أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - هزيمة الثورة , متعة الثورة














المزيد.....

هزيمة الثورة , متعة الثورة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورات صيرورة تمتد سنينا و عقودا , و كثيرا ما تهزم أو تفشل , بمعنى أنها و إن حققت هدفها الآني في إسقاط النظام الذي ثارت عليه فإنها عادة ما تفشل في إلغاء الاستبداد و الاستلاب من حياة البشر , ما أنجزته الثورات الماضية حتى اليوم هو نقلها النضال ضد الهيمنة من مستوى لآخر , و فرض شكل و خطاب جديدين للهيمنة .. إذا استثنينا القوى السلطوية التي ترى في الثورة فرصة لإقامة سلطتها الخاصة , فإن الثوار لا يقاتلون فقط لكي "ينتصروا" , أي لكي "يستولوا على "السلطة" , إنهم يقاتلون أساسا ليسقطوا السلطة القائمة , و هذا بالتحديد ما يسهل مهمة قوى سلطوية جديدة في "الاستيلاء" على الثورة , أو الاستيلاء على السلطة "باسم الثورة" , تريد هذه القوى إعادة بناء السلطة و ميكانيزماتها كعلاقة هيمنة , بينما يناضل الثوار لبناء فضاءاتهم الموازية المتحررة من أية هيمنة .. و الحديث عن أن الثوار "يضحون" في سبيل سعادة أجيال قادمة أو في سبيل سعادة غيرهم لا يختلف عن الوعود بحياة أفضل في عالم غيبي أو في حياة أخرى .. الحقيقة أن الثورة بالنسبة للثوار هي محاولة لإعادة خلق الذات و العالم , لكنها أيضا سعي شجاع و استثنائي لاقتناص المتعة .. لنفهم هذا يكفي أن نذكر بعض ثوار 1789 في فرنسا : كلير لاكومب أو روزا الحمراء , التي كانت ممثلة مغمورة في المسارح المتنقلة قبل الثورة الفرنسية , و أصبحت إحدى "بطلات" تلك الثورة و هي تقاتل مع الثوار الباريسيين في معارك 10 أغسطس آب 1792 و تواصل القتال رغم إصابتها , و أسست فيما بعد مع نساء مثلها جمعية النساء الثوريات الجمهوريات , قبل أن تمنع من أي نشاط سياسي , ما نعرفه عن كلير فيما بعد أنها عادت للتمثيل في المسرح لفترة قصيرة قبل أن تنقطع أخبارها نهائيا .. أو جان ليكيرك , ابن مهندس مدني , كان يعمل في جزر المارتينيك , و طرد منها بسبب دعايته الثورية , ليعود إلى فرنسا ليشارك مع آخرين في تأسيس مجموعة الغاضبين , و لم يتحمل حتى النادي اليعقوبي ( حزب روبسبير ) مواقفه الثورية "المتطرفة" تلك فطرده و منع هو أيضا من القيام بأي نشاط سياسي بعد هزيمة الثورة حتى وفاته .. أو بائعة الخضار رينيه أودو التي شاركت في الزحف على فرساي و الإطاحة بالملك .. أو القس الكاثوليكي جاك رو أحد مؤسسي مجموعة الغاضبين , و أحد قادة كومونة باريس , الذي ألهبت خطبه النارية عن ضرورة إقامة مجتمع يقوم على المساواة و عن ضرورة توفير الطعام للجميع , حماسة فقراء باريس قبل أن يتهمه روبسبير بالجاسوسية فانتحر كي يتفادى الإعدام على يد أعدائه .. أو الماركيز دي ساد , أكثر الأوراح حرية على الإطلاق كما وصفه السورياليون بعد قرنين , أحد سجناء الباستيل في يوم سقوطه العتيد و الذي ألهب حماسة مهاجمي الباستيل بصرخاته و قصصه عن تعذيب السجناء , و المعروف بخطاباته النارية في الجمعية الوطنية مطالبا بحرية الضمير و الفكر و بكتاباته المتمردة على كل شيء , رغم أن الرجل أمضى جل عمره بين السجون و المشافي العقلية .. و ثيروين دي ميريكورت , التي عملت في فرنسا قبل الثورة خادمة , خياطة , مغنية , الخ , قبل أن تصبح "ناشطة" في النوادي الثورية الفرنسية و تشارك في المعارك العديدة ضد قوات الملك ثم القوات المعادية للثورة , المرأة التي رسمت لها الصحافة الملكية الباريسية صورة كاريكاتورية "مشينة" : "عاهرة" الوطنيين ( كما كان يسمى مناصرو الثورة الفرنسية يومها ) , و أن أيا من أعضاء الجمعية التأسيسية قد يكون والد طفلها , و التي ستتعرض أخيرا للاعتداء على يد عصبة من النساء اليعقوبيات اللواتي قمن بتعريتها و ضربها بقسوة بعد إحدى خطاباتها التي دافعت فيها عن خصومهم الجيرونديين , لتظهر عليها علامات الجنون و تقضي بقية حياتها في مشفى للأمراض العقلية .. قارع هؤلاء السلطة , قارعوا "قدرهم" , اقتحموا ساحة التاريخ المحرمة على أمثالهم , حلموا , حاولوا , قاوموا , انتصروا حينا , و هزموا أحيانا , و في كلتا الحالتين قاتلوا بكل جسارة , و في كلتا الحالتين استمتعوا بكل فعل مقاومة و كل لحظة حرية حتى الذروة .. هناك اليوم آلاف , ملايين ربما , من هؤلاء الثوار في شوارع الشرق الذي انتفض منذ أكثر من ثلاث سنوات و ما يزال , صحيح أن هؤلاء يحاولون بكل قوتهم خلق فضاءهم الحر المستقل عن السلطة القائمة و أية سلطة , لكنهم أيضا يثورون باحثين عن المتعة .. في عالم لا يخلق إلا الألم و الملل و الاستلاب و التفاهة , فإن الثورة , على الصعيد الفردي , هي أساسا متعة



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر عزيز و نهاية المثقف
- كم أتمنى لو أني كنت مخطئا و أنكم على حق
- السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل
- بين العبث و الثورة , تأملات ثورية بعد قراءة دانييل خارمز
- الحرب في بر الشام
- هيك , حكي نحشيش
- داعش و أخواتها
- محاولة للنظر في المرآة
- رد متأخر , العزيزة ليندا
- عدونا هو العبد للأناركي الفرنسي نويل ديميور
- عن قصة المؤامرة
- حقيقة الجهاديين
- تقبل الآخر : كعلاقة هيمنة لإيريك إمبسون و آريانا بوف
- مانديلا : انتصر على الأبارتيد , و هزمته النيوليبرالية لجوناث ...
- ثورات في منتصف الطريق
- هل تكون الطائفية هي الثقب الأسود لربيع الثورات الشعبية
- ماذا يمكن للثوري الايطالي كاميليو بيرنييري أن يقول اليوم للث ...
- تأملات في جنيف 2
- مناضلون ضد النازية
- من هو الأناركي ؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - هزيمة الثورة , متعة الثورة