أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود عكو - رهائن العراق بين الإيمان والنفاق














المزيد.....

رهائن العراق بين الإيمان والنفاق


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 950 - 2004 / 9 / 8 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحتار المرء في كيفية الحديث عن أزمة الرهائن في العراق ومهما كنت حيادياً عليك اتخاذ موقف من تلك الانتهاكات الصارمة لحقوق الإنسان بالدرجة الأولى ومن ثم اتهام الإسلام الحنيف من خلال وضعه في قفص الاتهام وتوجيه تهم الذبح والقتل والاختطاف باسم الدين وبغطاء شبه شرعي من قبل الكثير من رجال الدين سواءً بالفتوى العلنية لإباحة تلك الجرائم أو بالتكتم والتستر على فتاويهم أو بعدم بيان موقف رسمي حقيقي واضح وصريح من تلك الجرائم و الاكتفاء بغض الطرف والموافقة الضمنية لذلك ومن خلال هذه الموافقة الضمنية تكذيب لما جاء محمد عليه الصلاة والسلام به ألا وهو حديثه ووصفه للساكت عن الحق بأنه شيطان أخرس.

من خلال المتابعة اليومية للقنوات الإعلامية العربية خاصة والأجنبية عامة نرى أن أزمة الرهائن في العراق في طريق إلى سيطرة تامة على كل أحداث العالم من صغيرها وكبيرة أترى لأنها أزمة إنسانية حقيقة وهذا مما لا شك فيه أم هي بيان صورة مشوهة وتصدير موقف عدائي من الإسلام الذي ترتكب هذه الجرائم البشعة باسمه وتحت لواء الله أكبر وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.

بغية تسليط القليل من الضوء على هذه الأزمة اتصلت مع الكثير من رجال الدين الإسلامي بكل طوائفه ومذاهبه وحتى مع رجال دين مسيحيين وديانات أخرى ليست سماوية وتباينت مواقفهم من تلك المسألة ولكن الكل كان متفقاً على ثلاثة نقاط رئيسة حاولت تلخيصها وذلك لكثرة التركيز عليها من قبل أولئك الناس الذين اتصلت معهم.

أولاً:
اجمع جميع العلماء على ضرورة الفصل بين التسميات التي تلفظ على ألسنة الناس وهي أن المحتجز أو الرهينة يعتبر أسيراً لأن الحالة العراقية هي حالة حرب وليست حالة عادية وعلى اعتبار أن القوات الأجنبية لا زالت موجودة في العراق فتعامل الرهينة سيكون على أساس أنه أسير أسرته الجهة المقابلة من الحرب ولكن هناك إبهام وتضليل من قبل هؤلاء العلماء حول اعتبار الموظف أو المقاول أو التاجر أو حتى العسكري الذي هو مجبراً تحت إمرة قائده ودولته من خوض المعركة في العراق لأن الإسلام يعتبر كل الجنود في حالة حرب باغية وليس مدافعاً عن نفسه فالواجب على العسكري أو الجندي أن يقف ضد قائده لأنه وبمبدأ إسلامي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وباعتبار الحرب على العراق لم توافق عليه الأغلبية الدينية الإسلامية فيعتبر هذا عملاً في معصية الخالق ولكن البعض من العلماء أكد أن العسكري المجند تجنيداً إجبارياً في بلده وجاء لخوض المعركة هو مأمور أي لا حول له ولا قوة وباعتبار الحرب شنت على نظام صدام حسين الكافر كما وصفته كل المراجع تعتبر الحرب هي حالة دفاع عن الشعب العراقي وليست ضد الشعب العراقي.

ثانياً:
اعتبار الرهينة إنساناً لا علاقة له بحكومة بلاده لأنه قد يكون منتسباً إلى تلك الحكومة فقط بالجنسية أو الإقامة في حين قد يكون إنساناً مسالماً إلى درجة عالية ويجب التفريق بين الحكومات ورعايا تلك الحكومات فنادراً ما تجد شعباً راضياً كل الرضا عن حكومته أي أن هناك دائماً معارضون ومخالفون لأراء ومواقف السلطة الحاكمة من أبناء شعوب تلك الحكومات ويجب الفصل كل الفصل بين هاتين النقطتين.

ثالثاً:
الرفض القاطع لإلحاق اسم الدين الإسلامي الحنيف بأعمال تلك الجماعات الإرهابية التي غرضها الوحيد تشويه سمعة الإسلام وتكثير أعدائه في العالم وخصوصاً في الغرب وأمريكا.

على الرغم أن أعمال تلك الجماعات ترتكب باسم الإسلام وتحت لواءه لكن الإسلام بريء من تلك الجرائم لأن مبادئ الإسلام تنطوي على احترام كرامة الإنسان وحماية حقوقه احترام حقوق الأسرى وضمان سلامتهم.

من جهة أخرى رفض الكثير من رجال الدين أن يبرزوا هذا الموقف على الملأ وعلى الفضائيات لأسباب لم تكن مقنعة برأي وطلبوا مني عدم كشفها و سأكون وفياً لهم فيها.

أما ما يتعلق بشرعية الوجود الأمريكي والحرب على العراق فكان الموقف مزدوجاً فذهب قسم بأنه كانت أمريكا محقة في الحرب على نظام صدام لأن ظالم ويجب أن تأتي قوة أكبر منه لإزاحته عن الحكم و تحرير الشعب العراقي من براثن الطغيان والظلم والتنكيل في حين ذهبت مجمعة أخرى إلى رفض الاحتلال وإلقاء اللوم على الحكومات العربية بشكل خاص والإسلامية بوجه عام حيث كان من واجب تلك الحكومات أن تتدخل في الوضع العراقي وتحرير الشعب العراقي من حكومة متسلطة ظالمة ليست أهلاً إلا للقتل والتشريد والتنكيل والظلم فكان من المفترض أن تكون القوات العربية والإسلامية هي اليوم تسير أمور العراق حتى يستطيع أن يرجع إلى الحظيرة العربية والدولية ولا تكون أمريكا وبريطانيا هي القوة الداعمة للحكومة العراقية المؤقتة وهي الناظمة لأمور البلاد والمسيطرة على مقدراته وتوجها لمصالحها الخاصة.

من خلال هذه العجالة أي إسلام هو الذي يبيح قتل الإنسان الأعزل؟
أي رجل دين هذا الذي يوافق على ذبح إنسان بريء لا حول له ولا قوة؟
أي رجل دين يخاف أن يعلن الإسلام الحقيقي ويتمسك بالصمت ويرى هذه الانتهاكات الصارمة التي ترتكب بحق الأبرياء وتحت لواء الدين وقتل الإنسان باسم الله عز وجل والتكبير عليه دون خوف من هذا الإله؟
إذا كان الدين والتدين والجهاد هكذا فالنفاق والكفر الكبائر كيف تكون؟؟؟!!!
لن أقول أكثر من هذا القول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإن لله وإن إليه راجعون.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكوردية بين مصطلح اللغة والمواقف السياسية
- من قال أن الرجال لا يبكون ؟؟!!
- كفاكم زيفاً للحقائق إلى منذر الموصلي
- للحب رائحة الخبز رؤية مغايرة للحب
- الكورد بين الوطنية السورية والقومية الكوردستانية
- القضية الكوردية بين مطرقة الحكومة وسندان المعارضة
- ممنوع المغادرة
- ضعفاء النفوس واغتنام الفرص
- العمليات الانتحارية فدائية في العراق إرهابية في السعودية
- يؤسفني الرد على أمثالكم
- نقد وانتقاد كله تجريح للذات
- ما الغريب في سجن أبو غريب؟!
- سياسة المنجمين وسياسة المثقفين
- الإناء ينضح بما فيه
- حقيقة لا بد منها
- وإذا القامشلي سئلت بأي ذنب قتلت
- حرية المرأة والقوانين الدولية
- عاشوراء الدم ... عاشوراء الشهادة
- حقد عربي أم عربي حاقد ميشيل كيلو نموذجاً
- سجالات رخيصة على طاولة مستديرة


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود عكو - رهائن العراق بين الإيمان والنفاق