أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - عن أي نسيج يتحدثون















المزيد.....

عن أي نسيج يتحدثون


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 05:54
المحور: القضية الكردية
    


طرحت علي المقابلة التي أجرتها صحيفة الأنباء الكويتية مع السيد محمد ناجي عطري رئيس الوزراء السوري أسئلة كثيرة حول هذا الحديث الطنان الذي أجراه مع الصحيفة وكانت الأسئلة التي يطرحها العقل الباطن علي تتمركز حول محورين اثنين أولهما لماذا اتهم السيد العطري مجموعة من الأحزاب الكردية بمحاولة تمزيق نسيج المجتمع السوري وثانيهما جرأة حديثه عن وجود معارضة ولكن تفتقر إلى برامج تنموية , وحصره مفهوم المعارضة في الاختلاف حول الخطط والبرامج والأولويات.

إن الأحزاب الكردية بأكملها التي تتخذ من داخل سورية وأحدد هنا كلمة سورية وليست المناطق الكردية من سورية بحيث أن نشاط العديد من تلك الأحزاب قد تجاوز القامشلي وعاموده في الجزيرة ذات الأغلبية الكردية الساحقة وعفرين وكوباني (عين العرب) في منطقة كرداغ أيضاً ذات الأغلبية الكردية الساحقة مع احترام وجود قوميات وطوائف وملل أخرى في المناطق المذكورة وهي بأجمعها تكمل اللوحة السورية الجميلة والتي يسعى كل سورية الحفاظ على رونقها وجمالها لا اضطهادها وتهميشها لا بل تخوينها واتهامها بالعمالة.

إن هذه الأحزاب بكل ألوانها السياسية ومرجعياتها الثقافية والقومية والاجتماعية وابتداءً من رؤساءها وانتهاء بأصغر عضو في حلقة في قرية كردية نائية ما زالت بدون كهرباء وماء أو حتى خدمات إنسانية أخرى لا بل وزد على ذلك قد عرب اسمها إلى اسم عربي بدلاً من التفاخر بوجود ثقافة أخرى قد ترجع إلى آلاف السنين مما يزيد من نصاعة وجه سورية الحضاري فأنها ترفض فكرة سلخ أو اقتطاع جزء من الأرض السورية حتى ولو كان هذا الجزء كردياً خالصاً وأتحدى أي مسؤول رسمي أن يكون قد قرأ البرنامج السياسي أو النظام الداخلي لأي حزب كردي كان على الإطلاق وبدون استثناء ولو كان قارئاً لهذا الأدبيات فأنه يغض طرفه عن موجودات هذه الأدبيات لا بل يلجأ مباشرة وبدون أي سابق إنذار اتهامهم باتهامات مختلفة أبسطها الخيانة العظمى وسلخ جزء من أراضي سورية وإلحاقها بدول الجوار وأي دولة مجاورة ... لا أعرف!

عندما يتهم مسؤول كبير على مستوى رئيس الوزراء بعضاً من الأحزاب الكردية والمدعومة من الخارج كما قال بالحرف يعطي مؤشرات كثيرة وواضحة حول الرؤية الجديدة للحكومة بحل القضية الكردية في سورية والتي اعترض السيد العطري على تسميتها بأزمة الأكراد لا بل وسماها بتحديات دون أن يفسر بين من ومن هذه التحديات أبين الأكراد الذين لا حول لهم ولا قوة وأكبر مطالبه حقوقهم الإنسانية في الحصول على جنسية وهوية البلد الذي ولدوا فيه لا بل هم السكان الأصليين والعرب القادمين هم من جاءوا من شبه الجزيرة العربية كما أوردت كافة الكتب المدرسية والتعليمة في المداس السورية وبين السلطة الحاكمة وأسرد السيد العطري في وصف الأكراد قائلاً:

« الأكراد هم جزء من نسيج الشعب السوري، منذ القديم كان هناك من أصول كردية رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة وغيرهم. نحن ليس لدينا مشكلة أو عقدة تجاههم فهم داخلون في نسيج المجتمع السوري. لكن خلال الآونة الأخيرة بدأت مجموعة من الأحزاب المدفوعة من الخارج تحاول أن تمزق هذا النسيج تحت مقولة هناك وطن كردي "حلم" وما يجري من تشجيع على هذا الموضوع القصد منه هو تفتيت ما أمكن في نسيج المجتمع السوري وفي لحمة هذا الشعب، والشيء الذي صار في شمال العراق أكبر دليل».

إن الأكراد الذين كانوا يوماًَ ما رئيس جمهورية ورئيس وزارة في سورية لم يكونوا كأكراد بقدر ما كانوا سوريين ولم يفكر أي واحد منهم بأنه من قومية مختلفة ولو كان محمد علي العابد وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وغيرهم من الضباط والقواد الأكراد والذين لهم بصمات في تاريخ سورية لو فكروا بأنهم أكراد لكان هناك اليوم كيانٌ أسمه إقليم كردستان سورية أو كردستان على الأراضي الكردية من سورية لا بل لو فكر الأكراد قبل قرون بهذا التفكير لكان الأن دولة كردية مستقلة منذ أيام القائد الإسلامي الكردي صلاح الدين الأيوبي والذي إلى هذه اللحظة لا يعترف الكثير من الإسلاميين والعرب بأنه كردي وكان القول المشهور بأنه لو انتصر فهو بطل عربي ولو هزم فهو كلب كردي يردد على الكثير من الألسنة مع احترامي لعظمة هذا القائد.

الكرد في سورية بأحزابهم ,وجماهيرهم أناس مناضلون في سبيل حماية سورية من أي عدو متربص بها ولم
يكونوا يوماً من الأيام خطراً على أمنها وعلى سلامة أراضيها لا بل على العكس منهم الكثير من قدم التضحيات بأرواحهم في سبيل الدفاع عن كل ذرة من ترابها الذي نفتخر بانتمائنا الوطني إليه.

إن الطامة الكبرى تكمن في اعتراف كل المسؤولين ومنهم السيد العطري بـوجود مشكلة إحصاء عام 1962 مشيراً إلى أن من بين المقررات التي اتخذت في المؤتمر القطري العاشر إعادة النظر في موضوع الإحصاء وهذا يمنح حق الجنسية لمجموعة من السوريين من أصول كردية الذين ولدوا في سورية في فترات سابقة قديمة وهذا مطلبهم الرئيسي استدرك قائلاً الأكراد الباقون الذين قدموا من تركيا والعراق سنعالجها كما تعالج في كل دول العالم أوضاع الوافدين إليها هؤلاء ليسوا سوريين بل جاؤوا من دول الجوار ودخلوا سورية. علماً أن المناطق التي هجر منها الأكراد كما يدعي السيد العطري من دول الجوار كتركية مثلاً هي مناطق سورية مغتصبة كما يدعي كل القومويين العرب السوريين والكردي الذي هاجر من نصيبين وعنتاب وماردين وأورفة كمن انتقل من إدلب وحماه وحمص للعيش في حلب أو انتقل من درعا والسويداء للعمل والمعيشة في دمشق وإلا فليتنازلوا عن الأحقية التاريخية لهذه الأراضي لسورية وإلا عليهم الاعتراف بالتنقلات التي كانت ضمن أراضي الدولة الواحدة والكردي لم يهاجر من استنبول وأزمير وأنقرة إلى القامشلي وعاموده وعفرين وكوباني فالكردي المهاجر عملياً كان يتجول في أراضي بلده ودولته فما هذا التناقض؟

إن توفيق نظام الدين الذي كان يوماً ما رئيس أركان الجيش السوري خرج اليوم أجنبياً مهاجراً أتى من خارج سورية واليوم إعادة الجنسية إليه أصبحت منة بل أصبحت أكبر مشكلة لكل الأكراد الذين على شاكلته ولا زالت الوعود تتتالى يوماً بعد يوم بقرب صدور القانون الذي يعيد إليهم أو تمنحهم الجنسية... لا يهم.

واتهم السيد العطري مجموعة الأحزاب الكردية اللعب بإثارة مجموعة من القلاقل كما حدث في شمال سورية، مضيفاً نحن يهمنا الإحصاء وهؤلاء عددهم يتراوح بين 80 ألف إلى 90 ألف. وهناك جزء كبير منهم رحل إلى شمال العراق أريد أن أقول أن الأكراد جزء من نسيج الشعب السوري ومن تكوينه. إن اتهام السيد العطري يفتقد إلى الدقة والمنطقية والقلاقل التي جرت في شمال سورية لم تكن إلا مشاكل ومآسٍ لجزء من الشعب السوري ينتمي إلى القومية الكردية له مشكلة إنسانية وقومية ضمن حدود هذا البلد الذي بتنا فيها ضيوفاً بحكم قوانين استثنائية ولا إنسانية ولا تمت إلى الحضارة والتطور بصلة.

في حين يعترف السيد العطري بوجود ما بين 80 ألف و90 ألف من الكرد السوريين بدون جنسية دون أي يحل أزمة هؤلاء السوريين الذين ملوا الوعود الكاذبة ولم تحرك الحكومة ساكناً في سبيل الوقوف جدياً لحل هذه المسألة ناهيك عن الرقم الحقيقي للأجانب والمكتومين الذي يفوق كثيراً ما أعلنه السيد رئيس الوزراء ونحن نقبل بإعادة الجنسية للرقم الذي أعلنه السيد العطري ولكن نريد حلاً جذرياً لهؤلاء الذي لم تدخل أسمائهم قائمة السيد العطري وينوف عددهم عن ربع مليون بحسب الزيادة الطبيعية لنسبة السكان في سورية.

أما الشق الثاني والذي اعترف به السيد العطري بوجود معارضة ولكن هذه المعارضة تفتقر إلى برامج تنموية فيعود السبب الرئيس إلى احتكار حزب البعث الحاكم السلطة وكافة مفاصل الدولة منذ أكثر من أربعين عاماً خلف بالتالي معارضة هزيلة تفتقر فعلاً إلى برامج تنموية لأنها بالأساس لا تستطيع أن تصدر جريدة ناطقة باسم لجنتها المركزية ويكون لسان حالها وفي حين يحاكم بالسجن عدة سنين من يحمل تلك الجريدة ويتهم بإثارة النعرات الطائفية والعرقية ويكون خطراً على أمن الدولة.

كيف يكون لدينا معارضة حقيقية ونحن بلد تأسيس لجنة أو جمعية تهتم بحقوق الإنسان فيه ممنوع بحكم القانون والأحزاب الموجودة فيه تكون محظورة لا بل فتح مطعم لبيع الفلافل يتطلب موافقة من الأمن السياسي وإقامة حفلة عرس يتطلب موافقة ثلاث جهات أمنية بالإضافة إلى نقابة الفنانين.

إن الحديث عن النسيج ناقص سيدي رئيس الوزراء وما بني على باطل فهو باطل نعم هناك معارضة هزيلة تفتقر إلى برامج حقيقية ولكن العطب ليس من تلك المعارضة بل من النظام الذي هضم كل شيء لحسابه الخاص ولا مكان لأحد فيه سوى للبعث علماً أن كل ذلك هو بعكس توجهات السيد الرئيس الإصلاحية وينافي قراره الذي اتخذه قبل عام تقريباً بفصل الحزب عن السلطة ناهيك عن التوصيات التي أصدرها المؤتمر القطري العاشر لحزب العبث والتي من المفترض أن تجد حلولاً لكافة المشاكل العالقة ومن بينها المشكلة الكردية أو الأزمة سمها ما شئت ومسائل حقوق الإنسان ومشاكل أخرى أكل الزمن عليها وشرب وبات المرء ينفض من حولها الغبار إذا حاول فتح ملف صغير من ملفاتها ولكن لا حياة لمن تنادي ومازالت الحالة هي كما هي بل على العكس الأمور تزداد سوءً على سوء وحمانا الله عز وجل وحما سورية من كوارث أكبر قد تكون على الأبواب.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمليات الانتحارية استشهادية أم إرهابية
- كلهم غنوا إلا نحن
- الجنجويد من دارفور إلى القامشلي
- قتلوك يوم خونوك
- وطن... مواطن... أشياء أخرى
- الكرة في الملعب السوري
- انهض أيها البلبل الحزين - إلى محمد شيخو
- هل المرأة الكوردية متحررة؟ أم لا؟
- المجازر العراقية كالمجازر الأرمنية
- ويقال عنهم بأنهم كفار
- خفافيش الظلام
- اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل
- الفائز الأول هو العراق والشعب العراقي
- الانتخابات العراقية تحت الاحتلال
- انتخابات العراق ... عرس العراق
- يمين متطرف أم تطرف يميني
- وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو
- روزنامة نوروز
- الحوار المتمدن مثال الصحافة الحرة
- بوابة الديمقراطية الانتخابات العراقية


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - عن أي نسيج يتحدثون