أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق














المزيد.....

الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 18:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أثبتت السياسة انها فعل كل ما تستطيعه لكسب مصالحك الشخصية بغض النظر عن الطريقة ،كما اثبتت انها بعيدة عن الأنسانية والعدل وحقوق الآخرين ، وكلما كانت فـنـا ًغامضا ً يأتي بالثمار المرجوة دون كشف اسراره ،كانت ارقى درجة واعلـى حـبكة ، كما يتوجـب فيـها لبـس اقـنعة واقية مــن المبادئ والمثل لدرجة ان لايميز بينك وبين المعتنق الحقيقي لهذه المبادئ ولكن بدون تطبيق شيئا ً منها !

توطئة :

بعد العام 2003 وبعد دخول القوات الأمريكية العراق أشيع في الشارع العراقي ان امريكا لم تكن تستهدف العراقيين بقدر ما كانت تريد النظام الديكتاتوري ، وان العراقيين سوف يعيشون ،وفق الأحلام الأمريكية ، بين انهار اللبن والعسل الأمريكي والأوربي ،وليس هذا فقط بل راحوا يروجون الى افكار ابعد من هذا بكثير من مثل ان العراق سوف يشمل بعناية امريكية خاصة كما لو انه ولاية تضاف الى الولايات الأمريكية وهذا متأتي من أهمية العراق الذي هو خزان نفطي يمثل الأحتياطي المستقبلي للعالم ولكون العراق قد تعرض الى حروب امريكية مدمرة وحصار قاسي رغم ان شعب العراق لم يكن له ذنب في مغامرات صدام حسين ،والذي اثبتت الوثائق والوقائع اللاحقة انه عميل لهم، فيمكن تعويضه بعناية وعلاقات خاصة من امريكا واوربا بما يغيير الصورة المرسومة في الذهنية العراقية عن امريكا المدمرة المتوحشة ، ويبني صورة جديدة لعلاقات جديدة مبنية على المصلحة المشتركة .
فوجئ العراقييون ان كل هذه الأفكار لم تكن سوى تنظيرات استخبارية واعلامية هدفها تسهيل مهمة القوات الأمريكية في العراق ، وقد اتضح منذ الأيام الأولى لغزو 2003 حجم الحقد الذي يكنه المهاجمون للعراق وذلك لما قاموا به من تسهيل تدمير البلاد ،وصل الى انهيار البنى التحتية وحل قوات الجيش والأمن واغراق البلاد في فوضى لاقرار لها ،وليس هذا فقط بل السماح لطفيلين من البلدان المجاورة بالدخول الى البلاد والمساهمة والمعاونة بالتخريب والنهب والسلب الذي طال الأموال والأثار والكنوز الوطنية الأخرى ،تحت سمع وبصر القوات المحتلة والذي يفترض انها المسؤولة مسؤولية مباشرة عن البلاد بعد اسقاط مؤسسات الدولة .
صبر العراقيون :

ومع كل ذلك فقد أعطى العراقييون الأمريكان الفرصة لأكثر من عام أملا ً منهم في تغيير الأوضاع ،وخلال ذلك لم تشن هجمات معتبرة ضد القوات الأمريكية ، غير ان الأمريكان تمادوا في مضايقة الشعب واستفزازه في مسيرات القطعات العسكرية التي أخذت تصول و تجول في البلاد وتدخل المدن وخاصة تصرفات الشركات الأمنية ،وبدأت الفضائح تظهر لكل ناظر وبدى اليأس من أي بادرة خير للمحتلين وصنفوا بأنهم محتلون خربوا ودمروا اسوة بالموجات البشرية للمغول والتتار التي مرت بالبلاد ليس إلا ّ وقد يكونوا اسوء ، وسوف يكشف التاريخ عن كل الفضائح التي ارتكبها الأمريكان في العراق مما يندى له الجبين .

العراق يسلم للأرهاب :

واليوم يتفرج العالم على العراق، الذي كان جيشه بالأمس يعد من ارقى الجيوش المتقدمة في العالم ، وهو يترنح تحت ضربات ارهاب غير منظور المصدر ، ولكن الدول الداعمة والمغذية له معروفة وهي جميعها وطيلة تاريخها بيد السيد الأمريكي وهذا ما يثير الف سؤال وسؤال عن الأهداف الأمريكية في العراق والسياسة المتبعة لأمتلاك العراق ونفطه ، اذا استعرضنا ردود الفعل الدولية على عمليات ارهابية تمس مواطنين اوربيين او امريكان أو مصالح لهم ،وقارنا ردودالغرب والمنظمات الدولية بما يحصل في العراق من جريان لنهر الدم والسكوت عليه، رغم ان مايجري هو فعل لاحق للغزوات الأمريكية والغربية المشتركة وسببا ً لما حصل في العراق بسببها ، فأننا حالا ً نستذكر ما كانوا يعلنون من رغبة في استمرار نزيف الدم العراقي ابان الحرب العراقية الأيرانية ، وأذا اعتبرنا تلك الحرب وحرب ما عرف بتحرير الكويت والحصار ومن ثم حرب 2003 هي سلسـلة متوالية لأنهاك شـعب العراق واخضاعه ، فأن حلقة الأرهاب هي حرب جديدة بكل المقاييـس تكمل سـلسـلة الحروب السابقة والهدف منها واحد .

الجنة الأمريكية الموعودة :

من الملاحظ ان الأرهاب كان يتبع خطوات مايعرف بالتغيير والديمقراطية ، فبلدان مثل العراق وليبيا لم تكن تسمع بالقاعدة والمفخخات وعصابات الأنتحاريين ولكنها اصبحت عرضة للتقسيم و مرتعا ً للأرهاب بعد دخول القوات الغربية ، دون ان يكون هناك أي مساعدة فعلية وواضحة لهذه الدول للتخلص من الموجات الأرهابية .
واليوم نسمع تصريحات لمسؤولين بارزين على المستوى الدولي مثل المسؤولين الروس الذين يصفون ما يحدث في العراق بأنه سببا ً للمغامرات الأمريكية والبريطانية فيه ، اذن هل يمكن ان تكون هناك علاقات دولية بهذه الشاكلة :
ان اخرب بلادك وافكك جيشك ،فأن كان الوضع سلام فأن حق الأستثمار واستغلال ثروات البلاد هو من حصتي ،اما اذا حصل ما يحصل اليوم في العراق من هجمات ارهابية معلوم الجهات المغذية لها ،فأذهب انت وربك فقاتلا !
ان الهدف هو عدم قيام قائمة للعراق بعد اليوم . واذا عدنا الى الوراء قليلا ً ،حيث فترة الحصار الأمريكي على العراق ، ونقلنا على لسان رئيس لجنة المساعدات الأنسانية في العراق يقول :
( ان الحصار على العراق كان يقتل ستة الآف شخص كل شهر ) .
يتبين لنا حجم القتل و الدمار الذي تعرض له شعب العراق على يد الأمريكان ، ويبدو جليا ً ان كل ما يتبع الحرب الأمريكية على العراق ومنها ما يحصل اليوم من اقتحام للأرهاب في الداخل العراقي ،هو من تبعات الحقد والحرب الأمريكية على العراق .

الأفضل للعراق :

كان الأفضل للعراق ان لايمر بتلك الظروف الصعبة فلا يحتاج لأي معونة خارجية من أي مصدر ، وذلك بترصين وحدته الداخلية واعتماد ذوي الكفاءة من ابناءه وتقوية جيشه وتحديثه والذي كان جيشا ً يخشاه البعيدون ،وليس كما يحصل اليوم من ضياع للوطن وهيبته وسط سجال المصالح الشخصية والتقاتل على المناصب .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش هل نزلت من السماء ؟
- ليس داعش بل تقصيرنا
- خط بارليف والأستيطان الصهيوني
- حكاية كرسي الحكم
- نهتم بالماضي ام بالمستقبل
- عثمان علي ووحدة النسيج العراقي
- عمال صغار في بلادي
- تجربتي في الأنتخابات البرلمانية
- العراقيون والفشل في التغيير
- شعب يعشق خناقه
- على مشارف الأنتخابات العراقية
- قبل إعطاء صوتك
- ما الذي يهدد التغيير
- هل يحصل التغيير الكبير
- تناقض الثروة والفقر في العراق
- خروج الدعاية الأنتخابية عن المنطق
- طباعة الدعاية في الصين هل تنفع
- من يمثل الأسلام العظيم
- القرارات الثورية وتفجير الطاقات
- بوتين الثعلب


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق