتدمير ممتلكات بعضهم البعض .

وحوش تجلس على ابار النفط :

ان العالم من العدو والصديق يسخر منهم ويصفهم بالوحوش التي تجلس على ابار الثروة والنفط وان على هذا العالم المتمدن ان لايسمح لهم بالتصرف بتلك الثروات بمفردهم لعدم الأهلية ، ولأنهم لايجيدون التواصل مع بعضهم البعض فأنهم خطر على العالم ان هم تركوا بل من الأفضل ان يجزئوا الى دويلات صغيرة تقاتل بعضها تحت شتى المسميات وعلى هذا العالم المتحضر ان يهيأ لهم ادوات القتل من السلاح الحديث ، ليستمروا بتقزيم بعضهم البعض وبرزت أحدث الصيحات ( دع العرب يقتل بعضهم البعض ) .
ممنوع ان يتقنوا فنون الصناعة وحتى من يملك بعضها فأن العالم المتحضر قام بتخريبها بغزوات كونية للحد من الشر العربي المستطير وان عليهم ان يستوردوا كل شئ ،حتى المأكل والملبس لقاء ثمن النفط الذي لايعرف على وجه الدقة كيف منحه الرب لهم رغم عدم اهليتهم وعدم مقدرتهم في الأستفادة منه .
ودينهم الذي من به الله عليهم الذي هو رسالة عدل وسلام وسماحة ختم الله به الأديان وجعله صالحا ً للبشرية جمعاء ولكل عصر وأوان ،عملوا على قولبته بقوالب التكفير والأنغلاق والتحجر وأخذوا يقدمون صورة سهّلت على اعدائهم ما كانوا قد قدموا من نعوت واتهامات للعرب امام العالم .
لايعرف الى أي زمن يمتد فقدان الوعي الذي تعيشه دول العرب وشعب العرب الذي يرقد كالمارد من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي ولكن بدون حراك ،هل هناك من يجيب على تسائلي أين العرب ؟.
[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحدي بين الموت والحياة
- الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق
- داعش هل نزلت من السماء ؟
- ليس داعش بل تقصيرنا
- خط بارليف والأستيطان الصهيوني
- حكاية كرسي الحكم
- نهتم بالماضي ام بالمستقبل
- عثمان علي ووحدة النسيج العراقي
- عمال صغار في بلادي
- تجربتي في الأنتخابات البرلمانية
- العراقيون والفشل في التغيير
- شعب يعشق خناقه
- على مشارف الأنتخابات العراقية
- قبل إعطاء صوتك
- ما الذي يهدد التغيير
- هل يحصل التغيير الكبير
- تناقض الثروة والفقر في العراق
- خروج الدعاية الأنتخابية عن المنطق
- طباعة الدعاية في الصين هل تنفع
- من يمثل الأسلام العظيم


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - أين العرب