أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو














المزيد.....

وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


ذلك الرحيل الصامت الذي اختفى وراء الجبال الشاهقة والتي طالما رددت أشعاراً وأغاني كما غنت للفضاء بكل حدوده دون أن تكون لها قيود تحد من هدير صوتها الذي حطم كل قيود العالم هذا العالم البائس نعم غنى لكل ما في الوجود من طيور وفراشات من زهور وورود لكل الناس لكل ما يدب على هذه البسيطة تاركاً ورائه كل ما يعكر صفو الكلمة الحرة التي كانت تخرج من صميم الأعماق من خلجات ذلك القلب الحزين الذي أبكى كل طفل وكبير.

نعم وبكل آسى رحل عاشق ( عفدال زيني و فليتي قتو وسيراني و... الخ ). رحل دون أن يودع حتى أطفالاً كبروا على صوته الذي كان يخترق كل القلوب التي ظلمت من جراء هذا الكون الظالم رحل دون أن يقرع أجراس كنيسة المهد الذي حضنته ولم يستطع أن يسلم على ذلك المنبر الشاهق والذي أحتضنه كثيراً في مشوار حياته هذه الحياة المليئة بالأسى والحزن والظمأ لمياه الحرية والكرامة التي طالما افتقدها كل من كان على شاكلة ?ره بيت.

لو كانت مجازر الأرمن تسبب بها الأكراد فأنا وباسم كل الكورد الذي يكنون لك الحب والوفاء اعتذر سلفاً عن تلك الجرائم التي أودت بحياة أطفالكم ونسائكم ورجالاتكم واعتذر لكل من ظلم وقتل بأيد كانت يوماً من الأيام تتذرع بقتلكم لتدخل الجنة اعتذر لكم ولكل أرمني دفع ضريبة وجوده على هذه البسيطة.

إن رحيل رائد الغناء الفلكلوري الكوردي ?ره بيت خا?و ستفقد الأغنية الكوردية بهذا الرحيل فناناً عظيماً كانت له بصمة على أداء هذا النوع من الأغاني وخاصة تلك التي تحمل الطابع الفلكلوري حيث أبدع ?ره بيت في أدائه لهذا اللون من الأغاني وإن مسيرة حياته كانت حافلة بهذه الأغاني التي طالما أبدع بصوته الحنون في أدائها.

إن فناناً مثل ?ره بيت خا?و والذي كان من قومية أرمنية ومسيحي الدين وكوردي اللسان حاول من خلال هذا الثالوث أن يكون مثالاً للإنسان الذي يستطيع أن يتغلب على حدود القوميات والإثنيات حيث خدم الأغنية الكوردية على مدى قرن تقريباً لم يفرق فيها بين الكوردي والأرمني وبين المسلم والمسيحي حاول من خلال تلك الأغنية التي كان يشدو بها أن يوصل ما يجول في خاطره إلى كل من يستطيع فهم كلماتها التي طالما كانت مرآة تعكس كل خلجاته.

?ره بيت خا?و ذلك الحجل الحزين الذي حاول من خلال غنائه أن يوصل رسالة سلام إلى كل البشرية من خلال عطائه اللامحدود وعاطفته الجياشة التي طغت على كل لون غنائي كان يبدع فيه.

قد تقصر الكلمات أحياناً في رثاء راحل عظيم كالذي هجرنا وأخذ معه كل الآهات والحسرات التي طالما رافقته على مدة قرن من الزمن تلك الآهات التي صارت جزءاً من تاريخ المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن وكان ?ره بيت واحداً من أولئك الذين تأثروا منها وكانت أسرته واحدة من الأسر الكثيرة التي راحت ضحية تلك العقلية المتخلفة التي نزعت أرواح الكثير من الأرمن.

?ره بيت خا?و أرحل وحيداُ فبرحيلك رحلت أخر أغنية كنت تستطيع أن تغنيها بكل حرية تغرد من خلالها كل ما يجول في ذلك القلب الدافئ الذي آثر الرحيل قبل أن ترى ذلك اليوم الذي كنت تواعد نفسك به لكي تغني وتغني كل ما تريد وكانت نفسك تتوق إليه غني آخر أغنية لأن الأغنية الفلكلورية بعدك أصبحت يتيمة بدون من يأخذ بخاطرها لرحيل واحداً من أكبر مؤديها.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روزنامة نوروز
- الحوار المتمدن مثال الصحافة الحرة
- بوابة الديمقراطية الانتخابات العراقية
- الخطاب السياسي الكوردي في سورية ثنائي الرؤى ... ازدواجي المو ...
- ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير2
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير1
- لماذا لا نرجمك أنت يا حسن الطائي؟
- الظلم القانوني للمرأة في الدول العربية
- طابا تواجد إسرائيلي أم كوردي
- أطماع تركية في كركوك الكوردستانية
- همسة عتاب إلى: -الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية-
- إلى متى ... الإحصاء الاستثنائي؟
- -حيك بابا حيك- إلى جهاد نصرة ونبيل فياض
- حجب المواقع حجب للحرية
- -الوحل- لــ دليار ديركي -رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني- ...
- -الوحل- لــ دليار ديركي -رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني- ...
- - الوحل لدليار ديركي - رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني 1 م ...
- فتاوى دينية أم فتاوى سياسية
- رهائن العراق بين الإيمان والنفاق


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو